وفاة فلسطينية أُصيبت وبُترت ساقاها خلال اعتقالها في إسرائيل

الأسيرة الفلسطينية الراحلة وفاء جرار (هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية)
الأسيرة الفلسطينية الراحلة وفاء جرار (هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية)
TT

وفاة فلسطينية أُصيبت وبُترت ساقاها خلال اعتقالها في إسرائيل

الأسيرة الفلسطينية الراحلة وفاء جرار (هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية)
الأسيرة الفلسطينية الراحلة وفاء جرار (هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية)

توفيت سيدة فلسطينية، الاثنين، متأثرة بجروح بالغة في أثناء اعتقالها من الجيش الإسرائيلي في مايو (أيار) الماضي، وفق ما أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين.

ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين «الأسيرة السابقة وفاء جرار (50 عاماً) من جنين. والتي ارتقت صباح اليوم (الاثنين) في مستشفى ابن سينا في جنين متأثرةً بإصابة بالغة الخطورة تعرضت لها خلال عملية اعتقالها».

اعتُقلت جرار، وهي أم لأربعة، في 21 مايو (أيار) الماضي حين أُصيبت إصابة بالغة في قدميها أدت إلى بترهما بعد اعتقالها وتحويلها للاعتقال الإداري.

وحسب نادي الأسير، أُطلق سراح وفاء بعد تسعة أيام من اعتقالها، رغم تحويلها للاعتقال الإداري، ومن ثم خضعت للعلاج في المستشفى حيث بقيت فاقدة للوعي تماماً حتى إعلان وفاتها، صباح الاثنين.

وقالت أماني سراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير، لوكالة الصحافة الفرنسية: «استشهدت وفاء ودُفنت قصتها معها، فنحن لا نعلم تماماً كيف أُصيبت عند اعتقالها».

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

واتهمت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية ونادي الأسير في بيان النعي، الجانب الإسرائيلي بأنه «نفَّذ بحق الشهيدة جرار جريمة مركَّبة، تمثلت أولاً بعملية اعتقالها الوحشية من منزلها، والتّنكيل بها، وتعرضها لإصابة خطيرة خلال عملية اعتقالها أدت إلى بتر ساقيها من أعلى الركبة في مستشفى (العفولة) الإسرائيليّ، إلى جانب إصابتها بعدة إصابات أخرى في جسدها».

وقال النادي إن محاميه طالب باسترداد ساقي جرار المبتورتين وتقارير طبية، ولم يحصل النادي على رد من الجانب الإسرائيلي خصوصاً أن معلومات وصلت إلى النادي بأنه تم بتر إحدى ساقي المتوفاة من دون موافقة أهلها.

وجرار زوجة القيادي في حركة «حماس»، في جنين، عبد الجابر جرار، المعتقل إدارياً والذي مُدِّد اعتقاله الإداري مجدداً، الاثنين، بعد أن أمضى ستة أشهر داخل المعتقل.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكنّ الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقُتل ما لا يقلّ عن 604 فلسطينيين في الضفّة برصاص القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ اندلاع حرب غزة، حسب مسؤولين فلسطينيين. وقُتل 17 إسرائيلياً على الأقل في الضفة الغربية خلال هجمات في الفترة نفسها وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.


مقالات ذات صلة

الفلسطينيون يناشدون أعضاء الأمم المتحدة رفض الاحتلال... وإسرائيل تندد

شؤون إقليمية العلم الإسرائيلي يرفرف في نقطة الاستيطان الإسرائيلية بيت رومانو في مدينة الخليل بالضفة الغربية 15 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الفلسطينيون يناشدون أعضاء الأمم المتحدة رفض الاحتلال... وإسرائيل تندد

دعا الفلسطينيون، اليوم (الثلاثاء)، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم «حريتهم» عبر إصدار قرار يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي جنود إسرائيليون عند معبر اللنبي الفاصل بين الضفة الغربية والأردن (أ.ف.ب)

الأردن يتسلم جثمان منفذ هجوم معبر اللنبي

أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم (الثلاثاء)، أن المملكة تسلّمت من إسرائيل جثة سائق الشاحنة الأردني الذي قتل ثلاثة إسرائيليين عند معبر اللنبي.

«الشرق الأوسط» (عمان)
شؤون إقليمية مسؤول السياسة الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد مصطفى في «لقاء مدريد» (إ.ب.أ)

وزير الخارجية الإسرائيلي يهاجم بوريل لتنظيمه «لقاء مدريد»

هاجم وزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، الممثلَ السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، جوزيف بوريل، وعَدّه عنصرياً ومعادياً للسامية ولليهود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جثمان عائشة نور إزغي ملفوفاً بعلم تركيا ومحمولاً على أعناق الجنود لدى وصوله إلى إسطنبول الجمعة (موقع ولاية إسطنبول)

تركيا شيّعت جنازة عائشة نور إزغي وتعهّدت بمحاسبة قتلتها الإسرائيليين

شيّعت تركيا، السبت، جنازة الناشطة الأميركية - التركية عائشة نور إزغي إيغي التي قُتلت برصاص جنود إسرائيليين خلال مظاهرة سلمية منددة بالاستيطان بالضفة الغربية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مسلح يطلق النار خلال جنازة 4 فلسطينيين في مخيم نور شمس للاجئين بالضفة الغربية الخميس (إ.ب.أ)

إسرائيل تستعد لانتقال التهديدات المعروفة في غزة ولبنان إلى الضفة

قلق متزايد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن التصعيد الجاري في الضفة الغربية قد يتطور فعلاً إلى انتفاضة كاملة.

كفاح زبون (رام الله)

وسيلة اتصال حيوية رغم انخفاض الطلب عليها... مَن يستخدم أجهزة «البيجر»؟

أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)
أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)
TT

وسيلة اتصال حيوية رغم انخفاض الطلب عليها... مَن يستخدم أجهزة «البيجر»؟

أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)
أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة غولد أبولو في تايبيه (رويترز)

مع تحول الجولات إلى أداة اتصال رئيسية في العالم، أصبحت أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة باسم «بيجر» شيئاً من الماضي إلى حد كبير، مع انخفاض الطلب عليها بعد أن وصل إلى ذروته في التسعينات من القرن الماضي، وفق تقرير أعدته وكالة «رويترز».

لكن هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة ما زالت وسيلة حيوية للاتصال في بعض المجالات، مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل.

وقال جراح كبير في أحد المستشفيات الكبرى في بريطانيا إن «أجهزة البيجر تعد الطريقة الأقل تكلفة والأعلى كفاءة للتواصل مع عدد كبير من الناس فيما يتعلق بإرسال رسائل لا تحتاج إلى ردود»، مضيفاً أن أجهزة «البيجر» تُستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء والممرضات في كل هيئة الصحة الوطنية في البلاد.

وأوضح أنها «تُستخدم لإخبار الناس إلى أين يذهبون ومتى ولماذا».

وتصدرت أجهزة الاتصال اللاسلكي «البيجر» عناوين الأخبار أمس (الثلاثاء) عندما تم تفجير آلاف الأجهزة التي يستخدمها أعضاء «حزب الله» في وقت واحد بجميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من 3000.

وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو الذي زرع متفجرات داخل الأجهزة.

وكانت هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تستخدم نحو 130 ألف جهاز «بيجر» في عام 2019، وهو رقم يعادل أكثر من عشرة في المائة من كل أجهزة «البيجر» في العالم، بحسب بيانات حكومية. ولم تتوفر أرقام أكثر حداثة من هذا التاريخ.

يحمل الأطباء العاملون في أقسام الطوارئ بالمستشفيات هذه الأجهزة في وقت العمل.

وقال طبيب كبير في هيئة الصحة الوطنية إن العديد من أجهزة الاتصال اللاسلكي يمكنها أيضاً إرسال صفارة إنذار ثم بث رسالة صوتية إلى مجموعات بحيث يتم تنبيه الفرق الطبية بأكملها في وقت واحد لوجود حالة طوارئ. وهذا غير ممكن باستخدام الجوال.

وقال مصدر مطلع من المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة للوكالة إن المؤسسة تستخدم أجهزة البيجر لتنبيه أطقمها. ورفضت المؤسسة التعليق.

الجوالات

أجزاء من «بيجر» بعد انفجاره في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (أ.ف.ب)

قد يكون تتبع أجهزة «البيجر» أصعب من تتبع الجوالات لأنها تفتقر إلى تقنيات الملاحة الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).

وقد جعلها هذا خياراً شائعاً بين المجرمين، خاصة تجار المخدرات في الولايات المتحدة في الماضي.

لكن العصابات تستخدم الجوالات بشكل أكبر هذه الأيام، وفقاً لما قاله كين غراي، العميل السابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي للوكالة.

وأضاف: «لا أعرف ما إذا كان أي شخص يستخدمها (أجهزة البيجر)... لقد انتقلوا جميعاً إلى الجوالات والهواتف مسبقة الدفع»، التي يمكن التخلص منها بسهولة واستبدال جوال آخر بها برقم مختلف، مما يجعل من الصعب تتبعها.

وقال غراي، الذي خدم لمدة 24 عاماً في مكتب التحقيقات ويدرس الآن العدالة الجنائية والأمن الداخلي في جامعة نيو هيفن، إن المجرمين تغيروا مع مرور الوقت والتكنولوجيا الأحدث.

وبلغت سوق أجهزة «البيجر» العالمية، التي كانت ذات يوم مصدراً رئيسياً للإيرادات لشركات مثل موتورولا، 1.6 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر في أبريل (نيسان) عن شركة كوجنتيف ماركت ريسيرش.

ويمثل هذا جزءاً ضئيلاً من سوق الجوالات العالمية، التي قدرت بنحو نصف تريليون دولار بنهاية عام 2023.

لكن الطلب على أجهزة «البيجر» يتزايد مع زيادة عدد المرضى مما يخلق حاجة أكبر للاتصال الفعال في قطاع الرعاية الصحية، وفقاً للتقرير، الذي توقع نمواً سنوياً مركباً بنسبة 5.9 في المائة من عام 2023 إلى 2030.

وذكر التقرير أن أميركا الشمالية وأوروبا هما أكبر سوقين لأجهزة «البيجر»، حيث تحقق 528 مليون دولار و496 مليون دولار من الإيرادات على التوالي.