عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على مدينة غزةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5033367-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
سيارة متضررة وبناية مدمرة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة (د.ب.أ)
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على مدينة غزة
سيارة متضررة وبناية مدمرة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة (د.ب.أ)
أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 24 شخصا على الأقل في ضربات جوية إسرائيلية السبت، في مدينة غزة، غداة قصف دامٍ قرب مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر جنوبي القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتواصل القتال السبت وأفاد شهود بأن معارك دارت بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية في مدينة غزة.
في الأثناء قال الجيش الإسرائيلي إن قواته واصلت تنفيذ عمليات في وسط غزة استهدفت بنية تحتية عسكرية ومنشآت تخزين وقضت على عدد كبير من المسلحين.وقتل 5 فلسطينيين وأصيب عدد آخر، صباح الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف وسط وغرب مدينة غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن 3 فلسطينيين قتلوا وأصيب عدد آخر بينهم نساء وأطفال في قصف إسرائيلي بناية سكنية قرب برج الجوهرة وسط مدينة غزة.
وأوضحت الوكالة أن فلسطينيين اثنين قتلا في غارة أخرى استهدفت منزلاً في مخيم الشاطئ غرب غزة.
وأشارت إلى أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت عدة مناطق وسط وجنوب مدينة رفح، بينما أغارت الطائرات الحربية على منزل شمال مدينة رفح.
وأضافت أن أعداد القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي لعدد من الأحياء السكنية في مدينة غزة أمس، بحسب مصادر صحية، ارتفع إلى 43، إضافة إلى عشرات الإصابات.
قال خليل الحية رئيس حركة «حماس في غزة الثلاثاء، إنه سيتم الإفراج، يوم السبت، عن بقية الأسرى الإسرائيليين الأحياء المتفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
دعا أكثر من 200 منظمة في جميع أنحاء العالم الدول المشاركة في إنتاج طائرات مقاتلة من طراز «إف-35» إلى «وقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل على الفور».
صبي يمشي بين أنقاض المباني في حي الخالدية في حمص (أ.ف.ب)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
بحماس ومرارة... سوريون يعودون إلى أحيائهم المدمرة في حمص «عاصمة الثورة»
صبي يمشي بين أنقاض المباني في حي الخالدية في حمص (أ.ف.ب)
يتحدّى سكان ومقاتلون سابقون من مدينة حمص بوسط سوريا، حيث انطلق الحراك ضد حكم بشار الأسد، الدمار والظروف الاقتصادية الخانقة للعودة، وذلك بعد نزوح طويل وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
بين ركام أحياء شهدت أقسى ظروف الحصار والحرب، يستعيد العائدون ذكرياتهم وقصص ضحاياهم، وبينها ذكرى الصحافية الأميركية ماري كولفن التي قتلت في حي بابا عمرو الشهير في 22 فبراير (شباط) 2012 بينما كانت تنقل صوتهم للعالم.
وتقول دعاء تركي (30 عاماً) في بيتها المتداعي ذي الجدران السوداء في حي الخالدية: «البيت محترق، لا نوافذ فيه، ولا كهرباء، أزلنا الركام وفرشنا بساطاً وجلسنا».
ويطلّ بيتها على شارع اختفت معالمه وحدوده، وعلى جدران ذات ثقوب كبيرة يمكن عبرها رؤية بقايا مبان كانت ذات يوم تضج بسكانها.
وتضيف بينما يتردد صدى الأذان من مسجد خالد بن الوليد التاريخي المجاور بين أرجاء الحي المنكوب: «رغم كل هذا الدمار نحن سعداء بالعودة. هذا حيّنا وهذه أرضنا».
قبل شهر، عادت دعاء مع زوجها وأطفالها الأربعة إلى البيت الذي يخلو سوى من بضع أوان وُضعت على رفوف خشبية وجهاز تلفزيون لا تصله الكهرباء. ويبحث زوجها عن عمل «في أي مكان»، بينما تمضي هي نهارها مع العائدات من جاراتها يترقبن من فتحات نوافذهن وثقوب الجدران أن يكون بين المارة القلائل عاملون في مؤسسات إنسانية يمدّون لهن يد العون لتأمين أساسيات الحياة.
بائع خضراوات ينتظر الزبائن أمام مبنى متضرر في حمص (أ.ف.ب)
كانت حمص التي عرفت «عاصمة الثورة السورية»، من أوائل المدن التي شاركت في مارس (آذار) 2011 في الانتفاضة الشعبية ضدّ الأسد الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من نصف قرن.
وكانت أول مدينة شهدت مواجهات مسلّحة، عندما تحوّل قمع السلطات للمظاهرات الشعبية إلى اشتباكات. وتحوّل حي بابا عمرو حينها معقلاً لـ«الجيش السوري الحر» الذي تشكّل من عسكريين منشقّين ومدنيين معارضين حملوا السلاح، قبل أن تستعيد الحكومة السورية آنذاك السيطرة عليه في مارس 2012.
وفرضت القوات الحكومية بعد ذلك حصاراً خانقاً حول أحياء حمص التي تعرّضت بشكل شبه يومي لقصف أدّى إلى دمار واسع ومقتل المئات.
