بعد الاغتيالات الأخيرة... من هم كبار قادة حركة «حماس» حالياً؟

يحيى السنوار (الثاني من اليمين) وإسماعيل هنية (يسار) خلال فعالية بقطاع غزة في عام 2017 (أ.ف.ب)
يحيى السنوار (الثاني من اليمين) وإسماعيل هنية (يسار) خلال فعالية بقطاع غزة في عام 2017 (أ.ف.ب)
TT

بعد الاغتيالات الأخيرة... من هم كبار قادة حركة «حماس» حالياً؟

يحيى السنوار (الثاني من اليمين) وإسماعيل هنية (يسار) خلال فعالية بقطاع غزة في عام 2017 (أ.ف.ب)
يحيى السنوار (الثاني من اليمين) وإسماعيل هنية (يسار) خلال فعالية بقطاع غزة في عام 2017 (أ.ف.ب)

زعمت إسرائيل، اليوم الخميس، أنها قتلت محمد الضيف، قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، في أحدث حلقات مسلسل عمليات استهداف قادة الحركة التي تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالقضاء عليها.

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، يُعتقد أن الضيف هو أحد العقول المدبرة لهجوم «حماس» على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي أشعل فتيل حرب غزة المستمرة منذ عشرة أشهر. ولم تؤكد «حماس» مقتله.

واغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، في طهران، أمس الأربعاء، في هجوم حمّلت الحركة وإيران إسرائيل المسؤولية عنه.

وفيما يلي بعض من تبقّى من زعماء وقادة «حماس»:

يحيى السنوار

رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة وأحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر الماضي.

يحيى السنوار (رويترز)

ولا يزال يُعتقد أن السنوار، الذي خرج من سجن إسرائيلي في عام 2011، خلال صفقة تبادل بين إسرائيل و«حماس»، يدير العمليات العسكرية، ربما من مخابئ في شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، ويتخذ القرارات في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى هدنة وصفقة لتبادل الأسرى.

خالد مشعل

قالت مصادر في «حماس» إن مشعل (68 عاماً) مرشح لأن يصبح زعيم «حماس» الجديد، خلفاً لهنية. وتولّى قيادة «حماس» في الفترة من 2004 إلى 2017.

خالد مشعل (رويترز)

ونال مشعل شهرة عالمية في عام 1997 عندما حقنه ضباط إسرائيليون بالسم في العاصمة الأردنية عمان، في محاولة فاشلة لاغتياله.

مروان عيسى

قالت إسرائيل، في مارس (آذار) الماضي، إنها قتلت مروان عيسى، نائب الضيف، لكن «حماس» لم تؤكد مقتله.

مروان عيسى (أرشيفية - بي بي سي)

وأصبح عيسى، الملقب باسم «رجل الظل»؛ لقدرته على التهرب من رصد رادار العدو له، الرجل الثالث في «حماس».

وشكّل هو واثنان من كبار قادة الحركة مجلساً عسكرياً سرياً من ثلاثة أفراد يتخذ قرارات استراتيجية، وفق «رويترز».

خليل الحية

هو نائب السنوار، وتولَّى مؤخراً، تحت إشراف هنية، قيادة فريق «حماس» في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار. وكان مع هنية في المبنى الذي استُهدف بطهران، لكن لم يكن في الشقة نفسها وقت الضربة.

خليل الحية (أ.ب)

ونجا من محاولتين إسرائيليتين لقتله بشكل مباشر، واستهدفت غارة إسرائيلية منزل أقاربه في عام 2007، مما أسفر عن مقتل عدد منهم. وقُتل ابنه الأكبر في هجوم على منزله عام 2014.

محمود الزهار

هو طبيب جرّاح يبلغ من العمر 79 عاماً، ويلقبه الأصدقاء والأعداء بـ«الجنرال» بسبب آرائه المتشددة تجاه إسرائيل ومعارضي «حماس».

محمود الزهار (رويترز)

ولم يظهر الزهار علناً أو يُدلي بتصريحات منذ السابع من أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولاً.

ونجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في عام 2003، وكان أول وزير خارجية تُعيّنه «حماس» بعد تولِّيها السلطة في غزة عام 2007، خلال حرب أهلية قصيرة مع السلطة الفلسطينية، وبعد عام من فوزها الكاسح في الانتخابات البرلمانية.

محمد شبانة

معروف باسم أبي أنس شبانة، وهو واحد ممن تبقّى من قادة «حماس» العسكريين، ويرأس كتيبة الحركة في رفح بجنوب قطاع غزة.

محمد شبانة (حركة «حماس»)

وقالت مصادر من «حماس» إن شبانة لعب دوراً مهماً في تطوير شبكة الأنفاق في رفح التي استُخدمت في شن هجمات على القوات الإسرائيلية على الحدود، شملت هجوماً عبر الحدود في عام 2006 أُسر فيه الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وتولَّى قيادة كتيبة رفح بعد أن قتلت إسرائيل ثلاثة من قادة الحركة الرئيسيين، خلال حرب استمرت 50 يوماً في عام 2014، قالت الكتيبة إنها خطفت خلالها جنديين إسرائيليين.

روحي مشتهى

هو موضع ثقة السنوار، وأقوى حليف له في «حماس»، وأسس، بالتعاون مع السنوار، أول جهاز أمني للحركة في أواخر الثمانينات، وكان مسؤولاً عن تعقب الفلسطينيين المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل وقتلهم.

روحي مشتهى (وسائل إعلام فلسطينية)

وأطلقت إسرائيل سراحه من السجن مع السنوار في عام 2011، وكُلّف مؤخراً بالتنسيق بين الحركة في غزة ومسؤولي الأمن في مصر، بشأن مجموعة من القضايا تشمل تشغيل معبر رفح الحدودي.

ولا يزال مصيره مجهولاً.


مقالات ذات صلة

بايدن يؤكد لنتانياهو التزام واشنطن أمن إسرائيل بمواجهة «تهديدات إيران»

الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض في واشنطن (أرشيفية - أ.ب)

بايدن يؤكد لنتانياهو التزام واشنطن أمن إسرائيل بمواجهة «تهديدات إيران»

ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال هاتفي اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عمليات نشر عسكري دفاعي أميركي جديدة لدعم إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي صاروخ استعرضته الجماعة الحوثية في صنعاء (رويترز)

الحوثيون يتوعدون بـ«ردّ عسكري» على «التصعيد الخطير» من قبل إسرائيل

توعّد زعيم «الحوثيين» عبد الملك الحوثي الخميس بـ«رد عسكري» على ما وصفه بـ«التصعيد الخطير» من قبل إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء )
شؤون إقليمية هنية يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في البرلمان قبل ساعات من اغتياله بشمال طهران (أ.ب)

«أكسيوس»: إسرائيل أطلعت أميركا على تفاصيل اغتيال هنية بعد العملية

قال موقع «أكسيوس» الإخباري إن المسؤولين الإسرائيليين أطلعوا نظراءهم الأميركيين، مساء الأربعاء، على تفاصيل عملية اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مشجّعون يحملون عَلم إسرائيل خلال مشاهدة منافسات الجودو في أولمبياد باريس (إ.ب.أ)

تخوفاً من الرد الإيراني... إسرائيل تحذّر حاملي جنسيتها في الخارج

دعت إسرائيل حاملي جنسيتها، الخميس، إلى توخي الحذر الشديد عند السفر إلى الخارج، وقال إن إيران أو حلفاءها قد يستهدفون مؤسسات إسرائيلية أو يهودية خارج البلاد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي ركام القنصلية الإيرانية بدمشق حيث قُتل زاهدي ورفاقه بغارة إسرائيلية في الأول من أبريل (أ.ف.ب)

أوامر للقوات السورية بمنع استهداف «الجولان»

بينما يترقب العالم رد إيران على اغتيال هنية وردّ «حزب الله» على مقتل قائده العسكري، كشف المرصد السوري عن أوامر سورية بتحييد الجولان عن أي مواجهات عسكرية محتملة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إسرائيل تحاول «عبثاً» تحطيم «حماس» باغتيال هنية وتأكيد مقتل الضيف

