توافق مالي لبناني يمهّد لاستئناف التمويل بالدولار «الفريش»

ينتظر جلاء وجهة تطورات حرب الجنوب

حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)
TT

توافق مالي لبناني يمهّد لاستئناف التمويل بالدولار «الفريش»

حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)

يدور حراك جدِّ في أوساط القطاع المالي اللبناني، لا سيما بين البنك المركزي والجهاز المصرفي، بهدف إنعاش صياغة مشروع قانون يتيح تحصين استئناف التمويل بالدولار النقدي (الفريش) لصالح الأفراد والشركات، عبر اشتراط قانوني لآلية إيفاء تلزم المستفيد السداد بعملة القرض.

وتعكف حاكمية مصرف لبنان على طمأنة جمعيات المودعين وتبديد الهواجس المعترضة على المشروع، عبر التأكيد أن العمليات الائتمانية تشكل أساس المهنة المصرفية ومورداً حيوياً للتشغيل والربحية، ما يصب تلقائياً في تحسين السداد المتدرج للودائع المحتجزة، وإمكانية زيادة الحصص الشهرية التي يستفيد منها حالياً نحو 300 ألف مودع، بمبالغ تراوح بين 150 و400 دولار نقدي.

منصوري: لاستئناف التسليف

وبالفعل، يشدّد حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري على ضرورة إعادة القطاع المصرفي إلى عملية التسليف، باعتبار أن هذا الإجراء من شأنه تعزيز الحركة الاقتصادية، وزيادة السيولة في المصارف، ما يسهم تلقائياً في المساعي الرامية لردّ أموال المودعين.

ويفترض الإنضاج العملي لهذا التحرك ووضعه على المسار التشريعي، حسب المصادر المعنية، جلاء وجهة حرب الحدود الجنوبية وانحسار المخاوف من توسعها، بحيث يمكن للبنك المركزي وجمعية المصارف، وبالتعاون مع وزارة المال، إعداد النص المستهدف، متضمناً الأسباب الموجبة والإيجابيات المتوخاة لصالح المودعين، وتنشيط أعمال القطاع الخاص بالتجزئة وبتلبية الحاجات التمويلية للشركات.

كما يرتقب، وفقاً لمصادر معنية ومتابعة، أن يُطرح المشروع بنص مستقل، يتضمن إلزام المصرف والمستفيد معاً بالبنود التعاقدية المدرجة في العقود المنشئة لديون محرّرة بالعملة الأجنبية، بحيث تشترط تسديد هذه الديون بعملتها أو بما يوازيها بالليرة اللبنانية، وفقاً للسعر المعتمد من البنك المركزي، البالغ حالياً 89.5 ألف ليرة لكل دولار.

تجنب إثارة المودعين

وسبق لجمعية المصارف أن حاولت غير مرة خلال السنتين الماضيتين الحصول على تشريع واضح يضمن إنشاء خط محدث بالدولار النقدي ضمن محافظ ائتمانية، لكنها قوبلت بمعارضة ضمنية من المراجع المعنية في مجلس النواب والحكومة، تقوم على وجوب تجنّب إثارة المودعين، وأولوية إعادة تكوين الرساميل، وتحديد خريطة طريق إعادة هيكلة القطاع ومؤسساته.

ويؤمل، حسب المصادر المعنية، بلورة الاقتراح التشريعي المنشود بالتزامن مع إنجاز مشروع قانون الموازنة للعام المقبل، الذي تعمل وزارة المال على إنجازه وإقراره في الحكومة مبكراً، تمهيداً لرفعه إلى مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية خلال العقد التشريعي، في الخريف المقبل، ما يشكل دفعاً مزدوجاً لتنشيط أعمال القطاع الخاص وتلبية احتياجاته التمويلية، فضلاً عن إعادة فتح قناة تدفقات دولارية لصالح البنوك ومودعيها، بعد إقفال قسري شارف على ختام عامه الخامس.

بدوره، يؤكد أمين عام جمعية المصارف الدكتور فادي خلف، أن استعادة القطاع المصرفي لدوره بالإقراض يساهم بعودة الثقة والازدهار الاقتصادي، وبالتالي، فإن الأهمية التي توليها خطط المعالجة المطروحة حالياً لعودة المصارف إلى التسليف، إنما تهدف إلى تعزيز قدرة المصارف على ردّ أموال المودعين بوتيرة أسرع، وتحفيز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى إعادة الثقة بالقطاع المصرفي.

