مقتل فلسطينيين و4 إصابات بقصف جوي إسرائيلي على نابلس بالضفة

أطفال يمشون على الطوب الجاف لعبور بركة من مياه الصرف الصحي عبر أكوام من القمامة والأنقاض على طول شارع في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
أطفال يمشون على الطوب الجاف لعبور بركة من مياه الصرف الصحي عبر أكوام من القمامة والأنقاض على طول شارع في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
TT

مقتل فلسطينيين و4 إصابات بقصف جوي إسرائيلي على نابلس بالضفة

أطفال يمشون على الطوب الجاف لعبور بركة من مياه الصرف الصحي عبر أكوام من القمامة والأنقاض على طول شارع في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
أطفال يمشون على الطوب الجاف لعبور بركة من مياه الصرف الصحي عبر أكوام من القمامة والأنقاض على طول شارع في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)

قُتل فلسطينيان وأصيب 4 آخرون، في ساعة مبكرة صباح اليوم (الخميس)، جراء قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة استهدف تجمعاً للمواطنين في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني.

وذكر الهلال الأحمر أن من بين المصابين طفلة وسيدة.

كما أُصيب 4 شبان فلسطينيين خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه مخيم بلاطة والمنطقة الشرقية في نابلس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض يندد بالهجمات «غير المقبولة» لمستوطنين إسرائيليين ضد الفلسطينيين

شؤون إقليمية مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أرشيفية - أ.ب)

البيت الأبيض يندد بالهجمات «غير المقبولة» لمستوطنين إسرائيليين ضد الفلسطينيين

اعتبر البيت الأبيض، أن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون يهود ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، هي أمر «غير مقبول».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي 
نازحة وطفلها في خيمة بإحدى المقابر على أطراف مدينة خان يونس 15 أغسطس (رويترز)

واشنطن لا تتوقع «اتفاقاً سريعاً» في غزة

اعتبر البيت الأبيض أن الجولة الجديدة من مفاوضات هدنة غزة، التي بدأت في الدوحة أمس، حققت «بداية مشجعة»، لكنه لا يتوقع التوصل إلى «اتفاق سريع».

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بيروت)
شؤون إقليمية فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية على غزة (ا.ب)

«الخارجية القطرية»: اجتماع الوسطاء لإنهاء الحرب على غزة سيستأنف الجمعة

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، مساء اليوم (الخميس)، أن «اجتماع الوسطاء لإنهاء الحرب على قطاع غزة، الذي عقد اليوم في الدوحة، ما زال مستمراً، وسيستأنف غداً الجمعة»

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
شؤون إقليمية أقارب الرهائن وأنصارهم يتظاهرون في تل أبيب (د.ب.أ)

مئات الإسرائيليين يتظاهرون لإتمام «صفقة الرهائن» بالتوازي مع «محادثات الدوحة»

تظاهر مئات من أقارب الرهائن وأنصارهم في تل أبيب، على خلفية المحادثات الجارية في قطر بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، للمطالبة بالتوصّل إلى نتائج سريعة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي طفل فلسطيني مصاب نتيجة الحرب في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: «مراوغات إسرائيلية» تعيق التوصّل لوقف النار في غزة

قالت حركة «حماس»، الخميس، إنها ترى أن أي مفاوضات يجب أن تكون مبنية على خطة واضحة لتنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقا، وذلك مع استمرار المحادثات بين الوسطاء بالدوحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إصرار على «الاستمرار والسلمية» في الذكرى الأولى لحراك السويداء

آلاف المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء 29 سبتمبر (السويداء 24)
آلاف المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء 29 سبتمبر (السويداء 24)
TT

إصرار على «الاستمرار والسلمية» في الذكرى الأولى لحراك السويداء

آلاف المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء 29 سبتمبر (السويداء 24)
آلاف المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء 29 سبتمبر (السويداء 24)

تصادف، السبت المقبل، الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك الشعبي السلمي المستمر في محافظة السويداء، والذي يُعد الأضخم في تاريخ المحافظة ذات الأغلبية السكانية الدرزية، وسط «إصرار على الاستمرار»، حتى تلبية مطالبهم في «الحرية والكرامة والعيش الكريم وإطلاق سراح المعتقلين والتغيير السياسي».

