تصعيد عسكري وأمني يسابق «حرباً إسرائيلية وشيكة» على لبنان

اغتيال قيادي بـ«فتح»… و«حزب الله» يقصف الجولان وطبريا رداً على غارات البقاع

مسعفون يتجمعون حول سيارة خليل المقدح التي تعرضت لاستهداف إسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
مسعفون يتجمعون حول سيارة خليل المقدح التي تعرضت لاستهداف إسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

تصعيد عسكري وأمني يسابق «حرباً إسرائيلية وشيكة» على لبنان

مسعفون يتجمعون حول سيارة خليل المقدح التي تعرضت لاستهداف إسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
مسعفون يتجمعون حول سيارة خليل المقدح التي تعرضت لاستهداف إسرائيلي في صيدا بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

يسابق التصعيد العسكري والأمني على ضفتي الحدود بين لبنان وإسرائيل التحذيرات من اندلاع حرب وشيكة، ظهرت التنبيهات منها في تصريح للجيش الإسرائيلي، قال فيه إن «(حزب الله) استهدف مدنيين بقصف كتسرين وسنرد بما يتلاءم مع ذلك»، في مقابل ذلك كشف النائب اللبناني مروان حمادة عن أن «الحرب وشيكة».

وتصاعدت وتيرة الاستهدافات المتبادلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على نحو واسع خلال الساعات الـ48 الماضية، حين نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية في منطقة البقاع على مدى يومين متتاليين، كما اغتالت قيادياً في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» في لبنان، إلى جانب سقوط 6 قتلى من «حزب الله»، فيما وسع الحزب دائرة القصف إلى الجولان ومحيط طبريا وصفد، في توسعة لدائرة القصف.

مناصرون لـ«حزب الله» يشيعون عنصراً قتل في غارات إسرائيلية على بلدة النبي شيت في البقاع بشرق لبنان (أ.ب)

حرب وشيكة

وقال عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» (التقدمي الاشتراكي) النائب مروان حمادة في تصريح لقناة «إم تي في» المحلية: «لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات»، مستدلاً بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال فيه إن الجيش ينقل مركز ثقله العسكري من الجنوب إلى الشمال. ورأى حمادة أن الحرب قد تبدأ من شرق الجليل والجولان، حيث تتصاعد وتيرة الاستهدافات، ملمحاً إلى استقدام قوى عسكرية ممانعة مثل «الحشد الشعبي» وغيره إلى المنطقة السورية المحاذية للجولان.

وفي ظل هذا التصعيد، يواصل لبنان حث الأمم المتحدة على ضبط الانفلات القائم، وشدد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب خلال لقائه رئيس بعثة الأمم المتّحدة لمراقبة الهدنة في لبنان اللواء باتريك غوشا على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة وبعثتها لمراقبة الهدنة الدور المنوط بهما، فيما حذر اللواء غوشا من خطر التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن الـUNTSO تقوم بدورها وتراقب الحدود من الجهتين.

استهداف ضابط بـ«فتح» في صيدا

وبلغت الملاحقة الإسرائيلية في لبنان ضابطاً سابقاً في حركة «فتح»، قالت إنه ناشط في تهريب السلاح إلى الضفة، وذلك باستهداف سيارته في مدينة صيدا. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه «استهدف» القيادي في كتائب شهداء الأقصى في لبنان خليل المقدح، مضيفاً في بيان «قصفت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي الإرهابي خليل حسين المقدح في منطقة صيدا في جنوب لبنان».

فلسطينيون يحملون صورة خليل المقدح خلال تشييعه بمخيم عين الحلوة في صيدا (أ.ف.ب)

وأضاف أن خليل المقدح وشقيقه اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان «يعملان لصالح الحرس الثوري الإيراني»، و«متورطان في قيادة الهجمات الإرهابية وتهريب الأموال والأسلحة لأنشطة إرهابية» في الضفة الغربية.

والمقدح هو أول مسؤول من حركة فتح يُقتل بضربة إسرائيلية في لبنان منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. ونعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، في بيان «الشهيد القائد البطل» خليل المقدح وأشادت «بالدور المركزي» الذي لعبه «في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى»، وبـ«دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة (الغربية) الباسلة».

