«حزب الله» يكرر: الرد على اغتيال شكر منفصل عن مفاوضات غزة

المسيّرات تلاحق مقاتلاً بغارتين منفصلتين

عناصر من «القسام» يشيعون قيادياً في «القسام» اغتالته إسرائيل في مدينة صيدا الجمعة (أ.ف.ب)
عناصر من «القسام» يشيعون قيادياً في «القسام» اغتالته إسرائيل في مدينة صيدا الجمعة (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يكرر: الرد على اغتيال شكر منفصل عن مفاوضات غزة

عناصر من «القسام» يشيعون قيادياً في «القسام» اغتالته إسرائيل في مدينة صيدا الجمعة (أ.ف.ب)
عناصر من «القسام» يشيعون قيادياً في «القسام» اغتالته إسرائيل في مدينة صيدا الجمعة (أ.ف.ب)

أطلقت المسيّرات الإسرائيلية، السبت، نيرانها مرتين باتجاه مقاتل من «حزب الله»، في استهدافين منفصلين نفذتهما في بلدة مجدل سلم بجنوب لبنان، بالتزامن مع استهدافات أخرى بالطائرات الحربية، فيما كرّر «حزب الله» تأكيده أن الرد على اغتيال قائده فؤاد شكر منفصل عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

ونفذت المسيّرات الإسرائيلية غارتين منفصلتين بفارق نحو ساعتين في بلدة مجدل سلم بجنوب لبنان، وهي البلدة التي اغتالت فيها في يناير (كانون الثاني) الماضي، القيادي في «قوة الرضوان» بالحزب وسام طويل. وقالت مصادر ميدانية إن الغارات «حاولت استهداف مقاتل في الحزب تلاحقه المسيّرات الإسرائيلية»، من غير تقديم أي تفاصيل عما إذا كان نجا أو تعرّض لأي إصابة.

وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في لبنان بأن عدد الجرحى، جراء الغارات الإسرائيلية على مجدل سلم، «ارتفع إلى 3 مع دخول سيدة جريحة مصابة بإصابات متوسطة إلى مستشفى تبنين الحكومي».

عناصر من «الدفاع المدني» يبحثون بين الأنقاض عن ناجين جراء غارة استهدفت طير حرفا بجنوب لبنان (جمعية الرسالة)

وكان المستشفى قد استقبل نتيجة الغارة الثانية مواطناً ومسعفاً في «كشافة الرسالة الإسلامية»، حسبما أفادت وزارة الصحة في بيان، لافتة إلى أن «الاثنين أصيبا بجروح متوسطة». وأشارت الوزارة إلى أنه «نتيجة الغارة الأولى على بلدة مجدل سلم، استقبل قسم العناية الفائقة في مستشفى تبنين الحكومي شاباً مصاباً بجروح خطرة»، من دون تقديم أي تفاصيل إضافية.

وتعرضت بلدتا عيترون وحولا حي تل الهنبل لقصف مدفعي، وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة استهدفت أكثر من منزل في وسط بلدة طير حرفا في قضاء صور.

وفي المقابل، أعلن «حزب الله» أن مقاتليه استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع راميا بمحلقة انقضاضية؛ ما أدى إلى تدميرها، كما استهدفوا موقع المالكية بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، وكذلك استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في تل شعر بالأسلحة الصاروخية.

عناصر من «الدفاع المدني» يخمدون نيراناً اشتعلت في منزل استهدفته غارة إسرائيلية في طير حرفا بجنوب لبنان (متداول)

ويأتي ذلك في ظل تهديد من «حزب الله» بالرد على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوعين، وقال عضو كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب علي فياض، إن «العدو وحلفاءه يسيئون فهمنا عندما نكرر أننا لا نريد توسُّعاً في الحرب ولا ننشد بلوغ الحرب المفتوحة، علماً بأننا كنا نقول هذا القول؛ لأن هدفنا في كل ما يجري في هذه المرحلة هو إيقاف الحرب على غزة، وليس إدخال المنطقة في حرب مدمِّرة غير واضحة في أفقها السياسي، ولكن في الوقت ذاته، فإن جهوزيتنا واستنفارنا وتأهبنا ومعنويات مقاتلينا وتماسك محورنا وقدراتنا، كلها جاهزة لمواجهة هذا الخيار، فيما لو دفع العدو الوضع الميداني في هذا الاتجاه».

