رئيس «الدولة» الصيني: طفرة في التعاون مع السعودية

أكَّد أن الجانبين يعملان على تنفيذ ما تم التوافق عليه في قِمم 2022

رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لحظة وصوله إلى الرياض (الخارجية الصينية)
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لحظة وصوله إلى الرياض (الخارجية الصينية)
TT
20

رئيس «الدولة» الصيني: طفرة في التعاون مع السعودية

رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لحظة وصوله إلى الرياض (الخارجية الصينية)
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لحظة وصوله إلى الرياض (الخارجية الصينية)

أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، عن تطلّعه إلى أن تواصل السعودية والصين «تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية وتوسيع التعاون متبادل المنفعة بين البلدين في شتى المجالات، وترسيخ أساس للصداقة بين الشعبين الصيني والسعودي، بما يرتقي بالعلاقات الصينية السعودية إلى مستوى أعلى، ويقود العلاقات الصينية الخليجية والعلاقات الصينية العربية لتحقيق تطور أكبر» خلال زيارته الرسمية التي بدأها الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض.

مباحثات معمّقة مع ولي العهد

وأعرب لي تشيانغ عن سعادته بزيارة «السعودية الجميلة والغنيّة» مضيفاً: «يطيب لي أن أتقدم نيابة عن الصين حكومة وشعباً بالتحيات الصادقة والتمنيات الطيبة إلى حكومة المملكة وشعبها المضياف والصديق» ونوّه إلى أن البلدين يرتبطان بـ«صداقة تاريخية راسخة رغم المسافة البعيدة التي تفصلهما».

الحضارتان العربية والصينية عبر طريق الحرير

وعرّج لي تشيانغ خلال حديثه على الحضارتين الصينية والعربية كونهما من الحضارات البشرية العريقة، حسب وصفه، وقال: «تربط الحضارتان بعضهما ببعض عبر طريق الحرير القديم قبل أكثر من 2000 سنة، وتتلألآن في مسيرة التاريخ، وتساهمان بشكل مشترك في تقدم الحضارات العالمية على مدى الـ34 عاماً الماضية منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية».

نتائج مثمرة للتعاون

وأكّد لي تشيانغ أن العلاقات الثنائية «شهدت طفرة من التطور وحقّق التعاون العملي نتائج مثمرة بفضل الجهود المشتركة المبذولة من الجانبين مما نصَّب قدوة للعلاقات بين الصين والدول العربية والتعاون بين دول الجنوب العالمي».

وحول الزيارة السابقة للرئيس الصيني إلى السعودية، لفت لي تشيانغ إلى أن «الرئيس شي جينبينغ زار السعودية وحضر القمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الصينية العربية الأولى في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022، وتوصل إلى توافقات مهمة مع الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حول تعميق العلاقات الصينية السعودية وتطوير العلاقات الصينية الخليجية والعلاقات الصينية العربية».

وشهدت زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ السابقة إلى الرياض، في الفترة ما بين السابع والتاسع من ديسمبر عام 2022، عقد ثلاث قمم (قمة سعودية - صينية)، وأخرى (خليجية - صينية)، و(عربية - صينية)، ووقّع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جينبينغ، اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين» خلال استقبال الأخير في قصر اليمامة بالرياض بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي وقّع اتفاقية «إنشاء لجنة مشتركة سعودية صينية رفيعة المستوى»، يستضيف البلدان أعمالها بالتناوب بينهما.

ولي العهد السعودي والرئيس الصيني خلال استقبال الأخير في السعودية عام 2022. (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس الصيني خلال استقبال الأخير في السعودية عام 2022. (واس)

تنفيذ مخرجات قمم 2022

وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني، إلى أن «الجانبين الصيني والسعودي يعملان على تنفيذ التوافقات المهمة لتلك القمم منذ سنة ونيّف، حيث تتوطد الثقة المتبادلة بين البلدين على الصعيد السياسي، ويتقدم التواصل والتعاون بينهما في كل المجالات بشكل متَّزن، ويجري الجانبان تواصلاً وتنسيقاً وثيقاً في الشؤون الإقليمية والدولية، الأمر الذي أثرى مقوّمات علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية باستمرار، وقدَّم مساهمة مهمة في تعميق العلاقات الصينية الخليجية والعلاقات الصينية العربية».

«اللجنة المشتركة»

وعدَّ مراقبون أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى العاصمة بكين في عام 2019، أسهمت في توطيد العلاقات بين السعودية والصين، حيث وقّع الجانبان خلال أعمال الدورة الثالثة لـ«اللجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى» على 12 مذكرة واتفاقية تفاهم بين البلدين، كما استعرضا آفاق الشراكة الثنائية بين الجانبين في نطاق رؤية 2030 ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية.

وتقود هذه اللجنة رفيعة المستوى، التي يرأسها من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن الجانب الصيني نائب رئيس مجلس الدولة، الجهود التي تبذلها حكومتا البلدين لتوثيق التعاون في الشأنين السياسي والأمني، وتطوير العلاقات بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار، والطاقة، والثقافة، والتقنية.

