محمد مصطفى: إسرائيليون يقيمون دعاوى تعويضات على السلطة الفلسطينية

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في رام الله (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في رام الله (د.ب.أ)
TT

محمد مصطفى: إسرائيليون يقيمون دعاوى تعويضات على السلطة الفلسطينية

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في رام الله (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في رام الله (د.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الثلاثاء، إن الكنيست الإسرائيلي أقر قانوناً جديداً يسمح بتعويض عائلات إسرائيلية من أموال الضرائب الفلسطينية التي تجمعها الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف خلال جلسة الحكومة الأسبوعية في رام الله: «هذا القانون الجديد يسمح بتعويض عائلات إسرائيلية من عائدات المقاصة بمبالغ خيالية تصل إلى 10 ملايين شيقل لعائلة كل قتيل إسرائيلي، واقتطاع ما لا يقل عن 5 ملايين شيقل تعويضاً للجرحى، دون تحديد مدى الإصابة».

وتابع قائلاً: «يذهب قانون التعويض المقر حديثاً إلى تحميل السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية غير مباشرة عن كل العمليات التي استهدفت إسرائيليين منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) حتى الآن وبأثر رجعي».

وأوضح مصطفى أنه «بحسب تقارير المحامين، يجري الحديث حالياً عن 195 دعوى أقامتها عائلات المذكورين، تطالب بتعويضات بقيمة تفوق 5 مليارات شيقل، هذا غير قضايا رفعها عملاء ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، وجرى تعويضهم بعشرات ملايين الشواقل المقتطعة من أموال المقاصة».

وتجمع إسرائيل أموال الضرائب عن البضائع التي تمر إلى السوق الفلسطينية من خلالها حسب اتفاق بينهما مقابل عمولة 3 في المائة، وعملت خلال السنوات الماضية على اقتطاع مبالغ من هذه الأموال لأسباب مختلفة.

وأدى اقتطاع إسرائيل لهذه الأموال إلى زيادة معاناة السلطة الفلسطينية مالياً وسط تراجع حاد في الدعم المالي الدولي والعربي لها، الأمر الذي أدى إلى عدم تمكُّنها من الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه موظفيها وتجاه الموردين من القطاع الخاص.

واتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بمحاولة الضغط عليها عبر الاقتطاعات المالية من أموال الضرائب.

وقال مصطفى: «يمارس الاحتلال ابتزازاً سياسياً ومالياً للضغط على القيادة الفلسطينية، لوقف تحويل مخصصات قطاع غزة من رواتب للطواقم الطبية والمعلمين وطواقم الإغاثة وغيرها».

وأضاف: «تصل قيمتها إلى نحو 275 مليون شيقل شهرياً، ويستمر في اقتطاع ذات المبلغ من أموال المقاصة منذ أكتوبر الماضي، سعياً لاستمرار تعطيل توحيد شطري الوطن»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأوضح رئيس الوزراء: «تستمر الحكومة الإسرائيلية في الاقتطاعات المرتبطة بمخصصات عائلات الشهداء والأسرى والتي بدأت منذ فبراير (شباط) 2019، وبلغت قيمتها حتى الآن نحو 3.5 مليار شيقل».

وأضاف: «رغم هذه الاقتطاعات، تستمر السلطة الوطنية بالإيفاء بالتزاماتها تجاه هذه الفئات من أبناء شعبنا، ليصبح العبء المالي مضاعفاً، إذ تقتطع إسرائيل مبالغ مشابهة من عائدات المقاصة لما تدفعه السلطة الوطنية لهذه الفئات».

وتسعى الحكومة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات لخفض العجز المالي لديها.

وقال رئيس الوزراء: «قامت الحكومة بإجراءات فعلية لخفض النفقات العامة، وتخفيف حدة الأثر المالي لما يجري من خلال خطوات جديدة وجدية للإصلاح الإداري والمالي».

