الأردن: رئيس الوزراء من خارج «الخيارات التقليدية»

جعفر حسان على رأس «حكومة اقتصادية»

كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان
كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان
TT

الأردن: رئيس الوزراء من خارج «الخيارات التقليدية»

كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان
كتاب عن الاقتصاد الأردني لرئيس الوزراء المُعين جديداً جعفر حسان

كلّف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مدير مكتبه، جعفر حسان، رئيساً للوزراء خلفاً لبشر الخصاونة. وشكل اختيار رجل للمنصب من خارج «الخيارات التقليدية»، مفاجأة لنخب سياسية شغلها البحث عن شخصية سياسية وازنة لقيادة مرحلة عنوانها «مواجهة مجلس النواب الجديد»، الذي شهد فوز حزب جبهة العمل الإسلامي بـ31 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، ليكون أكبر كتلة برلمانية للمرة الأولى.

يذكر أن حسان بدأ حضوره في العمل العام، مطلع الألفية، عندما تردد اسمه في مواقع الإدارات الرئيسية في الديوان، لكنه ظل متحفظاً في حضوره وظهوره الاجتماعي والإعلامي، ومن عمله في وزارة التخطيط مع رؤساء وزراء عديدين.

توقعت مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن تتضح صورة الحكومة الجديدة التي يطغى عليها الاهتمام الاقتصادي، قبل نهاية الأسبوع الجاري، وأن يشهد الأردن تجاذبات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.


مقالات ذات صلة

الأردن: الملك عبد الله يكلّف جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة

المشرق العربي ملك الأردن عبد الله الثاني (الديوان الملكي)

الأردن: الملك عبد الله يكلّف جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة

كلف ملك الأردن عبد الله الثاني، اليوم الأحد، الدكتور جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة الدكتور بشر الخصاونة، التي قبِل استقالتها.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي أحد عناصر الجيش الأردني

الجيش الأردني يحبط محاولتَي تسلل وتهريب بواسطة طائرة مسيّرة

أحبط الجيش الأردني اليوم (السبت)، محاولتَي تسلل وتهريب لكميات من المواد المخدرة على واجهتها الغربية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي أفراد شرطة إسرائيليون يقفون حراساً في المنطقة القريبة من معبر جسر أللنبي بين الضفة الغربية والأردن (رويترز) play-circle 01:08

الأردن: إغلاق جسر الملك حسين حتى إشعار آخر

أعلنت إدارة أمن الجسور التابعة لمديرية الأمن العام في الأردن، استمرار إغلاق جسر الملك حسين أمام حركة المسافرين المغادرين والقادمين والشحن، اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي جنود إسرائيليون عند معبر «جسر أللنبي» بين الضفة الغربية والأردن (إ.ب.أ) play-circle 00:33

إسرائيل تحاصر الفلسطينيين وتغلق آخر منافذهم للعالم

مع إغلاق إسرائيل جسر أللنبي من جهتها (والمعروف أردنياً بالملك حسين) الواصل بين الضفة والأردن، تكون تل أبيب وضعت بشكل رسمي جميع الفلسطينيين بالضفة في عزلة تامة.

كفاح زبون (رام )
المشرق العربي سيارة خدمات طبية تسير بالقرب من موقع إطلاق سائق شاحنة النار على جسر اللنبي المعروف أيضاً باسم جسر الملك حسين بالقرب من أريحا في الضفة الغربية (إ.ب.أ) play-circle 01:08

ماذا نعرف عن المعابر الثلاثة بين الأردن وإسرائيل؟

لفت حادث مقتل 3 إسرائيليين، الأحد، في عملية مسلحة نفَّذها أردني اقترب من جسر «الملك حسين - اللنبي» من ناحية الأردن، الأنظار للمعابر الرابطة بين الأردن وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير: نظام الاتصالات منخفض التقنية ينقذ السنوار من الموت المحتم

زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار (د.ب.أ)
زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار (د.ب.أ)
TT

تقرير: نظام الاتصالات منخفض التقنية ينقذ السنوار من الموت المحتم

زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار (د.ب.أ)
زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار (د.ب.أ)

كان من الممكن أن يكون زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار مقتولاً اليوم، لولا نظام الاتصالات منخفض التقنية الذي يحميه من شبكة جمع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، حسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

لقد تجنّب السنوار، إلى حد كبير، المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها، والتي أدت إلى موت نشطاء آخرين في «حماس».

