حزب بارزاني يدعو إلى «حكومة للجميع» في كركوك

قال إن أي طرف لن يحكم المدينة بمعزل عن الآخرين

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

حزب بارزاني يدعو إلى «حكومة للجميع» في كركوك

عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من البيشمركة يتموضعون تحت صورة لمسعود بارزاني في كركوك (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعا الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مشاركة جميع القوى السياسية في حكم محافظة كركوك، لإنهاء الجمود السياسي منذ 6 أشهر، على خلفية الانتخابات المحلية في المدينة المتنازع عليها.

واستبعد الحزب، الذي يقوده مسعود بارزاني، قدرة أي مكون أو حزب في كركوك على تشكيل حكومتها المحلية بمفرده.

وقال علي حسين، مسؤول المجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية، في تصريح صحافي، الأربعاء: «في تلك المناطق لا يمكن لـ(الديمقراطي الكردستاني)، ولا حتى لـ(الاتحاد الوطني)، تشكيل إدارة أو حكومة محلية من دون العرب والتركمان».

وأضاف حسين: «بل حتى لا يمكننا مع الاتحاد الوطني الكردستاني أن نقوم بذلك بشكل منفرد، وقد عقدنا مباحثات واجتماعات سابقاً لتسمية محافظ كردي مستقل، ولكننا لم نتمكن من ذلك».

فشل سياسي

وجاءت تصريحات المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد فشل محاولات عدة لعقد جلسة كاملة النصاب لمجلس المحافظة، يتم خلالها اختيار محافظ ورئيس مجلس، وتوزيع الأعضاء على باقي دوائر المحافظة طبقاً للحجم الانتخابي.

وألقى رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بكل ثقله لحسم تشكيل حكومة كركوك المحلية، لاسيما أن حكومته نجحت بعد أكثر من 15 عاماً في إجراء أول انتخابات محلية في المحافظة المتنازع عليها طبقاً للمادة 140 من الدستور.

وكانت آخر جلسة لمجلس كركوك قد عُقدت في العاشر من شهر يوليو (تموز) الحالي، لكن الخلافات الحادة حالت دون تمكن أي تكتل أو تحالف من تشكيل إدارة المحافظة، فيما تم إحالة محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، على التقاعد، وبقيت المحافظة تدار بالوكالة.

لقاء سابق لرئيس الوزراء مع القوى الفائزة في كركوك (الحكومة العراقية)

محافظ متنازع عليه

ورغم مرور أكثر من 6 أشهر على إعلان النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات في يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن مجلس كركوك لم يحسم أمره بشأن اختيار رئيس له، وانتخاب المحافظ نتيجة للتجاذبات السياسية والانقسام في المواقف بين القوى السياسية في المحافظة.

وكركوك هي المحافظة الثانية بعد ديالى، التي لم تتمكن أحزابها من تشكيل الحكومة. وبعد سيطرة الحكومة المركزية على هذه المدينة عام 2017 عقب الاستفتاء الكردي الفاشل، أصبح المحافظ عربياً بخلاف ما كان عليه الوضع سابقاً عندما كانت الحكومة المحلية تدار من الحزبين الكرديين.

ويرغب العرب في كركوك أن يبقى المحافظ عربياً حتى لو كان في المنصب بالوكالة، لكن القوى الكردية تنخرط في تحالفات متضادة مع العرب والتركمان في محاولة لاستعادة المنصب.

وقال ناظم الشمري، أمين هيئة الرأي العربية في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «حتى هذا اليوم لم يتحقق أي تفاهم عام بين مكونات كركوك الثلاثة على تشكيل حكومة كركوك المحلية، وهناك انقسام كردي - كردي، وانقسام عربي - عربي، رغم إعلان الطرفين عن تماسكهما ووحدتهما ومطالبتهما بمنصب المحافظ».

وأضاف الشمري أن «هيئة الرأي العربية في كركوك ترى أن من مصلحة الجميع، وحفاظاً على أمن واستقرار كركوك، مشاركة كل المكونات وكل القوى الفائزة في الإدارة الجديدة، وترفض هيئة الرأي الاتفاقيات الأحادية التي ينوي بعض الأشخاص إبرامها بمعزل عن الآخرين».

