ألمانيا توقف لبنانياً اشترى لـ«حزب الله» محركات طائرات من دون طيار

بعد أسبوعين على الإدانة الأولى من نوعها لعنصرين من الحزب بالانتماء إلى تنظيم إرهابي

لقطة من فيديو نشره «حزب الله» لطائرة الهدهد التي التقطت فيديوهات في إسرائيل
لقطة من فيديو نشره «حزب الله» لطائرة الهدهد التي التقطت فيديوهات في إسرائيل
TT

ألمانيا توقف لبنانياً اشترى لـ«حزب الله» محركات طائرات من دون طيار

لقطة من فيديو نشره «حزب الله» لطائرة الهدهد التي التقطت فيديوهات في إسرائيل
لقطة من فيديو نشره «حزب الله» لطائرة الهدهد التي التقطت فيديوهات في إسرائيل

بعد أسبوعين على إصدار محكمة ألمانيا أول حكم من نوعه بإدانة عنصرين من «حزب الله» بانتمائهما إلى منظمة مصنفة «إرهابية»، اعتقلت السلطات لبنانياً ثالثاً يدعى «فاضل ز»، وقالت إنه ينتمي إلى «حزب الله».

وأصدر مكتب المدعي العام الفيدرالي بياناً أعلن فيه أن اعتقال المتهم حصل في مدينة سالتزيغر في ولاية ساكونيا السفلى في شرق ألمانيا. وذكر أن «فاضل» ينتمي للحزب المحظور في ألمانيا منذ 5 أعوام، في صيف عام 2016 كأقصى حد، وأضاف أنه اشترى من ألمانيا «مواد، وتحديداً محركات، تستخدم لتجميع طائرات من دون طيار».

وقال المدعي العام في بيانه إن هذه القطع التي اشتراها المتهم نيابة عن «حزب الله»، كان «سيتم تصديرها إلى لبنان واستخدامها في شن هجمات على إسرائيل».

وفصل بيان المدعي العام بأن «حزب الله» منظمة تضم «20 ألف مقاتل، وترى أن تنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين هي وسيلة شرعية للقتال».

وخلافاً للمتهمين الأولين اللذين أدينا في هامبورغ الشهر الماضي، فإن التهم الموجهة إلى فاضل أكبر من تلك التي كانت موجهة لهما، وهي تتضمن تهريبه تكنولوجيا أسلحة لاستخدامها في «عمليات إرهابية»، إضافة إلى انتمائه لمنظمة محظورة في ألمانيا.

وأعلنت «الداخلية الألمانية» حظر «حزب الله» ونشاطاته في عام 2019، ومنعت رفع شعاراته وأعلامه، وقالت إنها ستلاحق عناصره الذين يرسلون أموالاً للحزب في لبنان. ولكن لم تتحرك السلطات في تنفيذ أي اعتقالات إلا العام الماضي عندما اعتقلت «حسن. م» (50 عاماً) و«عبد اللطيف. و» (55 عاماً) وحاكمتهما منذ مطلع العام بتهم الانتماء لمنظمة إرهابية.

وبعد محاكمة دامت أشهراً، صدر الحكم عليهما الشهر الماضي، وأنزلت عقوبة السجن بحقهما كما طالب المدعي العام. وحكم على «حسن» بـ5 سنوات ونصف السنة، وعلى «عبد اللطيف» بـ3 سنوات.

ونفى المتهمان كل التهم الموجهة إليهما، ولكن المدعي العام عرض أدلة تثبت انتماءهما لـ«حزب الله» وقتالهما ضمن عناصره في سوريا. وعرض صوراً لهما بلباس عسكري في مدينة القصير السورية عامي 2015 و2016. وحاول دفاع المتهمين النقاش بأن «حزب الله» لم يكن مصنفاً إرهابياً في ألمانيا قبل عام 2019، طالباً من المحكمة رفض التهم على هذا الأساس. ولكن المحكمة قبلت بحجج الادعاء العام وحكمت عليهما.

ووصف المدعي العام الحكم الذي صدر من محكمة هامبورغ بـ«المهم»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، آنذاك، إن الحكم سيسهل من عمله المستقبلي لأنه كانت المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة ألمانية أحكاماً شبيهة.

ورداً على سؤال حينها إذا ما كان الحكم على الرجلين «أول الخيط»، بأنه «من دون شك سيسهل عمله»، وأنه لم يعد الآن بالإمكان النقاش بأن «حزب الله» لم يكن مصنفاً إرهابياً قبل عام 2019، وبالتالي ليس من ضمن مهام المحاكم الألمانية محاكمة متهمين بتهم تعود إلى قبل ذلك. ونفى المدعي العام أن يكون هناك أي تأثير للسياسة على عمله، قائلاً إنه يتحرك عندما تتوفر لديه أدلة ضد أفراد يشتبه بانتمائهم لـ«حزب الله».

وتقدر المخابرات الألمانية عدد عناصر «حزب الله» في ألمانيا بأكثر من 500 شخص. ولكن تجد السلطات الألمانية صعوبة بإثبات ارتباطهم بالحزب.

وواجهت الحكومة الألمانية اتهامات في السابق بأنها لا تملك الإرادة السياسية لملاحقة عناصر «حزب الله» في ألمانيا، وأن هذا الأمر ينعكس على عدم ملاحقة القضاء الألماني لهم.

ولكن منذ عملية أكتوبر، شددت السلطات الألمانية من مساعيها لحظر وملاحقة الجمعيات والأفراد المرتبطة بـ«حزب الله» و«حماس». وحظرت عدداً من الجمعيات المرتبطة بهما رغم أنها ما زالت لم تغلق أكبر مركز تقول الاستخبارات الألمانية إنه مرتبط بإيران، وهو مسجد هامبورغ. وداهمت الشرطة المسجد نهاية العام الماضي ورفعت عدداً من الأدلة، ولكن حتى الآن لم تتحرك بعد في أعقاب الأدلة التي جمعتها.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

المشرق العربي أبنية مدمرة في منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب) play-circle 00:42

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

أعاد «حزب الله» تفعيل معادلة «بيروت مقابل تل أبيب» التي كثيراً ما رفعها، عبر استهداف قلب إسرائيل.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)

​تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

تجددت الغارة الإسرائيلية (الأحد) على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء موقعين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

أصبح خبر مقتل أطفال في لبنان بشكل يومي، بغارات تنفذها إسرائيل بحجة أنها تستهدف عناصر ومقرات وأماكن وجود «حزب الله»، خبراً عادياً يمر مرور الكرام.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي جانب من الأضرار التي أصابت مركز الجيش اللبناني في منطقة العامرية في قضاء صور إثر استهدافه بقصف إسرائيلي مباشر (أ.ف.ب) play-circle 00:37

ميقاتي: استهداف إسرائيل الجيش اللبناني رسالة دموية

رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن استهداف إسرائيل مركزاً للجيش اللبناني بالجنوب يمثل رسالة دموية مباشرة برفض مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني يعملون على رفع الأنقاض والبحث عن الضحايا إثر القصف الذي استهدفت مبنى بمنطقة البسطة في بيروت (رويترز)

هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً وثقافياً وديموغرافياً

لم تكن الغارة الإسرائيلية الثالثة التي استهدفت منطقة البسطة وسط بيروت ذات طابع عسكري فقط؛ بل كان لها بُعدٌ رمزي يتمثل في ضرب منطقة أضحت بيئة مؤيدة لـ«حزب الله».

يوسف دياب (بيروت)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».