اجتماع عراقي - أميركي لإقرار جدول الانسحاب

مسؤول حكومي لـ«الشرق الأوسط»: مهمة التحالف ستتحول إلى شراكة

أرشيفية لمدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (سنتكوم)
أرشيفية لمدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (سنتكوم)
TT

اجتماع عراقي - أميركي لإقرار جدول الانسحاب

أرشيفية لمدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (سنتكوم)
أرشيفية لمدرب عسكري من «التحالف الدولي» يصافح جندياً عراقياً في أحد معسكرات التدريب (سنتكوم)

أبلغ مسؤول عراقي كبير «الشرق الأوسط»، السبت، أن الاتفاق النهائي بين الحكومتين في بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي سينفذ وفق توقيتات متفق عليها بين البلدين، فيما أكد مسؤول آخر أن اجتماعاً سيعقد قريباً لإقرار الخطة.

وجاء كلام المسؤول العراقي بعد ساعات من تداول تصريحات لمسؤول أميركي في «البنتاغون» بأن واشنطن «لا تملك أي إعلان عن الانسحاب في الوقت الحالي».

وكان 8 مسؤولين أميركيين وعراقيين أكدوا، مساء الجمعة، أن البلدين توصلا إلى اتفاق حول خطة انسحاب قوات التحالف الدولي من الأراضي العراقية، «تتضمن خروج مئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر (أيلول) عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام التالي».

صورة نشرها مكتب السوداني لاجتماع مع مسؤولين في القوات العراقية والتحالف الدولي في يناير 2024 (أ.ف.ب)

وقال المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «الحكومة عازمة على إنهاء مهام التحالف الدولي والانتقال إلى العلاقات الثنائية مع الدول المنضوية تحت التحالف الدولي».

وأضاف المسؤول أن «التصعيد الأخير في المنطقة أرجأ الإعلان عن نتائج المباحثات النهائية كما جاء في بيان وزارة الخارجية، الشهر الماضي».

وأوضح المسؤول أن «الخطة تمت مناقشتها الأسبوع الماضي، بين رئيس الوزراء وقائد بعثة التحالف الدولي، وجرى بحث تحويل المهمة إلى إطار العلاقات الثنائية».

بدوره، قال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تم الإعلان عنه أخيراً لا يمثل اتفاقاً جديداً، بل هو جزء من سياق تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة العسكرية العراقية - الأميركية العليا».

وطبقاً لـ«رويترز»، فإن «الاتفاق ينتظر موافقة قيادة البلدين وتحديد موعد للإعلان عنه». ونقلت «رويترز»، عن مسؤول أميركي كبير: «توصلنا إلى اتفاق، وحالياً يتعلّق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه».

وأوضح المصدر العراقي أن «الحكومة العراقية اتخذت في يناير الماضي 2024 قراراً سياسياً بانتهاء مهام التحالف الدولي، وإعلان تشكيل اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين العراق ودول التحالف الدولي».

وخاضت اللجنة حواراً مشتركاً، وصلت فيه إلى التوافق حول الرؤى الأساسية لوضع الجدول الزمني لكن تصاعد الصراع في المنطقة أجّل الإعلان المشترك، لكن الحوارات استمرت رغم ذلك وأسفرت عن اتفاق جدولة الانسحاب، وفقاً للمصدر.

ومن المفترض أن تتحول العلاقة الثنائية بين العراق وأميركا وبقية دول التحالف الدولي إلى «التدريب وتبادل الخبرات والمعلومات مع القوات الأمنية العراقية».

بادين خلال لقائه السوداني في أبريل 2024 (أ.ف.ب)

الانتقال إلى «الشراكة»

وقال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحوارات التي قادها السوداني في لقاء القمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن جرى خلالها متابعة نتائج اللجنة العسكرية العليا المشتركة لإنهاء مهام التحالف الدولي، ووضع الجدول الزمني لإنهاء المهام، ونقل العلاقات إلى ثنائية مشتركة مع كل دول التحالف الدولي».

وأكد علاوي أن «البلدين على وشك عقد اجتماع لإقرار الجدول الزمني لنقل المهام إلى الشراكة والتعاون بعد 10 سنوات من العمل المشترك ضد تنظيم (داعش)».

ميدانياً، واصلت القوات العراقية ملاحقة عناصر تنظيم «داعش» في مناطق متفرقة من البلاد. وقالت قيادة العمليات المشتركة، السبت، إن طائرات عراقية استهدفت موقعاً لتنظيم «داعش» في سلسلة جبال حمرين، ضمن قاطع عمليات ديالى، وقتلت ثلاثة إرهابيين.

وأوضح بيان العمليات أن «قوة استطلاع من جهاز الاستخبارات فتشت موقع الضربة، وعثرت هناك على أحزمة ناسفة ورمانات يدوية وأسلحة مختلفة ومواد لوجيستية وأجهزة موبايل ومواد أخرى».


مقالات ذات صلة

جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

قال وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الجمعة، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام «منتدى السلام» في دهوك (شبكة روداو)

وزير الخارجية العراقي: تلقينا تهديدات إسرائيلية «واضحة»

قدّم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدّد على دعمها لإحلال الأمن والسلم.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.