مذبحة في النصيرات خلال إنقاذ رهائن إسرائيليين

غضب فلسطيني ومعلومات عن دور لواشنطن... ثالث عملية إنقاذ لأسرى في الحرب وجميعهم من شقق... وغانتس يؤجل استقالته

جرحى في مستشفى العودة بعد إصابتهم في العملية الإسرائيلية بالنصيرات اليوم السبت (إ.ب.أ)
جرحى في مستشفى العودة بعد إصابتهم في العملية الإسرائيلية بالنصيرات اليوم السبت (إ.ب.أ)
TT

مذبحة في النصيرات خلال إنقاذ رهائن إسرائيليين

جرحى في مستشفى العودة بعد إصابتهم في العملية الإسرائيلية بالنصيرات اليوم السبت (إ.ب.أ)
جرحى في مستشفى العودة بعد إصابتهم في العملية الإسرائيلية بالنصيرات اليوم السبت (إ.ب.أ)

حرَّر الجيش الإسرائيلي 4 محتجزين أحياء من وسط قطاع غزة، في عملية دراماتيكية، استخدم فيها كل أنواع الأسلحة براً وبحراً وجواً، مخلّفاً مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 210 قتلى فلسطينيين و400 جريح، فيما قُتل جندي من وحدة اليمام الخاصة. وفي وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية ستتكرر في القطاع حتى إعادة جميع المحتجزين، أعلن الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس إرجاء مؤتمر صحافي كان يُفترض أن يعلن فيه استقالته من الحكومة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه «في نشاط عملياتي تم تحرير 4 رهائن من أسر (حماس)، تحت إطلاق نار كثيف».

دمار واسع في النصيرات جراء عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين اليوم (أ.ف.ب)

ووصف غالانت العملية بأنها واحدة من أكثر العمليات إثارة للإعجاب التي رآها طوال 47 عاماً حيث «أظهر جنودنا شجاعة منقطعة النظير تحت نيران كثيفة في أصعب الأماكن في قلب مخيم للاجئين وفي منتصف النهار. لا أتذكر أننا فعلنا أشياء كثيرة بهذه القوة والتعاون وبهذا النجاح».

واعتبر أن الإفراج عن المختطفين لا يشكل نجاحاً عملياتياً مبهراً فحسب، بل يشكل أيضاً فرصة لتحقيق أهداف الحرب.

وبدأت العملية بتسلل قوات خاصة إلى قلب «مخيم النصيرات»، قبل أن يتم اكتشافها وتندلع اشتباكات استخدمت فيها إسرائيل نيراناً كثيفة عبر الجو والبر والبحر، مخلفة مجزرة في المكان.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الإسرائيلية الخاصة تسللت بلباس مدني في شاحنات مساعدات، لكن تم اكتشافها واندلعت اشتباكات عنيفة في المكان قبل أن تحصل القوات الخاصة على دعم غير مسبوق.

فلسطينيون خلال تشييع قتلى بضربات إسرائيلية على دير البلح السبت (رويترز)

وأضافت المصادر: «بدأوا بقصف عنيف لكل شيء. كانت غارات غير عادية، فيما يبدو للدعم والتغطية والتمويه. نجحوا في تحرير 4 أسرى، لكن لم يكن ذلك سهلاً. لقد كانت اشتباكات عنيفة للغاية ومعقدة استخدمت فيها أسلحة و(آر بي جي) وصواريخ للطائرات. قُتل عدد منهم وأصيب عدد آخر، وحتى السيارة التي نقلتهم للخارج تعرضت لإصابات».

عملية نهارية واشتباكات طاحنة

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه حرَّر 4 محتجزين أحياء من أسر «حماس» في عملية «نهارية جريئة». وبحسب الجيش، تم تحرير نوعا أرغماني (26 عاماً)، وألموغ مئير جان (21 عاماً)، وأندريه كوزلوف (27 عاماً)، وشلومو زيف (40 عاماً) وجميعهم كانوا اختُطِفوا من مهرجان «سوبر نوفا» الموسيقي بالقرب من كيبوتس رعيم، في صباح السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

نوعا أرغماني مع والدها يعقوب في بلدة رامات غان اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

وجاء في بيان مشترك أن عناصر من وحدة مكافحة الإرهاب «يمام» التابعة للشرطة، إلى جانب عملاء في جهاز الأمن العام (الشاباك)، قاموا في وقت متزامن بمداهمة مبنيين تابعين لـ«حماس» في قلب النصيرات وسط غزة. حيث تم إنقاذ أرغماني في أحد المواقع، بينما كان مئير جان وكوزلوف وزيف في الموقع الثاني.

