«الخارجية» الألمانية: حان وقت مغادرة لبنان الآن

قبرص تستعد لخطة إجلاء طارئة

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

«الخارجية» الألمانية: حان وقت مغادرة لبنان الآن

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم (الأربعاء)، إنه «حان وقت مغادرة لبنان الآن»، وطالب المواطنين بتنظيم رحلات المغادرة بأنفسهم حتى لو كان هذا يعني السفر عبر تركيا أو حجز رحلات طيران بأسعار أعلى.

وأضاف المتحدث أن الإشاعات عن عملية إجلاء محتملة من لبنان أعطت المواطنين الألمان هناك شعوراً زائفاً بالأمن، وحثهم على مغادرة البلاد فوراً. وأضاف المتحدث: «حان وقت مغادرة لبنان الآن»، وطالب المواطنين بتنظيم رحلات المغادرة بأنفسهم حتى لو كان هذا يعني السفر عبر تركيا أو حجز رحلات طيران بأسعار أعلى. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع إعطاء تفاصيل عن الاستعدادات لعمليات الإجلاء المحتملة في حال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي سياق متصل، ذكر الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، أن بلاده حصلت على طلبات من أكثر من 10 دول للمساعدة في إجلاء طارئ لرعاياها من لبنان، حال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

وقال خريستودوليدس في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ» إن بلاده تستعد لتفعيل خطة طوارئ، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».

وأضاف أن بعض الدول نقلت بالفعل موظفين دبلوماسيين إلى قبرص، واستشهد بخبرة سابقة للبلاد في استقبال الأشخاص الفارين من الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في عام 2006.

وتابع: «لدينا علاقات ممتازة مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة»، مضيفاً أن قبرص ينظر إليها بوصفها «وسيطاً صادقاً». وأضاف أن بلاده تتعامل بالفعل مع زيادة في عدد اللاجئين الذين يصلون إلى الجزيرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، قصفت قاعدة عسكرية تابعة لـ«حزب الله» يوجد فيها مسلحون بقرية يارون في لبنان. بالإضافة إلى ذلك، قصفت طائرات مقاتلة أيضاً موقع بنية تحتية لمسلحين تابعين لـ«حزب الله»، في منطقة كفر كلا جنوب لبنان، وفق صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم الأربعاء. وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق، اليوم الأربعاء، إصابة مواطنة في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدة شقرا جنوب البلاد.

وأعلن «مركز عمليات طوارئ الصحة العامة» التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان اليوم، أن «قصفاً مدفعياً استهدف فيه العدو الإسرائيلي أطراف بلدة شقرا في ساعة متأخرة من ليل أمس، أدى إلى إصابة مواطنة بجروح؛ ما استدعى إدخالها المستشفى لإتمام العلاج».


مقالات ذات صلة

مخاوف الحرب فرملت النشاط الفني في لبنان… ولم توقفه

المشرق العربي لوحة فنية راقصة في عرض «قومي» لفرقة «مياس» في بيروت (أ.ب)

مخاوف الحرب فرملت النشاط الفني في لبنان… ولم توقفه

ألزمت المخاوف من توسع الحرب، متعهدي الحفلات الفنية في لبنان، بتأجيل وإلغاء بعضها، على خلفية تفاقم القلق الذي ضاعفته التحذيرات الدولية، وطلب بعض الدول من…

المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب ونظيره المصري بدر عبد العاطي في مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة (أ.ف.ب)

ميقاتي: العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية زاد من تعقيدات الوضع

قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن العدوان على الضاحية زاد تعقيدات الوضع، بينما أكد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أن توسّع الحرب جدي إن لم يتحرّك المجتمع الدولي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب (رئاسة الحكومة اللبنانية)

توسعة الحرب تتقدّم على الحل الدبلوماسي... ولبنان يقاومها بتطبيق الـ«1701»

لا يزال التصعيد العسكري يتقدّم على الحل الدبلوماسي لمنع توسعة الحرب، ما لم تنجح اتصالات اللحظة الأخيرة في «تنعيم» الردود وتقنينها على نحو يمنع تفلُّت الوضع.

محمد شقير (بيروت)
تحليل إخباري تواصُل الحرب جنوباً يؤجل حسم ملفات داخلية عاجلة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري لبنان: ملفات استراتيجية عالقة على حبال الحرب والتسوية الكبرى

جمّدت الحرب المتواصلة في جنوب لبنان البتّ بملفات ذات طابع استراتيجي من المفترض أن يتحدد معها مستقبل البلد، وعلى رأسها سد الفراغ الرئاسي والملفات الاقتصادية.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي موظفون في مطار بيروت يفرغون المساعدات الطبية الطارئة المقدمة من منظمة الصحة العالمية (أ.ب)

هاجس الحرب يسكن اللبنانيين... تهافت لتخزين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات

يعيش اللبنانيون هاجس الحرب وإمكان اندلاعها بين ساعة وأخرى، ولا يقتصر خوفهم على أمنهم الشخصي، بل يسكنهم هاجس الأمن الغذائي والدوائي والاستشفائي.

يوسف دياب (بيروت)

إسرائيل توسع القصف إلى «الخط الثاني» بعد الحدود بجنوب لبنان

الدخان يتصاعد جراء غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل توسع القصف إلى «الخط الثاني» بعد الحدود بجنوب لبنان

الدخان يتصاعد جراء غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد جراء غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

دخلت بلدات جديدة في جنوب لبنان، واقعة على الخط الحدودي الثاني مع إسرائيل، دائرة الاستهداف الإسرائيلي المكثف بوتيرة متصاعدة، في ظل غارات جوية وملاحقات في عمق الجنوب، أدت إلى مقتل شخصين باستهداف جوي في بلدة جويا، شرق مدينة صور.

وتختبر البلدات الواقعة على الخط الثاني من الحدود، بعمق يتراوح بين 5 و10 كيلومترات، ما اختبرته القرى الواقعة مباشرة على الشريط الحدودي بُعيد اندلاع الحرب في جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، لجهة القصف المدفعي المكثف، ويشمل ذلك القذائف الفوسفورية والانشطارية، حسبما قالت السلطات اللبنانية في وقت سابق.

الدخان يتصاعد من هضبة الجولان السوري المحتلة إثر سقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» (أ.ف.ب)

قصف مدفعي انشطاري

ويتكرر المشهد في الوقت الراهن بالقرى الحدودية الواقعة على الخط الثاني، التي بدأت تتعرض لقصف مدفعي عنيف، بدءاً من ليل الثلاثاء، وامتدت حتى ظهر الأربعاء، وشملت بلدات مثل شقرا وبرعشيت في القطاع الأوسط، ودير سريان في القطاع الشرقي، ووادي زبقين في القطاع الغربي. وتعرضت تلك البلدات لقصف بالقذائف الانشطارية والمدفعية الثقيلة، بمعدل قذيفة كل دقيقتين، حسبما قالت مصادر ميدانية، وتواصل القصف المتقطع حتى ظهر الأربعاء.

ويتخوف سكان القرى من أن يكون «استعادة لسيناريو القرى الحدودية» التي تدرج القصف فيها من قصف مدفعي، إلى غارات جوية عنيفة، أدت إلى تدمير واسع في الأحياء السكنية والمنازل القائمة، ما دفع معظم السكان إلى إخلاء بلداتهم بعد نحو 4 أشهر من بدء الحرب، بضغط النار الإسرائيلية، وطالت منشآت حيوية مثل محولات كهرباء ومحطات ضخ مياه ومساجد ومحال تجارية، فضلاً عن ملاحقة كل زوار تلك البلدات، ومنهم المدنيون. ويقول السكان في تلك القرى إنها «لا تزال مليئة بالناس، وتستضيف نازحين من القرى الواقعة على الشريط الحدودي»، ما يزيد المخاوف من موجات نزوح جديدة.