وأضاف: «من ذلك خفض النفقات في ميزانية عام 2024 بنسبة 5 في المائة، إلى جانب إلغاء ودمج عمل بعض المؤسسات الحكومية، وتسليم بعض المباني المستأجرة، ووقف التعيينات والشراء العام إلا للاحتياجات الضرورية، وستتبعها خطوات إصلاحية أخرى متلاحقة».


مقالات ذات صلة

27 قتيلاً في قصف إسرائيلي مستمر على غزة

المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية دمرت عدة منازل في خان يونس (رويترز)

27 قتيلاً في قصف إسرائيلي مستمر على غزة

قتل سبعة فلسطينيين، على الأقل، وأصيب آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف دير البلح والبريج وخان يونس وحي الزيتون بمدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج السعودية جددت دعوتها للمجتمع الدولي بتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة (الشرق الأوسط)

السعودية تدين دعوة وزير إسرائيلي إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك.

الخليج الرئيس الفلسطيني متحدثاً مع نائب أمير منطقة الرياض ووزير الخارجية في صالة التشريفات بمطار الملك خالد الدولي (واس)

الرئيس الفلسطيني يصل إلى الرياض

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والوفد المرافق له، إلى العاصمة السعودية الرياض، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي - روسيا 23 نوفمبر 2021 (رويترز)

محمود عباس يدعو قادة العالم إلى زيارة غزة

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيته ونية القيادة الفلسطينية التوجُّه إلى غزة، ودعا زعماء من جميع أنحاء العالم للانضمام إليه ودعم هذه المبادرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي توقيع اتفاقيتي دعم من النرويج بقيمة 6.6 مليون دولار لقطاع الطاقة بالقدس وغزة في نوفمبر 2022 (وفا)

النرويج توقف بعثتها بفلسطين بعد تصعيد إسرائيلي

أعلنت النرويج أنها ستضطر إلى إغلاق مكتبها التمثيلي الدبلوماسي بفلسطين؛ بسبب إجراءات الحكومة الإسرائيلية، المتمثلة في سحب تصاريح دبلوماسييها العاملين في رام الله

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

​المتهم بـ«سرقة القرن» مطارداً بمذكرة قبض عراقية

صورة متداولة لـ«نور زهير» المتهم الرئيسي لما تُعرف بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)
صورة متداولة لـ«نور زهير» المتهم الرئيسي لما تُعرف بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)
TT

​المتهم بـ«سرقة القرن» مطارداً بمذكرة قبض عراقية

صورة متداولة لـ«نور زهير» المتهم الرئيسي لما تُعرف بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)
صورة متداولة لـ«نور زهير» المتهم الرئيسي لما تُعرف بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)

بات المتهم بـ«سرقة القرن» نور زهير، مطارداً بمذكرة قبض أصدرتها محكمة الفساد العراقية، بعدما ألغت الكفالة المشروطة التي منحت له لاسترداد صكوك الأمانات الضريبية.

وكان من المقرر أن تعقد جلسة محاكمة نور زهير، الثلاثاء في بغداد، لكنه تغيب عنها، واضطر القاضي إلى إصدار مذكرة القبض، على أن يتم إحضاره قبل 9 سبتمبر (أيلول).

وقالت مصادر مختلفة، إن وكلاء زهير قدموا تقريراً طبياً لقاضي المحكمة بزعم أنه «يمر بظرف صحي جراء حادث سير»، وهو ما لم يقتنع به القاضي.

وكانت «الشرق الأوسط» حصلت على معلومات من مسؤولين ومصادر لبنانية أفادت بأن زهير دخل مستشفى في بيروت، ليلة الخميس الماضي، برضوض طفيفة، لم تكن تستدعي إبلاغ الأمن أو منحه تقريراً طبياً.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية فجر السبت الماضي، أن «رجل الأعمال العراقي نور زهير المظفر نجا بالكاد من حادث مروري في منطقة الحدث»، إحدى ضواحي بيروت، لكنّ مسؤولين شككوا بصحة هذه المزاعم، ونفوا وجود بلاغ عن حادث أصيب به شخص عراقي.

