استهداف «شبح القسّام» يتحوّل مذبحة

ضربة إسرائيلية توقع عشرات القتلى في مواصي خان يونس... وغموض حول مصير محمد الضيف

استهداف «شبح القسّام» يتحوّل مذبحة
TT

استهداف «شبح القسّام» يتحوّل مذبحة

استهداف «شبح القسّام» يتحوّل مذبحة

ارتكبت إسرائيل مذبحةً مروعةً أمس في منطقة المواصي قرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، بعدما استهدفت بغارات «غير عادية» موقعاً اشتبهت أنَّ قائد «كتائب القسّام»، محمد الضيف، يختبئ فيه. والضيف الذي كان يُعتبر بمثابة شبح كونه لم يظهر لسنوات طويلة سوى في صورة واحدة غير واضحة، كان هدفاً لإسرائيل التي حاولت قتلَه ستَ مرات في السابق لكنَّه نجا. والوصول إليه اليوم سيشكل نوعاً من النصر الذي تعهَّدت به إسرائيل كونه شخصيةً محورية في عملية «طوفان الأقصى» التي انطلقت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنَّه استهدف إلى جانب الضيف، مساعده، قائد لواء خان يونس، رافع سلامة. وبينما ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أنَّ التقييم يزداد بأنَّه تم فعلاً اغتيالهما، قالت «القناة 14» إنَّ التشاؤم بدأ يحل مكان التفاؤل خشية أن يكون النجاح اقتصر على اغتيال سلامة فقط.

صورة وزعتها إسرائيل للضيف العام الماضي

وكانت طائرات إسرائيلية هاجمت مجمعاً في المواصي يبعد عن خيام النازحين نحو 200 متر، وسوّته بالأرض في سلسلة ضربات متتالية. وقالت «القناة 13» الإسرائيلية إنَّ قوات الجيش نفذت هجمات غير عادية في خان يونس شملت ما لا يقل عن خمس قنابل ثقيلة تزن طناً للقضاء على الضيف وسلامة. أمَّا صحيفة «يديعوت أحرونوت» فكتبت أنَّه تم القاء 5 قنابل ضخمة بعضها خارق للحصون فوق المكان الذي تواجد فيه الضيف.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنَّ 90 فلسطينياً قتلوا في الهجوم على المواصي فيما أصيب أكثر من 300.


مقالات ذات صلة

الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر

المشرق العربي 
تشييع طفل لبناني وشقيقته في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس غداة مقتلهما بغارة إسرائيلية اغتالت فؤاد شكر... وقالت وسائل إعلام حكومية لبنانية إن 5 أشخاص على الأقل قُتلوا جراء الغارة (إ.ب.أ)

الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر

رفعت عمليتا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، وقبله بساعات قليلة القائد العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر.

نظير مجلي (تل أبيب) نذير رضا (بيروت) «الشرق الأوسط» (غزة - طهران)
المشرق العربي 
عناصر من «الحشد الشعبي» يُشيِّعون قتلى الهجوم على «جرف الصخر» (أ.ب)

غارات مجهولة على «مصنع مسيّرات» جنوب بغداد

بينما استهدفت غارات مجهولة مصنعاً لتطوير الطائرات المسيّرة جنوب بغداد، ربطت مصادر عراقية هذا الهجوم «بتحييد نيران متوقعة للرد على إسرائيل».

علي السراي (لندن)
رياضة عالمية 
جانب من المؤتمر الصحافي الخاص بتفاصيل ترشح السعودية لاستضافة المونديال (تصوير: صالح الغنام)

السعودية: 5 مدن لاستضافة «مونديال 2034» بينها نيوم

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن تفاصيل الملف السعودي لاستضافة مونديال 2034، كاشفاً عن خمس مدن؛ هي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، تم اعتمادها لاحتضان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا البرهان وسط مستقبليه بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) قبيل استهداف موكبه بمسيّرتين الأربعاء (أ.ف.ب)

البرهان بعد محاولة اغتياله: «المسيّرات لن تخيفنا»

بعد ساعات من نجاته من محاولة اغتيال بطائرة مسيّرة، قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن المسيّرات «لن تخيفنا».

أحمد يونس (كمبالا)
أوروبا 
شولتز برفقة شي لدى زيارته بكين في 16 أبريل 2024 (أ.ب)

ألمانيا تحتج لدى الصين بسبب هجوم سيبراني

في خطوة احتجاجية لم تقدم عليها منذ 35 عاماً، استدعت برلين السفير الصيني للشكوى من هجوم سيبراني استهدف مقراً حكومياً ألمانياً قبل 3 سنوات.

