ارتفاع نسبة الإسرائيليين المؤيدين لتوسيع الحرب على لبنان

جنرالات: قادرون على توجيه ضربة قاسية لكننا لن نحقق الانتصار

جنود إسرائيليون يحملون نعش زميلهم الرقيب الأول رافائيل كاودرس الذي قُتل قبل يومين في هجوم بطائرة من دون طيار شنه «حزب الله» اتجاه تجمع لمسؤولين عسكريين في شمال إسرائيل (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحملون نعش زميلهم الرقيب الأول رافائيل كاودرس الذي قُتل قبل يومين في هجوم بطائرة من دون طيار شنه «حزب الله» اتجاه تجمع لمسؤولين عسكريين في شمال إسرائيل (أ.ب)
TT

ارتفاع نسبة الإسرائيليين المؤيدين لتوسيع الحرب على لبنان

جنود إسرائيليون يحملون نعش زميلهم الرقيب الأول رافائيل كاودرس الذي قُتل قبل يومين في هجوم بطائرة من دون طيار شنه «حزب الله» اتجاه تجمع لمسؤولين عسكريين في شمال إسرائيل (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحملون نعش زميلهم الرقيب الأول رافائيل كاودرس الذي قُتل قبل يومين في هجوم بطائرة من دون طيار شنه «حزب الله» اتجاه تجمع لمسؤولين عسكريين في شمال إسرائيل (أ.ب)

في ظل أجواء التهديد التي يطلقها قادة الجيش الإسرائيلي والقادة السياسيون من اليمين، أعرب 62 في المائة من الإسرائيليين عن تأييدهم توسيع الحرب أكثر في الشمال واجتياح لبنان، وذلك بدعوى وقف القصف بصواريخ «حزب الله»، الذي يحرق الغابات والمزروعات، ويدمر المباني، لكن جنرالات سابقين كثيرين في الجيش يحذرون من هذه الأجواء العاطفية. وقال أحدهم إن «إسرائيل قادرة بالتأكيد على تصعيد حربي وتدمير ليس فقط الجنوب اللبناني بل أيضاً بيروت، لكن ذلك لا يحقق لنا الانتصار».

وتعيش إسرائيل في الأيام الأخيرة أجواءً حربية تجاه لبنان؛ ما جعل وسائل الإعلام تقيم محطات بث في الشمال، ومؤسسات خدمات الطوارئ تعد طواقمها، والجمهور العام، الذي أشارت استطلاعات الرأي في الأسبوع الماضي إلى أن 55 في المائة منه يؤيد هجوماً على لبنان، أشار استطلاع جديد نُشر، الجمعة، في «معاريف» إلى أن نسبة مؤيدي التصعيد ارتفعت إلى 62 في المائة.

ويواصل الجيش بث رسائل متناقضة للجمهور، فمن جهة يهدد بأن صبره ينفد على تصرفات «حزب الله»، ويقول إنه أتم الاستعدادات للحرب «التي ستُلحق بلبنان أضراراً هائلة»، ولكنه من جهة ثانية يوضح للجمهور المتحمس أن حرباً كهذه ستكلفه ثمناً باهظاً لا يقاس بالمقارنة مع «حماس»؛ فـ«حزب الله» يمتلك 150 ألف صاروخ بينها آلاف الصواريخ الثقيلة الدقيقة والمدمرة وآلاف الطائرات المسيّرة الفتاكة الحديثة، ولديه قدرات عالية على الأرض لمواجهة هجوم بري، ولديه أنفاق أكبر وأطول وأكثر إتقاناً من الناحية المهنية. ووفق أحد الجنرالات: «صحيح أن هناك قادة عندنا بالغوا عندما حذروا من أن حرباً مع (حزب الله) ستكلفنا عشرات آلاف القتلى، لكن خطر وقوع آلاف الضحايا وارد وواقعي جداً، وعلى من يطالب بالحرب أن يعرف الثمن».

