ضرب مخازن أسلحة «حزب الله»... خرق استخباراتي إسرائيلي كبير

الردود اقتصرت على استهداف مواقع عسكرية

آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)
TT

ضرب مخازن أسلحة «حزب الله»... خرق استخباراتي إسرائيلي كبير

آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)

أتى استهداف إسرائيل مخازن أسلحة لـ«حزب الله» في منطقة البقاع في شرق لبنان، مساء الاثنين - الثلاثاء، ليطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت عمليات إسرائيل انتقلت إلى مستوى جديد من التصعيد، وحول الخروق الاستخباراتية الكبيرة التي تمكّن تل أبيب من تحديد مواقع هذه المخازن، كما تحدد مواقع عناصر وقياديي الحزب الذين تواصل تنفيذ عمليات اغتيال بحقهم منذ أشهر.

وعادة ما تدّعي إسرائيل استهداف مخازن أسلحة في مناطق جنوب لبنان، إلا أنها، يوم الاثنين، أعلنت أن طائراتها الحربية أغارت على عدد من المستودعات لتخزين الوسائل القتالية التابعة للحزب في منطقة ‫البقاع في عمق لبنان، لافتة إلى أنه «وبعد الغارات تم رصد وقوع انفجارات ثانوية تدل على وجود وسائل قتالية كثيرة في المستودعات المستهدفة».

النيران تشتعل جراء قصف قال الجيش الإسرائيلي إنه مستودع ذخائر لـ«حزب الله» (المركزية)

ردود «حزب الله»

وأدت هذه الغارات، وفق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، إلى إصابة 11 شخصاً. ورد «حزب الله» على هذه العمليات، الثلاثاء، بقصف صاروخي استهدف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. كذلك تحدث الحزب عن قصف مقر الفرقة 146 في جعتون وثكنة برانيت. وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بإطلاق أكثر من 80 صاروخاً من لبنان.

بالمقابل، سجَّلت «الوكالة الوطنية للإعلام» وقوع غارة على عيتا الشعب وبلدة طلوسة في قضاء مرجعيون، وسقوط قذيفتين على مثلث باب الثنية في الخيام.

ويأتي استهداف مخازن أسلحة «الحزب» شرقاً بعد أيام معدودة من كشف «حزب الله» عن واحد من أكبر أنفاقه، في مقطع فيديو أظهر شاحنات محملة بصواريخ ضخمة تتجول تحت الأرض. ونشر الحزب مقطع فيديو مع مؤثرات صوتية وضوئية يظهر منشأة عسكرية محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ضمن أنفاق ضخمة واسعة ومضاءة.

النيران تشتعل جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة بيوت السياد جنوب مدينة صور (رويترز)

إقفال جبهة لبنان

يضع مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر لجوء إسرائيل لقصف مخازن السلاح في «إطار التصعيد وبإطار استراتيجية تسعى إلى إقفال الجبهة مع لبنان بشكل نهائي، وتغيير قواعد الاشتباك كما كانت قائمة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تل أبيب «تسعى لإزالة تهديد (حزب الله) بالطرق الدبلوماسية أو باستخدام القوة». ويضيف نادر: «استهداف القيادات وتفجير مخازن الأسلحة ومحاولات التسلل كلها تندرج بإطار التحضير لعملية عسكرية أو الضغط من أجل تعزيز الموقع التفاوضي».

ويرى نادر أن «انكشاف المنظومة الأمنية والاستخباراتية لـ(حزب الله) أصبح واضحاً»، قائلاً: «حتى إنجاز الانتخابات الأميركية لا يبدو أننا سنكون بصدد اتفاق لوقف إطلاق النار أو تسوية شاملة، وبالتالي الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من العمليات العسكرية مع استمرار المفاوضات للحيلولة دون حرب كبيرة لا ترى إيران مصلحة لها فيها».

صحافيون يصورون مواقع الاستهداف الإسرائيلي في شرق لبنان خلال جولة نظمها «حزب الله» للإعلاميين (أ.ف.ب)

عمليات استباقية

من جهته، يضع رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي الضربات التي استهدفت مخازن السلاح في البقاع «بإطار الضربات الاستباقية التي تؤكد أن هناك خرقاً إسرائيلياً استخباراتياً كبيراً لصفوف (حزب الله) مكّن تل أبيب من اغتيال العشرات من عناصره وقياداته»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «من لديه قدرة الوصول لهذه الشخصيات من الطبيعي أنه على علم بقدرات الحزب وأماكن وجود مخازن أسلحته وقواعده وما شابه».

ويضيف قهوجي: «بعد نشر فيديو (عماد 4) لأنفاق الحزب العسكرية، يقول الإسرائيلي من خلال ضرباته الأخيرة إنه يعلم ما يملك الحزب وأماكن وجوده، ويقوم بالاستهدافات الاستباقية، فبينما الجميع ينتظر رد (حزب الله) أتى الاستباق الإسرائيلي».


مقالات ذات صلة

إطلاق 40 صاروخاً وطائرات مسيّرة من لبنان على شمال إسرائيل

المشرق العربي تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على قرية الخيام بجنوب لبنان 17 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

إطلاق 40 صاروخاً وطائرات مسيّرة من لبنان على شمال إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي إن وابلاً من نحو 40 صاروخاً وعدة طائرات مسيّرة أُطلق من لبنان على شمال إسرائيل هذا المساء.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق جانب من معرض «ملمس المياه» لريم الجندي (الشرق الأوسط)

​«ملمس المياه» لريم الجندي فسحة صيف تطوف على وهم

يسرح المتفرّج في تفاصيل الأعمال فيُخيَّل إليه بأنّ الوهم الذي بحثت عنه الفنانة أصابه أيضاً فيتزوّد بجرعات من الطاقة الإيجابية وبمشاعر النضارة والحيوية.