وبدلاً من ذلك، فإن السنوار يستخدم نظاماً معقّداً من الرسائل والرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد التي تسمح له بتوجيه عمليات «حماس» حتى في أثناء الاختباء داخل الأنفاق تحت الأرض، وفقاً لوسطاء في وقف إطلاق النار.

أزعجت هذه الطريقة منخفضة التقنية وسائل الاتصال العسكرية الإسرائيلية، العازمة على العثور على مهندس هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وبدء الحرب في غزة.

حتى مع السيطرة العسكرية على قطاع غزة لم تتوصل المخابرات الإسرائيلية إلى السنوار الذي تضعه على رأس لائحة استهدافاتها. ولم يُشاهد السنوار علناً منذ بدء الحرب في الخريف الماضي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أنه مختبئ في مدينة غزة. إن لمحة عن كيفية بقاء السنوار على قيد الحياة تأتي من وسطاء عرب نقلوا الرسائل ذهاباً وإياباً خلال محادثات وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل، التي لا تتحدث مباشرة مع بعضها.

قال الوسطاء إن الرسالة النموذجية من السنوار ستكون الآن مكتوبة بخط اليد، ويجري تمريرها أولاً إلى عضو موثوق به في «حماس» ينقلها على طول سلسلة من الرسل، وقد يكون بعضهم مدنيين. وغالباً ما تكون الرسائل مشفرة، برموز مختلفة لمتسلمين مختلفين وظروف وأوقات مختلفة، بناءً على نظام طوّره السنوار وسجناء آخرون في أثناء وجودهم داخل السجون الإسرائيلية.

وقال الوسطاء إن المذكرة قد تصل بعد ذلك إلى وسيط عربي داخل غزة، أو عميل آخر لحركة «حماس» يستخدم هاتفاً أو طريقة أخرى؛ لإرسالها إلى أعضاء الجماعة.

لقد أصبحت أساليب اتصالات السنوار أكثر حذراً وتعقيداً، إذ تمكّنت إسرائيل من العثور على رفاقه رفيعي المستوى وقتلهم، خصوصاً هجوم بيروت الذي قتل نائب الزعيم السياسي لـ«حماس»، مؤسس الجناح العسكري للجماعة، صالح العاروري.

سلوك شخصي صارم

يقول رئيس الشؤون الفلسطينية السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتاين: «أنا متأكد تماماً من أن هذه الطريقة (منخفضة التقنية) هي أحد الأسباب البارزة التي جعلت الجيش الإسرائيلي لا يجد السنوار». وأضاف: «إنه (السنوار) يحافظ حقاً على جميع أنماط سلوكه الشخصية الأساسية بشكل صارم للغاية».

رفضت «حماس» الإجابة عن أسئلة حول كيفية تواصل السنوار.

وتتمتع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ببعض من أكثر القدرات تطوراً في العالم لاعتراض الاتصالات الإلكترونية التي تُسمّى غالباً «استخبارات الإشارات».

وبعد مقتل العاروري، تحوّل السنوار بالكامل تقريباً إلى المذكرات المكتوبة بخط اليد والاتصالات الشفوية، وأحياناً يتداول التسجيلات الصوتية عبر دائرة صغيرة من المساعدين، وفقاً لوسطاء عرب.

وقد أعقب مقتل العاروري عدد من عمليات القتل الأخرى لكبار المسؤولين في «حماس» و«حزب الله».

ففي يوليو (تموز)، شنّت إسرائيل غارة جوية ضخمة قالت إنها قتلت القائد العسكري الأعلى لـ«حماس»، محمد الضيف. وفي ذلك الشهر، أكدت إسرائيل أيضاً أنها قتلت الزعيم السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، في ذلك الوقت، في طهران، وشنت غارة على مبنى سكني في بيروت أودت بحياة فؤاد شكر، أحد قادة «حزب الله» الأساسيين الذي أفلت من الولايات المتحدة لعقود من الزمن.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن قائد «حزب الله» تم توجيهه إلى شقة بعد تلقي مكالمة هاتفية من المرجح أن تكون من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لـ«حزب الله».

وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية الذي عاش في غزة، عزمي كيشاوي: «إنهم يعرفون حال استخدامهم أي أجهزة إلكترونية فستُكتشف».