ويصف المراسلون العسكريون الأجواء بين الجنود المرابطين منذ 8 شهور في الشمال، بالقول إنهم باتوا مثل رفاص مشدود. ووفق كبير كتَّاب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنياع، فإن «صبرهم ينفد: فإما أن يدخلوهم إلى لبنان، وإما أن يعيدوهم إلى بيوتهم – كله ممكن إلا حالة الدفاع التي لا تنتهي. في 1967 استمر الانتظار 3 أسابيع. وقد بدا هذا كالأبد. فيمَ يفكر الجنود الآن، بعد 8 أشهر من المناوشات العقيمة مع حسن نصر الله؟ فيم يفكر النازحون؟».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حرص، حتى الأسبوع الأخير على أن يشطب من جدول الأعمال كل اقتراح لتغيير قواعد اللعب مع لبنان، لدرجة أن المشاركين في المداولات وجدوا صعوبة في أن يفهموا ما الذي يقلقه أكثر - الخراب الذي ستجلبه الصواريخ من لبنان على تل أبيب، أو الرد الإيراني الذي لم يعد متوقعاً، أو الرد الأميركي المتحفظ والرافض، أو نقل القوات من غزة. وكما يقول بارنياع: «هو لم يحتل رفح بعد، لكن رفح احتلته. وعليه فلا توجد تسوية مع نصر الله، ولا يوجد حسم معه أيضاً، بيد أن حرائق الأسبوع الحالي غيَّرت الخطاب. في هذه الأثناء لم يتغير إلا الخطاب». وليس فقد خطاب نتنياهو، بل إن وزراءه من حزب «الليكود» وكذلك بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، راحوا يتحدثون عن جعل بيروت مثل غزة مدمرة.

وهدد رئيس الموساد السابق، يوسي كوهن، الذي ينافس على زعامة حزب يميني جديد ورئاسة الحكومة، باغتيال رئيس «حزب الله» وقال: «إسرائيل تعرف أين نصر الله، وإن شئنا يمكننا أن نقضي عليه». ثم دعا وزير الثقافة ميكي زوهر أن تبادر إسرائيل إلى هجوم قوي يشل قدرات «حزب الله»، ويزيل تهديد النووي الإيراني أيضاً».

وكما هو معروف فإن الجيش الإسرائيلي يتوقع احتمال أن تتوسع الحرب لتدخل في صدام مباشر مع إيران أيضاً، إذا ما ضيقت إسرائيل الخناق على «حزب الله».

ويحذر المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، جاكي خوجي، من الاستعجال في التوجه إلى الحرب، ويقول: «في الأسبوعين الأخيرين شددت الذراع العسكرية لـ(حزب الله) هجماتها على طول حدودنا الشمالية. طائراتهم المهاجمة أكثر دقة، النار أكثر كثافة، وكان لهم حظ أيضاً. الصواريخ التي أطلقوها أحرقت حقولاً على مقربة من الحدود. ولكن الوضع في الجانب الآخر من الجدار أصعب كثيراً. نحو 200 ألف من السكان اللبنانيين فروا من بيوتهم، وصوت احتجاجهم على «حزب الله» عالٍ جداً، وإن كان لا يصل إلينا. حجم الدمار الذي ألحقه بهم الجيش الإسرائيلي أعظم كثيراً. في لبنان لا يوجد من يدفع تعويضاً».


مقالات ذات صلة

إصابة جنود سوريين في غارات إسرائيلية على محيط حلب

المشرق العربي إصابة جنود سوريين في غارات إسرائيلية على محيط حلب

إصابة جنود سوريين في غارات إسرائيلية على محيط حلب

استهدفت غارات إسرائيلية محيط مدينة السفيرة بريف حلب، حسبما وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي أشارت إلى «معلومات أولية عن عدوان إسرائيلي» على محيط المدينة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)

السوداني وترمب يتفقان على التنسيق لإنهاء الحروب في المنطقة

أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجمعة، محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، واتفقا على التنسيق لإنهاء الحروب في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال لقاء سابق في البيت الأبيض (صفحة الرئيس الفلسطيني عبر «فيسبوك»)

الرئيس الفلسطيني لترمب: مستعدون لتحقيق السلام العادل

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، استعداده لتحقيق السلام العادل القائم على أساس الشرعية الدولية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي فتى فلسطيني نازح من شمال قطاع غزة يجلس على أنقاض منزل مهدم على مشارف مدينة غزة (أ.ف.ب)

خبراء في الأمن الغذائي: المجاعة الوشيكة في شمال غزة «احتمال قوي»

حذّرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي من «احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق» شمال قطاع غزة، فيما تواصل إسرائيل هجومها على حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

قالت المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، الجمعة، إن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها بغزة ولبنان تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

عودة الجدل حول الاتفاق السياسي بعد فوز المشهداني برئاسة البرلمان العراقي

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)
TT

عودة الجدل حول الاتفاق السياسي بعد فوز المشهداني برئاسة البرلمان العراقي

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)

بعد أقل من أسبوع على نجاح البرلمان العراقي في انتخاب محمود المشهداني رئيساً للبرلمان، عادت ورقة «الاتفاق السياسي» إلى الواجهة، بعد تعثر تنفيذها بسبب الخلافات السياسية.