10 كيلومترات

وتبعد بلدات الخط الحدودي الثاني مسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل، وتفصلها عن القرى الواقعة عن الشريط الأول وديان وتضاريس تصل الخطين معاً، وهي مناطق مراقبة على مدار الساعة بالمسيرات الإسرائيلية التي تلاحق أي آلية تستعد للانتقال إلى الشريط الأول، حسبما يقول السكان، وخصوصاً وادي الحجير ووادي السلوقي اللذين يصلان تلك القرى بالعمق اللبناني. وتقع شقرا على تخوم وادي السلوقي التي تصل إلى بلدة ميس الجبل، كما يصل وادي الحجير العمق اللبناني ببلدات حولا ومركبا، كما تصل بلدة دير سريان، طريق الخردلي، ببلدات القطاع الشرقي.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بقصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف بلدة الناقورة، وتعرضت أطراف بلدة زبقين والأودية المجاورة لقصف مدفعي متقطع، فيما استهدف قصف مدفعي انشطاري منطقة وادي حسن التي تربط أطراف قرى طيرحرفا والجبين وشيحين ومجدلزون، الواقعة جنوب مدينة صور، وتبعد عن الحدود نحو 10 كيلومترات.

صواريخ إسرائيلية لاعتراض صواريخ أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان (أ.ف.ب)

ويعزو خبراء عسكريون هذه التوسعة إلى «ملاحقة إسرائيل للمجال الحيوي الذي يمكن أن يستخدمه (حزب الله) لإطلاق الصواريخ»، كما «لقطع طريق الإمداد العسكري عن البلدات الحدودية»، و«تضييق مساحة تحرك مقاتلي الحزب في القاعدة الخلفية». ويسعى الجيش الإسرائيلي، وفق هذه الاستراتيجية بتوسعة القصف، إلى الحد من إطلاق الصواريخ المنحنية التي ضاعف «حزب الله» إطلاقها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما تراجع الجيش الإسرائيلي إلى حد كبير عن الحدود إلى الخط الثاني داخل شمال إسرائيل، وبات بعيداً عن مرمى الصواريخ الموجهة التي كثّف الحزب استخدامها في هذه الحرب، لضرب أهداف حدودية إسرائيلية.

اغتيالات بالعمق

لا تقتصر توسعة رقعة الاستهداف على الخط الثاني، بالنظر إلى أن المسيرات فرضت نطاقاً جديداً للملاحقات والاستهدافات، يقع على مسافات أبعد غير مقيدة بمسافات حدودية، وبينها الهجوم الذي نفّذته المسيرات على بلدة جويا الواقعة شرق مدينة صور، ما أدى إلى مقتل شخصين، أحدهما كان يستقل سيارة، والثاني كان يستقل دراجة نارية أصيب بالصاروخ الأول، فأطلقت عليه المسيرة صاروخاً آخر أدى إلى مقتله.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأربعاء، مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين جراء الغارة الإسرائيلية، وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة إنه في حصيلة محدثة لغارة «العدو الإسرائيلي التي استهدفت دراجة نارية في بلدة جويا، ارتفع عدد الشهداء إلى شخصين و6 جرحى».

وأشار إلى «استهداف مسيرة معادية دراجة نارية بصاروخ في وادي حيدرة في بلدة جويا حيث أفيد عن وقوع إصابات»، لافتاً إلى أنه تصادف مرور سيارة بالقرب من الدراجة لحظة الاستهداف. وأعلن المركز أن «غارة العدو الإسرائيلي على بلدة عيترون أدت في حصيلة أولية إلى إصابة شخصين بجروح» .

في المقابل، أعلن «حزب الله» عن استهداف موقعي جل العلام والراهب ‏بالقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية.