قتيلان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة بجنوب لبنان

السيارة المستهدفة في بلدة الناقورة اليوم (أ.ف.ب)
السيارة المستهدفة في بلدة الناقورة اليوم (أ.ف.ب)
TT

قتيلان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة بجنوب لبنان

السيارة المستهدفة في بلدة الناقورة اليوم (أ.ف.ب)
السيارة المستهدفة في بلدة الناقورة اليوم (أ.ف.ب)

قُتل شخصان جرَّاء غارة إسرائيلية استهدفت، اليوم (الاثنين)، سيارة في بلدة الناقورة جنوب لبنان، وفق ما أفادت وزارة الصحة، في حين قال مصدر أمني لبناني إن السيارة المستهدفة تابعة لشركة تنظيف متعاقدة مع قوات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

وذكرت الوزارة أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة الناقورة أدت إلى استشهاد شخصين»، من دون تحديد ما إذا كانا مدنيين.

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، قد أوردت في وقت سابق: «أغارت مُسيَّرة معادية على سيارة على طريق الناقورة» من دون مزيد من التفاصيل.

وقال مصدر أمني لبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، من دون الكشف عن هويته، إن السيارة المستهدفة «تابعة لشركة تنظيف متعاقدة مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، من دون أن يتضح سبب استهدافها بعد».

وقُتل في الغارة «موظف في الشركة، مع قريبه المقيم في دولة أفريقية، وكان قد وصل إلى لبنان قبل يومين»، والاثنان من بلدة الناقورة، وفق المصدر ذاته.

ولم ينعِ «حزب الله»، اليوم، أياً من مقاتليه.

وشاهد مصور متعاون مع الوكالة في المكان هيكل السيارة التي اندلعت النيران فيها، إثر القصف الذي طالها خلال مرورها على الطريق الساحلي.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ويستهدف «حزب الله» بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها «دعم» لغزة و«إسناد» لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه «بنى عسكرية» تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.

وشهد صباح 25 أغسطس (آب) مواجهة واسعة النطاق بين الطرفين؛ إذ أعلن الحزب إطلاق مئات الصواريخ والمُسيَّرات لقصف مواقع إسرائيلية، بينها قاعدة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب، ردّاً على اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 30 يوليو (تموز).

من جهتها، أعلنت إسرائيل أنها أحبطت «جزءاً كبيراً من الهجوم» الذي شنه الحزب، عبر تنفيذ ضربات استباقية على جنوب لبنان.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 609 أشخاص على الأقل في لبنان، بينهم 394 من «حزب الله» و132 مدنياً، وفق تعداد للوكالة، استناداً إلى بيانات رسمية ونعي «حزب الله» ومجموعات أخرى.

وفي إسرائيل، أحصت السلطات مقتل 24 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل، بينهم 12 قتلوا في الجولان السوري.


مقالات ذات صلة

مقتل لبنانيين في غارة إسرائيلية على الناقورة

المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني أمام السيارة المستهدفة بالغارة الإسرائيلية على طريق الناقورة التي أدت إلى مقتل مدنيين لبنانيين اثنين (إ.ب.أ)

مقتل لبنانيين في غارة إسرائيلية على الناقورة

قتل مدنيان بغارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما في بلدة الناقورة بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقر يستقبل وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس في يناير 2023 (أرشيفية)

وزير الدفاع السوري لنظيره الإيراني: نحن في القارب نفسه

هنأ وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود عباس، في اتصال هاتفي اليوم، نظيره الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، بتعيينه وزيراً للدفاع.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي برّي يتحدّث في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر (رئاسة البرلمان)

برّي يؤكد تمسّك لبنان بالـ«1701»: الطرف المطلوب إلزامه به هو إسرائيل

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي التزام لبنان بنود ومندرجات القرار الأممي رقم 1701، وتطبيقه حرفياً، مشيراً إلى أن الطرف الوحيد المطلوب إلزامه به هو إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جانب من تشييع خليل المقدح القيادي في «كتائب شهداء الأقصى» الذي قتلته إسرائيل في غارة على سيارته بمدينة صيدا اللبنانية يوم 21 أغسطس (أ.ب)

تسليح الضفة... ما دور الجماعات الناشطة في لبنان؟

فتح اغتيال إسرائيل قبل أيام قياديّاً في «كتائب شهداء الأقصى»، جنوب لبنان، الباب واسعاً أمام تساؤلات حول دور فصائل فلسطينية في إرسال أسلحة إلى الضفة الغربية.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لقافلة شاحنات تخلي بضائع من مخازن في ميس الجبل

تجار القرى الحدودية يسحبون بضائعهم بمواكبة الجيش اللبناني

نظّم الجيش اللبناني بالتنسيق مع القوات الدولية عمليات نقل بضائع مخزنة في مستودعات لتجار في مناطق جنوبي الليطاني التي تشهد مواجهات عنيفة بين إسرائيل و«حزب الله»

بولا أسطيح (بيروت)

إسرائيل تواجه مزيداً من «المفخخات» والهجمات في الضفة

فلسطيني يحمل عَلم بلاده ويجوب (الاثنين) شوارع بمدينة جنين بالضفة الغربية (رويترز)
فلسطيني يحمل عَلم بلاده ويجوب (الاثنين) شوارع بمدينة جنين بالضفة الغربية (رويترز)
TT

إسرائيل تواجه مزيداً من «المفخخات» والهجمات في الضفة

فلسطيني يحمل عَلم بلاده ويجوب (الاثنين) شوارع بمدينة جنين بالضفة الغربية (رويترز)
فلسطيني يحمل عَلم بلاده ويجوب (الاثنين) شوارع بمدينة جنين بالضفة الغربية (رويترز)

واصل الجيش الإسرائيلي اقتحاماته الواسعة في الضفة الغربية، ومع تركيزه خلال الأيام الماضية على مدينة ومخيم جنين شمالاً، عاد (الاثنين) واقتحم مدينة طولكرم ومخيمها غرباً، مُخلّفاً مزيداً من القتلى والجرحى ودماراً هائلاً.

في المقابل، ارتفعت وتيرة العمليات الفلسطينية، بعد واقعة إطلاق نار جديدة في الخليل (أقصى جنوب الضفة) ومحاولة تفجير سيارة مفخخة في رام الله، وهو وضع أجبّر الجيش الإسرائيلي على اتخاذ قرار بنقل تعزيزات من قواته من الشمال على خطوط المواجهة مع «حزب الله» إلى الضفة.

وهاجم فلسطينيون بالرصاص موقعاً للجيش الإسرائيلي قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل من دون إصابات، يوم الاثنين، في رابع هجوم ينطلق من الخليل في غضون يومين، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إحباط تفجير سيارة مفخخة بالقرب من رام الله.

وأبطلت قوات من الجيش والشرطة مفعول سيارة مفخخة مزودة بنظام تشغيل متصل بخزاني غاز كبيرين كانت متوقفة على مفترق يتبع لمستوطنة «عطريت» شمال غربي رام الله صباح الاثنين، ولم تقع إصابات.

جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية في جنين بالضفة الغربية (رويترز)

وقالت الشرطة إن «القوة العسكرية التي وصلت إلى مكان الحادث لم تتمكن من التعرف على محتويات السيارة بسبب تعتيم النوافذ، ووصل المختصون بالمتفجرات في شرطة حرس الحدود، وعرفوا أنها سيارة مفخخة، وحيّدوها».

وقال رئيس مجلس المستوطنات في الضفة يسرائيل غانتس إن «معجزة كبيرة وقعت»، مطالباً بنشاط قتالي على غرار ما يجري في غزة ورفح للسيطرة على الوضع أمنياً في الضفة.

وهذه هي الحالة الثالثة خلال الـ48 ساعة الماضية التي يتم فيها التعامل مع سيارة مفخخة في المنطقة، بعد انفجار سيارتين مفخختين يوم الجمعة في منطقة كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية، قرب الخليل، في عملية أربكت حسابات أجهزة الأمن وأشعلت المخاوف من توسيع وتمدد المواجهة.

وهاجم فلسطينيان في مجمع مستوطنات «غوش عتصيون» القريب من الخليل، بسيارتين مفخختين محطة وقود ومستوطنة قريبة في عملية منسقة، كانت لو نجحت من شأنها أن تغير المعادلة.

وفي تطور مرتبط بالوضع، أعلنت كتائب «القسام» (الجناح العسكري لحركة «حماس») مسؤوليتها الكاملة عن عمليتي الخليل يوم الجمعة الماضي.

وقالت في بيان إن «محافظات الضفة كافة بلا استثناء ستبقى تخبّئ بين أحيائها المزيد من المفاجآت المؤلمة والكبرى للمحتل الغادر».

والتفجيرات في الخليل تمت بعد أسبوعين تقريباً، من تفجير عبوة ناسفة في تل أبيب؛ ما حول كل جهد الأمن الإسرائيلي ضد مشغلي ومصنعي العبوات الناسفة في الضفة، خشية تجدد العمليات التفجيرية.