القضاء العراقي طلب إحضار زهير قبل يوم 9 سبتمبر 2024 (واع)

إحضار زهير إلى بغداد

ومع إلغاء الكفالة القانونية، سيكون من مسؤولية جهات إنفاذ القانون اعتقال زهير، وإحضاره إلى المحاكمة.

وكان زهير قد حصل على الإفراج بكفالة، حتى يتسنى له إعادة أموال الصكوك.

وكان زهير قد أعاد نحو 300 مليون دولار، وتعهد بتسديد ما تبقى (800 مليون دولار) على دفعات حتى موعد محاكمته.

وزهير هو المتهم الأبرز في الاستيلاء على 2.5 مليار دولار من أموال «الأمانات الضريبية»، في واحدة من أكبر فضائح الفساد المالي في البلاد، لكن التضارب في أرقام «السرقة» بين ما يقوله زهير، وبيانات هيئة النزاهة يزيد من غموض القضية بسبب عدم معرفة حجم الأموال على وجه الدقة.

وسحبت الأموال بين سبتمبر 2021 وأغسطس (آب) 2022 من خلال 247 صكاً تم صرفها من قبل 5 شركات، ثم سحبت نقداً من حسابات هذه الشركات، وفر معظم مالكيها خارج البلاد، وفقاً لتحقيقات عراقية بدأت عام 2022 ولا تزال مستمرة.

وقبل المحاكمة، ظهر زهير في حوار تلفزيوني للحديث عن قضيته، وادعى أنه «بريء من سرقة أموال الأمانات الضريبية».

وخلال المقابلة، أكد زهير أنه «سيحضر جلسة محاكمته في العاصمة العراقية بغداد يوم 27 أغسطس»، وهدد «بفضح أسماء وتفاصيل بقضايا فساد».

نور زهير المتهم الرئيسي بـ«سرقة القرن» خلال حوار تلفزيوني لقناة «الشرقية» العراقية

هل يحاكم زهير؟

وإلى جانب زهير، أصدرت المحكمة مذكرة قبض بحق النائب السابق هيثم الجبوري، الذي كان زهير قد دفع عنه تهمة الاشتراك بسرقة القرن خلال حوار تلفزيوني.

وليس من الواضح تماماً صلة الجبوري بالقضية، الذي شغل سابقاً منصب رئيس اللجنة المالية في البرلمان، لكن ثمة مزاعم بأن القضية تتعلق بـ«تضخم ثروته».

ومع إصدار مذكرة القبض بحق زهير والجبوري، استعاد الرأي العام العراقي نشاطه بخصوص «سرقة القرن»، وقال كثيرون إن «المحاكمة لن تتم».

وقال الكاتب إياد السماوي، في منشور على «إكس» إن «نور زهير لن يحضر إلى المحكمة، لأن حضوره سيعني محاكمة النظام السياسي في العراق».

ووفقاً للخبير العراقي غالب الدعمي، فإن «زهير بدءاً من اليوم، بات مطلوباً في جميع مطارات العالم». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هيئة النزاهة باشرت (الثلاثاء) بإعداد ملف استرداد زهير، وهذا يحتاج إلى وقت وتعاون وزارتي العدل والخارجية، فضلا عن القضاء الذي أصدر مذكرة القبض».

وأضاف الدعمي: «بعد إكمال الإجراءات سيودع الملف إلى مكتب الإنتربول الدولي في بغداد ووزارة الداخلية (...) سيكون اسمه منشوراً في اللائحة الحمراء بعد شهرين أو ثلاثة».

وكان مسؤولون في الأمن، قد صرحوا لـ«الشرق الأوسط»، بأن «زهير يحمل جواز سفر أردنياً وآخر دبلوماسياً عراقياً، ولم تكن هناك إشارة قبض باسمه في المطارات».