سرطان وجوع ونزوح... مناشدات لإنقاذ رضيع من غزة

الطفل عاطف تايه (وسائل إعلام فلسطينية)
الطفل عاطف تايه (وسائل إعلام فلسطينية)
TT

سرطان وجوع ونزوح... مناشدات لإنقاذ رضيع من غزة

الطفل عاطف تايه (وسائل إعلام فلسطينية)
الطفل عاطف تايه (وسائل إعلام فلسطينية)

ينهش السرطان في جسد الرضيع عاطف تايه البالغ من العمر 5 أشهر، الذي ولد خلال الحرب، وعلى وقع نزوح متكرر لأسرته من شمال غزة، بسبب النقص الحاد في الغذاء والعلاج.

وتقف أسرة الطفل عاجزة عن توفير العلاج والغذاء له، وتظهر صور انتشرت للطفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية أنه فقد وزنه، وأصبح أقرب إلى هيكل عظمي.

ونزحت أسرة تايه شمالاً إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، وسط نزوح متكرر جراء قصف الجيش الإسرائيلي على غزة، الذي خلف أكثر من 41182 فلسطينياً وأصاب 95280 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفق وزارة الصحة في القطاع.

ويعيش تايه حالياً في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتنعدم فيها سبل الرعاية الصحية، فيما تأمل أسرته إنقاذه من حافة الموت، وفق وسائل إعلام فلسطينية.

ويحتاج الطفل الذي يعاني من سرطان في الحالب وسوء تغذية إلى رعاية صحية دائمة وعاجلة وحليب خاص، وهي أمور غير متوفرة في القطاع المحاصر.

وتقول أمل تايه، والدة الطفل عاطف، إن وزن طفلها بدأ يتناقص تدريجياً، وإن الأطباء في شمال القطاع أكدوا لها إصابته بسوء التغذية، مضيفة أنها لم تجد له أي علاج، على الرغم من تنقلها بين مختلف المراكز الصحية والمؤسسات الطبية بشمال القطاع.

كما يعاني الرضيع من نقص وسائل التهوية داخل خيمته المصنوعة من النايلون والقماش؛ حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير وتصل إلى 35 درجة مئوية.

وتحلم عائلة الطفل المصاب بالسرطان بإمكانية خروجه من القطاع المحاصر، وسط إغلاق للمعابر، وتوفير حياة أفضل بعيداً عن المعاناة والألم.

ويواجه نحو 3500 طفل في قطاع غزة خطر الموت نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين يحتاج نحو 10 آلاف مريض بالسرطان إلى السفر لتلقي العلاج خارج القطاع، وفقاً لأحدث إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ومع الحرب الإسرائيلية نزح أكثر من مليوني فلسطيني من منازلهم، يعيشون حالياً في ظروف غير إنسانية، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مؤخراً.

وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص حيث لم يتلقَّ من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.

ويعدّ معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر، قبل أن تقوم إسرائيل في 7 مايو (أيار) المنصرم بعملية برية وتسيطر على المعبر الحدودي. وتدخل إلى غزة حالياً مستلزمات طبية ومساعدات دولية «محدودة جداً» تمر عبر إسرائيل، ولا تكفي حاجة سكان القطاع الذين يعانون أوضاعاً إنسانية وصحية كارثية.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: صاروخ أطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة

شؤون إقليمية القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صواريخ أُطلقت من لبنان (أرشيفية - أ.ب)

الجيش الإسرائيلي: صاروخ أطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة

قال الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم (الأحد)، إن صاروخاً «أرض-أرض» أطلق على وسط إسرائيل من اليمن وسقط في منطقة غير مأهولة دون أن يتسبب في إصابات.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون ينتظرون أمام مركز لتوزيع المياه في دير البلح بوسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

نفق في الضفة «يخيف» إسرائيل

أثار نفق غير مكتمل، أعلن الجيش الإسرائيلي العثور عليه في طولكرم، شمال الضفة الغربية، خوفاً لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن التصعيد الجاري في الأراضي

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي قذائف مدفعية إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان (إ.ب.أ)

«حزب الله» يحذّر من «حرب شاملة»: ستؤدي إلى نزوح المزيد من الإسرائيليين

أعلن «حزب الله» في لبنان، السبت، أنّ حرباً شاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح «مئات الآلاف الإضافية» من الإسرائيليين، مؤكداً أنه لا يسعى للمبادرة بها.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي آثار الدمار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة لـ«الأونروا» في وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

خمسة قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

قُتل خمسة أشخاص السبت في ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، حسبما أفاد الدفاع المدني في القطاع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه استهدف مسلّحين

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يمرون أمام المباني المدمرة في رفح بقطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: «خطة الجنرالات» الإسرائيلية تهدد مسار المفاوضات