نتنياهو بين وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (د.ب.أ)
نتنياهو بين وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تحاول «عبثاً» تحطيم «حماس» باغتيال هنية وتأكيد مقتل الضيف

نتنياهو بين وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (د.ب.أ)
نتنياهو بين وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (د.ب.أ)

رغم نجاحات الاستخبارية الكبيرة في اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وفي تأكيد اغتيال محمد الضيف، قائد الذراع العسكرية، يُجمع الخبراء الإسرائيليون على أن هذه العمليات تعدّ نجاحات تكتيكية ولكنها أيضاً قد تكون فشلاً استراتيجياً. ومهما تكن تبعاتها، والتي قد تؤدي إلى حرب أوسع وأشمل وأخطر، فإنها لا تحقق الهدف المرجو منها وهو تحطيم «حماس»، وقد تحقق نتائج عكسية، فتزداد شعبية الحركة في صفوف الفلسطينيين وغيرهم وتزداد قوتها.

وقال أوهاد حيمو، مراسل الشؤون العربية في «القناة الـ12» للتلفزيون الإسرائيلي، إن «(حماس) باتت ضعيفة أكثر من السابق، بعد اغتيال هنية وتأكيد اغتيال الضيف، لكن (حماس) هي أيضاً تنظيم يعرف كيف يلائم نفسه للظروف الجديدة. فقد سبق وتم اغتيال رئيسيه السابقين: أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، ورؤساء الأذرع العسكرية، ولكنه مع الزمن ازداد قوة بطريقة فاجأت إسرائيل. واليوم، حتى بعد تدمير غزة، وقتل عشرات الألوف فيها، وبعد عشرة أشهر من العمليات الإسرائيلية التي تتحدث عن اغتيال عشرات القادة الميدانيين والكبار، لم تستطع إسرائيل بعدُ حسم المعركة معها. وهي لا تزال صاحبة الكلمة في غزة. ولا تفلح إسرائيل في إيجاد بديل عنها يتولى زمام الأمور هناك. ويتضح أن (حماس) نجحت في تجنيد آلاف الشبان الجدد إلى صفوفها. يمكننا القول إنهم أقل خبرة ممن تم قتلهم. ولكن التجربة تدل على أن هناك إمكانية لتدريبهم وتقويتهم ليعوضوا عمن قتل. فإسرائيل فشلت في جعل الانتماء إلى (حماس) عيباً أو أمراً مرفوضاً عند الناس».

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين عند حديقة لافاييت سكوير في واشنطن الخميس (رويترز)

أطول حرب تشهدها إسرائيل

كتب آفي شيلون في مقال افتتاحي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «التصفيتان الناجحتان المنسوبتان لإسرائيل، في بيروت وفي طهران، يجب أن تدخلا إلى سياق الحرب في غزة التي نحيي اليوم فيها 300 يوم على بدئها. عملياً، باستثناء حرب الاستقلال، التي بدأت قبل أن توجد إسرائيل بصفتها دولة، فإن الحرب الحالية هي أطول حرب نشهدها. بمفاهيم عديدة، فإن تواصلها هو بحد ذاته فشل إسرائيلي، هذا حتى قبل أن نبحث في أن عشرات الآلاف من سكان الشمال لا يزالون يخلون بيوتهم، والمخطوفون في غزة لا يزالون هناك. إن تواصل الحرب - الحرب التي تعدّ الأكثر إيلاماً وصدمة، حرب يوم الغفران، تواصلت أقل من ثلاثة أسابيع - هو فشل؛ إذ إنه يقف بخلاف مفهوم الأمن الإسرائيلي الأساس. تاريخياً، الإنجازات الكبرى كانت في حروب قصيرة. حرب سيناء، التي احتلت فيها إسرائيل غزة وسيناء، تواصلت بثمانية أيام. النصر العظيم في 1967 تواصل ستة أيام. حرب يوم الغفران انتهت في غضون 19 يوماً. في حرب لبنان الأولى نجح الجيش الإسرائيلي في طرد (م.ت. ف) من بيروت في غضون أقل من ثلاثة أشهر. في هذه اللحظة، في ضوء التصفيتين الأخيرتين، من الصعب أن نعرف إلى أين نسير. يجب أن نتذكر بأن كل يوم آخر فوق 300 يوم نقاتل فيها في غزة كفيل بأن ينتج لنا مخرباً نخبوياً آخر، هكذا كل يوم آخر يشكل خروجاً عن مبادئ الأمن ويضعفنا استراتيجياً».