هذا الحراك تمّيز عن غيره من الاحتجاجات السابقة في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا، بأنه حظي بتأييد ودعم الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، ما منحه زخماً كبيراً. كما تميّز بالاستمرارية والحفاظ على السلمية، والتمسك بالحقوق.

ومنذ بدء الحراك في 17 أغسطس (آب) 2023 في ساحة «السير» وسط مدينة السويداء وحتى اليوم، يوثّق ناشطون تنفيذ الأهالي وقفات احتجاجية بشكل يومي في الساحة التي بات المشاركون يطلقون عليها اسم «ساحة الكرامة». ويحمل المشاركون خلال وقفاتهم يافطات كتبت عليها عبارات تعبر عن مطالبهم بالحرية والكرامة والعيش الكريم وإطلاق سراح المعتقلين والتغيير السياسي، وفق القرار الأممي 2254.

ويؤكد العديد من النشطاء إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات في الساحة التي شهدت في بداية الحراك مشاركة العشرات، وبعد فترة قصيرة راحت الأعداد تتزايد لتصل إلى آلاف في بعض الأيام، مع توافد المشاركين من كافة مدن وبلدات وقرى المحافظة إليها، بينما عمت المظاهرات أغلبية مناطق المحافظة.

انضمام فئات كثيرة من المجتمع في السويداء للحراك السلمي (الصورة من مظاهرة الجمعة الماضي - الراصد)

يقول لنا ناشط من السويداء خلال اتصال هاتفي: «الناس خرجت عن طورها بسبب الظلم والحرمان والفقر والقهر وفساد المسؤولين». ويضيف: «أغلبية الناس تجوع، والمسؤولون وأثرياء، وأمراء الحرب يبذخون. الناس أدركت أن السكوت لن يغير الحال، ولذلك ستستمر بالتظاهر؛ لأن سياسات وممارسات النظام أنهكت العباد والبلاد».

يتابع: «الناس فقدت الأمل بأي إصلاح، والحل في استمرارها بالتظاهر وانتزاع حقوقها في الحرية والكرامة والعيش الكريم والتغيير التي نص عليها الدستور، وهي تعرف أن الأمر قد يطول، ولكن دوام الحال من المحال، وهذا ما يجمع عليه الحراك».

لكن هناك من أهالي السويداء من يرى، وهم قلة قليلة، أن هذا الحراك «مضيعة للوقت، ولن يحقق أهدافه، ما دام أن روسيا وإيران تدعمان هذا النظام»، بحسب شاب يتحدر من مدينة شهبا التابعة للمحافظة ويقيم في دمشق.

صفحة «السويداء 24» في موقع «فيسبوك» كتبت في منشور، منتصف الأسبوع الحالي: «على مشارف الذكرى السنوية الأولى لانطلاق شرارة المظاهرات الشعبية الأضخم في تاريخ محافظة السويداء، تستمر وقفات التغيير اليومية في ساحة الكرامة بلا انقطاع»، موضحة أن «ساحة الكرامة» باتت ميداناً يجتمع فيه الناشطون يومياً غير آبهين بالتحديات أو العقبات.

دعم رئاسي روحي

الحراك الذي أطلق شرارته الأولى قرار حكومي برفع أسعار المحروقات بنسبة 200 في المائة، وأدّى إلى موجة غلاء عاتية، أفقدت السكان الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، القدرة على التحمّل.

الشيخ حكمت الهجري ضمن المتظاهرين في السويداء (السويداء 24)

كما ساهم إلى حد كبير في اكتسابه القوة والشرعية والزخم، إعلان الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا في أيام الحراك الأولى، تأييده ودعمه مطالَب المحتجين بما فيها مطلب «التغيير السياسي» وفق القرار 2254.

ويقول لنا ناشط بارز في الحراك: «الكل يجلّ ويحترم الشيخ الهجري، الذي قال كلام حق واضحاً لا لبس فيه. لقد بات الأب الروحي للحراك، والكل يلتزم بما يقوله؛ لأنه يحظى بثقة الجميع، ومواقفه ثابتة، ولا يخضع للضغوط. لقد قطع شعرة معاوية مع النظام؛ لأنه يعرف أنه يماطل ويراوغ ولا يريد الإصلاح ولا التغيير».

سلمية رغم الاستفزازات

منذ بدء الحراك في السويداء، تجاهلت دمشق رسمياً الاحتجاجات ومطالب المشاركين، مع استبعادها القوة حتى الآن من قائمة الحلول، كما لم تظهر إشارات على إمكانية التفاوض مع المشاركين في الاحتجاجات بسبب إصرارهم على تحقيق مطالبهم.

محتجون يقتحمون الشعبة الغربية لحزب «البعث» وسط مدينة السويداء (السويداء 24)

وسط هذه الحال، أطلق حراس مبنى فرع حزب «البعث» الحاكم في سوريا، في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي، النار على محتجين حاولوا إغلاق المبنى الكائن في مدينة السويداء، ما أسفر عن إصابة 3 متظاهرين بجروح في حادثة هي الأولى منذ بدء الاحتجاجات.

وأثارت الحادثة غضب الشيخ الهجري الذي ظهر في مقطع فيديو يدعو إلى «ضبط النفس»، وإلى البقاء في الشارع، وعدم التنازل عن المطالب، قائلاً: «نحن على حق، ومطالبنا لا نتنازل عنها... والشارع لنا ليوم ويومين وشهر وشهرين وسنوات. شعارنا السلمي للبلد والسلطة ولكل العالم والأمم المتحدة». ودعا إلى «الجهاد» ضد الوجود الإيراني بعد وصول معلومات إليه أن من أطلق النار هم من «الميليشيات الإيرانية».

وأوضح أن إيران وميليشياتها دخلوا لسرقة ثروات سوريا، كما استجلبوا مرتزقة من أجل ذلك، بالإضافة لتغيير عقول الناس في اتجاه لسنا مقتنعين به، لنشر فكرهم التخريبي.

ورغم سقوط أول قتيل من المتظاهرين برصاص قوات الأمن السوري، في 27 فبراير (شباط) الماضي، إثر إطلاق النار عليهم أمام مركز «التسويات» في مدينة السويداء، حافظ الحراك على سلميته، ودعا الشيخ الهجري إلى تشييع جواد الباروكي الذي وصفه بـ«شهيد الواجب»، في حين وصف مطلقي النار بـ«أيادي الغدر»، مشدداً على الحفاظ على المسار السلمي للحراك.

وبحسب ما ذكرت «السويداء 24»، الثلاثاء الماضي، فصلت القيادة المركزية لحزب «البعث» 100 عضو عامل في محافظة السويداء من صفوف الحزب؛ لافتة إلى أن أغلبية هؤلاء الأعضاء فصلوا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات السلمية التي تشهدها السويداء منذ العام الماضي.

صفحة «الراصد» بدورها، ذكرت أن الناشطين وجهوا دعوة للاحتفال بمناسبة مرور سنة على الانتفاضة في ساحة الكرامة، الجمعة المقبل.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد أيام من إعلان الهجري موقفه، صدر بيان مشترك لشيوخ العقل في الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، وهم: الشيخ حمود الحناوي، والشيخ يوسف جربوع، بالإضافة إلى حكمت الهجري، وعبروا فيه عن دعمهم لمطالب المحتجين، وطالبوا بـ«إعطاء الحقوق لأصحابها، ونيل العيش الكريم الذي فقدت جل مقوماته، بسبب الفساد المتفشي والإدارة الفاشلة». لكن البيان الذي حمل توقيع الحناوي وجربوع لم يتضمن مطلب «التغيير السياسي» وفق القرار 2254.

من ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء الجمعة الماضي مظاهرة تطالب بالتغيير السلمي والانتقال السياسي (الراصد)

وسبق أن شهدت محافظة السويداء احتجاجات متفرقة عند تنامي الانتفاضة السلمية في سوريا ربيع عام 2011، سرعان ما تم تطويقها آنذاك، وبدا أن أهالي المحافظة حينها اختاروا «الحياد»؛ بمعنى تلافي الاصطفاف مع الثورة أو مع النظام.

وحسب أرقام عام 2010 عن التعداد السكاني في البلاد، كان يعيش في سوريا نحو 700 ألف من المسلمين الموحدين الدروز، ما يعادل 3 في المائة من إجمالي عدد السكان البالغ حينها نحو 22 مليوناً ونصف مليون. وكانت غالبيتهم تعيش في محافظة السويداء، التي بلغ عدد سكانها آنذاك 375 ألف نسمة؛ 90 في المائة من المسلمين الموحدين الدروز، و7 في المائة مسيحيون، و3 في المائة من السنة.