إسرائيل تقتل العشرات في غزة... وحملة التطعيم ضد شلل الأطفال على قدم وساق

TT

إسرائيل تقتل العشرات في غزة... وحملة التطعيم ضد شلل الأطفال على قدم وساق

الـ«أونروا» تدعو لوقف إطلاق النار فوراً لضمان نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وأمن المشاركين فيها (أ.ف.ب)
الـ«أونروا» تدعو لوقف إطلاق النار فوراً لضمان نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وأمن المشاركين فيها (أ.ف.ب)

قال مسؤولون فلسطينيون، اليوم الاثنين، إن القوات الإسرائيلية قتلت 48 فلسطينياً على الأقل في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في الوقت الذي ينفذ فيه مسعفون حملة تطعيمات في يومها الثاني ضد شلل الأطفال بالقطاع، وفقاً لـ«رويترز».

وقال مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون من الأمم المتحدة إن أكثر من 80 ألف طفل تلقوا التطعيم في المناطق الوسطى من غزة أمس الأحد، في اليوم الأول من الحملة.

ووافقت «حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)» وإسرائيل على فترات توقف قصيرة في القتال للسماح للحملة بتطعيم نحو 640 ألف طفل. ولم ترد أنباء عن أي انتهاكات بالقرب من مراكز التطعيم.

وقال مسؤولون فلسطينيون، اليوم الاثنين، إن 7 فلسطينيين قُتلوا في غارتين جويتين إسرائيليتين على مدينة غزة، بينما قتلت غارتان أخريان 6 أشخاص في مخيمي البريج والنصيرات للاجئين بقطاع غزة.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إن المقاتلين تصدوا للقوات الإسرائيلية في الشمال والجنوب وفي بعض المناطق الوسطى من غزة بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف «الهاون».

وكررت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)»، التابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، دعوتها إلى وقف إطلاق النار فوراً لضمان نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وأمن المشاركين فيها.

وقالت «الوكالة» على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «في اليوم الأول فقط، وصلت فرق (أونروا) وشركاؤها إلى نحو 87 ألف طفل»، وفق منظمة الصحة العالمية. و«تستمر الجهود لتزويد الأطفال بهذا اللقاح الرئيسي، لكن ما يحتاجون إليه أكثر هو وقف إطلاق النار الآن».

وواصلت إسرائيل و«حماس» تبادل الاتهامات بإفشال مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، الذي من شأنه أن ينهي الحرب، ويترتب عليه إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة في مقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

مرض قاتل

يواصل الآباء إحضار أطفالهم الرضع إلى المراكز الطبية، اليوم الاثنين، لتلقي التطعيم. وتقول منظمة الصحة العالمية إن انخفاض المعدل المعتاد للتطعيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بينها غزة، ساهم في عودة ظهور شلل الأطفال في المنطقة.

وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى قد يسبب الشلل والوفاة للأطفال الرضع، ومن تقل أعمارهم عن عامين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به.

وأكدت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إصابة طفل بالشلل الجزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من «النمط2»، وهي أول حالة من نوعها في المنطقة منذ 25 عاماً.

ويقول الفلسطينيون إن السبب الرئيسي وراء عودة شلل الأطفال هو انهيار المنظومة الصحية وتدمير معظم المستشفيات في قطاع غزة. وتتهم إسرائيل «حماس» باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

واندلعت الحرب؛ المستمرة منذ 11 شهراً، في غزة بعدما شن مقاتلو «حماس» هجوماً على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفق إحصاءات إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، مقتل نحو 40786 فلسطينياً وإصابة أكثر من 94 ألفاً في القطاع منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي.

وشهدت إسرائيل إضراباً عاماً، اليوم الاثنين، في الوقت الذي سعى فيه «اتحاد نقابات العمال (الهستدروت)» وشركات إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق لإعادة من تبقى من الرهائن الإسرائيليين.

وقضت محكمة العمل الإسرائيلية في وقت لاحق من اليوم الاثنين بضرورة انتهاء الإضراب في الساعة 2.30 ظهراً بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت غرينيتش).

ويحتج الإسرائيليون منذ العثور على جثث 6 رهائن داخل نفق بجنوب غزة مطلع الأسبوع.


