حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط وأي «تحركات متهورة أو إساءة تقدير»، محذراً من أن «شعوب المنطقة والعالم لا يمكنها تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى».
وقال غوتيريش أمام الصحافيين بالمقر الدائم للأمم المتحدة، الجمعة: «وجدت نفسي مضطراً اليوم للإعراب عن مخاوفي بشأن التصعيد بين إسرائيل و(حزب الله) على طول الخط الأزرق. التصعيد في استمرار تبادل إطلاق النار، والتصعيد في الخطاب العدائي من الجانبين كما لو أن حرباً شاملة أصبحت أمراً وشيكاً. إن خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، حقيقي ويجب تجنبه. خطوة متهورة واحدة - إساءة تقدير واحدة - قد تؤدي إلى كارثة تتخطى الحدود، وبصراحة، تتخطى الخيال». وأضاف: «شعوب المنطقة والعالم لا يمكنها تحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى».
وذكر غوتيريش أن كثيرين فقدوا حياتهم على جانبي الخط الأزرق (بين لبنان وإسرائيل) وشُرد عشرات الآلاف فيما دُمرت المنازل وسبل كسب العيش. وشدد على ضرورة أن يعيد الطرفان الالتزام بالتطبيق الكامل لقـرار مجلس الأمن رقم 1701 والعودة فوراً إلى وقف الأعمال القتالية، مؤكداً ضرورة حماية المدنيين وعدم استهداف الأطفال والصحافيين والعاملين في المجال الطبي.
وقال: «يجب أن يقول العالم بصوت عال وواضح إن تهدئة التصعيد فوراً ليست ممكنة فحسب ولكنها أساسية. لا يوجد حل عسكري. المزيد من التصعيد العسكري لن يضمن سوى مزيد من المعاناة والدمار للمجتمعات في لبنان وإسرائيل وعواقب كارثية محتملة على المنطقة». ورأى أن الوقت قد حان للتعقل والعقلانية والانخراط العملي والواقعي من الأطراف في السبل الدبلوماسية والسياسية المتاحة لهم.
وأوضح أن الأمم المتحدة تعمل بشكل نشط لتعزيز السلام والأمن والاستقرار بما يتوافق مع القرار 1701. وقال إن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة على الأرض، اليونيفيل، يعملون من أجل تهدئة التوترات والمساعدة في منع إساءة التقدير في بيئة صعبة للغاية. وأعرب عن تقديره للجهود التي يبذلونها.