ميقاتي: نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية لمنع الحرب

أوعز بتأمين الاعتمادات اللازمة في حال وقوع الحرب... و1.67 مليون دولار للأمور الملحة

ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (حساب رئاسة الحكومة)
ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (حساب رئاسة الحكومة)
TT

ميقاتي: نحن أمام فرص قلقة للدبلوماسية لمنع الحرب

ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (حساب رئاسة الحكومة)
ميقاتي مترئساً جلسة الحكومة (حساب رئاسة الحكومة)

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، العمل المستمر لحماية لبنان، مشيراً إلى «أننا أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي،» في وقت أوعز فيه بتأمين الاعتمادات اللازمة في حال حصلت اعتداءات إسرائيلية على لبنان، وقررت الحكومة فتح اعتماد بقيمة 150 مليار ليرة (1.67 مليون دولار) للأمور الملحة لـ«الهيئة العليا للإغاثة» ضمن خطة الطوارئ التي تعمل عليها لمواجهة الحرب الإسرائيلية المحتملة على لبنان.

وفي كلمة له في مستهل جلسة الحكومة، أكد ميقاتي على تمسك الحكومة بحق لبنان في تحرير أرضه وحفظ سيادته، قائلاً: «بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب على لبنان وغزة، لا نزال ندفع ثمناً باهظاً من أرواح شبابنا وأهلنا وبلداتنا واقتصادنا، مصرِّين على وقف الحرب، ومؤكدين موقف لبنان الواضح بالتقيد الحرفي بمضامين القرار (1701) وتنفيذ كامل بنوده ومندرجاته من قبل الجميع؛ لأنه المدخل إلى أي حل». وعدّ ميقاتي «أننا أمام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي، فالجولات الخارجية مع رؤساء وقادة أجانب وإخوة عرب تكثفت؛ نظراً إلى خطورة الوضع اللبناني والإقليمي، وخطورته على أمن المنطقة، وبالأخص ما يعنينا من منع الحرب، ووقف إطلاق النار هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة، وما تتركه من تدمير وتهجير وقتل على مرأى من العالم أجمع».

وأكد: «لن نتهاون في توظيف كل قدراتنا وصداقاتنا لحماية بلدنا وإدانة أفعال إسرائيل الجُرمية، ورفع الصوت لتحريك الضمير العالمي، فالتعنت الإسرائيلي يهدد مساعي وقف الحرب ولا يقيم وزناً لمبادرات وسطاء الخير».

ورد ميقاتي على الانتقادات التي تُوجه إلى الحكومة في هذه المرحلة، قائلاً: «في هذه الظروف الصعبة نحن نحتاج إلى تعزيز الوحدة بين اللبنانيين لا إلى المزايدات والسجالات العقيمة، كالتي سمعناها ونسمعها من قبل البعض، فما تقوم به الحكومة هو منع الانهيار الكامل لهيكل الدولة والحفاظ على إنتاجية المؤسسات العامة...».

وتحدث ميقاتي عن خطة الطوارئ التي تنفذها الحكومة لمواجهة الحرب المحتملة، منوها بـ«عمل وتحضيرات هيئة الكوارث ولجنة الطوارئ وبأداء منسقها وزير البيئة ناصر ياسين، للوقوف مع أهلنا وأن نكون بخدمتهم ونخفف من آلام المرحلة وآثارها. كما أن يكون المستقبل مرحلة أمن واستقرار، فيستعيد لبنان ازدهاره».

الوزير ياسين: 150 مليار ليرة لبنانية للأمور الملحة في خطة الطوارئ

من ناحيته، قال الوزير ياسين: «نحن نتحمل مسؤوليتنا كاملة في هذا الوضع الذي نراه أمامنا في الجنوب والتدمير الممنهج في القرى والبلدات الحدودية»، مشيراً إلى أنه عرض «كل ما نقوم به ضمن خطة الطوارئ الوطنية التي تقوم بها الحكومة مع إداراتها وأجهزتها كافة، خصوصاً على المستوى المحلي بالتنسيق مع المحافظين الذين فعّلوا لجان إدارة الأزمات والكوارث والمخاطر في المحافظات، خصوصاً في الجنوب والنبطية، ولاحقاً في المحافظات الأخرى، وتمت مناقشة الأمور الأساسية، ومنها كيفية وضع اعتمادات بشكل متدرج».

ولفت كذلك إلى أن «رئيس الحكومة أبدى انفتاحه على زيادة هذه الاعتمادات حسب الحاجة، خصوصاً للأمور الملحة، وهي مراكز الإيواء، ووزارة الصحة، ولجان إدارة الأزمات في المحافظات، وأيضاً تجهيز 200 مدرسة لتكون مراكز إيواء في حال توسعت الاعتداءات»، مشيراً إلى التعاون في هذا الإطار مع المنظمات الدولية، «وتم عرض لكيفية القيام باجتماعات ولقاءات مع الهيئات المانحة التي لا تزال خجولة في تأمين المساعدات عبرها، ولكن سيتم العمل بدءاً من أول الأسبوع المقبل بجلسات متتالية معها لتأمين مساعدات إضافية».


مقالات ذات صلة

غارة إسرائيلية على بلدة عيترون في جنوب لبنان

المشرق العربي صورة ملتقطة من موقع في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان تظهر تصاعد الدخان أثناء القصف الإسرائيلي لمنطقة لبنانية في 4 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

غارة إسرائيلية على بلدة عيترون في جنوب لبنان

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الجمعة، غارة استهدفت بلدة عيترون في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أعضاء من جماعة «حزب الله» يحملون الأعلام خلال تجمع إحياءً ليوم شهداء الحزب السنوي في الضاحية الجنوبية لبيروت 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

رجل لبناني بلجيكي قد يعترف في أميركا بتهم بتسهيلات مالية ﻟ«حزب الله»

يتوقع أن يعترف شخص يحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية تتهمه الولايات المتحدة بتسهيل تعاملات مالية لجماعة «حزب الله» اللبنانية خلال محاكمته في قضية جنائية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الراعي يتوسط النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وسيمون أبي رميا (الوكالة الوطنية)

النواب السابقون بكتلة باسيل يلمّحون إلى «تحالف وطني» بالانتخابات الرئاسية اللبنانية

لمح النائب اللبناني إبراهيم كنعان المستقيل من «التيار الوطني الحر»، إلى محاولة تشكيل «تحالف وطني» بهدف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يصطفّون لشراء الخبز خارج مخبز في خلدة بلبنان 28 يوليو 2022 (رويترز)

لبنانيون يحاولون الهروب من صدمات الماضي... لكنهم خائفون من المستقبل

يعاني الكثير من اللبنانيين من صدمات الماضي، من الحرب الأهلية بين 1975 و1990، إلى التفجير المدمر في ميناء بيروت عام 2020، والانهيار الاقتصادي، ويخشَون المستقبل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي خلال تشييع الشابين حسين وعلي مهدي اللذين قُتلا في قصف إسرائيلي في الناقورة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

لبنان يتحدث عن «جهوزية أميركية» لإنهاء ملف الحدود مع إسرائيل بعد وقف النار

جدد لبنان موقفه الرافض للحرب والمتمسك بتطبيق القرار 1701، في حين أكد وزير الخارجية أن المبعوث الأميركي مستعد للمجيء إلى لبنان بعد وقف النار لإنهاء موضوع الحدود.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية

TT

انطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية

عاملان يحضران صندوق أوراق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)
عاملان يحضران صندوق أوراق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

فتحت مراكز الاقتراع، اليوم (السبت)، أبوابها للتصويت بالانتخابات الرئاسية الجزائرية التي يتنافس فيها ثلاثة مرشحين، وهم مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، والمرشح الحر عبد المجيد تبون، ومرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف.

وأحصت هيئة الانتخابات 24 مليوناً و351 ألفاً و551 مسجلاً من بينهم 23 مليوناً و486 ألفاً و61 ناخباً داخل الوطن، موزعين على 47 في المائة نساء و53 في المائة رجالاً، في حين بلغت نسبة المسجلين أقل من 40 سنة 36 في المائة. ويحظى الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون (78 عاماً) بدعم أحزاب الغالبية البرلمانية، وأهمها جبهة التحرير الوطني، الحزب الواحد سابقاً، والحزب الإسلامي حركة البناء الذي حل مرشحه ثانياً في انتخابات 2019، وهو ما يجعل إعادة انتخابه أكثر تأكيداً.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

كان مقرراً إجراء هذه الانتخابات عند انتهاء ولاية تبون في ديسمبر (كانون الأول)، لكنه أعلن في مارس (آذار) تنظيم انتخابات مبكرة في 7 سبتمبر (أيلول). وانطلقت عملية التصويت، بالنسبة لأفراد الجالية الوطنية بالخارج يوم الاثنين الماضي عبر 117 لجنة موزعة على 18 لجنة بفرنسا، و30 لجنة بباقي الدول الأوروبية، و22 بالدول العربية، و21 بالدول الأفريقية، و26 بكل من آسيا وأميركا.

وعلق أستاذ العلوم السياسية محمد هناد على «فيسبوك» بأن «الفائز يبدو معروفاً مسبقاً»، وذلك «بالنظر إلى نوعية المرشحين وقلة عددهم غير العادية، وكذا الظروف التي جرت فيها الحملة الانتخابية التي لم تكن سوى مسرحية للإلهاء»، كما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

أوراق الاقتراع في أحد مراكز الاقتراع قبل فتح صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

ويرغب تبون في «مشاركة مكثفة، فهذا هو الرهان الأول؛ إذ لم ينسَ أنه انتُخب في عام 2019 بنسبة مشاركة ضعيفة، ويريد أن يكون رئيساً طبيعياً وليس منتخباً بشكل سيئ»، على ما أكد مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف الجزائري حسني عبيدي.

وكانت الانتخابات التي حملته إلى كرسي الرئاسة قبل خمسة أعوام شهدت عزوفاً قياسياً بلغ 60 بالمائة؛ إذ كانت مظاهرات «الحراك» العارمة المطالبة بالديمقراطية لا تزال في أوجها. وحصل فيها على 58 بالمائة من الأصوات.

وفي مواجهة شبح عزوف مكثف، بالنظر لانعدام رهانات هذا الاقتراع، قام تبون ومؤيدوه، وكذلك فعل منافساه، بجولات عدة على امتداد البلاد منذ منتصف أغسطس (آب)، داعين الناخبين إلى مشاركة قوية.

عامل انتخابي يقف بالقرب من صندوق اقتراع في مركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في الجزائر (رويترز)

لكن مجريات الحملة الانتخابية لم تحظَ سوى باهتمام ضئيل، خصوصاً أنها جرت على غير العادة في عز الصيف في ظل حر شديد.

وفي الخارج، بدأ الجزائريون المهاجرون الإدلاء بأصواتهم منذ الاثنين، وعددهم 865490 ناخباً، بحسب الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات.

كذلك، خُصصت مراكز اقتراع متنقلة للقاطنين في المناطق النائية داخل البلاد.

سيدة جزائرية تدلي بصوتها في الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

ركز المرشحون الثلاثة خطاباتهم أثناء الحملة الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، متعهدين العمل على تحسين القدرة الشرائية وتنويع الاقتصاد ليصبح أقل ارتهاناً بالمحروقات التي تشكل 95 بالمائة من موارد البلاد من العملة الصعبة.

ووعد تبون، مستنداً إلى حصيلة اجتماعية واقتصادية محسنة، بزيادات جديدة في الأجور ومعاشات المتقاعدين وتعويضات البطالة، وببناء مليونَي مسكن، فضلاً عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 400 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر «ثاني اقتصاد في أفريقيا» بعد جنوب أفريقيا.