وقتل فلسطيني 3 عناصر من الشرطة، يوم الأحد، قرب الخليل في هجوم مسلح.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي إنهم يمارسون ويواجهون ضغوطاً هائلة في الضفة.

وأمام هذا الوضع، قرر الجيش الإسرائيلي نقل قوات من شمال إسرائيل إلى ساحة الضفة الغربية.

وقالت «القناة 14 الإسرائيلية» إن القرار اتُخذ في أعقاب سلسلة الأحداث الأخيرة، وبعد تزايد ملحوظ في العمليات الفلسطينية، بما في ذلك ثلاث هجمات دامية، «لحسن الحظ، لم تنتهِ بسقوط عشرات القتلى».

جرَّافة تعمل يوم الاثنين ضمن العملية الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية (رويترز)

ودفع تعزيزات إلى الضفة جاء في وقت يضغط فيه اليمين الإسرائيلي إلى التصعيد أكثر ضد الفلسطينيين في الضفة.

وبعد يوم من مطالبة وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير بزيادة عدد الحواجز الإسرائيلية في الضفة وإغلاقها ومنع تنقل الفلسطينيين، طالبت وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، بإعلان «حالة حرب» في الضفة.

وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، توجهت ستروك للسكرتير العسكري لرئيس الوزراء رومان هوفمان، والوزراء في المجلس الوزاري الأمني لإعلان حالة الحرب في الضفة.

وطالبت ستروك بإجراءات طارئة، تشمل إعلان حالة الحرب باعتبار ذلك ضرورياً «لمواجهة موجة الإرهاب القادمة».

ومن بين أشياء أخرى، طالبت ستروك بإعادة كبار مسؤولي «حماس» إلى السجن واعتقال المزيد من كبار المسؤولين وإيجاد الحلول التشريعية المطلوبة لمنع موجة إفراجات أخرى عن المعتقلين، وتوسيع عملية «المخيمات الصيفية» لتشمل منطقة الخليل، وحظر حركة المركبات الفلسطينية على الطرق المشتركة مع الإسرائيليين، ومنع توريد المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى السلطة الفلسطينية، وتجفيف المياه، باعتبار ذلك سبيلاً لوقف «حمام الدم» المتوقع.

ويأتي التصعيد المتدرج في الضفة بينما واصلت إسرائيل الاثنين عمليتها الواسعة في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية لليوم السادس على التوالي.

جرَّافة إسرائيلية أثناء مداهمة يوم السبت لجيش الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

واغتالت إسرائيل فلسطينياً في قصف استهدفه في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وقتلت اثنين آخرين بإطلاق نار عليهما عند مدخل بلدة كفردان غرب جنين، وقتلت آخر تحت التعذيب بعد اعتقاله؛ ما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء عملية «مخيمات صيفية» في جنين إلى 18 شخصاً من أصل 30 في باقي المناطق.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن إسرائيل قتلت منذ الأربعاء الماضي في الضفة «29 شهيداً، وأصابت 121 في الضفة الغربية؛ ما يرفع حصيلة الشهداء في محافظات الضفة إلى 681 شهيداً، ونحو 5700 جريح منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وشيّع الفلسطينيون، في بلدة كفردان غرب جنين، الاثنين، جثمان أيمن عابد (50 عاماً)، إلى مثواه الأخير بعد ساعات من اعتقاله. وقالت مصادر طبية وأمنية وعائلة عابد إن الجيش اعتقل عابد من منزله، الاثنين، واقتاده إلى حاجز سالم العسكري، حيث تعرض للضرب والتعذيب هناك، قبل أن يسلم جثمانه لطواقم الهلال الأحمر على الحاجز.

فلسطينيون يشيّعون (الاثنين) جثمان أيمن عابد في قرية بجنين (إ.ب.أ)

وقال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر إن «جثمان الشهيد الأسير أيمن راجح عابد من قرية كفردان، وصل إلى المستشفى، مكبّل اليدين، وتبين وجود آثار تعذيب على جسده بعد معاينته».

وأضاف بكر لوكالة الأنباء الفلسطينية «أنه بعد معاينة جثمان الشهيد عابد، ظهرت علامات ضرب على أماكن متفرقة من جسده؛ وهو ما يؤكد تعرّضه للتعذيب خلال اعتقاله».

ومع تواصل العملية في جنين، جرفت إسرائيل شوارع جديدة في مركز المدينة مخلّفة مزيداً من الدمار الذي طال البنية التحتية في المدينة والمخيم، كما اقتحمت مدينة طولكرم ومخيم طولكرم، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة هناك.