ووفق بيان الجيش، شارك المئات من الجنود الإسرائيليين في العملية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إن القوات الخاصة أنقذت الرهائن بينما كانت «تحت إطلاق النار»، مضيفاً: «خلال العملية، استهدفنا تهديدات لقواتنا في المنطقة. هذه التهديدات ضُربت من الأرض والجو والبحر حتى نتمكن من إخراج قواتنا والمخطوفين».

و«مخيم النصيرات» واحد من المناطق القليلة في غزة التي لم تدخلها القوات البرية خلال الأشهر القليلة الماضية.

أندريه كوزلوف مع جنود في مروحية بعد تحريره السبت (رويترز)

وبحسب هاغاري فإن التخطيط لعملية الإنقاذ كان قيد الإعداد «لعدة أسابيع» مع «معلومات استخبارية عالية الجودة وتخطيط عملياتي معقد».

وتابع: «كان الحصول على المعلومات الاستخبارية الخاصة بهذه العملية معقداً للغاية».

ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة فإن هذه العملية خُطِّط لها على مدار أسابيع طويلة، وفي إطار ذلك علمت استخبارات «الشاباك» عن وضع المختطَفين ومكانهم، وعندما كانت الظروف متاحة لتنفيذ العملية، باشروا بها بعدما تمت الموافقة على العملية من قبل المستوى السياسي الرفيع مساء الخميس، في إطار نقاش سري أجري في ظل سرية شديدة.

ألموغ مائير جان بعد تحريره السبت (رويترز)

أُعطيت الأوامر الساعة 11 صباحاً من غرفة كان فيها نتنياهو ورئيس «الشاباك» رونين بار ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي وغالانت وآخرون، وانطلقت العملية، بعدة عمليات لتشتيت الانتباه والخداع، ثم بدأت الفرقة 98 بمداهمة الأجزاء الشرقية من النصيرات، وفي الوقت نفسه تم إحضار قوات خاصة للاستخبارات والمراقبة السرية لمداهمة الموقعين.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن العملية تضمنت لحظات غير عادية من القلق.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال فإن المبنيين اللذين كان يحتجز فيهما الأربعة قريبان من بعضهما، وتم تحرير أرغماني بسهولة، لكن في الشقة التي كان يوجد بها الأسرى الثلاثة دارت معركة صعبة ومعقدة أُصيب فيها ضابط في «اليمام»، وأُعلن مقتله لاحقاً.

فلسطينيون يفرون من مخيم البريج بوسط قطاع قطاع في ظل هجوم إسرائيلي اليوم السبت (أ.ف.ب)

وخلال العملية تم إطلاق النيران بكثافة من المسلحين الذين استخدموا قذائف «آر بي جي» من الأزقَّة والمنازل القريبة تجاه القوات الإسرائيلية، كما تعرضت سيارات الإنقاذ لإطلاق النار وتعطلت إحداها، قبل أن تصل عدة كتائب من الفرقة 98 التي تم تجهيزها مسبقاً لهذا السيناريو إلى مكان الحدث تحت إطلاق النار، كما وصلت مروحيات للإنقاذ وتم إطلاق صواريخ أرض - جو على المروحيات في محاولة لإسقاطها.

إسرائيل وبث اجواء من النصر

وحرصت إسرائيل على بث أجواء من النصر والفرح مع تحرير الرهائن، وظهرت أرغماني مع والدها ثم تحدث إليها نتنياهو، وقالت له إنها متحمسة ولم تسمع منذ 8 أشهر اللغة العبرية. وأرغماني هي الفتاة التي شوهدت في مقطع فيديو شهير وهي تصرخ أثناء اختطافها إلى غزة على دراجة نارية. وظهرت مرة ثانية في تسجيل مصوَّر من غزة، ومرة ثالثة في مقطع صوتي من غزة تنادي الإسرائيليين ألا ينسوها وأن يضغطوا على الحكومة.

ألموغ مائير جان مع أمه أوريت بعد تحريره اليوم (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

وفي فيديو آخر تم تداوله، ظهر أندريه كوزلوف وألموغ مئير جان، وهما ينزلان من المروحية في مستشفى شيبا، محاطين بالقوات الأمنية وسط تصفيق الإسرائيليين هناك.

وتحدث شلومي زيف لأول مرة مع زوجته ميرين في مكالمة فيديو.

