بدلاً من الكهرباء... خياط في غزة يستخدم دراجة هوائية لتشغيل ماكينته

طفل يلتقط دراجته في شارع مليء بالقمامة في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يلتقط دراجته في شارع مليء بالقمامة في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

بدلاً من الكهرباء... خياط في غزة يستخدم دراجة هوائية لتشغيل ماكينته

طفل يلتقط دراجته في شارع مليء بالقمامة في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يلتقط دراجته في شارع مليء بالقمامة في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وسط الفوضى الناجمة عن الحرب وندرة الطاقة في قطاع غزة، ابتكر خياط فلسطيني حلاً لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل ماكينة الخياطة الخاصة به.

فقد نجح رعد سعد في تشغيل ماكينة الخياطة باستخدام دراجة هوائية وبمساعدة أطفاله وسط أنقاض مصنعه المُدمر في وقت يحتدم فيه الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، وفقاً لوكالة «رويترز».

فبعد مرور 10 أشهر على الحرب التي خلَّفت نقصاً حاداً في الوقود، وسبَّبت ارتفاعاً كبيراً في تكاليف الطاقة البديلة، قال سعد إن فكرة الدراجة بمثابة بصيص أمل.

وقبل الحرب، لم يكن سعد خياطاً يعمل على ماكينته، بل كان يدير مصنعاً يعمل فيه 20 موظفاً.

وقال سعد متذكراً: «كان كل يوم فيه عندي تصدير واستيراد».

وأُصيب مصنع سعد ومنزله بالمبنى نفسه بأضرار بالغة جراء القصف والهجمات الجوية الإسرائيلية، لكنه تمكن من إصلاح جزء منه حيث يعمل في الوقت الحالي.

واستخدم سعد الطوب والنسيج لتصنيع الماكينة التي تعمل بالدراجة، بينما يُبّدِل عيسى ابنه، البالغ من العمر 13 عاماً، بالدواسات عندما يبدأ والده في الخياطة.

وأضاف سعد: «ما فيه طاقة بديلة ولا كهربا بديلة ولا أي إشي، حتى السولار، حتى المصاري (النقود) مفيش. أجينا للطريقة البديلة، واشتغلت البطارية الصغيرة والليد (مصباح ثنائي باعث للضوء) ومشينا».

ونزح سعد 4 مرات في أثناء الحرب مثل كثير من سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يكافحون لكسب لقمة العيش حتى في الأوقات المستقرة.

وقطاع غزة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.

وفضلاً عن محاولة الفلسطينيين العثور على ملاذ آمن للاحتماء من القصف، فهم يواجهون أيضاً أزمة إنسانية مع نقص حاد في الكهرباء والوقود والمياه والأدوية.

واندلعت الحرب عندما شن مسلحو «حماس» هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)؛ ما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفق إحصاءات إسرائيلية.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 39 ألفاً و653 فلسطينياً، وإصابة 91 ألفاً و535 آخرين، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.

وتابع سعد قائلاً: «بدأ مشوارنا الجديد بحلول جديدة».


مقالات ذات صلة

السنوار يخلف هنية... وضغوط لخفض الضربات

المشرق العربي يحيى السنوار متحدثاً إلى وسائل الإعلام في غزة 28 أكتوبر 2019 (رويترز)

السنوار يخلف هنية... وضغوط لخفض الضربات

في الوقت الذي يترقب العالم الرد الإيراني على إسرائيل، أعلنت حركة {حماس}، أمس، اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية.

كفاح زبون (رام الله ) «الشرق الأوسط» ( لندن - طهران)
المشرق العربي 
ألسنة الدخان تتصاعد بعد قصف إسرائيلي لقرية الخيام الحدودية جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

تبادل الهجمات يتصاعد على حدود لبنان

تصاعدت حدة الهجمات المتبادلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، أمس، حيث استهدفت إسرائيل منزلاً في منطقة ميفدون المحاذية لمدينة النبطية، أسفر عن مقتل 5 عناصر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي (أ.ف.ب) يحيى السنوار

رفاق السنوار في السجن يروون لـ «الشرق الأوسط» قصته

في أعقاب عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة «حماس» ضد إسرائيل، ملأ اسم يحيى السنوار الدنيا وشغل دوائر الأمن والسياسية داخل إسرائيل وخارجها.