توجيه الودائع نحو الإنتاجية

وتشكل الودائع الجديدة بالدولار النقدي، التي تراوح مبالغها الصافية شهرياً بين 2.5 و3 مليارات دولار، تبعاً لحركة الإيداع والسحوبات، المحفظة الأساسية لضخ توظيفات ائتمانية محمية بآليات سداد سليمة، كما يمكن للبنوك توظيف جزء من أموالها الخاصة، وما يمكنها تحصيله من العوائد الواردة من حسابات منتجة ومستمرة ضمن صافي محافظها الائتمانية السابقة للانهيار المالي والنقدي، والبالغة، وفق البيانات المحدثة، نحو 6.7 مليار دولار.

ويشير خلف في هذا السياق، إلى أن الودائع المصنفة «فريش دولار» محمية بنسبة 100 في المائة عبر التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان.

لذا، من المفيد توجيهها نحو الإنتاجية بما يصب في مصلحة الجميع، مع التأكيد أن المصارف لن تُقدم على أي خطوة باتجاه التسليف ما لم تؤمن لها الأرضية القانونية الكافية والكفيلة بحماية هذا المسار بكل تفاصيله.

بذلك، تتطلب هذه الخطوة، وفق خلف، من المجلس النيابي أن يلاقي حاكم المركزي في منتصف الطريق، وذلك بإقرار قانون يضمن سداد القروض بعملة الاقتراض، خصوصاً أن الأموال المُقترح استخدامها للتسليف هي من ودائع الـ«فريش دولار»، وهذا الإجراء يهدف إلى منع تحقيق المقترضين من جديد أرباحاً غير عادلة على حساب المودعين.


مقالات ذات صلة

​مخرج سياسي لبناني لاستئناف إنتاج الكهرباء بالحد الأدنى

المشرق العربي صورة عامة لمعمل الجية الحراري المتوقف عن العمل (إ.ب.أ)

​مخرج سياسي لبناني لاستئناف إنتاج الكهرباء بالحد الأدنى

أثمرت الاتصالات بين المؤسسات العامة في لبنان مخرجاً لإعادة التغذية الكهربائية بالحد الأدنى لتشغيل المرافق الحيوية بعد يومين من العتمة الشاملة

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص رفيق الحريري... علاقة شائكة مع المسؤولين الأمنيين في سوريا (أ.ف.ب)

خاص رفيق الحريري قابل بشار الأسد وخرج خائفاً على سوريا

يتحدث السياسي اللبناني باسم السبع في كتابه «لبنان في ظلال جهنم» عن العلاقة الشائكة بين رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وأركان الحكم في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي معمل الجية لإنتاج الكهرباء في لبنان (إ.ب.أ)

توقف إمداد جميع كامل لبنان بالكهرباء ودعوات لترشيد استهلاك المياه

أعلنت مؤسسة «كهرباء لبنان» عن توقف إمداد جميع المناطق اللبنانية بالكهرباء، بما فيها المرافق الأساسية في لبنان كالمطار ومرفأ بيروت والسجون.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي كهرباء لبنان عاجزة كلياً عن إنتاج الكهرباء (أ.ف.ب)

 لبنان يدخل العتمة الشاملة مع نفاد «الغاز أويل» 

دخل لبنان رسمياً، السبت، في العتمة الشاملة، مع إعلان «مؤسسة كهرباء لبنان» نفاد مادة «الغاز أويل» من معمل الزهراني وباتت المرافق العامة تعتمد على المولدات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أنقاض المبنى الذي قصفته طائرات إسرائيلية في النبطية وقتل فيه 10 سوريين (أ.ف.ب)

تصاعد المواجهات في جنوب لبنان ومصير الجبهة معلق على مفاوضات الهدنة

تصاعدت حدة المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» على الجبهة الجنوبية للبنان، بالتوازي مع المراوحة التي تشهدها مفاوضات الهدنة في غزة.

بولا أسطيح (بيروت)

نتنياهو و«حماس» يستقبلان بلينكن بالتقليل من «مفاوضات التهدئة»

امرأة فلسطينية تبكي مقتل أحد أقاربها بغارة إسرائيلية على دير البلح (رويترز)
امرأة فلسطينية تبكي مقتل أحد أقاربها بغارة إسرائيلية على دير البلح (رويترز)
TT

نتنياهو و«حماس» يستقبلان بلينكن بالتقليل من «مفاوضات التهدئة»

امرأة فلسطينية تبكي مقتل أحد أقاربها بغارة إسرائيلية على دير البلح (رويترز)
امرأة فلسطينية تبكي مقتل أحد أقاربها بغارة إسرائيلية على دير البلح (رويترز)

في حين يبدأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأحد، زيارة لإسرائيل بهدف دفع جهود تقودها بلاده مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إلقاء الكرة في ملعب حركة «حماس» ودعا للضغط عليها لقبول المقترح الأخير، الذي زعم أن الحركة ترفضه.