وفي مقطع آخر، ظهر إسرائيليون يصفقون ويصفرون على شاطئ بحر تل أبيب عندما تم إعلان تحرير 4 رهائن عبر السماعة الخاصة بالتعليمات لمرتادي البحر.

وهذه ثالث عملية إنقاذ ناجحة منذ 7 أكتوبر. وكانت العملية الأولى إنقاذ المجندة أوري مغيديش في أواخر أكتوبر. وفي أوائل ديسمبر (كانون الأول)، حاول الجيش الإسرائيلي إنقاذ رهينة أخرى، لكن الرهينة قُتل. وفي شهر فبراير (شباط)، تم إنقاذ الرهينتين فرناندو مارمان (61 عاماً)، ولويس هار، (70 عاماً)، من رفح جنوب غزة.

ويُلاحَظ أن جميع المحتجزين الذين حررهم الجيش الإسرائيلي من غزة، تم إنقاذهم من مبانٍ وليس من أنفاق.

رسالة إلى المفاوضات

وقال نتنياهو في بيان لاحق: «عملية اليوم أثبتت أننا لا نرضخ للإرهاب والإرهابيين، وسنكرر العملية الجريئة، ونحن ملتزمون بعودة أسرانا أحياء وأموات ولن نتوقف حتى نكمل المهمة».

بنيامين نتنياهو يتحدث للصحافيين في مستشفى شيبا تل هاشومر ببلدة رامات غان اليوم السبت (أ.ب)

جاءت رسالة نتنياهو في وقت حساس تشهد فيه مفاوضات التهدئة في غزة وتبادل الأسرى تعقيدات كبيرة.

وفيما بدا أنه تهديد لـ«حماس»؛ بأن هذه هي الطريقة البديلة للمفاوضات، قال نتنياهو إن إسرائيل ستعيد جميع المحتجزين «بهذه الطريقة أو بأي طريقة أخرى». وقال الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي: «مصممون على إعادة المختطَفين، وسنقوم بذلك بكل الطرق، وهذه رسالتنا للمفاوضات».

لكن «حماس» اعتبرت أن تحرير الأسرى الإسرائيليين لن يغير فشل الجيش الإسرائيلي الاستراتيجي.

واتهمت «حماس» جيش الاحتلال بارتكاب مجزرة مروِّعة بحق المدنيين الأبرياء في «مخيم النصيرات» وسط القطاع.

مساعدة أميركية وغضب فلسطيني

وعلَّقت «حماس» على المعلومات عن مشاركة الولايات المتحدة في العملية التي نفذها الاحتلال في النصيرات، واعتبرت أن ذلك «يثبت تواطؤها على جرائم الحرب المرتكَبة في قطاع غزة، وعدم اهتمامها بحياة المدنيين».

ولم تكن الولايات المتحدة أعلنت رسمياً عن أي مشاركة، لكن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية قال لموقع «واللا» الإسرائيلي إن «خلية المختطفين الأميركيين الموجودة في إسرائيل ساعدت في جهود تحرير المختطفين الأربعة».

وحملت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن «مجزرة النصيرات»، وطالبتها بوقف هذه الحرب التي ستدمر كل شيء، وتدفع بالأمور نحو مرحلة خطيرة لن تحقق الأمن، أو السلام لأحد.

وأوعز الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، لمندوب دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها قوات الاحتلال في «مخيم النصيرات». وأجرى عباس اتصالات مكثفة مع الأطراف العربية والدولية ذات العلاقة من أجل عقد هذه الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، وذلك «للوقوف على الدور المنوط به لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني، وإجبار دولة الاحتلال على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، التي تدعو لوقف إطلاق النار بشكل فوري».

وأكد عباس أن على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل، لوقف مأساة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، لأن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الصمت الدولي والدعم الأميركي للاستمرار في جرائمه التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

وبحسب آخر إحصائية لمكتب الإعلام الحكومي فإن إسرائيل قتلت في الهجوم على «مخيم النصيرات» 210 فلسطينيين وجرحت 400.

وبعد عملية السبت، لا يزال لدى «حماس» 120 إسرائيلياً، بينهم 4 من عام 2014، ليسوا جميعهم على قيد الحياة.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 41 من الذين ما زالوا محتجزين لدى «حماس»، مستنداً إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.

بيني غانتس أرجأ إعلان استقالته (د.ب.أ)

العملية تؤجل استقالة غانتس

وبسبب العملية، ألغى الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس تصريحاً كان من المقرر أن يدلي به مساء السبت حول انسحابه من الحكومة.

