قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن «الحشد الشعبي» في العراق لن ينحرف عن مساره ودوره التاريخي، رغم محاولات أطراف استخدام اسم هذه المؤسسة لتنفيذ ما يخرج عن مهامها الرسمية.
وقال السوداني خلال مشاركته، اليوم الجمعة، في الحفل المقام بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس «الحشد الشعبي»، إن «(الحشد) أسسته إرادة الأوفياء المتطوعين قبل أن يتخذ شكلاً تنظيمياً وشكل رابطة تزيد من قوة نسيجنا الاجتماعي وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية».
وأضاف أن «ما سطره (الحشد) من انتصارات إلى جانب صنوف قواتنا المسلحة الأخرى سيبقى مفخرةً في قراءة الاستراتيجيات العسكرية، ونؤمن بأهمية هذا التنظيم الوطني، ولا مجال للمزايدة على القضايا المبدئية التي يتبناها شعبنا بكل مؤسساته الرسمية وقواه الوطنية».
وأوضح: «نحتاج دائماً إلى وقفة تصحيح للمسارات، والمراجعة المنطلقة من إيماننا بمستوى مبدئية (الحشد)، ولا مسار أمامنا سوى مسار بناء الدولة وتعزيز عمل مؤسساتها وسيادة القانون، والحفاظ على مصالح العراق». وذكر رئيس الحكومة العراقية لقد «قدمنا في برنامجنا الحكومي مسألة دعم قواتنا المسلحة بصنوفها كافة، من ضمنها (الحشد الشعبي)، ونستهدف حفظ جهوزية (الحشد) وتنمية قدراته، واستكملنا أسباب الدعم، وتهيئة المعسكرات المهنية الموجودة خارج المدن، كما قدمنا قانون خدمة وتقاعد الحشد الشعبي، إيفاء بالوعد الذي قطعته هذه الحكومة، وعرفاناً وتكريماً لمجاهديه، ورعاية لعوائل الشهداء».
وقال إن «مجاهدي الحشد يؤدون واجباتهم ومهامهم تحت راية العراق، وفي ظل القانون والدستور»، وأشار إلى أن «بعض الأطراف سعت إلى استخدام اسم (الحشد) لتنفيذ ما يخرج عن مهامّه، إلا أنه ما زال حشد الأمّة وحشد الشعب، ولن ينحرف عن مساره ودوره التاريخي».
يذكر أن «الحشد الشعبي» تشكل على خلفية فتوى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بعد سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة نينوى ومساحة واسعة من العراق بعد 10 يونيو (حزيران) 2014.
«المقاومة» تقصف «رامات ديفيد»
إلى ذلك، أعلنت المجموعة التي تطلق على نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق»، صباح الجمعة، قصف قاعدة جوية داخل إسرائيل. وقالت في بيان نشرته عبر منصة «تلغرام»: «استهدف مجاهدو (المقاومة الإسلامية في العراق) فجر الجمعة بواسطة الطيران المسير، قاعدة رامات ديفيد الجوية داخل أراضينا المحتلة». وأكدت الاستمرار «في دك معاقل الأعداء استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال، ونصرة لأهلنا في غزة ورفح، ورداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل». يشار إلى أن المجموعة نشرت بيانات خلال الأشهر الماضية بيانات قالت فيها إنها نفذت عمليات استهدفت قواعد أمريكية في العراق وسوريا ومواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة رداً على هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
كانت مصادر عراقية أفادت الأسبوع الماضي بأن مواقع ميليشيات موالية لإيران ستتعرض لضربة وشيكة.
يبدو أن التهديد جاء بعدما كثفت الفصائل العراقية هجماتها الصاروخية على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة؛ ما أثار مخاوف في واشنطن من انتقام إسرائيلي محتمل، وفقاً لتقارير إسرائيلية.
وتشعر الحكومة العراقية بالقلق من تداعيات خطيرة تنجم عن الضربات المحتملة ضد جماعات عراقية، وقال مصدر سياسي رفيع على صلة بمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن الأخير يضغط بشدة لوقف الهجمات من داخل الأراضي العراقية، وأضاف أن «هذه الجهود قد يُكتب لها النجاح، لكن الضمانات صعبة حتى الآن».