راغدة بهنام (برلين)

عائلات الأسرى لدى «حماس» خائفة على الأبناء: الاغتيالات تجر الاغتيالات

امرأة إسرائيلية تعبر قرب جدار تذكاري يحمل صور الأسرى والضحايا في ذكرى اليوم الـ300 لإطلاق عملية «طوفان الأقصى»
امرأة إسرائيلية تعبر قرب جدار تذكاري يحمل صور الأسرى والضحايا في ذكرى اليوم الـ300 لإطلاق عملية «طوفان الأقصى»
TT

عائلات الأسرى لدى «حماس» خائفة على الأبناء: الاغتيالات تجر الاغتيالات

امرأة إسرائيلية تعبر قرب جدار تذكاري يحمل صور الأسرى والضحايا في ذكرى اليوم الـ300 لإطلاق عملية «طوفان الأقصى»
امرأة إسرائيلية تعبر قرب جدار تذكاري يحمل صور الأسرى والضحايا في ذكرى اليوم الـ300 لإطلاق عملية «طوفان الأقصى»

أعرب كثير من ممثلي أهالي المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة «حماس» أنّ الاغتيالات الجديدة، وما تبعها من تصريحات احتفالية بالنصر في صفوف الوزراء والنواب في اليمين الحاكم، وبشكل خاص تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وتمسكه بالحرب الطويلة، ستؤدي إلى فقدان الأمل في التوصل إلى صفقة تبادل ليصبح مصير أبنائهم الموت، كما حصل مع الطيار رون أراد.

وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة أحد الجنود الأسرى، إن لديها شعوراً بأن سياسة الاغتيالات ستؤدي إلى اغتيال الأبناء المخطوفين. لكنها صاحت: «لن نسمح له بأن يهدر دماء أبنائنا».

وكانت تسنغاوكر تقود مظاهرة كبيرة، اليوم (الخميس)، أغلقت فيها الشارع الرئيسي لمدينة تل أبيب «أيلون»، وتواجه رجال الشرطة الذين حضروا لتفريق أهالي الأسرى من أجل فتح الشارع.

وكتبوا على الأرض وعلى الجسور ولوائح الإعلانات بحرف ضخم: «300 يوم إهدار»، وتعني أن نتنياهو يهدر حياة الأسرى، منذ وقوعهم في أسر «حماس» قبل 300 يوم.

وقد انطلقت اليوم عدة مظاهرات في تل أبيب بمناسبة مرور 300 يوم على الحرب، واحتجاجاً على انسداد الأفق أمام صفقة.

وقالت تشنغاوكر إن «ما يؤدي إلى بقاء 114 أسيراً في أوضاع خانقة في أنفاق (حماس) هو نتنياهو شخصياً، الذي يعرقل كل الجهود للتوصل إلى اتفاق تبادل. نحن نختنق، وهو يزيد في العمليات، ويجرنا إلى الحرب وإجهاض الاتفاق. بعدما أخفق في الجنوب، يسخن جبهة الشمال ويقودنا إلى حرب أوسع. صرنا قاب قوسين من حرب شاملة متعددة الجبهات. وهو لا يكترث لحياة أبنائنا المخطوفين. الجميع يعرفون أن صفقة حول غزة ستعيد الأبناء، وستوقف الحرب في الشمال، وستعيد لنا الهواء».

مظاهرة في تل أبيب ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي تطالبه بالإسراع في الإفراج عن الأسرى لدى «حماس» (رويترز)

وكانت وسائل الإعلام العبرية، بغالبيتها الساحقة، خرجت اليوم بعناوين تؤكد أن الاغتيالات في بيروت وطهران ستؤثر سلباً على المفاوضات. وبحسب الكاتب تسفي برئيل، محرر الشؤون العربية في «هآرتس»، قال مصدر إسرائيلي: «كل الوقت كان السؤال مطروحاً: إذا تمت تصفية هنية، فمن سيكون عنصر الوساطة بين قطر ومصر وبين يحيى السنوار؟».

وقال: «حتى لو توصلت إسرائيل إلى الاستنتاج بأن إسهام هنية في تقدم المفاوضات غير جوهري، أو توصلت إلى الاستنتاج بأن ضغط قطر عليه لا يمكن أن يثمر، أو استندت في القرار الذي نسب إليها عملية الاغتيال إلى الافتراض الذي بحسبه السنوار لن يتأسف على موت هنية، مثلما لم يتأثر كثيراً من تصفية العاروري، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تعرف كيف ستؤثر هذه التصفية على استمرار المفاوضات.

أحد الافتراضات هو أن السنوار سيستمر في المفاوضات حول وقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة التبادل، لأنه بهذه الطريقة فقط سيتم ضمان إنجازات استراتيجية له على شكل انسحاب إسرائيل من القطاع وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. حسب هذا الافتراض، مثلما أن السنوار لم يجمد بالكامل المفاوضات بعد عملية اغتيال محمد ضيف، فإنه لن يوقف المفاوضات أيضاً بعد ذهاب هنية. يجب أن نأمل في أن تكون هذه هي النتيجة».

لكن برئيل يضيف أن هذا هو «افتراض متفائل، ويبدو أنه غير واقعي». ويتابع: «قد تكون إسرائيل أرادت خلق توازن بين الاستعداد للانسحاب من القطاع من أجل التوصل إلى تحرير المخطوفين، وهي العملية التي سيتم اعتبارها هزيمة سياسية لرئيس الحكومة نتنياهو، وبين الإنجاز الذي يتمثل في تصفية هنية.

إضافة إلى هذا الافتراض يثور سؤال هل إسرائيل نفسها قررت أنه لم تعد هناك أي فائدة من استمرار المفاوضات، لذلك يمكن الانتقال إلى المرحلة المقبلة في المعركة ضد (حماس) وتسجيل إنجاز استعراضي، حتى لو كان ذلك على حساب حياة المخطوفين».