بهاء ملحم (لندن)
المشرق العربي يحيى السنوار (أ.ف.ب)

«حماس» تختار السنوار خلفاً لهنية... «في رسالة تحدٍ لإسرائيل»

أعلنت حركة «حماس» اختيار رئيسها في قطاع غزة، يحيى السنوار، رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران.

كفاح زبون (رام الله)
أوروبا الشرطة الألمانية اتخذت إجراءات صارمة ضد استخدام العبارة التي وصفتها إسرائيل بأنها معادية للسامية (رويترز)

ألمانيا: تغريم امرأة 600 يورو بسبب شعار «فلسطين من النهر إلى البحر»

أدانت محكمة في برلين اليوم (الثلاثاء) امرأة بعدما هتفت بشعار «من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرة» بعد أيام من الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» على إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (برلين)

نصر الله يصرّ على الردّ على اغتيال شكر «أياً تكن العواقب»

نصر الله متحدثاً في حفل تأبين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)
نصر الله متحدثاً في حفل تأبين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)
TT

نصر الله يصرّ على الردّ على اغتيال شكر «أياً تكن العواقب»

نصر الله متحدثاً في حفل تأبين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)
نصر الله متحدثاً في حفل تأبين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)

هدّد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، الثلاثاء، بـ«ردّ قوي ومؤثر وفاعل» على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر الأسبوع الماضي بالضاحية الجنوبية لبيروت، قائلاً إن «هذه معركة كبيرة، ودم غالٍ وعزيز، واستهداف خطير لا يمكن أن تمر عليها المقاومة أياً تكن العواقب».

وفي خطاب متلفَز ألقاه في ذكرى تأبين شكر في الضاحية، ترك نصر الله آلية الرد مفتوحة، سواء بشكل منفرد، أو بمشاركة محور إيران، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران ستردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، كما سيرد اليمن على استهداف ميناء الحديدة في الشهر الماضي.

وقال نصر الله إنّ «الوفود تأتي وتضغط اليوم، وبعض الاتصالات تأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين»، وذلك لثَنيِ الحزب عن الرد، أو لضمانة رد تحت سقف لا يؤدي إلى تصعيد واسع في المنطقة، ولفت إلى أنّ «الأميركيين يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة».

وسأل: «مَن يمكن أن يثق بالأميركيين المستمرّين بالنفاق والكذب منذ 10 شهور؟»، وتابع نصر الله: «هذه معركة كبيرة، ودم غالٍ وعزيز، واستهداف خطير، لا يمكن أياً تكن العواقب أن تمر عليها المقاومة»، مؤكداً أن «ردّنا آتٍ إن شاء الله؛ وحدنا أو مع جبهة المقاومة»، لكن «نتحدث اليوم بمسؤولية، وعن مستقبل سنصنعه سوياً بصبرنا وتحمّلنا، وتوكُّلنا على الله ودماء شهدائنا».

مناصِرات لـ«حزب الله» يحملن صوراً لشكر في حفل تأبينه بالضاحية الجنوبية لبيروت (إ.ب.أ)

وفي إشارة إلى السقوف والمَطالب اللبنانية، ذكر نصر الله بأن الردود السابقة على مقتل مدنيين أو قياديين من «الحزب»، تركّزت على أهداف عسكرية، بما أتاح للبنانيين مواصلة حياتهم، وبما لم يؤثر على المطار وحركة السياح والمغتربين. وقال: «نحن حريصون في لبنان على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالَب من أحد بأن نتصرف مع العدوان بأنه ضمن سياق المعركة القائم منذ 10 أشهر»، وتابع: «العدوّ الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران». وختم نصر الله قائلاً: «ردّنا آتٍ، وسيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان».