غانتس يخسر عشرات آلاف الأصوات ويبتعد عن رئاسة الحكومة

استطلاعات رأي تُظهر أن ليبرمان ونفتالي بنيت يتفوقان عليه إذا أقاما حزباً يمينياً جديداً

جلسة عامة للكنيست الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
جلسة عامة للكنيست الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
TT

غانتس يخسر عشرات آلاف الأصوات ويبتعد عن رئاسة الحكومة

جلسة عامة للكنيست الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)
جلسة عامة للكنيست الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

أظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي العام الإسرائيلي أن غالبية الإسرائيليين تؤيد قرار الوزير السابق في مجلس الحرب، بيني غانتس، الانسحاب من الحكومة، وتؤيد طلبه إجراء انتخابات مبكرة «لتجديد الثقة بالقيادة السياسية» في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة. لكن الاستطلاعات أشارت، في الوقت نفسه، إلى أن حزبه «المعسكر الوطني» يخسر 3 - 4 مقاعد أخرى من رصيده، ويبتعد عن رئاسة الحكومة.

ويشير أحد الاستطلاعات إلى أن تشكيل حزب يميني جديد برئاسة أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا»، أو رئيس الوزراء الأسبق، نفتالي بنيت، يضمهما سوية مع يوسي كوهن (رئيس الموساد السابق) وجدعون ساعر (المنشق عن غانتس)، سوف يحقق انتصاراً كبيراً ويصبح الحزب الأول ويستطيع أن يقيم حكومة أكثرية بمشاركة الأحزاب الليبرالية واليسارية.

ملصق انتخابي يحمل صورتَي نتنياهو وغانتس خلال المنافسات الانتخابية في مارس عام 2021 (رويترز)

والتفسير لهذا المشهد، الذي يبدو مشحوناً بالتناقضات، هو أن الجمهور اقتنع بأن نتنياهو خدع غانتس ولم يكن صادقاً معه في قيادة الحرب. لكن الجمهور لا يحب القادة المخدوعين، وبالتالي فإن على غانتس أن يبذل جهداً خارقاً لاسترداد عشرات الآلاف من الأصوات التي فقدها خلال وجوده الباهت في الحكومة.

واللافت، أن نتائج الاستطلاعات الثلاثة أشارت إلى أن غانتس لن يستطيع تشكيل حكومة بسهولة، حتى لو حصل على أكثرية، إلا إذا قبل بنفسه وأقنع ليبرمان بأن يقيم حكومة تعتمد على أكثرية بمساعدة أصوات العرب. فصحيح أن نتنياهو لا يستطيع إحراز أكثرية، ولكن مجموع أصوات المعسكر المناوئ له يكون بحدود 58 – 59 مقعداً، بينما الكتلتان العربيتان، الجبهة العربية للتغيير بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي، والحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس، تحصل كل منهما على 5 مقاعد. وقد أعلن عباس استعداده الدخول إلى الحكومة، لكن ليبرمان رفض المشاركة في حكومة تعتمد على أصوات العرب لتحظى بأكثرية، وقال إن مثل هذه الحكومة لا يستطيع اتخاذ قرارات مصيرية.

بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست يوم الاثنين (إ.ب.أ)

لكن «القناة 12» الإسرائيلية سألت الجمهور عن إمكانية تشكيل حزب يميني جديد يضم حزب ليبرمان ومعه نفتالي بنيت ويوسي كوهن وجدعون ساعر، فجاءت النتائج لتقول إن حزباً يمينياً كهذا سيحظى بـ23 مقعداً ويصبح الحزب الأول، بغض النظر عمن يكون على رأسه. وفي هذه الحالة يهبط الليكود وحزب غانتس إلى 18 مقعداً لكل منهما، ويحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 75 مقعداً ويستطيع بالتالي تشكيل حكومة من 65 مقعداً من دون العرب و70 مقعداً إذا وافق على ضم الحركة الإسلامية.

أما «القناة 13» فوجّهت السؤال نفسه، لكنها جعلت حزب اليمين الجديد من دون ليبرمان، أي بنيت وكوهن وساعر، فحصل هذا الحزب على أكثرية أكبر (24 مقعداً) ويُضاف إليه ليبرمان 10 مقاعد، فتصبح كتلة اليمين المعارضة لنتنياهو مع 34 مقعداً، ويهبط نتنياهو إلى 16 مقعداً ويهبط لبيد إلى 8 مقاعد (له اليوم 24 مقعداً) ويستطيع هذا اليمين تشكيل حكومة. وبذلك تؤكد الاستطلاعات أن الجمهور الإسرائيلي ثابت عملياً في موقفه، حتى الآن، بإسقاط حكم نتنياهو.