وأكد أن «هيئة الرأي تدعو ممثلي الجبهة التركمانية، والكوتا المسيحية، إلى لعب دور الوسيط بين الأطراف المتنافسة، وعدم الانحياز إلى أي جهة حفاظاً على الأمن والاستقرار».


مقالات ذات صلة

الصدر يطالب الحكومة العراقية بـ«معاقبة من يتدخل في سوريا»

المشرق العربي مقتدى الصدر (رويترز)

الصدر يطالب الحكومة العراقية بـ«معاقبة من يتدخل في سوريا»

شدد زعيم التيار الصدري في العراق على «ضرورة عدم التدخل في سوريا»، ودعا الحكومة في بغداد إلى «معاقبة كل من يُخلّ بالأمن».

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي السوداني طلب استضافته في البرلمان بشأن الأزمة السورية (إعلام حكومي)

السوداني: فضيحة التنصت «كذبة القرن» في العراق

بعد أشهر من إلقاء القبض على موظف بارز في الحكومة بتهمة قيادة «شبكة تنصت»، خرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لأول مرة، عن صمته واصفاً إياها بـ«كذبة القرن».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي «أبو محمد الجولاني» زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» خلال زيارة لمدينة حلب (قنوات للفصائل السورية المسلحة عبر «تلغرام»)

زعيم «هئية تحرير الشام» يدعو العراق إلى النأي بنفسه عن الحرب السورية

دعا زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» المعروف باسم «أبو محمد الجولاني» رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى «النأي بالعراق عن الحرب السورية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي السوداني طلب استضافته في البرلمان بشأن الأزمة السورية (إعلام حكومي) play-circle 02:43

العراق يشجع على «حوار إقليمي» لإنهاء المعارك في سوريا

أكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الحدود ومنع أي اختراق أمني، ربطاً بالأزمة السورية.

حمزة مصطفى (بغداد)
رياضة سعودية وضعت هذه العبارة على برج الحارثية (نادي التعاون)

«كل الهلا بيكم أحفاد العقيلات» تتصدر مشهد الترحيب العراقي بنادي التعاون في بغداد

«كل الهلا بيكم ... أحفاد العقيلات في العراق»، بلكنة عراقية خالصة، وكلمة ذات دلالة تاريخية، رحب نادي القوة الجوية العراقي ببعثة نادي التعاون السعودي.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

ماذا بعد سقوط حماة؟

أحد مقاتلي الفصائل المسلحة السورية يطلق النار في الهواء احتفالاً بالسيطرة على مدينة حماة 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
أحد مقاتلي الفصائل المسلحة السورية يطلق النار في الهواء احتفالاً بالسيطرة على مدينة حماة 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

ماذا بعد سقوط حماة؟

أحد مقاتلي الفصائل المسلحة السورية يطلق النار في الهواء احتفالاً بالسيطرة على مدينة حماة 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
أحد مقاتلي الفصائل المسلحة السورية يطلق النار في الهواء احتفالاً بالسيطرة على مدينة حماة 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تتظهّر كل التناقضات الجيوسياسية على الساحة السوريّة حالياً. فالخريطة العسكريّة ستغيّر حتماً الخريطة السياسيّة. وتغيير الخريطة السياسيّة، سيعطي أفضلية لفريق على آخر حول طاولة التشريح لسوريا.

يخوض النظام حرباً وجوديّة اليوم. فهو ليس قادراً على الدفاع عن نفسه. ومن هو قادر على المساعدة، ليس مهتماً، أو هو أيضاً لم يعد قادراً. فهل يمكن لـ«حزب الله» الذهاب إلى سوريا اليوم إذا طلبت منه إيران كما فعلت في عام 2014؟ وهل ساعدت سوريا الحزب خلال الحرب الإسرائيلية عليه؟ لذلك؛ قد يمكن القول إن النظام الرسميّ في سوريا، يقوم حالياً بما يمكن له القيام به للدفاع عن نفسه، خصوصاً أن الوسائل ليست متوفّرة لديه لاستعادة السيطرة على كلّ سوريا، خصوصاً في العتاد والعديد.