مقالات ذات صلة

تقرير: أميركا تحث إسرائيل على تقليص عملياتها بغزة

المشرق العربي دبابة إسرائيلية في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تقرير: أميركا تحث إسرائيل على تقليص عملياتها بغزة

قالت قناة «12» الإسرائيلية نقلاً عن مصادر أميركية إن الولايات المتحدة شجعت إسرائيل على «التفكير» في تقليص أنشطتها العسكرية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
المشرق العربي امرأة تمشي بجوار ملصق لرهائن إسرائيليين لدى «حماس» عُثر على جثث بعضهم (رويترز)

«حماس»: الرهائن سيعودون «داخل توابيت» إذا واصلت إسرائيل الضغط العسكري

حركة «حماس» أصدرت تعليمات جديدة لحراس الرهائن بشأن التعامل معهم في حال اقتراب قوات إسرائيلية من مواقع الاحتجاز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle 01:27

نتنياهو: تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، «الصفح» من عائلات 6 رهائن تم انتشال جثثهم من نفق في جنوب قطاع غزة خلال نهاية الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري رجل يحمل جثة فلسطيني قُتل في غارة إسرائيلية بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: «مقترح أخير» للوسطاء على أمل تقليل الفجوات

تحرّكات جديدة من الوسطاء لإحداث حلحلة بملف مفاوضات هدنة غزة، مع حديث أميركي عن استعداد واشنطن لتقديم «مقترح نهائي» لإبرام صفقة تبادل أسرى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين الاثنين قبل اجتماعه بفريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن الأميركيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ) play-circle 00:27

بايدن لصفقة «الفرصة الأخيرة» لـ«حماس» وإسرائيل

شدد بايدن على أن إدارته لن تستسلم وستناقش تقديم صفقة نهائية إلى جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري، لافتاً إلى أننا «سنواصل الضغط بقدر ما نستطيع».

هبة القدسي (واشنطن)

«حماس»: الرهائن سيعودون «داخل توابيت» إذا واصلت إسرائيل الضغط العسكري

امرأة تمشي بجوار ملصق لرهائن إسرائيليين لدى «حماس» عُثر على جثث بعضهم (رويترز)
امرأة تمشي بجوار ملصق لرهائن إسرائيليين لدى «حماس» عُثر على جثث بعضهم (رويترز)
TT

«حماس»: الرهائن سيعودون «داخل توابيت» إذا واصلت إسرائيل الضغط العسكري

امرأة تمشي بجوار ملصق لرهائن إسرائيليين لدى «حماس» عُثر على جثث بعضهم (رويترز)
امرأة تمشي بجوار ملصق لرهائن إسرائيليين لدى «حماس» عُثر على جثث بعضهم (رويترز)

قال أبو عبيدة، المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الاثنين)، إن الرهائن في غزة سيعودون «داخل توابيت» إذا واصلت إسرائيل ضغطها العسكري في القطاع الفلسطيني.

وأورد أبو عبيدة، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقة سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت».

وقال أبو عبيدة إن «حماس» أصدرت تعليمات جديدة لحراس الرهائن بشأن التعامل معهم في حال اقتراب قوات إسرائيلية من مواقع الاحتجاز، محملاً إسرائيل المسؤولية عن مقتل 6 رهائن في الآونة الأخيرة.

وأضاف أن التعليمات الجديدة التي لم يذكر تفاصيلها أُعطيت لحراس الرهائن بعد عملية إنقاذ نفذتها إسرائيل في يونيو (حزيران).
وحررت القوات الإسرائيلية في ذلك الوقت أربع رهائن في هجوم دام قُتل فيه عشرات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال.
ولم تفلح إسرائيل و«حماس» في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويُطلق بموجبه سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن عدد كبير من الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وتريد «حماس» أن ينص أي اتفاق على إنهاء الحرب وإخراج القوات الإسرائيلية من غزة، بينما يقول نتنياهو إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بعد هزيمة «حماس».

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد أن مقاتلي «حماس أعدموا» الرهائن الستة بـ«إطلاق النار عليهم في مؤخرة الرأس».

وأثار مقتل الرهائن موجة من الحزن في إسرائيل، فضلاً عن الغضب تجاه الحكومة لفشلها في التوصل إلى اتفاق من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن.