تجدّد الدعوات لوقف إطلاق النار بغزة لإدخال لقاحات شلل الأطفال

 فلسطينيون يتجمّعون لتفقد مبنى بعد وقت قصير من هدمه في قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في 22 أغسطس 2024، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمّعون لتفقد مبنى بعد وقت قصير من هدمه في قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في 22 أغسطس 2024، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" (أ.ف.ب)
TT

تجدّد الدعوات لوقف إطلاق النار بغزة لإدخال لقاحات شلل الأطفال

 فلسطينيون يتجمّعون لتفقد مبنى بعد وقت قصير من هدمه في قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في 22 أغسطس 2024، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمّعون لتفقد مبنى بعد وقت قصير من هدمه في قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة في 22 أغسطس 2024، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" (أ.ف.ب)

حث مسؤولون من الأمم المتحدة مجدداً على وقف إنساني لإطلاق النار لضمان إيصال لقاحات شلل الأطفال إلى الأطفال في قطاع غزة.

وتم في وقت سابق من الشهر الحالي الإبلاغ عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة. وتم اكتشاف الفيروس لأول مرة في مياه الصرف الصحي، في يوليو (تموز) الماضي.

وقالت لويزا باكستر، رئيسة العمليات في وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة «أنقذوا الأطفال»، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس إنها «محاطة بدمار هائل» في غزة.

وتابعت أن «أكثر من 9.‏1 مليون شخص تشردوا ويتنقلون عبر الشوارع المليئة بالأنقاض والقمامة ومياه الصرف الصحي»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت: «ينتشر شلل الأطفال في غزة. ولن ينتظر عند بوابة التفتيش في معبر كرم سالم أو مكتب الجمارك في مطار بن غوريون».

وأضافت في كلمتها للمجلس أن شلل الأطفال يشكل تهديداً للأطفال في كل مكان، وأنه من دون «إجراءات وقائية فورية»، فإن تفشي المرض في غزة سوف يعيق جهود القضاء على المرض عالمياً.

وقالت باكستر إن الحالة الأولى المؤكدة (وهي لطفلة تبلغ من العمر 10 أشهر في دير البلح) كانت مأساة فردية، فضلاً عن كونها إشارة إلى كارثة أكبر تلوح في الأفق.

وأشارت إلى أنه يمكن الوقاية من شلل الأطفال عن طريق اللقاح، ولكن خدمات التطعيم انهارت على مدى الأشهر العشرة الماضية بسبب الحرب، ولا يعمل حالياً سوى عدد أقل من ربع عدد المستشفيات التي كانت تعمل في السابق في قطاع غزة.

وقالت إن «هذا النظام الصحي المدمر ليس على استعداد لمواجهة أزمة شلل الأطفال الجديدة على الإطلاق».

ودعت إلى «وقفين متواصلين للأعمال العدائية، لا يقل كل منهما عن أسبوع واحد لكل مرحلة»، من أجل البدء على الفور بالتطعيم.

وأضافت أنه إذا لم تتمكن أطراف الصراع من الاتفاق على تنفيذ وقف إطلاق النار «فإن الأمر يقع على عاتق هذا المجلس وأعضائه للمطالبة به وتنفيذه، بما في ذلك من خلال تبني تدابير لوقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية».

وأعربت أكثر من 10 دول خلال اجتماع مجلس الأمن عن دعمها لوقف إطلاق النار وإطلاق حملة التطعيم.

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن غزة كانت خالية من شلل الأطفال على مدار 25 عاماً.

وتابع أن غزة لا تحتاج إلى المزيد من «الشلل والموت»، بل تحتاج إلى استعادة الحياة.

وقالت «منظمة الصحة العالمية» إن أكثر من 640 ألف طفل (في قطاع غزة) سيحظون بالحماية ضد الفيروس عبر جولتين من التطعيم ابتداء من 31 أغسطس (آب).

ويمكن أن يؤدي شلل الأطفال في الحالات الشديدة إلى الشلل والوفاة في نهاية المطاف، خصوصاً بين الأطفال الصغار. وينتشر الفيروس غالباً من خلال المياه الملوثة. ولا يوجد علاج له حالياً.