علامات عالية... ولكن

كتب بن كسبيت، المعلق السياسي الرئيسي في صحيفة «معاريف»، إنه يعطي علامة عالية جداً لكل من شارك في التصفيتين الأخيرتين: المستوى السياسي؛ أي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والمستوى العسكري؛ أي رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات أهرون حليوة (نعم، هو أيضاً يستحق بعض الراحة)، وحدة 8200، جهازا المخابرات؛ الموساد والشاباك، طيارو سلاح الجو وقائدهم وكل آلاف الأشخاص الذين كانوا هناك، على طول وعرض الطريق الخطيرة للغاية. ولكن، التصفيات، مهما كانت لامعة فلن تغير الحرب نفسها. فزعماء (حماس) على أجيالهم تم تحييدهم بالجملة، بينما واصلت الحركة الاتساع، وواصلت تعزيز قوتها. في هذه اللحظة (حماس) في نقطة سفلى تاريخية، قريبة من الانكسار، متحطمة إلى النصف، إلا أنها مع أو من دون هنية، من السابق لأوانه تأبينها».

«معزولة ومجذومة»

كتب أوري مسغاف في صحيفة «هآرتس»: «من جهة مدهش، من جهة أخرى مخيف جداً، من جهة ثالثة الويل للمخطوفين. هذه ثلاثة وجوه لنفس قطعة النقد بالضبط. فما هو المدهش بالضبط في عمليات التصفية في بيروت وطهران التي ستنزل علينا حرباً شاملة مع إيران وامتداداتها في لبنان وفي كل المنطقة، وستحسم مصير المخطوفين القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة بعد عشرة أشهر في أنفاق غزة».

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط)... (حسابه على إكس)

وأضاف: «عمليات الاغتيال الهوليوودية لـ(شخصيات رفيعة) من كل الأنواع، يمكن أن تدغدغ الحاجة إلى الانتقام الشخصي و(البشرى الجيدة) في كل هذا اليأس والمراوحة في المكان تفعل فعلها. بعد ذلك دائماً نستيقظ على الحقائق. في هذا الصباح يكون قد مر 300 يوم على الحرب الأبدية التي فرضت علينا، في البداية من (حماس) و(حزب الله)، وبعد ذلك من نتنياهو وبن غفير».

وتابع مسغاف قوله: «1600 إسرائيلي أصبحوا مدفونين تحت الأرض. 115 مخطوفاً، أحياء وأموات، يتعفنون في غزة. النقب الغربي مدمر ومتروك جزئياً. الجليل يتعرض للقصف وجزء منه تم إخلاؤه. إسرائيل معزولة أكثر من أي وقت مضى، مقاطَعة ومجذومة. شؤونها تتم مناقشتها في المحاكم الدولية. هربت الأدمغة والليبراليون في الذروة. ثقافة الرعاع والكذب يقضمان كل قطعة جيدة. ضعف الأخلاق والقيم في ذروته. هذه الحكومة الفظيعة والرهيبة، بالتعاون مع جهاز الدفاع وإخلاص عدد كبير من وسائل الإعلام الجماهيرية، حكمت علينا بدوائر لا نهائية من الموت والثأر والكراهية. هذه الحرب هي الأكثر فشلاً في تاريخ إسرائيل. هي تجري منذ عشرة أشهر دون أي خطة استراتيجية على المستويَين السياسي والأمني، سواء في الجنوب أو في الشمال. بخلاف مطلق مع كل مبادئ عقيدة الأمن الإسرائيلية على أجيالها. يوجد لها إنجاز واحد ووحيد وهو إبقاء عائلة نتنياهو ومساعديها ورجال البلاط فيها ومن يتعاشون منها في الحكم».