«الخماسية» تعاود حراكها لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة

ستدعو إلى «تحرير الرئاسة» من حرب غزة والانتخابات الأميركية

من الاجتماع الأخير للجنة «الخماسية» في مقر السفارة الفرنسية بقصر الصنوبر في بيروت (السفارة الفرنسية)
من الاجتماع الأخير للجنة «الخماسية» في مقر السفارة الفرنسية بقصر الصنوبر في بيروت (السفارة الفرنسية)
TT

«الخماسية» تعاود حراكها لإخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة

من الاجتماع الأخير للجنة «الخماسية» في مقر السفارة الفرنسية بقصر الصنوبر في بيروت (السفارة الفرنسية)
من الاجتماع الأخير للجنة «الخماسية» في مقر السفارة الفرنسية بقصر الصنوبر في بيروت (السفارة الفرنسية)

بعد جمود كلي شهده الملف الرئاسي خلال عطلة الصيف، عاود سفراء «اللجنة الخماسية» الدولية المعنية بالشأن اللبناني اجتماعاتهم، سعياً للدفع قدماً بالملف ووضع حد للشغور الرئاسي الذي يُنهي الشهر المقبل عامه الثاني.

واجتمع السفير السعودي وليد البخاري، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وسفير الجمهورية الفرنسية هيرفيه ماغرو، وسفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر في بيروت.

ماذا في جعبة «الخماسية»؟

وقالت مصادر دبلوماسية اطّلعت على اللقاء لـ«الشرق الأوسط»، إن «السفراء وضعوا بعضهم بعضاً في جو ما خلصت إليه جولاتهم السابقة مع القيادات اللبنانية، واتفقوا على أن يواصلوا هذه الجولات في الأيام والأسابيع المقبلة». وأكد المصدر أن «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت خلال الشهر الحالي، أو حداً أقصى مطلع الشهر المقبل، في إطار ترجمة ما خلص إليه لقاؤه مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا مطلع هذا الشهر». وأضاف المصدر: «كذلك تداول المجتمعون الوضع في المنطقة، مشددين على أن ما يحصل يوجب على اللبنانيين التحصن بالتفاهم لانتخاب رئيس؛ لأنه لن يُقدم أحد إليهم حلولاً جاهزة للتطبيق».

وبينما لم يصدر أي بيان عن المجتمعين، رجحت مصادر معنية بالملف الرئاسي أن يبدأ السفراء قريباً حراكهم على القيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية، كل على حدة، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ذلك لا يعني أنها تحمل طرحاً جديداً تروّج له، إنما ستواصل الحث على التلاقي والتشاور للوصول إلى قواسم مشتركة تسمح بإخراج الملف من عنق الزجاجة».

وأوضحت المصادر أن السفراء سيركزون على «نقطتين أساسيتين، ألا وهما وجوب فك ربط الرئاسة اللبنانية بحرب غزة ونتائجها، كما بالانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن الحرب قد تطول، وهي تبدو من دون أفق، أما الرئاسة الأميركية ونتائجها فلا علاقة لها بهوية الرئيس اللبناني العتيد»، مذكرة بأن الرئيس ميشال عون انتخب قبل شهرين من الانتخابات الأميركية عام 2016.

وحسب المعلومات، لم يطلب السفراء بعد أي لقاء لا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

الخماسية أقرب لـ«الثنائي الشيعي»؟

ويُعد «الثنائي الشيعي» («حزب الله» و«حركة أمل») أن «الخماسية» باتت أقرب إلى طرحه؛ إذ بات أعضاؤها ومنذ فترة يسوقون للحوار الذي يسبق جلسة الانتخاب. وقال السفير المصري علاء موسى مؤخراً إن «وصولنا إلى انتخاب رئيس في لبنان لا يُمكن أن يمر من دون حوار أو تشاور».

واستهجنت مصادر حزب «القوات اللبنانية» الحديث عن أن «الخماسية» باتت أقرب لطروحات الرئيس بري الرئاسية منها لطروحات المعارضة، فشددت على أن «الخماسية مع انتخاب رئيس للجمهورية، وتريد أن تتم هذه العملية وفقاً للدستور، وما هو مؤكد أنها لا تغطي تجاوز هذا الدستور، لكنها تسعى للوصول إلى مساحات مشتركة. وبالنسبة إلينا المساحة المشتركة الوحيدة هي الدستور اللبناني».

وعدّت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تسليم بري بالجلسة المفتوحة بدورات متتالية لا يفترض التعاطي معه بوصفها هدية يقدمها إلى المعارضة، باعتبار أنه بهذا الموقف إنما يلتزم بالدستور، والمطلوب منه اليوم أن يواصل هذه العملية بالدعوة لجلسة انتخاب وإسقاط إلزامية الحوار التي تسبق الجلسة».

خراب البلد

وفي تصريح له السبت، شدد النائب عن كتلة نواب «حركة أمل» (كتلة «التنمية والتحرير») علي خريس، على «ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، وقال: «نحن نعوّل على دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، وهذا مطلوب في أسرع وقت. فدعوته وطنية صادقة وجادة لإنقاذ البلد، ولا سبيل لنا إلا الحوار لحل كل القضايا والمشكلات».

وعدّ خريس أن «من يرفض هذه الدعوة كأنه يقول لا نريد رئيساً للجمهورية ويدعو لخراب البلد، فالواجب الوطني هو تلبية الحوار».


مقالات ذات صلة

حملة واسعة لمنع تعليم أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين في لبنان

المشرق العربي تلامذة في إحدى المدارس اللبنانية (المركزية)

حملة واسعة لمنع تعليم أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين في لبنان

شنّ «التيار الوطني الحر» حملة واسعة ضد الحكومة اللبنانية؛ لسماحها بتسجيل أولاد السوريين النازحين غير الشرعيين، وانضم إلى الحملة حزب القوات اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي حطام بالقرب من مبنى متضرر بعد غارة إسرائيلية في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

«حزب الله» يحاول إعادة التوازن مع إسرائيل بقصف مستعمرات جديدة

كثّف «حزب الله» في الساعات الماضية قصفه مناطق الجليل، مستخدماً رشقات صاروخية كبيرة أدت إلى تدمير دبابة «ميركافا»، وذلك بعد قصف إسرائيلي طال منطقة النبطية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لقاء حزبي بالشويفات لإنهاء الإشكالات الدرزية - الشيعية في الجبل

لقاء حزبي بالشويفات لإنهاء الإشكالات الدرزية - الشيعية في الجبل

يعقد يوم الأحد المقبل في مقرّ بلدية الشويفات لقاء حزبي للتأكيد على وحدة الموقف من «دعم المقاومة» في مواجهة العدوان الإسرائيلي وتطويق بعض الإشكالات في قرى الجبل.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي بوريل مجتمعاً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (أ.ف.ب)

الاهتمام الدولي بلبنان يتأرجح على وقع تطورات الجبهة الجنوبية

يتبدّل الاهتمام الدولي بلبنان بتبدّل التطورات العسكرية على الجبهة الجنوبية، وخطر اندلاع حرب موسعة بين «حزب الله» وإسرائيل أو تراجعها.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«حزب الله» يهدد بتهجير مزيد من المستوطنين من شمال إسرائيل 

هدّد «حزب الله» بتهجير المزيد من المستوطنين من شمال إسرائيل، حال قررت تل أبيب «توسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب اللبناني».

بولا أسطيح (بيروت)

خمسة قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

خمسة قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

قُتل خمسة أشخاص، السبت، في ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، حسبما أفاد الدفاع المدني في القطاع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف مسلّحين في حركة حماس.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، إنّ آلاف الفلسطينيين النازحين بسبب الحرب التي دخلت شهرها الـ12، لجأوا إلى مدرسة شهداء الزيتون.

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّه «تم انتشال خمسة شهداء بينهم طفلان وسيّدة وعدد من الجرحى والمصابين من تحت الركام، بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين مدرسة شهداء الزيتون في حي الزيتون في مدينة غزة».

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنّه نفّذ «ضربة محدّدة» الأهداف على مجمّع المدرسة الذي «كان يستخدمه إرهابيو حماس».

نازحون فلسطينيون ينتظرون أمام مركز لتوزيع المياه في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق، السبت، أفاد الدفاع المدني بأن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في مدينة غزة ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً من عائلة واحدة على الأقل، بينما نفذ الجيش الإسرائيلي غارات مماثلة في أجزاء أخرى من القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس» خلال الليل، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل.

وفي الأشهر الأخيرة، استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من المدارس التي تحوّلت إلى ملاجئ، متهماً «حماس» باستخدامها لإخفاء مسلّحين بين السكان المدنيين، الأمر الذي تنفيه الحركة الإسلامية.

والأربعاء، أسفرت غارة مماثلة على مدرسة في النصيرات في وسط قطاع غزة، عن مقتل 18 شخصاً على الأقل، وفق الدفاع المدني.

وقال مسؤولون في منظمة الأمم المتحدة إنّ ستة من القتلى كانوا من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).

ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم حوالى 2.4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل خلال هذه الحرب، التي اندلعت في أعقاب هجوم شنّته حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ولجأ الكثير من هؤلاء النازحين إلى المدارس بحثاً عن الأمان.