بيني غانتس خلال جلسة للكنيست الإسرائيلي يوم الاثنين (إ.ب.أ)

وكانت الاستطلاعات قد جرت على النحو التالي:

«القناة 11»

بحسب الاستطلاع الذي أجرته هيئة البث العامة (قناة «كان 11» التلفزيونية)، فإن نتائج انتخابات تجرى اليوم ستكون كالآتي: «المعسكر الرسمي» (الوحدة الوطنية) بقيادة غانتس - 23 مقعداً، أي أقل 4 مقاعد من الاستطلاع السابق؛ والليكود بقيادة نتنياهو – 22، أي بزيادة مقعدين، و«ييش عيتد» برئاسة لبيد - 16؛ و«يسرائيل بيتينو» بقيادة ليبرمان- 12، أي بزيادة مقعد، و«شاس» لليهود الشرقيين المتدينين بقيادة أرييه درعي - 10 مقاعد؛ «عوتسما يهوديت» بقيادة بن غفير - 9؛ «العمل» - 7؛ «يهدوت هتوراة» - 7؛ «الجبهة - العربية للتغيير» - 5؛ «القائمة الموحدة» - 5؛ «الصهيونية الدينية» - 4. ويسقط حزب ميرتس اليساري بعدم حصوله على أي مقاعد.

ووفقاً للاستطلاع، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 68 مقعداً؛ في حين يحصد معسكر نتنياهو الحالي - يشمل تيار الصهيونية الدينية والحريديين (أحزاب «شاس» و«عوتسما يهوديت» و«يهدوت هتوراة» و«الصهيونية الدينية») على 52 مقعداً. بينما يفشل حزبا «ميرتس» و«اليمين الرسمي» بقيادة عضو الكنيست، جدعون ساعر، والحزب العربي (التجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه عزمي بشارة)، بتجاوز نسبة الحسم (3.25 في المائة).

الوزير غادي آيزنكوت استقال مع غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي (أ.ف.ب)

وحول إمكانية إجراء مبكرة، سُئل المستطلعة آراؤهم عما إذا كانوا «يؤيدون دعوات غانتس لإجراء انتخابات خلال أشهر؟»، فأجاب 57 في المائة بالإيجاب، في حين قال 31 في المائة إنهم يعارضون دعوات غانتس لانتخابات مبكرة، وقال 12 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

كما سُئل المشاركون في الاستطلاع عما إذا كانوا «يؤيدون انسحاب غانتس من حكومة الطوارئ»، وعبّر 52 في المائة عن تأييدهم خطوة غانتس، في حين قال 27 في المائة إنهم يعارضونها، بينما قال 12 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

وتطرق الاستطلاع للمدة المتوقعة للحرب على قطاع غزة، وقيل للمشاركين إن «غانتس يقول إن الحرب ستستمر لسنوات في حين يقول بنيامين نتنياهو إن النصر قريب، من الصادق؟» فاعتبر 51 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن غانتس على حق، واعتبر 22 في المائة أن نتنياهو على حق، بينما قال 27 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

وقال 49 في المائة من المشاركين إنهم يدعمون صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس» تشمل جميع الأسرى والرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مقابل وقف الحرب على القطاع وتحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، في حين قال 32 في المائة إنهم يعارضون مثل هذه الصفقة، بينما قال 19 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

أفيغدور ليبرمان (د.ب.أ)

«القناة 13»

ووفقاً لاستطلاع «القناة 13»، فإن نتائج انتخابات تجرى اليوم ستكون كالآتي: «المعسكر الرسمي» - 25 مقعداً؛ الليكود - 20؛ «ييش عيتد» - 13؛ «يسرائيل بيتينو» - 12؛ «شاس» - 10 مقاعد؛ «عوتسما يهوديت» - 9؛ «العمل» و«ميرتس» - 9؛ «يهدوت هتوراة» - 7؛ «الصهيونية الدينية» - 5؛ «الجبهة - العربية للتغيير» - 5؛ «القائمة الموحدة» - 5.

وهكذا يكون مجموع المعسكر المناوئ لنتنياهو 69 مقعداً، بما في ذلك 10 نواب عرب، في حين يهبط معسكر نتنياهو الحالي من 64 مقعداً يملكها اليوم إلى 51 مقعداً.

وبيّن استطلاع «القناة 13» أن أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع - 53 في المائة، يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة خلال عام 2024؛ وأيد 39 في المائة إجراء الانتخابات بعد عام 2024، وقال 8 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.

وعلى السؤال: من يلائم لرئاسة الحكومة أكثر؟ جاءت النتيجة 45 في المائة لغانتس و36 في المائة نتنياهو.

«القناة 12»

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته «القناة 12»، فإن نتائج انتخابات تجرى اليوم ستكون كالآتي: «المعسكر الرسمي» - 22 مقعداً؛ الليكود - 19؛ «ييش عيتد» - 15؛ «يسرائيل بيتينو» - 13؛ «عوتسما يهوديت» - 10 مقاعد؛ «شاس» - 10؛ «العمل» و«ميرتس» - 9؛ «يهدوت هتوراة» - 8؛ «الجبهة - العربية للتغيير» - 5؛ «القائمة الموحدة» - 5؛ «الصهيونية الدينية» - 4.

ووفقاً للاستطلاع، يحصل المعسكر المناوئ لنتنياهو على 69 مقعداً، بينهم 10 نواب عرب؛ في حين يحصد معسكر نتنياهو 51 مقعداً. ويفشل «اليمين الرسمي» بقيادة ساعر في تجاوز نسبة الحسم (3.25 في المائة) ويحصل على 1.6 في المائة.

وعن موعد الانتخابات، قال 45 في المائة من المشاركين في استطلاع «القناة 12» إنهم يؤيدون إجراء الانتخابات في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، مع مرور عام على الحرب؛ في حين قال 25 في المائة إنهم يؤيدون إجراء الانتخابات بعد انتهاء الحرب، و24 في المائة يؤيدون إجراء الانتخابات في موعدها الأصلي نهاية عام 2026. وقال 6 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يأمر بوضع خطة لمواجهة المخاطر في الفعاليات الرياضية

شؤون إقليمية نتنياهو يأمر «الموساد» بوضع خطة لمواجهة مخاطر الفعاليات الرياضية

نتنياهو يأمر بوضع خطة لمواجهة المخاطر في الفعاليات الرياضية

قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شخوف، الجمعة، إن الهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام كانت مروعة ومؤشراً على ازدياد معاداة السامية في هولندا.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال حديث مع رئيس الأركان هيرتسي هاليفي في قاعدة عسكرية بصحراء النقب يوم 31 أكتوبر الماضي (رويترز)

فضيحة ثالثة في مكتب نتنياهو... ماذا نعرف عنها؟

انفجرت فضيحة ثالثة في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تتعلق بابتزاز ضابط كبير في الجيش بهدف الحصول على وثائق سرية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية يحيئيل لايتر سفير إسرائيل الجديد لدى الولايات المتحدة (متداولة)

نتنياهو يعيّن يحيئيل لايتر سفيراً لدى الولايات المتحدة

عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحيئيل لايتر، وهو مسؤول كان يشغل سابقاً منصب كبير الموظفين بوزارة المالية، سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية اشتباكات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشباب هولنديين في أمستردام (رويترز)

بعد تعرض مشجعي كرة قدم لأعمال عنف... إسرائيل ترسل طائرتَي إنقاذ إلى أمستردام

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، بإرسال طائرتين إلى أمستردام لإنقاذ مشجعي فريق مكابي تل أبيب، بعد أعمال عنف أدت إلى توقيف عشرات الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة التُقطت بالقدس في الأول من أغسطس 2023 تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت يزوران مقر القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي (د.ب.أ)

مسؤولون أميركيون يشككون بتأكيدات نتنياهو أنه لن يطرد قادة أمنيين آخرين

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي واشنطن أنه لا ينوي إقالة رؤساء الأمن بعد إقالة وزير الدفاع غالانت، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم لا يثقون بتأكيدات نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الرئيس الفلسطيني لترمب: مستعدون لتحقيق السلام العادل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)
TT

الرئيس الفلسطيني لترمب: مستعدون لتحقيق السلام العادل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)

ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الجمعة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، استعداده لتحقيق السلام العادل القائم على أساس الشرعية الدولية.

وأضافت الوكالة أن «ترمب أكد للرئيس الفلسطيني أنه سيعمل من أجل وقف الحرب في غزة، واستعداده للعمل مع الرئيس عباس، والأطراف المعنية في المنطقة والعالم من أجل صنع السلام في المنطقة»، وفقاً لوكالة «أنباء العالم العربي».

وتعهد ترمب، قبل يوم الانتخابات، بإعادة السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط «قريباً جداً»، إذا انتُخب رئيساً للولايات المتحدة في الانتخابات التي أُجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال ترمب على منصة «إكس»: «أريد أن يعود الشرق الأوسط إلى السلام الحقيقي والدائم، وسوف نفعل ذلك بشكل صحيح». وأضاف: «سأصلح المشاكل التي تسببت بها كامالا هاريس (المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الحالي) وجو بايدن (الرئيس الحالي) وسأضع حداً للمعاناة والدمار في لبنان».