ظهرت للعلن خطة إسرائيلية من داخل الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أُطلق عليها «خطة الجنرالات» تستهدف تهجير سكان شمال القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حزب الله» يحاول إعادة التوازن مع إسرائيل بقصف مستعمرات جديدة

حطام بالقرب من مبنى متضرر بعد غارة إسرائيلية في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)
حطام بالقرب من مبنى متضرر بعد غارة إسرائيلية في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يحاول إعادة التوازن مع إسرائيل بقصف مستعمرات جديدة

حطام بالقرب من مبنى متضرر بعد غارة إسرائيلية في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)
حطام بالقرب من مبنى متضرر بعد غارة إسرائيلية في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

كثّف «حزب الله» في الساعات الماضية قصفه مناطق الجليل، مستخدماً رشقات صاروخية كبيرة، كما أعلن عن تدمير دبابة «ميركافا»، وذلك بعد قصف إسرائيلي طال منطقة النبطية، وأدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، مساء الجمعة، بينما كان لافتاً حديث نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، عن أن الحزب لن يبادر إلى حرب مع إسرائيل «لأنها من دون جدوى».

وقال قاسم في خطاب ألقاه السبت، إن «جبهة المساندة مستمرة في لبنان طالما الحرب في غزَّة مستمرة، وتزيد وتيرة هذه المساندة كلما زادت إسرائيل من عدوانها، وأمَّا التهديد بالحرب علينا في لبنان فهو لا يخيفنا (...) وليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب، وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم».

وبدا واضحاً أن «حزب الله» يحاول كبح التوجه الإسرائيلي لقصف العمق اللبناني في الجنوب، من خلال قصف مستعمرات إسرائيلية لم يتم إخلاؤها من السكان، في محاولة للضغط على إسرائيل التي نفذت نحو 50 غارة في عمق الجنوب اللبناني، بعيداً عن مسرح المواجهات التقليدي عند خط الحدود، ما أدى إلى زيادة عدد النازحين من الجنوب بنحو 7 آلاف شخص، وفقاً للأمم المتحدة، ليرتفع إجمالي النازحين إلى 114 ألف لبناني. وطالت الغارات الإسرائيلية حديثاً بلدات غير حدودية في النبطية وكفر جوز وأطراف زبقين والشعيتية وفرون والغندورية وياطر والقليلة والبياضة والخريبة وحانين والطيري والمنصوري ومجدل زون ورشاف وجويا.

وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن توسيع «حزب الله» مدى نيرانه وتركيزه على مناطق صفد وطبريا وروش بينا، وأعلن الحزب قصفه قاعدة ومقر لواء المدفعية والصواريخ الدقيقة 282 ومخازن التسليح والطوارئ التابعة له، في يفتاح إليفليط شمال غربي بحيرة طبريا، بعشرات صواريخ «الكاتيوشا». كما أشار الحزب إلى تنفيذ هجوم جوي بمسيرة انقضاضية على مقر لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، مستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده. وطال قصف الحزب مرابض مدفعية في الزاعورة وموقعي حدب يارين وحدب يارون.

وفي بيانات سابقة، أعلن «الحزب» استهداف مقر الفيلق الشمالي وقاعدة فرقة الجليل الإسرائيليين في مستوطنة عميعاد، بعشرات من صواريخ «الكاتيوشا». كما قال إن مقاتليه دمروا دبابة «ميركافا» على الطريق بين رويسات العلم وزبدين بصاروخ موجه بعد إصابتها بشكل مباشر.

وفي المقابل، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان بشن إسرائيل غارة من مسيّرة على الحي الغربي في بلدة ميس الجبل، ومنطقة القندولي، وإطلاق المدفعية الإسرائيلية قذائف حارقة على أطراف بلدة الضهيرة في القطاع الغربي.

وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن طائرات حربية إسرائيلية أغارت على مبنى عسكري «عمل من داخله مخربون من (حزب الله)، بالإضافة إلى مبنى عسكري آخر لـ(حزب الله) في بليدا جنوب لبنان»، لافتاً إلى أن «الغارات شملت أيضاً المنصّة الصّاروخيّة الّتي استُخدمت لعمليّة إطلاق القذائف نحو منطقة الجليل، صباح السبت، في جنوب لبنان». وتحدث أدرعي عن تفعيل الإنذارات في منطقة الجليل الأعلى بعد إطلاق 55 قذيفة صاروخية من لبنان.

بدورها، أشارت «القناة 12» الإسرائيليّة إلى «سقوط صواريخ بمناطق مفتوحة في روش بينا وشمال بحيرة طبريا في الجليل الأعلى، واندلاع حرائق».

وبينما ذكر موقع «معاريف» أنّه «جرى إطلاق نحو 60 صاروخاً من لبنان باتجاه صفد وطبريا في الجليل الأعلى، منذ ليل الجمعة - السبت»، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن 6 فرق إطفاء تحاول السيطرة على حريق في منطقة عميعاد بالجليل الأعلى بعد سقوط صواريخ من لبنان.