اعترافات «داعشي» عراقي تكشف ضحايا مقبرة في الفلوجة

كان مسؤولاً أمنياً... ويعدّ أحد أخطر قيادات التنظيم

عناصر من القوات العراقية إلى جانب آليات عسكرية خلال ملاحقة سابقة لعناصر «داعش» (رويترز)
عناصر من القوات العراقية إلى جانب آليات عسكرية خلال ملاحقة سابقة لعناصر «داعش» (رويترز)
TT

اعترافات «داعشي» عراقي تكشف ضحايا مقبرة في الفلوجة

عناصر من القوات العراقية إلى جانب آليات عسكرية خلال ملاحقة سابقة لعناصر «داعش» (رويترز)
عناصر من القوات العراقية إلى جانب آليات عسكرية خلال ملاحقة سابقة لعناصر «داعش» (رويترز)

أعلن المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن العراقي، أرشد الحاكم، الأحد، العثور على باقي جثث ضحايا ما يُعرف باسم مقبرة «المصالحة»، الواقعة في ناحية الصقلاوية بقضاء الفلوجة، ليصبح العدد الكلي 5 ضحايا، بينهم «مُنتسبون ومدنيون جرى التعرف على اثنين منهم»، بحسب بيان.

وأكد الحاكم، أن «عدد الضحايا في المقبرة جاء مطابقاً لاعترافات الإرهابي المُكنّى (أبو هبة) المسؤول الأمني لما كان يُسمى (ولاية الفلوجة) بشأن مشاركته في خطف وقتل الضحايا، والذي ألقي القبض عليه بعملية نوعية نفذها جهاز الأمن».

وأعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، السبت، القبض على من وصفه بـ«أحد أخطر قيادي (عصابات داعش)» والمكنى بـ«أبو هبة»، ومطلوب قضائياً وفق المادة 4 من «قانون الإرهاب» التي تصل عقوباته إلى الإعدام.

وقال الجهاز في بيان إن العملية نُفذت طبقاً لـ«معلومات استخبارية دقيقة، ومتابعة ميدانية استمرت لأشهر». وأضاف أن «التعمق في التحقيق معه دفعه إلى الاعتراف بانتمائه لصفوف (داعش) ضمن ما كان يُسمى (ولاية الفلوجة) وشغل منصب المسؤول الأمني للولاية».

وبرزت الفلوجة، وهي من أهم مدن محافظة الأنبار الغربية، من بين أكبر معاقل مناهضة النظام الذي أسسته الولايات المتحدة الأميركية في العراق عام 2003، وكانت أبرز حواضن الجماعات الإرهابية والجهادية من تنظيم «القاعدة»، ولاحقاً تنظيم «داعش»، لكنها اليوم من بين أكثر مناطق الأنبار هدوءًا.

وأشار البيان، الصادر السبت، إلى أن القيادي «الداعشي» «اعترف بوجود مقبرة تضم جثثاً لشهداء من منتسبي الأجهزة الأمنية والمواطنين العُزل الذين قام بأسرهم والمشاركة في قتلهم، وبدلالته جرى كشف مكان المقبرة ضمن قضاء الفلوجة، وجرى استخراج رفاة الضحايا والبالغ عددهم (3) شهداء، ولا تزال التحقيقات جارية للوصول إلى باقي الضحايا».

وجاءت الاعترافات الأحدث، الأحد، لتتمكن بعدها أجهزة الأمن العراقية من العثور على باقي جثث الضحايا.

الإعدام لـ8

وفي شأن آخر يتعلق بقضايا الإرهاب، أصدرت «المحكمة الجنائية المركزية»، الأحد، حكماً بالإعدام بحق «8 مجرمين لقيامهم بنقل انتحاريين فجّرا نفسيهما في بغداد».

وقال المركز الإعلامي لمجلس القضاء في بيان، إن «المجرمين اعترفوا بقيامهم بنقل انتحاريين قاما بتفجير نفسيهما في منطقة باب الشرقي وساحة الوثبة عام 2015، أدى إلى استشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين».

وأضاف أن «الحكم صدر استناداً لأحكام المادة الرابعة/1، وبدلالة المادة الثانية 1 و3 و7 من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005».

وتنص المادة الرابعة من قانون الإرهاب، أولاً على أن «يُعاقب بالإعدام كل من ارتكب - بصفته فاعلاً أصلياً أو شريك عمل - أياً من الأعمال الإرهابية الواردة بالمادتين الثانية والثالثة من هذا القانون، يعاقب المحرض والمخطط والممول وكل من مكّن الإرهابيين من القيام بالجرائم الواردة في هذا القانون بعقوبة الفاعل الأصلي».

قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة «داعش» بصلاح الدين وديالى (وكالة الأنباء العراقية)

وتنص المادة الثانية من القانون على أن «يُعاقب بالسجن المؤبّد من أخفى عن عمد أي عمل إرهابي، أو آوى شخصاً إرهابياً بهدف التستر».