وأكد أن «المقاومة سترد على تجاوز العدو للخطوط الحمر في اغتياله شكر في قلب الضاحية الجنوبية، مهما تكن الاحتمالات والتداعيات»، معتبراً أن «استباحة العدو لمعادلات الردع دون أن يلقى العقاب المناسب، تطيح بـ40 سنة من نتائج العمل المقاوم الذي جرى بناؤه إنجازاً تلوَ إنجاز، بقطرة دم تلوَ قطرة دم، كي نحمي مناطقنا وأهلنا بمعادلات تقيِّد إرادة العدوان لدى الوحش الإسرائيلي».


مقالات ذات صلة

محادثات وقف النار «الغزاوية» ترتبط باستجابة نتنياهو لضغط واشنطن

العالم العربي رفعت واشنطن من ضغوطها على نتنياهو لاستئناف محادثات وقف النار (أ.ف.ب)

محادثات وقف النار «الغزاوية» ترتبط باستجابة نتنياهو لضغط واشنطن

يعلّق اللبنانيون آمالاً كبيرة على الدعوة الأميركية - المصرية - القطرية لاستئناف محادثات وقف النار في غزة، ويأملون انسحابها على جنوب لبنان.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي مناصرون لـ«حزب الله» يرفعون صورة لمسيرات مع شعار «نحن القادرون» خلال إحياء عاشوراء بالشهر الماضي (أ.ب)

المنطقة مهددة بموجة «ردود متقابلة» تعمّم الاستنزاف وإطالة أمد التوتر

تنشط الاتصالات الدبلوماسية الغربية مع لبنان بهدف فرض ميزان جديد للتصعيد يجنب المنطقة الانزلاق إلى حرب موسعة، من غير أن تلغي الهواجس من موجة من الردود المتقابلة

نذير رضا (بيروت)
شؤون إقليمية أشخاص يمرون أمام نموذج لطائرة دون طيار في متحف حربي تابع لـ«حزب الله» في قرية مليتا جنوب لبنان (أ.ب)

تهديد «حزب الله» الذي لم تتوقعه إسرائيل: قوة المسيّرات المتنامية

في منتصف شهر مايو، شنت جماعة «حزب الله» اللبنانية المسلحة واحدة من أعمق ضرباتها على إسرائيل، باستخدام طائرة دون طيار (درون) متفجرة سجلت ضربة مباشرة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - بيروت)
المشرق العربي جندي إسرائيلي يتقصى الأضرار في سيارة أصيبت بشظايا صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (رويترز)

«حزب الله» مصرّ على «الرد» على اغتيال قائده العسكري

أعلن «حزب الله» عن استعداده للتعامل مع أي تصعيد «بما يتلاءم مع أي ردة فعل» إسرائيلية تترتب على رده على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)

نتنياهو يتصدر المشهد الإسرائيلي للمرة الأولى منذ سنتين

تصدر بنيامين نتنياهو المشهد السياسي في إسرائيل لأنه يستجيب لمشاعر الناس في الرد الحازم على تهديدات إيران و«حزب الله» و«حماس».

نظير مجلي (تل أبيب)

فشل الوساطة الروسية لمنع التصعيد في شرق سوريا

فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)
فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)
TT

فشل الوساطة الروسية لمنع التصعيد في شرق سوريا

فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)
فشل المفاوضات لتهدئة التصعيد في شرق سوريا (موقع فرات بوست)

فشلت الوساطة الروسية لتهدئة التصعيد بين قوات العشائر المدعومة من دمشق و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شرق سوريا، وقالت مصادر محلية في دير الزور إن قيادات روسية تحاورت مع قيادات في «قوات سوريا الديمقراطية» في مدينة القامشلي لتهدئة الأوضاع، وطلب الجانب الروسي فك الحصار عن المربعات الأمنية التابعة لحكومة دمشق في مدينتي الحسكة والقامشلي، التي تم إغلاق الطرق اليها مع انفجار التوتر قبل ثلاثة أيام، وفي المقابل طلبت «قسد» وقف تجاوزات القوات الحكومية والاعتداء على نقاط «قوات سوريا الديمقراطية» العسكرية، إلا أن المفاوضات الروسية لم تفضِ إلى نتائج.

وحسب المصادر، فإن «السبب هو انحياز الوساطة الروسية إلى جانب دمشق» وعدم رغبة دمشق بوقف هجمات قوات العشائر.

إلا أن صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة أفادت بأن سبب عدم توصل مفاوضات الوساطة الروسية بين دمشق و«قسد» هو وضع «قسد» شروطاً «لا يمكن تحقيقها» ورفض ممثلي الجهات الحكومية لتلك الشروط.

وحسب «الوطن»، أجرى قائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيل، مباحثات مطولة في القاعدة الروسية داخل مطار القامشلي.

وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن الفريق كيسيل قوله إنه التقى مظلوم عبدي، قائد «قسد»، في وساطة لإنهاء حصار «قسد» للمربعات الأمنية داخل مدينتي الحسكة والقامشلي ووقف التصعيد في دير الزور.

وتتبادل دمشق و«قسد» الاتهامات بقطع شبكات المياه وإقفال مخازن الطحين للتضييق على المدنيين في المربعات الأمنية التي تسيطر عليها دمشق داخل مدينتي الحسكة والقامشلي، وقامت «قسد» بإغلاق الطرق المؤدية إليها.

وقالت صحيفة «الوطن» إن «اشتباكات عنيفة يخوضها مقاتلو العشائر العربية مع قوات (قسد) من خلال هجومهم على حواجز ونقاط الميليشيات العسكرية لـ(قسد) في بلدات ذيبان والحوايج والبصيرة بريف دير الزور الشرقي».

وتحدث موقع «فرات بوست» عن تمكن «قسد» من السيطرة على قريتي المجيبرة فوقاني وتحتاني في محيط جبل كوكب بعد اشتباكات مع القوات الحكومية والميليشيات الرديفة لها دامت عدة ساعات فجر السبت.

وتعد دمشق هجمات ما يسمى «قوات العشائر» على «قسد» احتجاجات شعبية رافضة للمشاريع الانفصالية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن فعاليات «اجتماعية وشعبية» في مدينة الحسكة نفذت مساء الجمعة «وقفة احتجاجية رفضاً لانتهاكات (قسد) الانفصالية المرتبطة بالاحتلال الأميركي». واتهمت «سانا»، «قوات سوريا الديمقراطية»، بـ«منع دخول المواد الغذائية والمياه والطحين لليوم الثالث على التوالي»، وسط فقدان العديد من السلع في المحال التجارية وانقطاع تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى مركز المدينة.

وتجددت الاشتباكات يوم السبت على ضفتي نهر الفرات، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضفتي الفرات في ريف دير الزور تشهدان «تصعيداً خطيراً» بين «قسد» من جهة والميليشيات المحلية المدعومة من طهران ودمشق من جهة أخرى، بمساندة ميليشيا «الدفاع الوطني».

وأكد «المرصد» أنه «وسط هذا النزاع المتأجج، يدفع المدنيون الثمن الأكبر»، وحذر من أن النصيب الأوفر من الضحايا والجرحى هو من المدنيين «نتيجة القصف البري المتبادل». وحسب أرقام «المرصد»، قتل خلال الأيام الثلاثة الماضية 14 مدنياً وأصيب نحو 36 آخرين بجراح متفاوتة ضمن مناطق سيطرة «قسد» ومناطق سيطرة القوات الحكومية وإيران في ريف دير الزور.