وأضاف المراقبون أن حرص السعودية على توطيد العلاقات مع الجانب الصيني «يأتي في سياق توجهها الاستراتيجي لتوثيق شراكاتها مع جميع الدول والقوى العالمية المؤثرة، والمحافظة على علاقات متوازنة معها بما يخدم أهداف السعودية ويحمي مصالحها»، بالنظر إلى أن الحكومتين يوليان اهتماماً بالغاً بتعزيز المواءمة والتكامل بين «رؤية السعودية 2030»، ومبادرة «الحزام والطريق»، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات ذات الأولوية على غرار (الاقتصاد، والتجارة، والنقل، والبنية التحتية، والطاقة، والمجالات الناشئة، مثل: تقنية الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة).

قفزة استثمارية

وعلى الصعيد التجاري والاستثماري، تكشف الأرقام عن تطورها، حيث باتت الصين أحد كبرى الدول المستثمرة في السعودية، مع ضخّها استثمارات بقيمة بلغت 16.8 مليار دولار في عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار ضخّتها خلال عام 2022، فيما وصلت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين إلى 75 مليار ريال.

كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 97 مليار دولار في العام الماضي، مع تقدم السعودية في الميزان التجاري إذ تُصدر للصين ما قيمته 54 مليار دولار، وتستورد منها بقيمة 43 مليار دولار، ومنذ عشرة أعوام باتت الصين تتصدّر قائمة الشركاء التجاريين للسعودية.

جدير بالذكر أن التعاون بين البلدين شهد مؤخّراً تطوراً ملحوظاً خصوصاً في قطاع التعليم، حيث أدرجت السعودية اللغة الصينية ضمن مناهجها التعليمية، واستقطبت 171 معلماً ومعلمة صينياً لتدريس اللغة الصينية في العام الحالي، كما ابتُعث 100 معلم ومعلمة للصين للحصول على درجة الماجستير في تدريس اللغة الصينية.


مقالات ذات صلة

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

آسيا رجل يمر أمام مجسمَيْن لفيروس «كورونا» (رويترز)

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

أعادت الصين تكرار مزاعمها بأن «كوفيد - 19» ربما نشأ في الولايات المتحدة، وذلك في تقرير أصدرته أمس الأربعاء حول استجابتها للجائحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم الصين تعترض على «تلاعب سياسي» و«تشهير خبيث» بحقها (أ.ف.ب)

الصين تدعو ألمانيا إلى التوقف عن «التشهير» بها في قضية تجسس مفترضة

دعت الصين ألمانيا، اليوم الأربعاء، إلى التوقف عن «التشهير» بها، بعدما أعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية توجيه اتهامات لشخصين يُشتبه في قيامهما بالتجسس.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا جانب من محاولة إخماد حريق سابق في أحد المطاعم بالصين (أرشيفية - تلفزيون الصين الرسمي)

22 قتيلاً في حريق بمطعم شمال شرقي الصين

قضى 22 شخصاً، اليوم (الثلاثاء)، في حريق اندلع بعد الظهر بقليل في مطعم بمدينة لياو يانغ شمال شرقي الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشبا (إ.ب.أ) play-circle

رئيس وزراء اليابان يزور الفلبين لتعزيز التعاون الأمني في مواجهة تهديدات الصين

من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشبا إلى الفلبين اليوم (الثلاثاء)، في محاولة لتعزيز التحالف بين البلدين في مواجهة التهديدات المزدادة من الصين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا )
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يمسك علم بلاده الجديد قبيل رفعه مع أعلام الدول في مقر الأمم المتحدة الجمعة (أ.ب)

سوريا تعرب عن استعدادها لـ«تعزيز العلاقات» مع الصين

أعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الاثنين، عن استعداد بلاده للعمل على «تعزيز العلاقات مع الصين» وبناء «شراكة استراتيجية».

«الشرق الأوسط»

فرنسا تدعو «الأطراف المحلية والإقليمية» إلى وقف الاشتباكات ذات الطابع الطائفي في سوريا

طفل يتفقد سيارة مدمَّرة جراء المواجهات في أشرفية صحنايا قرب دمشق اليوم (أ.ف.ب)
طفل يتفقد سيارة مدمَّرة جراء المواجهات في أشرفية صحنايا قرب دمشق اليوم (أ.ف.ب)
TT
20

فرنسا تدعو «الأطراف المحلية والإقليمية» إلى وقف الاشتباكات ذات الطابع الطائفي في سوريا

طفل يتفقد سيارة مدمَّرة جراء المواجهات في أشرفية صحنايا قرب دمشق اليوم (أ.ف.ب)
طفل يتفقد سيارة مدمَّرة جراء المواجهات في أشرفية صحنايا قرب دمشق اليوم (أ.ف.ب)

ندّدت فرنسا اليوم (الخميس)، بـ«العنف الطائفي القاتل بحق الدروز في سوريا»، داعيةً كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل، إلى وقف المواجهات، في بيان لوزارة الخارجية.

وجاء في البيان: «تدعو فرنسا كل الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف المواجهات، وتدعو السلطات السورية إلى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء». كذلك دعا البيان: «إسرائيل إلى عدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في سوريا»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».