السيسي يستقبل بلينكن... ويؤكد: حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة

بحثا جهود التوصل لاتفاق هدنة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته بدر عبد العاطي في مدينة العلمين في شمال مصر (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته بدر عبد العاطي في مدينة العلمين في شمال مصر (رويترز)
TT

السيسي يستقبل بلينكن... ويؤكد: حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته بدر عبد العاطي في مدينة العلمين في شمال مصر (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته بدر عبد العاطي في مدينة العلمين في شمال مصر (رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية في غزة والاحتكام لصوت العقل، وفقاً لما نقلته «رويترز».

وبحث الرئيس المصري ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة اليوم جهود وقف إطلاق النار في غزة.

وشدد السيسي على خطورة توسع نطاق الصراع إقليميا «على نحو يصعب تصور تبعاته». وأضاف: «وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصل إلى مدينة العلمين في شمال مصر (أ.ف.ب)

ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى مدينة العلمين في شمال مصر على البحر المتوسط في وقت سابق اليوم، حيث أجرى محادثات مع الرئيس المصري ووزير خارجيته، حول التوصل إلى هدنة في قطاع غزة ووقف الحرب.

أتى بلينكن إلى مصر قادماً من تل أبيب، في إطار جولته التاسعة في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتقى فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد موافقة إسرائيل على «خطة التسوية» التي أعدتها واشنطن من أجل الهدنة.

وكانت الولايات المتحدة عرضت، الجمعة، مقترحاً جديداً من أجل وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في مباحثات الدوحة.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصل إلى مدينة العلمين في شمال مصر (أ.ب)

وتقف مفاوضات الهدنة في قطاع غزة بين محاولات إسرائيلية، للتشبث بالبقاء في شريط فيلادلفيا، على خلاف رغبة «حماس»، وجهود متواصلة للوسطاء تحذّر من ضياع «فرصة قد تكون الأخيرة» لإبرام اتفاق يحول دون تصعيد في المنطقة.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته بدر عبد العاطي في مدينة العلمين في مصر (رويترز)

ومن المقرر أن يتوجه بلينكن في وقت لاحق إلى قطر في إطار جولاته بالمنطقة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، اليوم (الثلاثاء)، إن حركة حماس «تتراجع» عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح رداً على أسئلة صحافيين في شيكاغو، أن التسوية «ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأي شيء»، مضيفاً: «إسرائيل تقول إن بإمكانها التوصل إلى نتيجة... (حماس) تتراجع الآن». لكن «حماس» عدّت أن المقترح «يستجيب إلى شروط نتنياهو ويتماهى معها، خصوصاً رفضه وقفاً دائماً لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة». وأدانت الحركة خصوصاً «الإصرار» الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يُعرف بـ«محور فيلادلفيا»، و«الشروط الجديدة في ملف» المعتقلين الفلسطينيين الذين يُفترض أن يجري تبادلهم برهائن محتجزين في غزة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو (أيار)، داعية الوسطاء إلى «إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: إسرائيل لن تنسحب من ممري نتساريم وفيلادلفيا تحت أي ظرف

شؤون إقليمية صِبية فلسطينيون يلعبون بالقرب من الحدود مع مصر في رفح على طول ممر فيلادلفيا جنوب غزة (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل لن تنسحب من ممري نتساريم وفيلادلفيا تحت أي ظرف

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الثلاثاء)، أن إسرائيل لن تنسحب من ممري نتساريم وفيلادلفيا الأمنيين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم جندي أوكراني يطلق مسيّرة للتجسس باتجاه المواقع الروسية على الجبهة (أرشيفية - رويترز)

«الداتا»... عنصر حاسم في الحروب والسياسة

تعدّ ذاكرة الإنسان مخزناً لـ«الداتا»... فيها تتلاقى تجارب الماضي، مع سلوك الحاضر؛ وذلك بهدف التخطيط للمستقبل... إذن: «لا داتا... لا مستقبل».

المحلل العسكري (لندن)
المشرق العربي أحد أفراد الدفاع المدني في غزة خلال عملية البحث عن أحياء بعد قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين (رويترز)

«حماس»: تصريحات بايدن «ادعاءات مضلّلة»

عدّت حركة «حماس» أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها «تتراجع» عن خطة التسوية في غزة، «ادعاءات مضلّلة».