خلال عامين من الحصار، عُزل سكان هذه الأحياء عن العالم من دون كهرباء أو اتصالات، وأكلوا أعشاباً ونباتات وأطعمة مجفّفة، إلى أن أُجلي مقاتلو المعارضة عن المدينة على دفعات بموجب أول اتفاق بين السلطات والمعارضة منذ بداية الحرب في عام 2014، ثم في عام 2017.
حمص التي كانت تُعرف ذات يوم بعاصمة الثورة السورية تشهد بعضاً من أعنف المعارك في الحرب الأهلية السورية (أ.ف.ب)
ومع المقاتلين، خرج معظم المدنيين، بينما اكتسبت حمص اسم «عاصمة الثورة» بين الناشطين.
وتقول دعاء تركي: «بقينا محاصرين في حمص سنوات. لا أكل ولا شرب، قصف جوي وبراميل، ثم أخرجتنا الأمم المتحدة إلى المخيمات في الشمال» في مناطق بقيت تحت سيطرة فصائل المعارضة.
على بعد مئات الأمتار، تقول أم حمزة الرفاعي (56 عاماً): «ليس في الحي متاجر، نذهب إلى الأحياء المجاورة لشراء أغراضنا»، مضيفة: «نلتقي بجيراننا العائدين، نتذكّر بعضنا، أبناؤهم قد كبروا».
وتعيش أم حمزة الرفاعي مع ابنها البالغ 21 عاماً الذي تطوّع في «الجيش الجديد»، وتأمل أن توفّر قريباً مبلغاً من المال يتيح لها فتح متجر بقالة مثل الذي كانت تملكه قبل تدمير الحي.
قافلة العودة
عند مدخل المدينة، التقى فريق «وكالة الصحافة الفرنسية» قافلة تضمّ 48 عائلة نظمّها ناشطون تجمّعوا تحت اسم «تنسيقية أبناء حمص» وتكفلوا بنفقات النقل.
ويسود التأثر وغالباً الدموع لدى نزول الواصلين من الحافلات. بينهم عدنان أبو العز (50 عاماً) الذي فقد ابنه في قصف مدفعي أثناء الحصار.
ويستذكر بغصّة كيف منعه عناصر نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري آنذاك من نقل ابنه المصاب خارج الحيّ، فمات، وقال: «رفضوا أن أمرّ، كانوا يسخرون مني».
ويضيف: «عرفت أن بيتي شبه مدمر، لكنني عائد إلى تراب حمص الغالي».
ويروي رجل آخر قدّم نفسه باسم أبو المعتصم لمن حوله أنه اعتُقل في فرع المخابرات الجوية السيء السمعة في المدينة، بتهمة المشاركة في مظاهرة. ويضيف: «حين اقتربت سيارة الأمن إلى جوار الفرع، سألت الله أن تنزل قذيفة علينا وأموت قبل أن أصل إلى أقبيته» بسبب التعذيب الذي كان يتعرض له المعتقلون في سوريا.
ويشير إلى أن والده «دفع مبلغاً كبيراً من المال لضابط يعرفه، فخرجتُ بعد أيام».
يتجول الناس أمام المتاجر في حمص (أ.ف.ب)
ماري كولفين
رافق عبد القادر العجوري (40 عاماً) فريق «الوكالة الفرنسية» في جولة في شوارع بابا عمرو المقفرة إلا من بعض السكان العائدين وقطط هائمة بين الأنقاض، وصولاً إلى المبنى الذي ضمّ «المكتب الإعلامي لبابا عمرو»، ويقيم فيه حالياً أصحابه.
ويقول مهندس الإلكترونيات الذي نشط عام 2011 ضمن مجموعات إعلامية زودت وسائل الإعلام الأجنبية بالأخبار، إن المكتب استقبل «صحافيين من كل العالم. هنا وضعنا أول جهاز إنترنت للتواصل مع العالم الخارجي».
ثم يخبر أن في هذا المكان قتلت ماري كولفن «باستهداف من النظام الذي لم يكن يريد توثيق ما يجري». ويصفها بـ«الصديقة» التي تحدّت «تعتيم النظام على الإعلاميين والموثّقين الأحرار».
الصحافية الراحلة ماري كولفين والمصور بول كونروي أثناء عملهما في سوريا عام 2012 (أرشيفية - أ.ب)
وقتلت كولفن والمصوّر الفرنسي ريمي أوشليك بقصف على الحي المحاصر آنذاك.
وأمرت محكمة أميركية في عام 2019 دمشق بدفع أكثر من 300 مليون دولار لعائلة كولفن، بعد إدانتها بارتكاب هجوم «غير مقبول» ضد وسائل الإعلام.
بعد خروجه من حمص، شارك العجوري في معارك كثيرة، آخرها الهجوم الذي أطاح بالأسد، وتمكّن خلاله من العودة إلى حمص بعد 12 عاماً.
ويقول: «تعجز الكلمات عن وصف ما شعرت به حين وصلت إلى أبواب حمص».
إلا أنه يستعدّ اليوم للعودة إلى حياته «المدنية»، ويوضح: «نحن فعلنا ما أمكن فعله، (...) والمرحلة لا تتطلب مقاتلين، بل من يبنون الدولة».