وكانت الأحكام، وعمليات الإعدام التي تنفذها السلطات العراقية وفقاً للمادة 4 من قانون الإرهاب محل اعتراض المفوض الخاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وذكر المفوض في تقريره المقدم أمام مجلس الأمن نهاية يونيو (حزيران) الماضي، أن «عمليات الإعدام المنهجية التي تُنفذها الحكومة العراقية ضد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بناءً على اعترافات مشوبة بالتعذيب، وبموجب قانون غامض لمكافحة الإرهاب، ترقى إلى مستوى الحرمان التعسفي من الحياة بموجب القانون الدولي، وقد ترقى إلى مستوى (جريمة ضد الإنسانية)».


مقالات ذات صلة

القضايا الشائكة بين سوريا وتركيا تجعل تطبيع العلاقات تدريجياً

المشرق العربي طفل سوري يحمل دلواً فارغاً في مخيم للنازحين بالقرب من سرمدا في محافظة إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

القضايا الشائكة بين سوريا وتركيا تجعل تطبيع العلاقات تدريجياً

يرى محللون أن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق لا يمكن أن يحصل، إلا بشكل تدريجي وطويل الأمد نظراً للقضايا الشائكة بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة «داعش» بصلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)

ضربات جوية لأهم حواضن «داعش» في العراق

أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية مقتل 3 من عناصر تنظيم «داعش» بضربة جوية لمقاتلات «إف - 16» العراقية، استهدفت أوكاراً للتنظيم في جبال حمرين شمال بغداد،

حمزة مصطفى (بغداد)
الخليج صورة أرشيفية لمدينة مسقط (أ.ف.ب)

هجوم عُمان الإرهابي... الإخوة الثلاثة بايعوا «داعش» وحرّضوا ضد حكومات

أظهر تسجيل مصور بثه تنظيم «داعش» الإرهابي، تورط إخوة ثلاثة في مبايعة زعيم التنظيم قبل تنفيذ هجوم الوادي الكبير في سلطنة عمان الاثنين الماضي.

ميرزا الخويلدي (مسقط)
أوروبا قوات الأمن الفرنسية تؤمن محيط برج إيفل المزين بالحلقات الأولمبية في باريس - فرنسا 19 يوليو 2024 (أ.ب.أ)

فرنسا تسابق الزمن لحماية أولمبياد باريس من تهديد «داعش»

تلقّى الصحافي الطاجيكي تيمور فاركي اتصالاً مثيراً للقلق من شرطة باريس في مارس بعد أيام فحسب عما قيل عن تنفيذ مسلحين من بلاده ينتمون لتنظيم «داعش» مذبحة بموسكو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا بن لادن زعيم «القاعدة» الراحل /د ب أ

باكستان تعلن توقيف «شريك مقرب» لبن لادن

أعلنت السلطات الباكستانية، الجمعة، أنها أوقفت «أحد الشركاء المقربين» من زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن الذي قتل في باكستان عام 2011.

«الشرق الأوسط» (لاهور (باكستان))

احتدام القتال في جنوب غزة وقصف إسرائيلي على وسط القطاع

جانب من الدمار في جباليا شمال قطاع غزة الأحد 21 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
جانب من الدمار في جباليا شمال قطاع غزة الأحد 21 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

احتدام القتال في جنوب غزة وقصف إسرائيلي على وسط القطاع

جانب من الدمار في جباليا شمال قطاع غزة الأحد 21 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
جانب من الدمار في جباليا شمال قطاع غزة الأحد 21 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

اشتبكت القوات الإسرائيلية، الأحد، مع مقاتلين فلسطينيين في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، كما قصفت مناطق في وسط القطاع الساحلي، حيث يلوذ آلاف الفلسطينيين النازحين من منازلهم بحثاً عن مأوى.

وقال سكان في مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر إن معارك ضارية اندلعت بين مقاتلين بقيادة حركة «حماس» وقوات إسرائيلية، لا سيما في المناطق الواقعة في وسط القطاع وغربه التي تقدمت فيها الدبابات الإسرائيلية في اليومين الماضيين.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده قتلوا مجموعة من المقاتلين كانت تتجه نحوهم، ودمروا ذخيرة وممرات أنفاق وبنية تحتية في تل السلطان في الجزء الشرقي من المدينة.

ولم تفلح حتى الآن جهود وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر، بسبب الخلافات بين «حماس» وإسرائيل اللتين تتبادلان الاتهام بالتسبب في هذا الجمود.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أدت إلى مقتل 64 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 100. وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ«حماس» في غزة إن ما لا يقل عن 22 شخصاً قتلوا في غارات، يوم الأحد.

عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

القضاء على «حماس»

وتركزت الغارات، التي شنتها إسرائيل على مناطق وسط غزة، الأسبوع الماضي، على مخيم النصيرات، حيث قتل العشرات.