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي طفل فلسطيني يحمل لافتة مكتوباً عليها «ممنوع الدخول... مشروع الصرف الصحي» التي وُضعت بالقرب من أكوام القمامة التي أُلقيت بين خيام النازحين في دير البلح (د.ب.أ)

سلالة «فتاكة» من شلل الأطفال تتربص بغزة... لماذا عاد الفيروس الآن؟

تطور يُنذر بكارثة صحية حقيقية في غزة بعد تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في القطاع.

لينا صالح (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يتفقدون الأضرار بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال وسط مدينة غزة في 20 أغسطس 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب) play-circle 00:39

12 قتيلاً بقصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في غزة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الثلاثاء، مقتل 12 شخصاً في غارة إسرائيلية على مدرسة مصطفى حافظ غرب مدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

القضاء اللبناني يضع يده على أزمة الكهرباء... ويلوّح بتوقيفات

معمل الجية الحراري لإنتاج الكهرباء المتوقف عن العمل منذ سنتين (إ.ب.أ)
معمل الجية الحراري لإنتاج الكهرباء المتوقف عن العمل منذ سنتين (إ.ب.أ)
TT

القضاء اللبناني يضع يده على أزمة الكهرباء... ويلوّح بتوقيفات

معمل الجية الحراري لإنتاج الكهرباء المتوقف عن العمل منذ سنتين (إ.ب.أ)
معمل الجية الحراري لإنتاج الكهرباء المتوقف عن العمل منذ سنتين (إ.ب.أ)

وضع القضاء اللبناني يده على أزمة الكهرباء، وإغراق البلاد في الظلام الشامل قبل 3 أيام، ما تسبّب بإرباك القطاعات الحيوية كافةً، وأهمّها مطار رفيق الحريري الدولي، والمستشفيات الحكومية، وقصور العدل، والسجون؛ إذ تسلّم النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجّار، كتاباً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، طلب فيه الأخير «إجراء تحقيق قضائي بالسرعة القصوى مع كل الأشخاص المعنيين بهذه الأزمة من دون استثناء، وذلك في سبيل ترتيب المسؤوليات بناءً على نتائج التحقيقات».

وكشف مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن الحجّار «اطّلع عن كثب على كتاب رئيس الحكومة، وسيحدّد خلال الساعات المقبلة مواعيد لجلسات تحقيق، تشمل كلّ الأشخاص الواردة أسماؤهم في كتاب رئيس الحكومة»، مؤكداً أن النائب العام التمييزي «وضع لائحة بأسماء من سيستدعيهم، بينهم رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال الحايك، وأعضاء مجلس الإدارة وموظّفون، من دون استبعاد استدعاء وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض».

وشدّد المصدر على أن التحقيق «سينتهي إلى تحديد المسؤولين عن الأزمة التي أدخلت البلاد في العتمة الشاملة، واتخاذ إجراءات صارمة».

وعمّا إذا كانت هذه الإجراءات ستلحظ توقيفات، اكتفى المصدر القضائي بالقول: «كل شيء وارد، والأمور مرهونة بنتائج التحقيق، وبتحديد الأشخاص المسؤولين عن هذه الأزمة».

صورة عامة لمبنى شركة كهرباء لبنان في بيروت (إ.ب.أ)

كتاب رئيس الحكومة

وحمّل كتاب ميقاتي مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء، وخصوصاً رئيسه ووزير الطاقة، المسؤولية عمّا وصلت إليه الأمور، وتوقُّف كامل معامل الإنتاج عن العمل بشكل مفاجئ بسبب نقص مادة الفيول والغاز أويل.

وأشار رئيس الحكومة في كتابه إلى أنه «رغم تجاوب مجلس الوزراء مع طلب وزير الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان بشراء كميات من مادة الفيول العراقي، بعد إيداع جزء من ثمن هذه المواد في حساب مؤسسة كهرباء لبنان لدى البنك المركزي، فوجئ رئيس الحكومة بأن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد لتنفيذ الاتفاق، وشراء كميات كافية من الفيول والغاز العراقي، وذلك بسبب سفر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء كمال الحايك إلى الخارج (لقضاء إجازته الصيفية)، وأن الأخير قطع تواصله نهائياً مع الجميع، ولم يفوّض أياً من أعضاء مجلس الإدارة بالصلاحيات المالية، علماً بأنه كان يفترض بمجلس إدارة الكهرباء أن ينفذ التدابير التي تم الاتفاق عليها بصورة طارئة -تفادياً للوقوع في الظلمة الشاملة، مع ما ينتج عن ذلك من ضرر مباشر للمواطنين والمرافئ العامة- من خلال مقرّرات خلال أداء مجلس إدارة الكهرباء صاحب الصلاحية في اتخاذ القرارات الإدارية».