في المقابل قلَّل قياديون في «حماس» من إمكانية التوصل إلى اتفاق في ظل ما وصفها أحدهم بأنها «إملاءات أميركية» خلال المفاوضات.

وقال نتنياهو (الأحد) إن إسرائيل «منخرطة في مفاوضات معقدة من أجل إعادة رهائنها المحتجزين في غزة، لكن لديها أيضاً مبادئ يجب الحفاظ عليها لأنها حيوية لأمنها». وأضاف في بداية اجتماع لمجلس الوزراء: «هناك أمور يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وهناك أخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نصرّ عليها. نحن نعرف جيداً كيف نفرّق بين الاثنين». كما دعا إلى «توجيه الضغوط على (حماس)»، مستنكراً ما وصفه بـ«رفضها المتعنت» التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

صورة بثها الجيش الإسرائيلي (الأحد) لجنوده خلال عمليات في غزة (أ.ف.ب)

وقال نتنياهو، وفق ما جاء في بيان لمكتبه إن «(حماس) حتى الآن مصرّة على رفضها ولم ترسل حتى ممثلاً لها إلى مفاوضات الدوحة. لذلك يجب أن يوجَّه الضغط على (حماس) و(رئيس مكتبها السياسي يحيى) السنوار، وليس على الحكومة الإسرائيلية».

جاءت تصريحات نتنياهو، بعد ساعات من إفادة للقيادي في «حماس» سامي أبو زهري، في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية، مساء السبت، بأن «الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق». وأضاف: «لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية بل أمام فرض إملاءات أميركية».

تسريع العمليات

على الصعيد العسكري، وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، بتسريع وتيرة القتال العملياتي في رفح، أقصى جنوب قطاع غزة.

وقال موقع «واللا» الإسرائيلي إن هاليفي وجّه «بتسريع وتيرة النشاط العملياتي في رفح، وقرر تخصيص موارد إضافية لدعم النشاطات فوق وتحت الأرض»، وتقرر أن يجري تركيز النشاطات العملياتية على تدمير أنفاق التهريب في فيلادلفيا، وتدمير البنى التحتية والمسلحين.

وحسب «واللا»، فإن «هدف النشاط هو تدمير قوات كتيبة رفح التي اختارت بالتزامن مع مناورات اللواء 162 (الإسرائيلي)، التراجع إلى الوراء وعدم القتال، بل الاختباء تحت الأرض، في مبانٍ والخروج أحياناً لشن هجمات مثل إطلاق النار من بعيد، وإطلاق صواريخ مضادة للدروع، واستخدام العبوات الناسفة».

وفي أحد المراكز الرئيسية التي يعمل بها اللواء 162 هو حي تل سلطان، حيث يوجد بنى تحتية كبيرة لكتيبة رفح، سمحت لها بالبقاء تحت الأرض، ويشمل ذلك مرافق الإنتاج، وغرف العمليات، ومراكز القيادة والتحكم.

تحسين التفاوض

وتعتمد تعليمات هاليفي على تقييمات الجيش الإسرائيلي بأن تقدم القوات على الأرض سيُحسّن شروط المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.

وحسب تقديرات إسرائيلية، فإن النشاط الذي يقوم به اللواء 162 سيؤدي إلى تفكيك كتيبة رفح التي تجد صعوبة بالفعل في تنفيذ الهجمات. ومع ذلك، فإن مركز النشاط ليس فقط المسلحين ولكن أيضاً تدمير البنى التحتية مما يمنعهم من إعادة بناء سريع.

وقال تقرير «واللا» إن رئيس الأركان أمر القادة في رفح بالتحضير لمجموعة متنوعة من السيناريوهات في ظل تقدم المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير في طبيعة النشاط على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وأكدت تقارير إسرائيلية أخرى أن الجيش الإسرائيلي زاد من وتيرة القتال في قطاع غزة، بالتوازي مع التقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النار، وركز جهده القتالي في رفح جنوباً، وخان يونس في الوسط.

وحسب صحيفة «معاريف»، فإن التقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، مقابل استعادة الرهائن، يدفع الجيش الإسرائيلي لزيادة وتيرة النشاط في ميادين القتال. وأضافت الصحيفة أنه يجري الآن «تطهير حي تل السلطان في رفح، وهو الحي الأخير الذي لم يطهره الجيش الإسرائيلي»، كما زاد الجيش من نشاطه في خان يونس جنوباً.