وقال منير المقدح إن «الاغتيالات تزيدنا قوة وهذه الشهادة وسام شرف والمقاومة لا تزال صلبة على الأرض»، مضيفاً أن خليل المقدح «عميد في حركة فتح ويعمل في الجناح العسكري في كتائب شهداء الأقصى».

مشيعون يحيطون بنعش القيادي بـ«فتح» خليل المقدح الذي اغتالته إسرائيل في صيدا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

قصف الجولان وطبريا

ومع تواصل تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط خمسة قتلى في غارات إسرائيلية طالت عصر الثلاثاء وفجر الأربعاء جنوب لبنان وشرقه. وأعلن «حزب الله» أنه أطلق الثلاثاء «صليات مكثفة من الصواريخ» ومسيّرات انقضاضية على مواقع للجيش الإسرائيلي، فيما أكد الجيش رصد إطلاق نحو 115 صاروخاً أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل والجولان المحتل، من دون ذكر إصابات.

أضرار لحقت بمنزل إسرائيلي في كتسرين بالجولان السوري المحتل جراء صواريخ «حزب الله» (أ.ب)

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن «انفجار طائرة من دون طيار في منطقة عميعاد في الجليل الأعلى»، كما قال الجيش الإسرائيلي «إننا رصدنا تسلل عدة أهداف جوية مشبوهة من لبنان... تصدينا لبعضها وأخرى سقطت في الجليل الأعلى». ودوت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى والجولان الجنوبي، كما سقطت 5 صواريخ بشكل مباشر على عدة مبانٍ في كتسرين بالجولان. ومع أن الحزب أعلن عن استهداف قاعدة عسكرية بالمستوطنة، اندلعت الحرائق فيها. وقال رئيس المجلس الإقليمي في الجولان أوري كلنر: «هذا هو واقعنا هنا في (كتسرين). ببساطة، هذا غير مقبول من جهتنا. هذا هو الوضع، ويجب على الحكومة (الإسرائيلية) وقف هذا الأمر».

9 عمليات لـ«حزب الله»

وتبنى «حزب الله» حتى بعد ظهر الأربعاء 9 عمليات، استهدفت أبرزها قاعدة تسنوبار اللوجيستية في الجولان السوري المحتل «بصليات من صاروخ ‏كاتيوشا»، كما شن الحزب «هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجيستية في عميعاد، مستهدفة مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة»، كما جاء في بيانه، إضافة إلى استهداف دبابة ميركافا في موقع العباسية.

سيارة تضررت جراء غارات إسرائيلية استهدفت بلدة النبي شيت في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)

وتم استهداف «مقر في ثكنة راميم تشغله قوات من لواء غولاني بصلية كاتيوشا وتموضعات لجنود العدو في موقع مسكافعام». كما نعى الحزب خمسة من عناصره.

وتقع قاعدة «عميعاد»، شمال غربي بحيرة طبريا، وتبعد عن الحدود اللبنانية نحو 19كلم، يتمركز فيها احتياط فرقة الجليل ومخازنها، وفيها مقر احتياطي ‏للفيلق الشمالي. وتتبع القاعدة لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.

غارات البقاع

وجاء القصف على الجولان وطبريا، رداً على استهدافين إسرائيليين في عمق البقاع. وارتفع عدد الجرحى جراء الغارات الإسرائيلية فجر الأربعاء إلى قتيل وثلاثين جريحاً بينهم أربعة سوريين، حسبما أفاد «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة اللبنانية.

وكان الطيران الإسرائيلي المسير والحربي قد نفذ فجر الأربعاء ثلاث غارات استهدفت وادي البقاع شرق لبنان، استهدفت محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين بلدتي سرعين التحتا والسفري، ومنطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «شنت طائرات سلاح الجو غارة على مستودعات ذخيرة تابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع في العمق اللبناني»، مضيفاً: «بعد الهجمات، تم رصد انفجارات ثانوية تشير إلى وجود الأسلحة في المستودعات التي تعرضت للهجوم». وقال: «تعرض مجمع عسكري يستخدمه نظام الدفاع الجوي التابع للحزب في منطقة البقاع لسلسلة غارات، حيث يشكل المجمع تهديداً لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي».


مقالات ذات صلة

مطار بيروت يحاول «التأقلم مع التهديدات» ويستأنف جزءاً من نشاطه

المشرق العربي حركة في مطار بيروت بعد استئناف «الخطوط الفرنسية» رحلاتها إلى لبنان (وزير الأشغال في منصة «إكس»)

مطار بيروت يحاول «التأقلم مع التهديدات» ويستأنف جزءاً من نشاطه

ساهم تراجع منسوب القلق من احتمال شن إسرائيل حرباً واسعة على لبنان، باستئناف شركات طيران أجنبية حركتها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي معمل الجية الحراري لإنتاج الكهرباء المتوقف عن العمل منذ سنتين (إ.ب.أ)

القضاء اللبناني يضع يده على أزمة الكهرباء... ويلوّح بتوقيفات

وضع القضاء اللبناني يده على أزمة الكهرباء، وإغراق البلاد في الظلام الشامل قبل 3 أيام.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي النيران تتصاعد جراء غارة إسرائيلية استهدفت موقعاً في البقاع بشرق لبنان (متداول)

​مخاوف لبنانية من تقدم الحرب على الحل الدبلوماسي في غزة

تتخوف الأوساط السياسية اللبنانية من أن يتقدم الحل العسكري على نحو ينذر بتوسعة الحرب على الجهود الدبلوماسية للتوصل لوقف النار في غزة.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي صورة عامة لمعمل الجية الحراري المتوقف عن العمل (إ.ب.أ)

​مخرج سياسي لبناني لاستئناف إنتاج الكهرباء بالحد الأدنى

أثمرت الاتصالات بين المؤسسات العامة في لبنان مخرجاً لإعادة التغذية الكهربائية بالحد الأدنى لتشغيل المرافق الحيوية بعد يومين من العتمة الشاملة

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر وصواريخ في نفق كشف عنه «حزب الله» بمقطع فيديو (د.ب.أ)

صواريخ أنفاق «حزب الله» تشغل سفراء في لبنان

تجلى الاهتمام الدبلوماسي الأجنبي بطرح أسئلة تتعلق بالظروف التي أملت على «حزب الله» نشر الفيديو، مع أن الضرورات العسكرية تستدعي إبقاءها قيد الكتمان.

محمد شقير (بيروت)

سوريا: الانفلات الأمني يكشف هشاشة «تسويات» هندستها موسكو

وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي يوليو الماضي (مواقع)
وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي يوليو الماضي (مواقع)
TT

سوريا: الانفلات الأمني يكشف هشاشة «تسويات» هندستها موسكو

وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي يوليو الماضي (مواقع)
وضع غير مستقر في كناكر بريف دمشق الغربي يوليو الماضي (مواقع)

تكشف حالة الانفلات الأمني التي تتصاعد بين حين وآخر في مناطق التسويات الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، عن هشاشة تلك التسويات التي انطلقت بإشراف روسي منذ عام 2018 بهدف تثبيت الوضع العسكري على الأرض، بعد استعادة دمشق سيطرتها على أكثر من 63 في المائة من الأراضي السورية، من خلال السيطرة الكاملة على محافظات الساحل والوسط والجنوب، وعلى أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب.

عدسة المرصد السوري رصدت تحركات أمنية شمال محافظة حمص يوليو الماضي

إلا أن انتشار السلاح وتحول الميليشيات المحلية الرديفة (تابعة للجيش السوري) من القتال إلى جانب القوات الحكومية إلى ممارسة نشاطات غير مشروعة، مثل التهريب والخطف والتشليح وغيرها من أعمال تهدد أمن المدنيين، أججا النزاعات المحلية العشائرية والعائلية، وهددا بتقويض «التسويات» التي لم تتوقف دمشق عن استنساخها من بلدة إلى بلدة، بهدف إخماد بؤر التوتر وملاحقة «المطلوبين» وسط غياب «الثقة» بالسلطات الحكومية.

صورة لوكالة «سانا» لعملية تسوية سابقة في بلدة محجة بدرعا عام 2021

ورغم مضي نحو خمس سنوات على انطلاق التسوية الشاملة في درعا جنوب سوريا، لم تتوقف الاغتيالات والتفجيرات، والخطف، وأحداث العنف التي شهدت تصاعداً في الأشهر القليلة الماضية، ليصل عدد القتلى إلى أكثر من 37 شخصاً خلال شهر يوليو الماضي، بينهم (26) مدنياً وفق أرقام موقع «درعا 24» المحلي.

وتعمل السلطات الأمنية الحكومية عبر فتح باب المفاوضات لاحتواء الأوضاع وإلى استبعاد المعارضين الذين احتفظوا بسلاحهم مقابل تسوية أوضاع المطلوبين للخدمة العسكرية.

وبحسب معلومات من مصادر محلية، تستفيد السلطات من حالة الانفلات الأمني للضغط على الأهالي لنزع السلاح من المناوئين لها، لكن ذلك يزداد تعقيداً مع انتشار عصابات التهريب المسلحة التي تزداد شراسة في المنطقة.

بالتوازي مع ذلك، عاد التوتر إلى ريف حمص حيث شهد الريف الجنوبي عند الحدود مع لبنان في مناطق سيطرة «حزب الله» اللبناني، مجزرة مروعة نتيجة خلاف بين عائلتين على استئجار أرض زراعية أدت إلى مقتل تسعة أشخاص قبل أسبوع، لتعود وتتجدد يوم الثلاثاء، وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن الخلاف لم يحل بعد وما زالت الأعمال الثأرية متواصلة بين أفراد العائلتين المسلحتين.

تلبيسة بمحافظة حمص التي تشهد توتراً أمنياً منذ يوليو الماضي (المرصد السوري)

وفي «تلبيسة» شمال حمص على الطريق الدولي حمص - حلب، استقدمت القوات الحكومية تعزيزات عسكرية وسط تهديدات بعمل عسكري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن أهالي تلبيسة طالبوا روسيا بالالتزام ببنود اتفاق 2018 لوقف القتال، الذي نص على عدم إجراء أي عمل عسكري أو أمني في المنطقة بعد خروج مقاتلي المعارضة نحو الشمال السوري.

عدسة المرصد السوري رصدت تحركات أمنية شمال محافظة حمص يوليو الماضي

وتشهد مدينة تلبيسة منذ نحو العام، توتراً بين حين وآخر على خلفية التصادم مع متزعمي مجموعات مسلحة كانوا ضمن الميليشيات الرديفة في ريف حمص وعلى صلة بالأجهزة الأمنية الحكومية. حيث يقوم هؤلاء بعمليات خطف بغرض الحصول على الفدية، وخرجت مظاهرات في تلبيسة عدة مرات تطالب بوضع حد لهم.

مصادر محلية في حمص، قالت إن الأجهزة الأمنية تعتمد على تلك المجموعات لبسط سيطرتها على تلك المناطق التي لا يزال السلاح منتشراً فيها، بالإضافة لوجود أعداد كبيرة من المتخلفين عن الخدمة حيث تستخدم السلطات ورقة «تسوية أوضاعهم» لبسط سيطرتها الكاملة والقضاء على المعارضين؛ وفق مصادر في حمص لتفسير مطالبة أهالي تلبيسة للجانب الروسي بالالتزام بتنفيذ اتفاق 2018 لوقف القتال.

وقفة احتجاجية في دوار الحصان بريف دير الزور الغربي ضد هجمات المجموعات المحلية المدعومة من إيران (المرصد السوري)

وفي دير الزور شهد التوتر تصعيداً خطيراً لدى إطلاق «قوات العشائر» المدعومة من دمشق لقتال «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الشهر الجاري، ما هدد بتغيير خريطة مناطق سيطرة دمشق في المناطق الشرقية، لولا التدخل الروسي وفرض وقف القتال للحفاظ على تثبيت الوضع العسكري.

ويربط متابعون ازدياد التوتر في مناطق التسويات التي أشرفت عليها موسكو، بتقليص الأخيرة نفوذها في سوريا بعيداً عن مناطق تواجد قواعدها العسكرية، بعد انخراطها في الحرب الأوكرانية، كذلك توتر علاقتها مع إسرائيل على خلفية موقفها الداعم لكييف، الأمر الذي استغلته إيران لتعود وتنشر ميليشياتها جنوب سوريا قريباً من إسرائيل.

إلا أن اندلاع الحرب في غزة أعاد موسكو إلى الجنوب قريباً من مرتفعات الجولان، كمراقبة، دون أن يسهم ذلك بشكل فعلي بالحد من التوتر في المناطق الجنوبية؛ لتزداد التسويات الشاملة التي هندستها موسكو هشاشة.