مقتل 7 بينهم طفل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

غارة إسرائيلية استهدفت قرية كفر حمام الحدودية الجنوبية اللبنانية 17 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
غارة إسرائيلية استهدفت قرية كفر حمام الحدودية الجنوبية اللبنانية 17 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
TT

مقتل 7 بينهم طفل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

غارة إسرائيلية استهدفت قرية كفر حمام الحدودية الجنوبية اللبنانية 17 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
غارة إسرائيلية استهدفت قرية كفر حمام الحدودية الجنوبية اللبنانية 17 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

قُتل 7 أشخاص، من بينهم طفل، وجُرح شخص آخر في غارة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية، صباح الجمعة، على جنوب لبنان، وفق ما أحصته وزارة الصحة.

وأغارت المُسيّرة الإسرائيلية، على بلدة طير حرفا في جنوب لبنان، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقصفت المدفعية الإسرائيلية، صباح اليوم، أطراف بلدتَي كفر شوبا وكفر حمام في جنوب لبنان، وفق ما أعلنته قناة «المنار» المحلية التابعة لـ«حزب الله».

وأفادت وزارة الصحة في بيان بأن «غارة العدو الإسرائيلي على بلدة طير حرفا أدت إلى استشهاد 3 أشخاص».

ونعى «حزب الله» 3 من مقاتليه، أحدهم من طير حرفا. وقال إن كلاً منهم «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وهي العبارة التي يستخدمها لنعي مقاتليه الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد بينهما في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

وأكد مصدر مُقرّب من الحزب لـ«وكالة الأنباء الفرنسية» إن المقاتلين الثلاثة قتلوا في الغارة على طير حرفا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أن جنوده رصدوا «خلية إرهابية كانت تُخطط لإطلاق صواريخ من منطقة طير حرفا في جنوب لبنان باتجاه إسرائيل». وقال إن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي «قضت» على المجموعة.

وفي بلدة عيتا الشعب، أفادت وزارة الصحة في بيان ثانٍ بمقتل «شخصين، أحدهما طفل يبلغ من العمر 7 سنوات»، في حصيلة أولية جراء ضربة شنّتها مسيّرة.

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، فقد استهدفت «مسيّرة معادية» منزلاً في البلدة «بصاروخين موجهين».

وفي وقت لاحق، أفادت وزارة الصحة بمقتل شخصين، أحدهما بغارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل، والثاني في غارة على دراجة نارية في بلدة عيترون، وأوقعت الغارتان 3 جرحى.

ولم تتمكن «وكالة الأنباء الفرنسية» من التحقق ممّا إذا كان القتلى مدنيين أم مقاتلين في «حزب الله».

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية قد أفادت بشن غارات إسرائيلية على بلدات عدة في جنوب لبنان.

وتبنَّى «حزب الله» صباح الجمعة استهداف التجهيزات التجسسية في قاعدة «ميرون»، وذلك «رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة».

ويتبادل «حزب الله» وإسرائيل إطلاق النار بشكل يومي منذ بدء الحرب بين الدولة العبرية وحركة «حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

لكنّ منسوب التوتر ارتفع في الأسابيع الأخيرة بعد مقتل القائد العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في 30 يوليو (تموز) بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.

وقُتل شكر قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نُسبت إلى إسرائيل. وتوعّدت طهران و«حزب الله» بالردّ على مقتلهما.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 600 شخص في لبنان، بينهم 386 من مقاتلي «حزب الله» على الأقل و131 مدنياً، وفق تعداد لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، استناداً إلى السلطات اللبنانية وبيانات «حزب الله».

وأعلنت السلطات الإسرائيلية من جهتها عن مقتل 23 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل.