وفي الجيش الإسرائيلي يقدِّرون أن وتيرة تقدم القوات في الحي ستؤدي إلى إتمام المهمة خلال فترة زمنية قريبة. ويقول مسؤولون في الجيش إنهم بدأوا يلاحظون الصعوبات التي يواجهها عناصر «حماس» على الأرض.

التهجير

وتسريع عمليات الجيش يشمل كما يبدو مناطق أخرى غير المعلن عنها، بعد أن كان قد طلب (السبت) من سكان مناطق واسعة من مخيم المغازي وسط قطاع غزة إخلاءها بحجة إطلاق صواريخ منها، وذلك بعد مضي أقل من 12 ساعة على أوامر إخلاء جديدة في بيت لاهيا شمال القطاع، و24 ساعة على أوامر مماثلة في مناطق شمال خان يونس وجنوب دير البلح في جنوب ووسط القطاع.

وجاء تهجير مزيد من الفلسطينيين في غزة في وقت حذَّرت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تقليص إسرائيل «المنطقة الإنسانية» إلى 11 في المائة فقط من قطاع غزة.

وقالت بلدية دير البلح في بيان صادر عنها، الأحد، إن «تقليص المنطقة الإنسانية في الجنوب من 30 كيلومتراً إلى 20 كيلومتراً أدى إلى ازدحام رهيب وتكدس مخيف للأهالي في شريط ضيق في ظل الحر الشديد، حيث ينتج عن هذا الازدحام الكثير من الأمراض والأوبئة».

فلسطينيون نازحون في خان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

وأكدت البلدية أن عدد النازحين فيها وصل إلى نحو مليون نازح موزعين على مائتي مركز إيواء، الأمر الذي جعل من دير البلح المنطقة الأكثر استيعاباً للنازحين على مر التاريخ وعلى مستوى العالم بالنسبة إلى بمساحتها.

حان الوقت

وتوجيهات هاليفي جاءت في وقت أبلغت فيه قيادة الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بأن العمليات العسكرية القتالية داخل مدن قطاع غزة قد انتهت فعلياً، وأنه لا حاجة في الوقت الحالي لمزيد من العمليات الموسعة، ورأت أن الوقت قد حان لبلورة صفقة تبادل.

وتحاول قيادة الجيش دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى توقيع اتفاق هدنة في قطاع غزة، باعتبار أن عملهم الواسع انتهى عملياً في القطاع.

وتعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر على دفع اتفاق هذا الأسبوع في مصر، بعد محادثات جرت في الدوحة يومي الخميس والجمعة. وبينما تبث الولايات المتحدة تقارير متفائلة حول التقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل، قال قادة «حماس» إنه من غير المتوقع إحراز أي تقدم في المحادثات.

الدخان يتصاعد (الأحد) بعد غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب غزة (إ.ب.أ)

وبانتظار كيف ستتطور المباحثات في القاهرة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة مع دخول الحرب يومها الـ317. وقصف الجيش مناطق في مدينة غزة في الشمال، وخان يونس في الجنوب، وفي رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إنه وسَّع عملياته القتالية في رفح وخان يونس ومناطق أخرى وقتل مسلحين.

وقالت «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» و«سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي» وفصائل أخرى، إنها هاجمت قوات إسرائيلية وآليات، وأوقعت قتلى وخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية.

تبخُّر الجثث

ومع تواصل القصف، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 40.099 ألف شهيد، و92.609 ألف مصاب منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. وأوضحت أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 25 شهيداً و72 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية. وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

جاء ذلك في وقت قال فيه مسؤولون في «الدفاع المدني» في غزة إنهم رصدوا «تبخر جثامين 1760 شهيداً بسبب الأسلحة المحرمة دولياً».

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة (الأحد) على ضحايا قصف إسرائيلي في دير البلح وسط غزة (رويترز)

وأشار الدفاع المدني إلى «اختفاء جثامين 2210 شهداء من مقابر متفرقة في القطاع». وأضاف «أن قوات الاحتلال لا تسمح لطواقمنا بالاستجابة لنداءات الاستغاثة، كما أن مقراتنا ومركباتنا تعرضت للقصف المدفعي والجوي الإسرائيلي».

وأكد أن 10 آلاف جثمان لا يزالون تحت الأنقاض لم يجرِ انتشالهم بسبب «منع إدخال المعدات اللازمة».