العراق يستذكر «سبايكر» ومطالبات بمحاكمة المتورطين

السوداني: الحكومة مستمرة في إنصاف ضحايا المجزرة البشعة

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي» من مراسم الذكرى التاسعة لـ«مجزرة سبايكر» عام 2023
صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي» من مراسم الذكرى التاسعة لـ«مجزرة سبايكر» عام 2023
TT

العراق يستذكر «سبايكر» ومطالبات بمحاكمة المتورطين

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي» من مراسم الذكرى التاسعة لـ«مجزرة سبايكر» عام 2023
صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي» من مراسم الذكرى التاسعة لـ«مجزرة سبايكر» عام 2023

استعادت الأوساط السياسية العراقية ذكرى «مجزرة سبايكر» بمزيد من المطالبات لإنصاف الضحايا ومحاسبة المتورطين في مقتل مئات الطلاب من كلية القوة الجوية العراقية، في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين.

وفي يونيو (حزيران) 2014، أسر تنظيم «داعش» أكثر من 2000 من طلاب الكلية في قاعدة سبايكر، قبل أن يقدم على إعدام نحو 1400 منهم رمياً بالرصاص، بينما تمكن الباقون من الفرار.

وفي مناسبة مرور 10 سنوات على الجريمة، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن حكومته مستمرة بإنصاف كل ضحايا الحروب والعنف الطائفي في البلاد.

صورة وزعها إعلام «الحشد الشعبي» من مراسم الذكرى التاسعة لـ«مجزرة سبايكر» عام 2023

وقال السوداني، في بيان صحافي، إن «الجريمة التي ارتكبها (داعش) مثَّلت دليلاً ملموساً على انعدام الضمير والانحدار الأخلاقي لمرتكبيها ممن باعوا ضمائرهم وأرواحهم للشر، فاستحقوا الخزي والعار، بعدما نالوا الهزائم تلو الأخرى على يد قواتنا الأمنية البطلة، وأصبحت عصابتهم فلولاً مندحرة لا تشكل أي تهديد لأمن بلادنا».

وأوضح السوداني أن «الحكومة مستمرة بإنصاف كل شهداء العراق ولن تتأخر في ذلك، انطلاقاً من واجبها الوطني والشرعي والأخلاقي والإنساني».

من جهته، أشار رئيس لجنة تخليد «مجزرة سبايكر» معين الكاظمي، خلال مراسم إحياء الذكرى العاشرة، إلى أن «هناك استحقاقات مالية وفروقات غير مكتملة نطالب بإكمالها لصالح الضحايا».

وأشار الكاظمي إلى أن «الشهداء المغدورين جمعيهم كانوا منتسبين في وزارة الدفاع». ودعا «مجالس المحافظات إلى تخصيص أراض لأُسر ضحايا مجزرة تكريت (سبايكر)»، مشدداً على ضرورة «إنشاء نصب تذكاري في كل محافظة لشهداء المجزرة تخليداً لهم ولتضحياتهم».

وكان تنظيم داعش تبنَّى العملية، ونشر صوراً ومقاطع مرئية مروعة أظهرت محاصرة مسلحي التنظيم للجنود في القاعدة العسكرية قبل إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة، لكن النائب السابق مشعان الجبوري كان أطلق تصريحات مثيرة بشأن وقائع ما حصل آنذاك، لأن القناة التلفزيونية التي كان يملكها (الزوراء) تقع على بُعد 50 متراً من موقع الحادث حيث كان يقيم في أحد القصور الرئاسية العائدة لرئيس النظام السابق صدام حسين.

وكشف الجبوري أسماء مَن وصفهم بالمتورطين في أحداث «مجزرة سبايكر» الذين هم - حسب تصريحاته - مجموعة من أقارب الرئيس الأسبق صدام حسين.

نصب تذكاري في مدينة الكوت لضحايا «سبايكر» (شبكات التواصل)

وقدَّم رئيس اللجنة الأمنية السابق في محافظة صلاح الدين وأحد شهود العيان، جاسم الجبارة، وصفاً لما جرى حينها، وقال إن «المجزرة قصة شائكة وملابساتها معقدة، وبسببها عشنا تجربة مريرة».

وأوضح جبارة، لـ«الشرق الأوسط»، أن العشائر تحولت إلى ضحية لشتى أنواع التطرف والإرهاب؛ من «القاعدة» إلى «داعش» إلى تنظيمات سياسية متطرفة أخرى حتى وصلنا إلى مرحلة عام 2014، لكننا لم نكن مرغوبين من قبل الدولة.

وكشف الجبارة أن «وفداً عشائرياً ذهب قبل المجزرة لمقابلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، قدمنا له مذكرة من 14 فقرة أكدنا له فيها في حال تمت الموافقة عليها أننا سنكون قادرين على مواجهة تداعيات محتملة جراء اجتياح (داعش)».

وأوضح أنه «رغم بشاعة ما حصل في (مجزرة سبايكر) ضد متطوعين أبرياء، فإن ما قام به تنظيم داعش من قتل لأبناء صلاح الدين يُعد أضعاف ما حصل في (مجزرة سبايكر)، مع أن الدم العراقي واحد».

وبشأن عدد المغيبين في صلاح الدين أكد الجبارة أن «عددهم يفوق 6 آلاف مغيّب لا نعرف مصيرهم بيد تنظيم (داعش) حتى الآن، لأننا موالون للنظام السياسي الجديد». وعبَّر عن «الأسف من قيام جهات حتى الآن بتحميل أبناء صلاح الدين مسؤولية ما حصل، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق».


مقالات ذات صلة

أحزمة ناسفة وقيادات «صف أول»... تفاصيل الغارة على «داعش» غرب العراق

المشرق العربي صورة من قاعدة عين الأسد في الأنبار بالعراق 29 ديسمبر 2019 (رويترز)

أحزمة ناسفة وقيادات «صف أول»... تفاصيل الغارة على «داعش» غرب العراق

كشفت واشنطن وبغداد عن غارة مشتركة على مواقع لمسلحي «داعش» في الصحراء الغربية بالأنبار، أسفرت عن مقتل «قيادات» في التنظيم.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي آليات عسكرية أميركية في قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار بالعراق (أرشيفية - رويترز)

الجيش الأميركي يقتل 15 عنصراً من «داعش» في مداهمة بالعراق

نفذ الجيش الأميركي وقوات الأمن العراقية غارة في غرب العراق أسفرت عن مقتل 15 من عناصر «داعش»، حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال الشرطة يقفون أمام الحافلة التي شهدت حادث الطعن في مدينة زيغن الألمانية (أ.ب)

امرأة تطعن 6 أشخاص في حافلة بألمانيا

قالت الشرطة الألمانية، مساء الجمعة، إن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، في حادث طعن على متن حافلة في مدينة زيغن الواقعة غرب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية تركيا تواصل حملاتها المكثفة على «داعش» (أرشيفية)

تركيا: القبض على 127 من «داعش» في عملية أمنية موسعة

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 127 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي خطط أحدهم لتنفيذ هجوم إرهابي في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا حالة استنفار في المستشفى بعد استقبال أكثر من 300 جريح (التلفزيون الحكومي)

200 قتيل في هجوم إرهابي وسط بوركينا فاسو

أعلنت حكومة بوركينا فاسو أنها سترد بحزم على هجوم إرهابي أودى بحياة ما لا يقل عن 200 قتيل، أغلبهم مدنيون يقطنون في قرية بارسالوغو الواقعة وسط البلاد.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إسرائيل تُركز على «عش الدبابير» في الضفة

فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)
فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)
TT

إسرائيل تُركز على «عش الدبابير» في الضفة

فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)
فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)

قرر الجيش الإسرائيلي مواصلة الهجوم في الضفة الغربية، باليوم الرابع للعملية الواسعة، التي بدأها الأربعاء، ضد مخيمات شمال الضفة، وتركزت، أمس في مخيم جنين الذي يصفه الجيش بأنه «عش الدبابير».

واقتحمت قوات إسرائيلية معززة بآليات ثقيلة مخيم جنين، بعدما أنهت هجماتها على مخيمات طولكرم وطوباس.

وشهد مخيم جنين أعنف الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين، بعد توغله في قلب حارات محددة. وأكد الجيش أنه سيواصل هجومه على المخيم.

وفي غزة، قتل ما لا يقل عن 48 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية على القطاع، قبيل انطلاق حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال؛ إذ من المنتظر أن تبدأ الأمم المتحدة تطعيم نحو 640 ألف طفل بمناطق محددة، في حملة تعتمد على توقف القتال لثماني ساعات يومياً.