وقال إن السنوار عاد إلى طرق «حماس» القديمة. إن النهج البدائي الذي يتبعه السنوار في التعامل مع الاتصالات يعود إلى نظام استخدمته «حماس» في سنواتها الأولى، الذي تبناه زعيم «حماس» عندما اعتُقل في عام 1988 وسُجن لاحقاً في سجن إسرائيلي، وفقاً لخبراء في المجموعة.

قبل سجنه، أسّس السنوار شرطة الأمن الداخلي لـ«حماس» التي طاردت المشتبه بتعاونهم مع إسرائيل. وكانت هذه الشرطة نشطة في السجون الإسرائيلية؛ إذ جنّدت عملاء داخل السجن يُطلق عليهم «السواعد» الذين وزّعوا الرسائل المشفرة من قسم إلى آخر، وفقاً لكتاب «ابن حماس» الذي كتبه عميل سابق في الحركة تحول إلى جاسوس إسرائيلي.

وفقاً للكتاب، كان السواعد يلفون الرسائل المكتوبة بخط اليد في خبز أبيض، ويشكلونها على شكل كرات، ثم يتركونها تجف وتتصلب. ومثل لاعبي البيسبول، كان العملاء يرمون الكرات من قسم إلى آخر في السجن، وهم يصرخون «بريد من مقاتلي الحرية!». وتقدّر إسرائيل أن السنوار أمضى سنوات في التخطيط لحرب كبرى مع إسرائيل، بما في ذلك بناء شبكة أنفاق واسعة النطاق. وقال المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ميلشتاين، إن استعدادات السنوار شملت على الأرجح إنشاء شبكة اتصالات مع إسرائيل.

إن الأساليب التي يستخدمها السنوار، وفق التقرير، فعالة للغاية، لدرجة أن مطارديه لا يستطيعون استبعاد أنه ليس في غزة. إن الوصول إلى السنوار أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة إلى الإسرائيليين.

تواصل سريع عند الضرورة

وخلال مفاوضات وقف إطلاق النار، من غير الواضح ما إذا كان تأخير عملية الاتصال تكتيكاً تفاوضياً أم انعكاساً لبروتوكولات السنوار الصارمة. لكن السنوار تمكّن من التواصل بسرعة عند الضرورة.

وكتب في رسالة إلى هنية في أبريل (نيسان) بعد مقتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية: «نقدّم إليك وإلى عائلتك الموقرة تعازينا الحارة وبركاتنا على تضحياتك المقدسة».

ووفقاً لمسؤولين عرب، وصلت هذه الرسالة إلى هنية عبر سعاة بعد ساعات فقط من مقتلهم.

وليس من الواضح كيف كان السنوار ينقل أوامره خلال المفاوضات. وقد عرفت إسرائيل منذ عقد من الزمان على الأقل أن «حماس» أنشأت نظام هاتف أرضياً في أنفاقها تحت الأرض. كانت عملية «الكوماندوز» الإسرائيلية الفاشلة في عام 2018 التي أشعلت تبادل إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» لبضعة أيام، محاولة من قِبل الجيش الإسرائيلي للتنصت على شبكة الهاتف التابعة لـ«حماس»، وفقاً لبيان عام لاحق من الحركة.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على العملية. في بداية الحرب الحالية، كان الوسطاء يسعون إلى التوسط في صفقة رهائن بين إسرائيل و«حماس» من شأنها أن تمنع الغزو العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة، وأرسلوا رسلاً داخل غزة للقاء أعضاء الجناح العسكري للحركة وتمرير رسائل مشفرة.

وقال الوسطاء إن السنوار نظّم أيضاً مكالمات هاتفية مع الوسطاء على شبكة الهاتف الثابت لـ«حماس» في الأنفاق، باستخدام رموز لتحديد اليوم والوقت بالإضافة إلى الأسماء المستعارة في الرسائل لإعداد المكالمات. وقال الوسطاء إن السنوار استخدم في بعض الأحيان أسماء الأشخاص الذين كانوا معه في السجن لإخفاء هويته الحقيقية.

وقال الخبير في الحرب الإلكترونية، زميل الأبحاث المشارك في معهد الخدمات المتحدة الملكي في لندن، توماس ويثينغتون، إنه على الرغم من حرصه فإن زعيم «حماس» لا يحتاج إلا إلى ارتكاب خطأ واحد لإعطاء إسرائيل فرصة. وقال ويثينغتون: «تلك الثانية التي تنسى فيها الانضباط، يمكن أن توقع حكم إعدامك».