«صدمة» أممية إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية الإسرائيلية بالنصيرات

مقتل 3 فلسطينيين في غارة بمسيّرة إسرائيلية على وسط غزة

سيدة تسير مع طفلتها وسط الأنقاض عقب الغارات الإسرائيلية في مخيم النصيرات مع ارتفاع عدد القتلى إلى 274 (رويترز)
سيدة تسير مع طفلتها وسط الأنقاض عقب الغارات الإسرائيلية في مخيم النصيرات مع ارتفاع عدد القتلى إلى 274 (رويترز)
TT

«صدمة» أممية إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية الإسرائيلية بالنصيرات

سيدة تسير مع طفلتها وسط الأنقاض عقب الغارات الإسرائيلية في مخيم النصيرات مع ارتفاع عدد القتلى إلى 274 (رويترز)
سيدة تسير مع طفلتها وسط الأنقاض عقب الغارات الإسرائيلية في مخيم النصيرات مع ارتفاع عدد القتلى إلى 274 (رويترز)

أعربت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عن «صدمتها الشديدة» إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية التي نفّذتها إسرائيل في قلب مخيم النصيرات، التي حُرِّر خلالها 4 رهائن. وقالت إنها «تشعر بحزن بالغ» لاستمرار احتجاز فصائل فلسطينية عدداً كبيراً من الرهائن.

وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، جيريمي لورانس، للصحافة في جنيف: «كل هذه الأفعال التي يرتكبها الطرفان يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب»، مضيفاً أن «الأمر متروك للمحاكم لتحديد ما إذا كانت هذه هي الحال»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح أن «الطريقة التي نُفّذت بها العملية (تحرير الرهائن) في منطقة مماثلة مكتظة بالسكان تثير تساؤلات جدية حول احترام القوات الإسرائيلية مبادئ التمييز والتناسب والحذر وفق ما تنص عليه قوانين الحرب».

وصرح لورانس، قائلاً: «نشعر بصدمة شديدة إزاء عدد القتلى المدنيين في العملية الإسرائيلية نهاية الأسبوع في مخيم النصيرات لتأمين إطلاق سراح 4 رهائن». وأضاف أن الوكالة «تشعر بحزن بالغ أيضاً إزاء استمرار احتجاز فصائل فلسطينية عدداً كبيراً من الرهائن، معظمهم من المدنيين، وهو أمر يحظره القانون الدولي الإنساني».

إلى ذلك، قُتل 3 مواطنين، اليوم (الثلاثاء)، في غارة شنّتها طائرة مسيّرة إسرائيلية في وسط قطاع غزة، حسبما أوردت «وكالة الأنباء الفلسطينية».

وذكرت الوكالة أن الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت فلسطينيين في شارع الصحابة بوسط القطاع، أسفرت أيضاً عن وقوع عدد من المصابين.

كانت وزارة الصحة في غزة أعلنت، أمس (الاثنين)، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 37 ألفاً و124 قتيلاً، في حين ازداد عدد المصابين إلى 84 ألفاً و712 مصاباً.


مقالات ذات صلة

كيف انهارت علاقة كندا بإسرائيل بعدما كانت «أفضل صديق»؟

المشرق العربي صورة من المسيّرات التي خرجت في كندا دعماً لغزة (أ.ف.ب)

كيف انهارت علاقة كندا بإسرائيل بعدما كانت «أفضل صديق»؟

شهدت العلاقة بين كندا وإسرائيل تحولا مفاجئا من النقيض للنقيض، فالحكومة الكندية التي كانت تقف مع إسرائيل وتدافع عنها لسنوت أمام الانتقادات الدولية بسبب سياساتها

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
المشرق العربي سيدة فلسطينية تستخدم وعاء لحمايتها من الشمس خلال انتظارها الحصول على طعام في نقطة توزيع بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

مقتل 7 في قصف إسرائيلي على منطقة المواصي برفح جنوب غزة

أفاد التلفزيون الفلسطيني، اليوم (السبت)، بمقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي على منطقة المواصي في رفح جنوب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية طفل فلسطيني يقف خارج منزل دمرته غارة إسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة السبت (أ.ف.ب)

عضو من «الليكود» ينضم إلى مهاجمي سياسة الحرب على غزة

ارتفعت الأصوات المعارضة لتوسيع العملية الإسرائيلية في قطاع غزة، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ مرحلة جديدة في عمليته الحالية «عربات جدعون».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» الجنرال ديفيد زيني (إذاعة الجيش الإسرائيلي)

رفض وانتقادات لتعيين رئيس جديد لجهاز «الشاباك»

انضمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة إلى معارضي تعيين ديفيد زيني رئيساً لجهاز «الشاباك»، بعد تسريب تصريحات له عارض فيها صفقة مع «حماس».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
العالم العربي طفل يبكي بينما يتجمع فلسطينيون لتلقي وجبة ساخنة في نقطة توزيع طعام بمخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

لازاريني: مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، أن مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح.

«الشرق الأوسط» (غزة)

السوداني يطلق مبادرة لحماية نهرَي دجلة والفرات

السوداني متوسطاً المشاركين في «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه» السبت 24 مايو 2025 (شبكة الإعلام العراقي)
السوداني متوسطاً المشاركين في «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه» السبت 24 مايو 2025 (شبكة الإعلام العراقي)
TT

السوداني يطلق مبادرة لحماية نهرَي دجلة والفرات

السوداني متوسطاً المشاركين في «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه» السبت 24 مايو 2025 (شبكة الإعلام العراقي)
السوداني متوسطاً المشاركين في «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه» السبت 24 مايو 2025 (شبكة الإعلام العراقي)

دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الدول المتشاطئة على نهرَي دجلة والفرات (تركيا وسوريا والعراق) إلى تعزيز التعاون في مجال إدارة الموارد المائية، معلناً مبادرةً إقليميةً جديدةً لحماية النهرين، في حين يتحضر العراق لاستقبال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مطلع الشهر المقبل.

وقال السوداني في كلمة أمام «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه»، الذي انعقد السبت، تحت شعار «المياه والتكنولوجيا... شراكة من أجل التنمية»: «إن المياه تُشكِّل عنصراً حيوياً للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني في المنطقة». وأوضح أن «قضية المياه ليست مجرد ملف خدمي أو سياسي، بل تمتد إلى جميع جوانب الحياة»، مشيراً إلى خطوات عدة اتخذها العراق لتحسين إدارة الموارد المائية، مثل تبني أنظمة الري الحديث، ومعالجة مياه الصرف الصحي، ومواجهة تداعيات التغير المناخي. وبخصوص إجراءات حكومته حول ملف المياه، أوضح أن بغداد دأبت على تقديم حلول ضمن مبادئ القانون الدولي، والأعراف التي تجمع البلدان المتشاطئة على أحواض الأنهار، وضمن المصلحة المشتركة «بهدف ترسيخ الأمن المائي».

السوداني خلال مشاركته في «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه» السبت (شبكة الإعلام العراقي)

وكشف السوداني عن مبادرة إقليمية لحماية نهرَي دجلة والفرات، تحت شعار: «مياهنا... مستقبلُنا»، مبيناً أن «هذه المبادرة ستكون منصةً لفهم الأدوار والواجبات والمسؤوليات، ومعها ستعم المنفعة المشتركة والعوائد الواسعة، ومجالات التعاون المتاحة».

وحسب السوداني فإن «المبادرة تستند أولاً إلى مساحة الابتكار التقني، وتوظيف العلم والتكنولوجيا في مواجهة آثار المناخ وتقلباته السلبية». ولم يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وسبق للبنك الدولي، أن عدّ أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول عام 2050 نسبة 20 في المائة من موارده المائية، بينما أعلن العراق، في وقت سابق، أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80 في المائة، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.

ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الـ5 الأكثر عرضةً لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب ازدياد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف 50 درجة مئوية.

وأشار السوداني أيضاً إلى أن بلاده حقَّقت خطوات مهمة في مجال حماية المياه، ومكافحة التلوث، ووضعت معايير صارمة للحد من هذه المخاطر، والحفاظ على المياه الجوفية وعدم استنزافها، وتطوير برامج التوعية بهذه الخصوص. وشدَّد على أن بلاده مصممة على «تجاوز العقبات، نحو أمن مائي راسخ للعراق، وتطوير يجاري احتياجات المستقبل، ويراعي مصالح شعبنا، والانفتاح نحو مزيد من الشراكة والمصلحة».

تحذيرات من التغيرات المناخية

من جانبه، حذَّر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الذي شغل سابقاً منصب وزير الموارد المائية، من أن العراق من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي، خصوصاً في قطاع المياه. وأكد مستشاره محمد أمين، في كلمة نيابةً عنه، أن «أزمة المياه في العراق ليست مؤقتة، بل تتطلب تنسيقاً عاجلاً بين جميع الجهات المعنية».

جانب من الحضور في «مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه» السبت (شبكة الإعلام العراقي)

وشدَّد على أن موقع العراق، بوصفه دولة مصب، يجعل التعاون مع تركيا وإيران ضرورياً لضمان حصته المائية، داعياً إلى «اتفاقات واضحة» مع أنقرة لتنظيم تدفق مياه دجلة والفرات.

اتفاق جديد مع تركيا

وفي تطور مهم، أعلن وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، التوصُّل إلى اتفاق مع تركيا لإطلاق 500 متر مكعب في الثانية من مياه نهر الفرات يومياً. وأكد ذياب، خلال مؤتمر صحافي على هامش فعاليات المؤتمر، أن «لجاناً مشتركة مع إيران وتركيا تواصل العمل على تأمين حصص العراق المائية من كلا البلدين». وأضاف أن العراق مستمر في تنفيذ بنود الاتفاقية الإطارية مع تركيا، «ومن ضمنها قيام الجانب التركي بتنفيذ مشروعات البنى التحتية في قطاع الري، وضمان استمرار الإطلاقات المائية من الأراضي التركية».

عون ذياب وزير الموارد المائية العراقي خلال مؤتمر صحافي على هامش «مؤتمر بغداد الدولي للمياه» (شبكة الإعلام العراقي)

ودعا الوزير الدول المجاورة إلى «التعاون بروح الأخوة والمسؤولية»، مشيراً إلى أن التحديات المائية في العراق «معقدة ومتشابكة». وأكد أن الحل لا يكمن فقط في مواجهة شح المياه، بل أيضاً في تعزيز التعاون الإقليمي.

وشدَّد مستشار الرئيس العراقي على أن «موقع العراق، بوصفه دولة مصب في حوضَي دجلة والفرات، يمثل تحدياً كبيراً، خصوصاً أن منبعَي النهرَين يقعان خارج الحدود العراقية، (في كل من تركيا وإيران)، مما يستوجب الوصول إلى اتفاقات واضحة، لا سيما مع تركيا؛ لضمان حماية الحصة المائية للعراق».

وتابع قائلاً: «التفاهم مع الجانب التركي ضرورة قصوى لتأمين حصة العراق المائية، وتلبية احتياجات السكان، والتقليل من آثار شح المياه التي تعاني منها البلاد بشكل متزايد»، داعياً وزارة الموارد المائية إلى «تكثيف الجهود والعمل الجاد لرفع التجاوزات على الأنهار والمصادر المائية».

ولفت الوزير إلى أن التعاون الدولي في إدارة الأحواض المشتركة في المنطقة والعالم لم تعد خياراً، بل ضرورة حتمية، «ولهذا أدعو جيراننا المتشاطئين في حوضَي دجلة والفرات إلى العمل معنا بروح الأخوة والمسؤولية».

إشادة دولية

من جهته، أشاد رئيس اللجنة الدولية للري التابعة للأمم المتحدة، ماركو أرسيري، بالجهود العراقية التاريخية في إدارة المياه، معرباً عن استعداد المنظمة الدولية لدعم العراق في تطوير حلول تكنولوجية لضمان أمنه المائي والغذائي.

ويأتي «مؤتمر بغداد للمياه» قبل أيام من زيارة إردوغان المرتقبة إلى العراق، التي يُتوقَّع أن تشمل مباحثات حول التعاون في مجالات الطاقة والمياه والأمن. وتعدُّ قضية تقاسم الموارد المائية أحد الملفات الشائكة بين البلدين، خصوصاً في ظل الانخفاض الكبير في مناسيب نهرَي دجلة والفرات في السنوات الأخيرة؛ بسبب السدود التركية والإيرانية.

يُذكر أن السوداني زار تركيا مطلع الشهر الحالي، في خطوة تمهيدية لزيارة إردوغان، مما يبرز أهمية الملف المائي في أجندة العلاقات الثنائية بين البلدين.