النواب السابقون بكتلة باسيل يلمّحون إلى «تحالف وطني» بالانتخابات الرئاسية اللبنانية

كنعان: الحركة ستتبلور تباعاً بالمرحلة المقبلة

الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)
الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)
TT

النواب السابقون بكتلة باسيل يلمّحون إلى «تحالف وطني» بالانتخابات الرئاسية اللبنانية

الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)
الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)

لمح النائب اللبناني إبراهيم كنعان المستقيل من «التيار الوطني الحر»، إلى محاولة تشكيل «تحالف وطني» بهدف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل جمود في الملف الرئاسي، وهي حركة «ستتبلور تباعاً في المرحلة المقبلة»، وتهدف إلى تشكيل «ديناميكية داخلية مسيحية وطنية تحدث خرقاً في المشهد المقفل».

وجاء تصريح كنعان خلال زيارة للبطريرك الماروني بشارة الراعي في مقر إقامته الصيفي في الديمان، وكان إلى جانب نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب، والنائبين سيمون أبي رميا وآلان عون، وهم أربعة نواب استقالوا أو أقيلوا أخيراً من كتلة «لبنان القوي» و«التيار الوطني الحر» الذي يترأسه النائب جبران باسيل.

خرق بالملف الرئاسي

وقال كنعان بعد اللقاء: «حراكنا يتخطّى الأشخاص والمصالح الشخصية إلى دعوة للقاء مع الجميع حول مجموعة من الخطوات بعيداً من كل التراكمات الماضية؛ لأنه لا يمكن بناء مستقبل مشترك بروحية التفرقة والتشرذم والأحقاد والتخوين بين اللبنانيين والإخوة والشركاء بالوطن».

وأشار إلى أن «الخرق الأول المطلوب هو الخرق الرئاسي من خلال تحالف وطني نسعى لتحقيقه لإنقاذ لبنان من حالة الفوضى والانهيار الحاصل، وإعادة تكوين السلطة وانطلاقة جديدة على كل المستويات».

ولم يحدد كنعان طبيعة التحالف الذي يسعى لتكوينه، وما إذا كان قد عرضه على قوى سياسية وكتل نيابية لا تلتقي مع «التيار الوطني الحر» على مقارباته المتصلة بانتخابات الرئاسة.

ورأى كنعان أن «الجمود والتصلّب في السياسة اليوم يقفلان علينا أبواب الحلّ من الداخل، ويجعلاننا بحالة عجز تحدّ من قدرة تأثيرنا على الحلول، وتضعنا تحت رحمة تسوية خارجية ليس لنا رأي أو تأثير فيها». وأضاف: «هدفنا من خلال حركتنا التي ستتبلور تباعاً بالمرحلة المقبلة، خلق ديناميكية داخلية مسيحية وطنية تحدث خرقاً في المشهد المقفل، ونحن نمد أيدينا للجميع».

وأكد أن «الحالة الخطيرة التي وصل إليها لبنان تشكّل خطراً كيانياً، يتطلّب تخطّي كل الاعتبارات الأخرى الخاصة والفئوية؛ لأن الوطن أكبر من الجميع، أكبر من الأشخاص وأكبر من الأحزاب».

شغور مستمر

وفشلت عدة مبادرات لتحقيق خرق ينتهي بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد شغور امتد إلى 23 شهراً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وفشل البرلمان في 12 جلسة عقدت، بانتخاب رئيس، وذلك بسبب الخلافات بين القوى السياسية التي حالت دون الاتفاق على شخصية قادرة على حيازة تأييد ثلثي أعضاء البرلمان في الدورة الانتخابية الأولى، أو تأمين حضور ثلثي أعضائه في الدورة الانتخابية الثانية التي يمكن فيها انتخابه بأكثرية النصف زائداً واحداً.

وقبل اللقاء، كان كنعان قال إن النواب الأربعة يزورون البطريرك الراعي، «لنأخذ بركته، ولنعرف كيف يمكننا أن ننقذ البلد»، مؤكداً أن «الوفاء هو للقضية، ونحن ما زلنا في مكاننا ولم نتغيّر».

من جهته، قال النائب آلان عون تعليقاً على الحملات التي يشنها مناصرون للتيار عليه: «قليلو الوفاء وخائنو الأمانة هم من يتناولوننا بالسوء، وأدعوهم إلى الصلاة والتأمل لأن عملنا وطني».

توسيع الخط السيادي

وتسعى «القوات اللبنانية» للتنسيق مع النواب السابقين في «التيار» على ملفات سيادية. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص من الديمان بعد زيارة الراعي: «لا نتدخّل بما يجري داخل التيار»، مضيفاً: «ما يهمّنا هو الخطّ الوطني العام أي الخطّ السيادي، ونقوّم الأشخاص بحسب مواقفهم».