مقالات ذات صلة

واشنطن متفائلة بـ«تقدم» نحو «هدنة غزة»

المشرق العربي فلسطينيون يعاينون مبنى دمرته ضربة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

واشنطن متفائلة بـ«تقدم» نحو «هدنة غزة»

سعت واشنطن، أمس، إلى إشاعة مناخ تفاؤلي بشأن مفاوضات للتهدئة في قطاع غزة تستضيفها القاهرة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي

هبة القدسي (واشنطن) نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي لبنانيون ينتشلون سيارة تعرضت للاستهداف على طريق صور - طيردبا بعد ظهر الجمعة (متداول)

يوم دامٍ لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

سجّلت المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان يوماً دامياً جديداً للحزب، في موجة جديدة من التصعيد العنيف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (قناة نتنياهو عبر «تلغرام»)

وفد من عائلات الرهائن في غزة يلتقي نتنياهو ويحضّ على اتفاق للإفراج عنهم

التقى وفد من عائلات الرهائن في قطاع غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحثه على إتمام هدنة تسمح بالإفراج عن أحبائهم.

أفريقيا دخان يتصاعد من مبنى ضربته غارة إسرائيلية في حي الرمال وسط غزة (أ ف ب)

«محور فيلادلفيا» يفاقم صعوبات «هدنة غزة»

يسابق الوسطاء الوقت لـ«جسر هوة الخلافات» بين طرفي الحرب في غزة، في ظل تمسك رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ببقاء القوات في محور «فيلادلفيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة عام 2007 (أ.ب) play-circle 01:35

لماذا يمثل ممر «فيلادلفيا» عقبة في مفاوضات هدنة غزة؟

بات «ممر فيلادلفيا» إحدى العقبات الرئيسية في المباحثات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، فما أهمية هذه المنطقة العازلة الواقعة عند الحدود بين مصر وقطاع غزة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

غالبية الإسرائيليين تتوقع أن يجهض نتنياهو محادثات القاهرة

العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)
العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)
TT

غالبية الإسرائيليين تتوقع أن يجهض نتنياهو محادثات القاهرة

العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)
العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)

على الرغم من وصول وفد إسرائيلي رفيع، بمشاركة جميع أعضاء فريق التفاوض، إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات والوعود التي قطعها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي، جو بايدن، بإبداء المرونة، أكد غالبية الخبراء الإسرائيليين أن نتنياهو لم يغير موقفه وسيواصل تخريب هذه المفاوضات والسعي لإجهاضها. ومع ذلك، أعلن الناطق بلسان الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في واشنطن أن هناك تقدماً في المحادثات الحالية. وقال مسؤول إسرائيلي إنه تم إحراز تقدم مع المصريين، في المفاوضات حول محور فيلادلفيا، التي دارت في اليومين الماضيين.

وفي ظل هذه التصريحات المتناقضة، ينتظر أن تعقد «قمة تفاوضية» في القاهرة يوم الأحد، بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصري، عباس كامل، ومسؤولين كبار من إسرائيل ومصر.

دخان يتصاعد فوق غزة جراء انفجار الجمعة (رويترز)

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل تأمل أن تستجيب حركة «حماس» للخرائط الإسرائيلية، وتوافق على الانضمام إلى المفاوضات يوم الأحد حتى يتمكن الوسطاء من التحرك بين الطرفين في الوقت الحقيقي، والمضي قدماً على طريق التوصل إلى اتفاق.

وقال كيربي في واشنطن إن مفاوضات الأحد ستشمل جميع الفرقاء. وأكد أن الجميع يأتون بقصد إنهاء المفاوضات بشكل إيجابي.

وكان نتنياهو قد اجتمع، اليوم (الجمعة)، وعقيلته سارة، مع عدد من النساء المختطفات اللواتي تم الإفراج عنهن من أسر «حماس»، علماً بأن أعزاء لهن لا يزالون محتجزين في غزة. ووعدهن بعمل كل شيء في سبيل إعادة المختطفين. وقالت إيلا بن عامي، ابنة المختطف أوهاد بن عامي، عقب اللقاء حول إمكانية التوصل إلى اتفاق: «أنا شخصياً غادرت، ولديّ شعور ثقيل وصعب بأن ذلك لن يحدث قريباً، وأخشى على حياة والدي، والفتيات الموجودات في الأسر، والجميع». وقالت الناجية من الأسر لينا تروبانوف، والدة الرهينة ساشا تروبانوف، بعد اللقاء: «لقد أمضينا وقتاً طويلاً في لقاء مع رئيس الوزراء، وعبرنا عن كل آلامنا، وأتمنى أن نجد أذناً صاغية. نظر نتنياهو في عيني وقال إنه سيبذل قصارى جهده لإعادة ابني الوحيد وجميع أقاربي إلى الوطن على قيد الحياة. لقد غادرت هذا الاجتماع بأمل أكبر قليلاً مما دخلته هناك. وآمل ألا يخيبوا ظني مرة أخرى».

مروحية عسكرية إسرائيلية فوق الحدود بين إسرائيل وغزة الجمعة (رويترز)

ومن المتوقع أن تنطلق مساء غد (السبت) مظاهرات في نحو 80 موقعاً في عموم إسرائيل، بحسب حركة «أحرار في أرضنا». وستجري المظاهرة الرئيسية في تل أبيب. وجاء في إعلان المنظمة أن «المظاهرة هي دعوة للترويج لصفقة التبادل وتحديد موعد للانتخابات».

وما زال غالبية الخبراء والمطلعين في إسرائيل يشككون في نوايا نتنياهو، ويتهمونه بالتخريب المقصود للصفقة، حتى يظل لهيب الحرب مشتعلاً، ويضمن بذلك البقاء في الحكم. وقال الجنرال في جيش الاحتياط، يتسحاق بريك، إنه بعد 6 لقاءات عقدها مع نتنياهو منذ بداية الحرب، بات على قناعة بأن الرجل لا يريد صفقة بتاتاً. وأضاف: «قبل 6 أشهر تحدثنا طويلاً عن محور فيلادلفيا، وكان واضحاً أنه يعرف القصة تماماً، ولكنه لا يعيرها أهمية. إنه يعرف أن الأنفاق بين سيناء المصرية وقطاع غزة قليلة جداً، ولا تشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل. وأن هناك حلولاً كثيرة أخرى وأفضل لمعالجة نقاط الضعف الأمنية. لكن نتنياهو لا يريد أياً منها».

وقال رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، إن نتنياهو لا يريد عودة المخطوفين. لا توجد أي احتمالية للتوصل إلى تفاهمات في المفاوضات التي تجري في الفترة الأخيرة، التي يتوقع أن تستمر في الأسبوع المقبل، وربما الأسابيع التالية. من المرجح أن المفاوضات ستستمر من دون تقييد في الوقت، أو أنها ستنفجر في مرحلة معينة وتنتهي بجولة أخرى من العمليات العسكرية في الجنوب، وربما في الشمال أيضاً، حيث تستمر المواجهات العنيفة. وفي نهاية المطاف يتعين عليها أن تتطور إلى حرب واسعة، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل «حزب الله»، وردّ إسرائيلي بحجم لم نشاهده بعد، والتدهور إلى حرب شاملة. هذا هو التطور الوحيد الذي يخدم سلم أولويات نتنياهو، ويبدو أنه احتياجات يحيى السنوار أيضاً.

سيارات تابعة لـ«الأمم المتحدة» بمحور فيلادلفيا المعروف أيضاً باسم محور صلاح الدين على الحدود بين غزة ومصر (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال الأديب يائير إسولين، إنه «مثلما الأمور في هذه الأثناء شديدة الرعب والألم، ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويعيد المخطوفين. وهذا ليس بسبب (حماس)، أو رئيس الحكومة أو السياسة والصهيونية والقومية المتطرفة وكل الشرور المحيطة بنا فقط، بل بسبب أن المجتمع في إسرائيل لا يعرف حقاً ما الذي يريده، وأن الأغلبية الساحقة تقف محرجة في هذا المفترق الذي يقع بين التطلع الحقيقي لإعادة جميع المخطوفين، وبين الثمن الذي هي مستعدة لدفعه مقابل هذه الصفقة. يكفي رؤية القلائل الذين يأتون إلى ميدان المخطوفين في نهاية أيام السبت كي نفهم إلى أي درجة المجتمع الإسرائيلي موجود في حالة حرج، وكم فشل بدوره في ظل غياب تضامن أساسي مع الألم الذي لا يمكن تخيله لأبناء عائلات مَن تمّ أسرهم. في كل الحالات سندفع مقابل هذا الفشل».