مقالات ذات صلة

واشنطن متفائلة بـ«تقدم» نحو «هدنة غزة»

المشرق العربي فلسطينيون يعاينون مبنى دمرته ضربة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

واشنطن متفائلة بـ«تقدم» نحو «هدنة غزة»

سعت واشنطن، أمس، إلى إشاعة مناخ تفاؤلي بشأن مفاوضات للتهدئة في قطاع غزة تستضيفها القاهرة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي

هبة القدسي (واشنطن) نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي لبنانيون ينتشلون سيارة تعرضت للاستهداف على طريق صور - طيردبا بعد ظهر الجمعة (متداول)

يوم دامٍ لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

سجّلت المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان يوماً دامياً جديداً للحزب، في موجة جديدة من التصعيد العنيف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (قناة نتنياهو عبر «تلغرام»)

وفد من عائلات الرهائن في غزة يلتقي نتنياهو ويحضّ على اتفاق للإفراج عنهم

التقى وفد من عائلات الرهائن في قطاع غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحثه على إتمام هدنة تسمح بالإفراج عن أحبائهم.

أفريقيا دخان يتصاعد من مبنى ضربته غارة إسرائيلية في حي الرمال وسط غزة (أ ف ب)

«محور فيلادلفيا» يفاقم صعوبات «هدنة غزة»

يسابق الوسطاء الوقت لـ«جسر هوة الخلافات» بين طرفي الحرب في غزة، في ظل تمسك رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ببقاء القوات في محور «فيلادلفيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة عام 2007 (أ.ب) play-circle 01:35

لماذا يمثل ممر «فيلادلفيا» عقبة في مفاوضات هدنة غزة؟

بات «ممر فيلادلفيا» إحدى العقبات الرئيسية في المباحثات للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، فما أهمية هذه المنطقة العازلة الواقعة عند الحدود بين مصر وقطاع غزة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

غالبية الإسرائيليين تتوقع أن يجهض نتنياهو محادثات القاهرة

العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)
العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)
TT

غالبية الإسرائيليين تتوقع أن يجهض نتنياهو محادثات القاهرة

العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)
العلم الفلسطيني يظهر أمام قسم من الجدار في ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة في يوليو 2007 (أ.ب)

على الرغم من وصول وفد إسرائيلي رفيع، بمشاركة جميع أعضاء فريق التفاوض، إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات والوعود التي قطعها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي، جو بايدن، بإبداء المرونة، أكد غالبية الخبراء الإسرائيليين أن نتنياهو لم يغير موقفه وسيواصل تخريب هذه المفاوضات والسعي لإجهاضها. ومع ذلك، أعلن الناطق بلسان الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، في واشنطن أن هناك تقدماً في المحادثات الحالية. وقال مسؤول إسرائيلي إنه تم إحراز تقدم مع المصريين، في المفاوضات حول محور فيلادلفيا، التي دارت في اليومين الماضيين.

وفي ظل هذه التصريحات المتناقضة، ينتظر أن تعقد «قمة تفاوضية» في القاهرة يوم الأحد، بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصري، عباس كامل، ومسؤولين كبار من إسرائيل ومصر.

دخان يتصاعد فوق غزة جراء انفجار الجمعة (رويترز)

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل تأمل أن تستجيب حركة «حماس» للخرائط الإسرائيلية، وتوافق على الانضمام إلى المفاوضات يوم الأحد حتى يتمكن الوسطاء من التحرك بين الطرفين في الوقت الحقيقي، والمضي قدماً على طريق التوصل إلى اتفاق.

وقال كيربي في واشنطن إن مفاوضات الأحد ستشمل جميع الفرقاء. وأكد أن الجميع يأتون بقصد إنهاء المفاوضات بشكل إيجابي.

وكان نتنياهو قد اجتمع، اليوم (الجمعة)، وعقيلته سارة، مع عدد من النساء المختطفات اللواتي تم الإفراج عنهن من أسر «حماس»، علماً بأن أعزاء لهن لا يزالون محتجزين في غزة. ووعدهن بعمل كل شيء في سبيل إعادة المختطفين. وقالت إيلا بن عامي، ابنة المختطف أوهاد بن عامي، عقب اللقاء حول إمكانية التوصل إلى اتفاق: «أنا شخصياً غادرت، ولديّ شعور ثقيل وصعب بأن ذلك لن يحدث قريباً، وأخشى على حياة والدي، والفتيات الموجودات في الأسر، والجميع». وقالت الناجية من الأسر لينا تروبانوف، والدة الرهينة ساشا تروبانوف، بعد اللقاء: «لقد أمضينا وقتاً طويلاً في لقاء مع رئيس الوزراء، وعبرنا عن كل آلامنا، وأتمنى أن نجد أذناً صاغية. نظر نتنياهو في عيني وقال إنه سيبذل قصارى جهده لإعادة ابني الوحيد وجميع أقاربي إلى الوطن على قيد الحياة. لقد غادرت هذا الاجتماع بأمل أكبر قليلاً مما دخلته هناك. وآمل ألا يخيبوا ظني مرة أخرى».

مروحية عسكرية إسرائيلية فوق الحدود بين إسرائيل وغزة الجمعة (رويترز)

ومن المتوقع أن تنطلق مساء غد (السبت) مظاهرات في نحو 80 موقعاً في عموم إسرائيل، بحسب حركة «أحرار في أرضنا». وستجري المظاهرة الرئيسية في تل أبيب. وجاء في إعلان المنظمة أن «المظاهرة هي دعوة للترويج لصفقة التبادل وتحديد موعد للانتخابات».

وما زال غالبية الخبراء والمطلعين في إسرائيل يشككون في نوايا نتنياهو، ويتهمونه بالتخريب المقصود للصفقة، حتى يظل لهيب الحرب مشتعلاً، ويضمن بذلك البقاء في الحكم. وقال الجنرال في جيش الاحتياط، يتسحاق بريك، إنه بعد 6 لقاءات عقدها مع نتنياهو منذ بداية الحرب، بات على قناعة بأن الرجل لا يريد صفقة بتاتاً. وأضاف: «قبل 6 أشهر تحدثنا طويلاً عن محور فيلادلفيا، وكان واضحاً أنه يعرف القصة تماماً، ولكنه لا يعيرها أهمية. إنه يعرف أن الأنفاق بين سيناء المصرية وقطاع غزة قليلة جداً، ولا تشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل. وأن هناك حلولاً كثيرة أخرى وأفضل لمعالجة نقاط الضعف الأمنية. لكن نتنياهو لا يريد أياً منها».

وقال رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، إن نتنياهو لا يريد عودة المخطوفين. لا توجد أي احتمالية للتوصل إلى تفاهمات في المفاوضات التي تجري في الفترة الأخيرة، التي يتوقع أن تستمر في الأسبوع المقبل، وربما الأسابيع التالية. من المرجح أن المفاوضات ستستمر من دون تقييد في الوقت، أو أنها ستنفجر في مرحلة معينة وتنتهي بجولة أخرى من العمليات العسكرية في الجنوب، وربما في الشمال أيضاً، حيث تستمر المواجهات العنيفة. وفي نهاية المطاف يتعين عليها أن تتطور إلى حرب واسعة، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل «حزب الله»، وردّ إسرائيلي بحجم لم نشاهده بعد، والتدهور إلى حرب شاملة. هذا هو التطور الوحيد الذي يخدم سلم أولويات نتنياهو، ويبدو أنه احتياجات يحيى السنوار أيضاً.

سيارات تابعة لـ«الأمم المتحدة» بمحور فيلادلفيا المعروف أيضاً باسم محور صلاح الدين على الحدود بين غزة ومصر (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال الأديب يائير إسولين، إنه «مثلما الأمور في هذه الأثناء شديدة الرعب والألم، ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب ويعيد المخطوفين. وهذا ليس بسبب (حماس)، أو رئيس الحكومة أو السياسة والصهيونية والقومية المتطرفة وكل الشرور المحيطة بنا فقط، بل بسبب أن المجتمع في إسرائيل لا يعرف حقاً ما الذي يريده، وأن الأغلبية الساحقة تقف محرجة في هذا المفترق الذي يقع بين التطلع الحقيقي لإعادة جميع المخطوفين، وبين الثمن الذي هي مستعدة لدفعه مقابل هذه الصفقة. يكفي رؤية القلائل الذين يأتون إلى ميدان المخطوفين في نهاية أيام السبت كي نفهم إلى أي درجة المجتمع الإسرائيلي موجود في حالة حرج، وكم فشل بدوره في ظل غياب تضامن أساسي مع الألم الذي لا يمكن تخيله لأبناء عائلات مَن تمّ أسرهم. في كل الحالات سندفع مقابل هذا الفشل».