وكان غانتس، زعيم حزب الاتحاد الوطني (وسط)، قد أعطى نتنياهو مهلة نهائية في 18 مايو (أيار) وطالبه بخطة لما بعد الحرب في قطاع غزة، وإلا فإنه سيستقيل.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطات جمة على غانتس للبقاء في الحكومة.

ومن بين أشياء أخرى كان غانتس يريد إعطاء موضوع إعادة المحتجزين أولوية على أهداف أخرى.

وأشاد منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين بالجيش الإسرائيلي، وقال إنه «مع الفرحة الهائلة التي تعم إسرائيل، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتذكر التزامها بإعادة جميع المخطوفين الـ120 الذين ما زالوا محتجزين لدى (حماس) - الأحياء لإعادة التأهيل، والقتلى للدفن».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

لم يشهد سكان غزة، الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، مع إعلان مقتل 21 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

هل ستدفع مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت حكومات لتقليص اتصالاتها مع إسرائيل؟

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن خبراء ومسؤولين أن مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت ستدفع بعض الحكومات لتقليص اتصالاتها مع نتنياهو وغيره من المسؤولين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

بعد مذكرة توقيف نتنياهو... الإسرائيليون يخشون ملاحقة ضباط جيشهم

عقب إصدار محكمة لاهاي مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، يساور القلق المسؤولين الإسرائيليين خشية ملاحقة ضباطهم أيضاً.

نظير مجلي (تل أبيب)

إسرائيل تستهدف أحياء مسيحية ملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستهدف أحياء مسيحية ملاصقة للضاحية الجنوبية لبيروت

الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
الدخان والنيران يتصاعدان من مبنى لحظة استهدافه بصاروخ اسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

تجدّدت الغارات الإسرائيلية، الجمعة، على الأحياء المسيحية المقابلة لضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء خمسة أبنية، يقع أحدها في شارع مكتظ.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين، بعد ظهر الجمعة، على مبنيين يقعان على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية في منطقة الشياح المعروفة باسم «طريق صيدا القديمة»، التي تفصل الشياح عن عين الرمانة، وهي خطوط التماس القديمة، خلال الحرب اللبنانية. كما قصف، مساء، مبنى يقع خلف خط بولفار كميل شمعون، الذي يفصل الضاحية الجنوبية عن المناطق ذات الغالبية المسيحية التي يقع فيها المبنى المستهدف.

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)

ويضمّ المبنى، في طوابقه الأربعة الأولى، مؤسسات تجارية عدة ونادياً رياضياً ومختبراً، بينما الطوابق السبعة الأخرى سكنية. واستهدف الصاروخ القسم السكني من المبنى، ما أدى إلى انهياره، بينما صمدت الطوابق الأولى. وجاء استهداف المبنيين بعد إنذار إسرائيلي لسكانهما ومحيطهما بالإخلاء، قالت الوكالة الوطنية إنه أسفر عن «حركة نزوح ملحوظة» من منطقة عين الرمانة المتاخمة للشياح، والتي تقطنها غالبية مسيحية. وجاءت الضربات بعد غارات مماثلة استهدفت، صباح الجمعة، ثلاثة أبنية في منطقتي الحدث وحارة حريك، بعد إنذار إسرائيلي.

وأظهر البث المباشر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، سحب دخان وغبار تتصاعد على أثر الغارات الثلاث على المنطقة. وأفادت الوكالة بأن غارتين شنّهما «الطيران الحربي المُعادي» استهدفتا منطقة الكفاءات في الحدث، مشيرة إلى «تصاعد الدخان بشكل كثيف من محيط الجامعة اللبنانية». وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أن مقاتلاته الحربية «أتمّت جولة جديدة من الضربات» على ضاحية بيروت الجنوبية.

امرأة وأطفال ينزحون من موقع قريب لمبنى دمرته غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

وجاءت غارات الجمعة، غداة شنّ إسرائيل سلسلة غارات كثيفة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه. وشنت إسرائيل ضربات على مناطق عدة في جنوب لبنان، بعد أوامر إخلاء للسكان شملت مبنى في مدينة صور الساحلية، وبلدتين في محيطها. وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان، منذ إنهاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين زيارته إلى بيروت، الأربعاء، في إطار وساطة يتولاها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل. وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية إلى داخل بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية، مشيرة إلى أن «طائرة استطلاع معادية» حلقت فوق البلدة، وهي «تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم». وأعلن «حزب الله»، الجمعة، استهدافه، مرتين، جنوداً إسرائيليين عند أطراف كفركلا، «بقذائف المدفعية».