وقال تامر أبو راكان، أحد سكان النصيرات ومن النازحين حالياً في دير البلح: «إحنا بنسمع صوت الانفجارات اللي بتصير في النصيرات وبنشوف أعمدة الدخان من هنا من دير البلح، اللي ممكن تقول عنها آخر ملاذ وملجأ، ومرعوبين من فكرة إن الدبابات ممكن تقوم باجتياح المنطقة».

وأضاف عبر تطبيق للتراسل: «وين بدنا نروح والقطاع كله تحت القصف، وبيتصايدونا وكأننا غزلان في غابة، هل الحرب ممكن في يوم تنتهي؟».

توعدت إسرائيل القضاء على «حماس» بعد أن شنت الحركة هجوماً في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على بلدات إسرائيلية، أشارت إحصاءات إسرائيلية إلى أنها تسببت في مقتل 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 38983 فلسطينياً قتلوا حتى الآن في العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل عقب هذا الهجوم.

وتشهد المنطقة توتراً شديداً مع استمرار المخاوف من احتمال اتساع رقعة العنف. وقالت إسرائيل، الثلاثاء، إنها قضت على نصف قيادات الجناح المسلح لحركة «حماس»، وقتلت أو أسرت نحو 14 ألف مقاتل منذ بداية الحرب. وتقول إسرائيل إن 326 من جنودها قتلوا في غزة. ولا تكشف «حماس» عن أعداد القتلى وتقول إن إسرائيل تبالغ في تقاريرها لإعطاء الانطباع بتحقيق «نصر زائف».

«الحريديم» في مظاهرة بالقدس ضد قرار تجنيدهم بالجيش الإسرائيلي 30 يونيو 2024 (أ.ب)

الحريديم

من جهة أخرى، أصدر الجيش الإسرائيلي، الأحد، إخطارات استدعاء للتجنيد لألف من أفراد طائفة اليهود المتزمتين دينياً (الحريديم)، في خطوة تهدف إلى زيادة قواته لكنها قد تزيد التوتر بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين.

وكانت المحكمة العليا أصدرت الشهر الماضي أمراً لوزارة الدفاع بإنهاء إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة في الجيش. وكان هذا الترتيب قائماً منذ قيام إسرائيل في عام 1948 عندما كان عدد أفراد الحريديم صغيراً.

وعارض الحزبان الدينيان في حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هذا التحول الجديد في السياسة، الأمر الذي فرض ضغوطاً شديدة على الائتلاف اليميني في ظل استمرار الحرب في غزة. وشهدت طائفة الحريديم زيادة سريعة في أعداد المنتمين إليها.

ويقول زعماء الحريديم إن إجبار طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية إلى جانب الإسرائيليين العلمانيين، ومنهم نساء، ينذر بتدمير هويتهم الدينية. وحث بعض الحاخامات أفراد الطائفة على حرق أي أوامر استدعاء تصلهم. ولا يرفض كل أفراد الحريديم الخدمة. وكان الجيش الإسرائيلي أنشأ عدداً من الوحدات المخصصة لهم. واستجاب لأوامر الاستدعاء، الأحد، عدد من أفراد الحريديم ممن لم يطلبوا الإعفاء من التجنيد، وعبروا عن أملهم في التوصل إلى حل وسط، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز».

حدة الخلاف

وقال نتساخ كوهين (19 عاماً) قبل دخوله قاعدة التجنيد: «إذا كنت تريد تجنيد الحريديم، فتعلم أولاً ما عليك القيام به لفعل ذلك. لا تنفذ ذلك بالقوة». وقال آخرون من الحريديم الأكثر تزمتاً دينياً إنهم لن يوافقوا أبداً على الخدمة في الجيش.

وقال ديفيد مزراحي، وهو طالب في معهد لاهوت، من القدس، يبلغ من العمر 22 عاماً: «مَن لا يفهم قيمة الدراسة لا يمكنه فهم السبب وراء رفض الحريديم للتجنيد». وأضاف أن فرض التجنيد يزيد حدة الخلاف.

ومن المتوقع بعد المجموعة الأولى من الاستدعاءات إرسال إخطارات أخرى لنحو 3000 من الحريديم خلال الأسابيع المقبلة. ولا تزال الحكومة تسعى لإقرار قانون للتجنيد من شأنه أن يشمل بعض التنازلات المحدودة ويحل هذه المشكلة قبل أن يهدد استقرار الائتلاف. وزادت الضغوط لتجنيد الحريديم بشكل حاد من الجيش والعلمانيين الإسرائيليين من أجل توزيع عبء الخدمة العسكرية في إسرائيل في ظل استمرار القتال في غزة منذ أكثر من تسعة أشهر والتهديد المتزايد باندلاع حرب مع جماعة «حزب الله» في لبنان.

ويُلزم القانون الإسرائيليين من عمر 18 عاماً بالخدمة في الجيش لمدة تتراوح بين 24 و32 شهراً. ويحصل غالبية عرب إسرائيل، الذين يمثلون 21 في المائة من السكان، على إعفاء من الخدمة العسكرية.