فيفيان حداد (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان من موقع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أطراف قرية كفر حمام بجنوب لبنان في 17 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

غارات إسرائيلية استهدفت مخازن أسلحة ﻟـ«حزب الله» في وادي البقاع اللبناني

قال مصدران أمنيان لوكالة «رويترز» للأنباء، إن غارة إسرائيلية، مساء الاثنين، استهدفت مستودع أسلحة لجماعة «حزب الله» في وادي البقاع بشرق لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الصليب الأحمر اللبناني يخمدون حريقاً في بلدة شبعا إثر قصف إسرائيلي على المنطقة (د.ب.أ)

احتمالات توسّع الحرب تتراجع في لبنان على وقع المفاوضات

سجّلت عملية تسلّل للجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان للمرة الثالثة منذ بدء المواجهات مع «حزب الله»، في وقت لا يزال فيه التوتر يسود في لبنان سياسياً وعسكرياً

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة من أحد اجتماعات مجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة 27 أكتوبر 2022 (رويترز)

لبنان يقدّم شكوى إلى مجلس الأمن حول الخرق الإسرائيلي لجدار الصوت في الأجواء اللبنانية

وجّهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية، ومن ضمنها العاصمة بيروت.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إسرائيل تهاجم عمق لبنان «استعداداً لأي تطور محتمل»

آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تهاجم عمق لبنان «استعداداً لأي تطور محتمل»

آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)
آثار القصف الإسرائيلي على بلدة سرعين في البقاع بشرق لبنان (أ.ف.ب)

أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن الهجمات في عمق لبنان، «هي بمثابة تحضير لأي تطور محتمل»، وذلك بعد ساعات على استهداف مستودع ذخيرة لـ«حزب الله» في البقاع بشرق لبنان على مسافة نحو 80 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية.

واستهدف الجيش الإسرائيلي «مخازن أسلحة تابعة لـ(حزب الله)» في منطقة البقاع في شرق لبنان، ليل الاثنين - الثلاثاء، ضمن 3 مواقع استهدفتها الطائرات بغارات عنيفة، لم تسفر عن سقوط قتلى.

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، تقييماً للوضع في مقر الفرقة 36 في الجبهة الشمالية مع لبنان، وقال: «مركز ثقلنا يتحرك تدريجياً من الجنوب إلى الشمال»، في إشارة إلى الاستعداد للانتقال تدريجياً من غزة إلى جبهة لبنان. وقال: «الهجمات في عمق لبنان هي بمثابة تحضير لأي تطور محتمل». وتابع: «عدونا يقاتل حتى الموت، ولكن عندما نفقده توازنه عبر الخداع، لا يعرف كيف يتصرف».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية أغارت، ليل الاثنين، على عدد من المستودعات لتخزين الوسائل القتالية التابعة لـ«الحزب» في منطقة البقاع في عمق لبنان، لافتة إلى أنه «وبعد الغارات جرى رصد وقوع انفجارات ثانوية تدل على وجود وسائل قتالية كثيرة في المستودعات المستهدفة». وأدت هذه الغارات، وفق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، إلى إصابة 11 شخصاً.

ورد «حزب الله»، الثلاثاء، إذ أعلن أنه أطلق «مجموعة مكثفة من الصواريخ» على مواقع للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة. وأوضح «حزب الله» في بيان: «رداً على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية بمجموعة مكثفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن».

وقال مجلس الجليل الأعلى إنّه «أبلغ المقيمين في المستوطنات التي تمّ إخلاؤها بالبقاء قرب المناطق المحمية خشية من قصفٍ ثقيل إلى أماكن غير معهودة في الشمال في أعقاب الغارة في شرق لبنان».

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن «طائرة تابعة لسلاح الجوّ، هاجمت في وقت سابق اليوم، منصة إطلاق تابعة لمنظمة (حزب الله)، أُطلقت منها النيران، الاثنين، إلى داخل أراضي البلاد في منطقة بيت ليف بجنوب لبنان». وذكر أن «مقاتلات سلاح الجو أغارت على مبنى عسكري لتنظيم (حزب الله) في منطقة عيتا الشعب، جنوب لبنان».

وفيما يتعلّق بصافرات الإنذار التي تم تفعيلها في منطقة الكابري، أكّد الجيش الإسرائيلي أنه «تم رصد نحو 20 قذيفة اجتازت الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض بعضها، وسقوط بعضها في مناطق مفتوحة». وأشار إلى أنه «نتيجة للسقوط، اندلعت عدة حرائق في المنطقة، وتعمل فرق الإطفاء الآن على معاينة مكان الحادث، دون وقوع إصابات».

وأعلن عن قصف مقر الفرقة 146 في جعتون وثكنة برانيت. وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بإطلاق أكثر من 80 صاروخاً من لبنان. وبالمقابل، سجلت «الوكالة الوطنية للإعلام» حدوث غارة على عيتا الشعب بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون وسقوط قذيفتين على مثلث باب الثنية في الخيام.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن «القصف على الخيام أدى إلى إصابة شاب من الجنسية السورية بجروح. وجرت معالجته في قسم الطوارئ في مستشفى مرجعيون الحكومي».

وفي تحديث لحصيلة الغارة الإسرائيلية على المنصوري جنوباً والتي استُهدفت، مساء الاثنين، ارتفعت حصيلة الجرحى إلى شابتين فلسطينيتين تبلغان من العمر 17 و18 سنة، ونُقلتا إلى المستشفى اللبناني الإيطالي لتلقي العلاج.