وقال عقيص: «إننا سنكون حتماً على تنسيق مع النواب المفصولين من (التيار) لتوسيع الخطّ السيادي، والوضع اليوم يتطلّب مواقف واضحة في موضوع وقف الحرب والقرار الدولي 1701 والرئاسة». وتابع: «أرحّب بكلّ لغة جامعة في البلد، خصوصاً داخل الشارع المسيحي»، مؤكداً: «إننا نريد وقتاً لإعادة بناء الثقة مع كلّ من فقدناها بهم نتيجة الممارسة».


مقالات ذات صلة

توقيف سلامة يتصدر المشهد السياسي... فهل يعيد خلط الأوراق؟

تحليل إخباري حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)

توقيف سلامة يتصدر المشهد السياسي... فهل يعيد خلط الأوراق؟

يتصدر توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بجرائم مالية، المشهد السياسي، لما يمكن أن يترتب على توقيفه من تداعيات مفتوحة لما لديه من أسرار مالية وسياسية.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رياض سلامة قبيل مغادرته مكتبه في «مصرف لبنان» يوم 31 يوليو 2023 بعد 30 عاماً من توليه المنصب (رويترز)

القضاء اللبناني يبقي رياض سلامة موقوفاً ويرحّل استجوابه إلى الاثنين

تسلّم قاضي التحقيق الأول في بيروت ملفّ حاكم «مصرف لبنان» السابق رياض سلامة، وادعاء النيابة العامة المالية ضدّه، وقرر استمرار توقيفه واستجوابه الاثنين المقبل.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي متظاهران أمام قصر العدل في بيروت يطالبان بمحاسبة سلامة (رويترز)

لبنان يترقب «التقدير» الدولي لانخراط قضائه في مكافحة الجرائم المالية

هيئة التحقيق الخاصة تستجيب، من دون أي تحفظ، لكل الاستعلامات القضائية، بما يشمل الطلبات ذات الصلة بملفات الحاكم السابق أو أي مسؤول مالي ومصرفي، حالي أو سابق.

علي زين الدين (بيروت)
محتجون يحملون لافتات خلال احتجاج لدعم اعتقال حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة خارج قصر العدل في بيروت (إ.ب.أ)

لبنان: وزارة العدل تتهم رياض سلامة بارتكاب جرائم مالية

اتهمت وزارة العدل اللبنانية، اليوم (الخميس)، حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، بارتكاب جرائم مالية، حسبما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي خلال تشييع الشابين حسين وعلي مهدي اللذين قُتلا في قصف إسرائيلي في الناقورة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

لبنان يتحدث عن «جهوزية أميركية» لإنهاء ملف الحدود مع إسرائيل بعد وقف النار

جدد لبنان موقفه الرافض للحرب والمتمسك بتطبيق القرار 1701، في حين أكد وزير الخارجية أن المبعوث الأميركي مستعد للمجيء إلى لبنان بعد وقف النار لإنهاء موضوع الحدود.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رجل لبناني بلجيكي قد يعترف في أميركا بتهم بتسهيلات مالية ﻟ«حزب الله»

أعضاء من جماعة «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)
أعضاء من جماعة «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)
TT

رجل لبناني بلجيكي قد يعترف في أميركا بتهم بتسهيلات مالية ﻟ«حزب الله»

أعضاء من جماعة «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)
أعضاء من جماعة «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

يتوقع أن يعترف شخص يحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية تتهمه الولايات المتحدة بتسهيل تعاملات مالية لجماعة «حزب الله» اللبنانية خلال محاكمته في قضية جنائية بتهم التآمر فيما يتعلق بالتهرب من العقوبات وغسل الأموال، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال ممثلو الادعاء الاتحادي في منطقة بروكلين بنيويورك في مذكرة قدموها للقضاء، اليوم الخميس، إن محاميي محمد بزي أبلغوهم بأنه يرغب في تغيير أقواله.

وكان بزي (60 عاماً) قد دفع، العام الماضي، ببراءته من ثلاث تهم جنائية، من بينها محاولة التعامل مع منظمة إرهابية محظورة.

ولم يرد محامو بزي بعد على طلب للتعليق.

وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية بزي على قائمة العقوبات في عام 2018 بسبب ما تردد عن صلاته بجماعة «حزب الله» التي تعدّها واشنطن منظمة إرهابية.

وقال ممثلو الادعاء إن بزي باع سراً عقارات كان يملكها في ميشيغان وحوّل الأموال إلى الخارج، في انتهاك لتلك العقوبات.

وتم تسليم المتهم إلى الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) 2023 من رومانيا، بعد مرور شهرين على القبض عليه.

وطلب ممثلو الادعاء ومحامو المتهم من قاضية المحكمة الجزائية الأميركية دورا إيريزاري تحديد موعد جلسة استماع في وقت لاحق من هذا الشهر، ليدلي خلالها بأقواله الجديدة.