وشدّد ميقاتي في كتابه على أنه «رغم موافقة مجلس الوزراء على الصيغة التي وضعها وزير الطاقة، بالاتفاق مع مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، والخطوات التي سيتم اتخاذها لتجنب الوقوع في العتمة الشاملة وتوقّف قطاعات حيوية عن العمل، فإن الوزارة والمؤسسة لم يتخذا الإجراءات الكفيلة بتجنّب الأزمة».

مشكلة إهمال المسؤولين

ولا تزال أزمة الكهرباء تتفاعل سياسياً وشعبياً، وأوضح مصدر وزاري لـ «الشرق الأوسط»، أن «المشكلة ليست مشكلة تأمين الفيول ولا تمويل، بل مشكلة إهمال المسؤولين عن ملف الكهرباء الذين لا يبالون بمصالح الدولة والشعب اللبناني»، مشيراً إلى أن هذه المشكلة «برزت منذ منتصف شهر تموز (يوليو) الماضي، إلّا أن الرئيس ميقاتي أخذها على عاتقه، وزار بغداد والتقى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، ونجح في حلّ أزمة إمداد لبنان بالفيول العراقي، بينما لا مبالاة وزير الطاقة ومدير عام كهرباء لبنان أوقعت اللبنانيين في الأزمة».

ورأى المصدر الوزاري أن المسؤولية «لا تقع على عاتق وزير الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان فحسب، بل نتيجة خلافات داخل الفريق السياسي الذي ينتمي إليه الوزير فياض (التيار الوطني الحرّ)، وللأسف الناس تدفع ثمن هذه الخلافات».

مشاريع الطاقة المتجددة

وفي متابعة لملفّ الكهرباء، التقى ميقاتي في السراي الحكومي، مدير منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، بحضور وزير الطاقة وليد فياض، ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس، وبعد اللقاء قال فياض: «تم البحث في استكمال برنامج البنك الدولي بتمويل المشروع المتعلق بالطاقة المتجددة، وتدعيم أنظمة كهرباء لبنان الذي يبلغ حوالى 250 مليون دولار، لتطوير هذا القطاع، بوصفه جزءاً من استراتيجية البنك الدولي للاستثمار في 3 قطاعات أساسية، وهي: الطاقة والمياه والرقمنة».

انتقاد سياسي

من جهته، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: «مجدّداً، يُلهينا وزير الطاقة والمياه، حيث لا طاقة ولا مياه، بخبر عن فيول من دولة الجزائر، وبخبر آخر عن فيول من دولة العراق، واهماً اللبنانيّين بأنّ الحل لأزمة انقطاع الكهرباء سيأتي من الدولتين الشقيقتين مشكورتين، في حين أنّ الشعب اللبناني، الذي تتواصل معاناته منذ 15 عاماً، شَهِدَ على وعود كثيرة مماثلة، وعلى هدر مليارات الدولارات على هذا القطاع من دون نتيجة».

وأضاف جعجع: «كم من وعود أُطلقت، وكم من البواخر المحمّلة بالفيول استُجلِبت، وكم من المؤتمرات عُقدت، وكم من الأموال هُدرت، وذلك كله لم يُنتِج سوى واقع واحد، وهو انهيار القطاع، وعتمة ما بعدها عتمة، ومعاناة متواصلة لجميع اللبنانيّين».

وختم: «لقد طفح الكيل من مجمل هذا المسار المأساوي، فالمطلوب الانتقال فوراً إلى حلّ جذري، لا يكون إلا بإشراك القطاع الخاص في توليد الكهرباء وبيعها، كما في أكثرية دول العالم المتحضّر، وأي مماطلة أو تأخير لن يُشكّل سوى مزيد من إغراق اللبنانيّين بالعتمة والعجز والعذابات».