وكان منصب رئيس البرلمان شاغراً لنحو سنة بعد إقالة الرئيس السابق محمد الحلبوسي من قبل المحكمة الاتحادية العليا نتيجة الخلافات السنية ـ السنية، والسنية ـ الشيعية. وانتُخب المشهداني، الذي دخل دائرة التنافس لنحو 9 أشهر مع 4 مرشحين، أبرزهم سالم العيساوي، بشبه توافق سني، مع تأييد شيعي كامل، كون أحد أطراف «الإطار التنسيقي الشيعي» تبنى ترشيحه والدفاع عنه.

وقال سياسي سني ونائب سابق لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الناحية العملية ليس هنا خلاف سني ـ سني على الدكتور محمود المشهداني، لكن الخلاف بشأن آلية ترشيحه ودخول طرف شيعي لا علاقة له بالأمر، كما يفترض بطبيعة خيارات السنة في اختيار مرشحهم لرئاسة البرلمان، حسب منطق المحاصصة الطائفية والعرقية».

وأضاف السياسي السني، الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه، أن «السبب في تأخير عملية انتخاب رئيس للبرلمان لمدة سنة، تتحمله القوى الشيعية التي أصرت على مرشح سني معين، وهو الدكتور المشهداني، الأمر الذي جعله يدخل دائرة الجدل داخل قوى المكون السني، بينما كل القوى السنية قبل هذا الإصرار تنظر إلى المشهداني بوصفه آخر من تبقى من القيادات السنية التاريخية بعد عام 2003، ويحظى شخصياً باحترام الجميع، ويطلق عليه تسمية الشايب نظراً لكبر سنه». وأضاف أن «السنة لديهم مطالب أساسية، تم على أساسها تشكيل الحكومة الحالية التي يترأسها محمد شياع السوداني، وتم تضمينها ما سُمي ورقة الاتفاق السياسي، ومن بينها قانون العفو العام، الذي لا يزال يخضع للنقاش في الدوائر السياسية، بعد أن أفرغ من محتواه تماماً، بالإضافة إلى حلّ هيئة المساءلة والعدالة وتحويلها إلى ملف قضائي بدلاً من بقائها سيفاً مسلطاً ضد أبناء المكون السني».

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)

إلى ذلك، وفي الاجتماع الأخير لـ«ائتلاف إدارة الدولة»، الذي عقد مساء الخميس، عاد الجدل بشأن تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي إلى الواجهة بعد انتظام جلسات البرلمان، وتمديد فصله التشريعي بعد انتخاب رئيس جديد له. وطبقاً لمصادر سياسية مطلعة، فإنه خلال الاجتماع الذي عقد بمشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان الجديد محمود المشهداني وقادة «الإطار التنسيقي الشيعي» والقيادات السنية والكردية، عرض رئيس «تحالف السيادة» خميس الخنجر على المجتمعين ورقة الاتفاق السياسي، منتقداً عدم تنفيذ ما يخص مطالب المكون السني، رغم مرور عامين على توقيع الورقة، محذراً من استمرار المماطلة.

وكان الخنجر، الذي اضطر مؤخراً للاستقالة من حزب «السيادة» بعد الإعلان عن شموله بملف المساءلة والعدالة وترؤسه تحالف «السيادة» قد دعم ترشيح المشهداني لرئاسة البرلمان، بعد أن كان متمسكاً بمرشحه سالم العيساوي، الذي يترأس كتلة «السيادة» في البرلمان العراقي.

وطبقاً للمصادر المطلعة على كواليس اجتماع ائتلاف إدارة الدولة، فإن الخنجر أكد خلال الاجتماع أن «المطالب التي وقع عليها قادة ائتلاف إدارة الدولة، والتي كشفها الخنجر خلال الاجتماع، تضمنت تعديل قانون العفو العام، بما يضمن إطلاق سراح الأبرياء، وإعادة النازحين، خاصة أهالي جرف الصخر والعوجة والعويسات، وحل هيئة المساءلة والعدالة، وإنهاء الحشود داخل المدن».

وطبقاً لكواليس ما دار خلال الاجتماع، فإنه شهد نوعاً من المشاحنة بين الخنجر وبعض قادة «الإطار التنسيقي»، وعلى رأسهم زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري. وجرت مناقشة هذه الملفات لساعات طويلة، فيما تعهد المشهداني بمتابعة تنفيذ هذه الورقة خلال المرحلة المقبلة.

وكان البرلمان العراقي قد مدّد فصله التشريعي بعد انتخاب رئيس أصيل له لغرض استكمال مناقشة مشاريع القوانين التي سميت «القوانين الجدلية»، وهي قوانين العفو العام (سني) والأحوال الشخصية (شيعي) وعودة العقارات إلى مالكيها (كردي)، التي لم يتمكن البرلمان من إقرارها خلال فترة رئاسته بالإنابة.