خريطة سوريا العسكرية حتى ليلة الأربعاء - الخميس

حرب الفصائل بأدوات جديدة

تخوض الفصائل المسلحّة حالياً في سوريا حرباً بخصائص جديدة. فهي حرب خاطفة (Blitzkrieg)، وبوسائل متواضعة، مع صناعات عسكرية محليّة بخاصة المسيّرات. لكن «الكيف» هو الذي أدى إلى هذه السرعة في التقدّم. يُضاف إلى خصائص هذه الحرب، عدم استعداد الجيش السوريّ لهذه الحرب. فعديده وعتاده ليسا كافيين. كما أن المساحات المطلوب منه تغطيتها وحمايتها تفوق بكثير إمكاناته. خصوصاً أن الجيش السوري، كان ينتشر بشكل أن تكون المدن القريبة من العاصمة والمناطق التي تعدّ مركز ثقل بيئته، هي أساس الخطّة الدفاعيّة. إذن، كلما بعُدت المدن عن العاصمة، كان انتشار الجيش السوري هشّاً.

يخطئ من يقول إن تقدّم الفصائل المسلحة السريع والسيطرة على مدن ومساحات شاسعة، كان ابن ساعته وارتجالياً. ويخطئ من يقول إن عمليّة «ردع العدوان» للفصائل المسلّحة هي عمل منعزل عن المحيط الجغرافي المباشر، ومنعزل عن التأثيرات، والديناميكيات الجيوسياسيّة التي تتفاعل في المنطقة. خصوصاً أن تغيير الخريطة العسكرية في سوريا، سيكون له تأثيرات سياسية على الداخل السوري أولاً. وسوف يُعزّز داعم هذه الفصائل المسلحّة في لعبته الكبرى.

ماذا بعد حماة؟

إذا كان الطريق الدولي إم - 5 العمود الفقري لأهم المدن السورية، من حلب وحتى درعا، مروراً بكل من حماة، حمص ودمشق. فإن حماة هي مركز ثقل هذه المدن خصوصاً في البعد الجغرافيّ. فمنها يمكن التوجّه بكل الاتجاهات على الخريطة السوريّة.

سقوط حماة، يعني دخول الفصائل المسلحة لأول مرة إلى هذه المدينة منذ بدء الحرب السورية عام 2011.

بعد أن سيطرت الفصائل المسلحة على مدينة حلب، وعلى كل إدلب، وحالياً على حماة المدينة. فهذا يعني أن على هذه الفصائل هضم ما استولت عليه. ففي هذه المدن هناك السكان؛ الأمر الذي يستلزم إدارة الحكم وفي كل الأبعاد.

لكن متى تصل الفصائل المسلحة إلى نقطة الذروة في امتدادها العسكريّ؟ وهل مع السيطرة على حماة قد يمكن القول إن هذا أقصى ما قد تصل إليه؟ وهل تملك العديد والعتاد الكافي للاستمرار؟

هذا من جهة الفصائل المسلحة، لكن من جهّة النظام فهو يخوض حرب حياة وموت، للنظام كما لبيئته. فهل إعادة الانتشار بعد سقوط مدينة حماة ستشكّل «الخطّ الأحمر الذي لا يمكن التراجع عنه؟».

وهل سيسمح الجيش السوري للفصائل المسلحة بأن تُسقط مدينة حمص، خصوصاً أن حمص تشكّل محوراً أساسيّاً، وأن السيطرة عليها، تفتح الطريق إلى الساحل السوريّ، حيث مركز الثقل البشري للنظام، وحيث توجد قاعدتان روسيّتان هما حميميم وطرطوس؟

لماذا لم تتحرّك روسيا لحماية مصالحها؟

هل هناك شيء مخفيّ وافقت عليه روسيا، وبحيث يسمح للفصائل المسلحة أن تغير الخريطة العسكرية على الأرض، وإلزام النظام السوري للذهاب إلى التفاوض مع الوعد بحفظ المصالح الروسيّة؟