كيف ضبط الأردن أكبر كمية مخدرات منذ شهور؟

أخفيت في مركبات ثقيلة... وبعضها كان في بئر على الحدود مع سوريا

المهربون أخفوا المواد المخدرة داخل مركبات للإنشاءات (جهاز الأمن العام الأردني)
المهربون أخفوا المواد المخدرة داخل مركبات للإنشاءات (جهاز الأمن العام الأردني)
TT

كيف ضبط الأردن أكبر كمية مخدرات منذ شهور؟

المهربون أخفوا المواد المخدرة داخل مركبات للإنشاءات (جهاز الأمن العام الأردني)
المهربون أخفوا المواد المخدرة داخل مركبات للإنشاءات (جهاز الأمن العام الأردني)

أعلنت السلطات الأردنية (الأربعاء)، أنها ألقت القبض على أفراد عصابتين مرتبطتين بشبكات إقليمية لتهريب المخدرات، بعد إحباطها تهريب أكبر كمية من المخدرات منذ شهور بلغت 9.5 مليون حبة من أقراص الكبتاجون المخدر، و143 كيلوغراماً من مادة الحشيش.

وأفاد بيان رسمي أردني بأنه تم ضبط المواد المخدرة تم في عمليتين أمنيتين، وأنه تم تحديد موقع إخفاء بعض المضبوطات بمنطقة على الحدود الأردنية مع سوريا.

وتأتي الأنباء عن ضبط كميات من المواد المخدرة في ظل استمرار محاولات التهريب القادمة من الأراضي السورية، وبعد الكشف عن ارتباط عصابات سورية مع شبكات محلية جرت محاصرتها قبل ثلاثة شهور في منطقة الرويشد شرق البلاد.

بعض الحبوب المخدرة التي ضبطتها السلطات الأردنية (جهاز الأمن العام الأردني)

وكشف بيان صحافي صادر عن جهاز الأمن العام الأردني أن كميات المواد المخدرة كانت جاهزة للتهريب من خلال معبر أردني مع إحدى دول الجوار.

كيف تم الرصد؟

ووفق بيان للسلطات الأردنية، فإن «إدارة مكافحة المخدرات» تمكنت من تفكيك خيوط عمل العصابتين بعد متابعات استخباراتية وعملياتية على مدار شهرين متواصلين من العمل والتحقيق، لمتابعة المشتبه بهم وكشف أنشطتهم الإجرامية داخل المملكة وارتباطهم بالشبكات الإقليمية لتهريب المخدرات والأذرع التابعة لها.

وأوضح البيان أنه منذ شهرين تقريباً، تمت متابعة معلومات أولية عن قيام مجموعتين من الأشخاص المرتبطين بشبكات تصنيع وتهريب المخدرات الإقليمية بالتحضير لتهريب كمّيات كبيرة من المواد المخدرة، وأنه بناء على ذلك تم تشكيل فرق تحقيقية خاصة من «إدارة مكافحة المخدرات» والأجهزة الأمنية الأخرى، لمتابعة تلك المعلومات والتحقّق منها، ومراقبة كل مَن يُشتبه بتورطه أو مشاركته بعمليات التهريب.

السلطات الأردنية ضبطت كميات من الحبوب المخدرة ومادة الحشيش (جهاز الأمن العام الأردني)

وأكّد البيان أنّ الفرق التحقيقية عملت بشكل منفصل لمتابعة مجموعتي التهريب، كل ضمن نطاقات التحقيق الخاصة به، ومن خلال التحقيق المستمر بدأت معالم الشبكات والأشخاص المشتبه بهم تتضح للمحققين.

كما وصلت الفرق لتحديد آليات ومخططات التهريب التي تشابهت في أسلوبها الإجرامي المستخدم وهو إخفاء المخدرات بآليات إنشائية ثقيلة، وهو ما أشار بشكل أولي لارتباط العصابتين بذات الشبكة الإجرامية الإقليمية، رغم عدم وجود صلة مباشرة في نشاطيهما داخل الأردن.

أين تم الإخفاء؟

ويشير البيان الأردني إلى أنه «بعد كل تلك الجهود التحقيقية والاستخباراتية التي بذلت لجمع المعلومات والأدلة ومتابعتها، تمكّنت الفرق التحقيقية في القضية الأولى من تحديد تفاصيل عملية التهريب وموعد تحرّك الآلية الثقيلة (جك همر)» إلى المعبر الحدودي.

وأفاد بأن «الجهود الأمنية مكّنت الفرق المعنية من ضبط المركبة فور وصولها للمركز الحدودي، وعُثر بداخلها على ثلاثة ملايين ومائة ألف حبة مخدرة أُخفيت بمخابئ سرية تم تجهيزها في جسم المركبة».

المهربون أخفوا المواد المخدرة داخل آليات ثقيلة (جهاز الأمن العام الأردني)

وبالتزامن مع «ضبط المركبة وسائقها، وُضعت الخطط اللازمة لضمان ضبط ضالعين اثنين بعملية التهريب كانا يخططان للتواري عن الأنظار لحظة تنفيذ عملية التهريب» بحسب البيان الأردني.

وفي الوقت ذاته كانت الفرق التحقيقية في القضية الثانية تواصل عملها لمتابعة العصابة الأخرى التي تبيّن أنها مكوّنة من خمسة أشخاص بينهم عناصر مرتبطة بشبكات تهريب مخدرات إقليمية.

وقال البيان إن الفرق تمكّنت من تحديد مكان الآلية الثقيلة (مدحلة)، ومداهمته وضبط الآلية التي عُثر بداخلها على ما يقارب الخمسة ملايين حبة مخدرة أُخفيت بمخابئ سرّية بجسم المركبة، كما ألقي القبض على ثلاثة أشخاص من الضالعين بالعملية.

مخدرات في بئر 

وقاد التحقيق في القضية الثانية -وفق بيان الأمن العام الأردني- إلى مكان اختباء شريكين آخرين بالعصابة وبحوزتهما كميات كبيرة من المواد المخدرة التي تم إخفاؤها تمهيداً لتهريبها بعملية أخرى.

وأكد البيان أنه جرى إلقاء القبض على الشريكين بعد مداهمتهما، وتم تحديد «مكان إخفاء كميات المخدرات المتبقية داخل بئر ماء في لواء الرمثا شمال المملكة على الحدود مع سوريا، إذ تم إخراجها وضبطها حيث بلغت مليوناً وخمسمائة وخمسين ألف حبة مخدرة، إضافة إلى 143 كيلوغراماً من مادة الحشيش المخدرة».

وأشارت مديرية الأمن العام في بيانها إلى أن التحقيقات في القضيتين ما زالت مستمرة لكشف جميع الملابسات، وتحديد جميع الارتباطات الخارجية للعصابتين واتخاذ الإجراءات القانونية كافّة، ومخاطبة الدول التي يثبت وجود ضالعين بالقضيتين على أراضيها.


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات التي تشنّها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جنود من الجيش الأردني عند نقطة حدودية (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل مهرب مخدرات في اشتباك مع حرس الحدود الأردني

قُتل مهرب مخدرات على الحدود الأردنية السورية في اشتباك بين حرس الحدود الأردني ومجموعة من مهربي المخدرات حاولوا التسلل إلى أراضي المملكة، اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (عمان)

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
TT

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها، لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد؛ رداً على الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة، في حين أشار مصدر مقرب من «التحالف الحاكم» إلى أن جرس الإنذار السياسي يرن في مكاتب الأحزاب الرئيسة هذه الأيام.

وغالباً ما يرتبط الانشغال بمخاوف جدية من استهداف مواقع رسمية ربما تمتد لتشمل مقار حكومية وحقول نفط ومواقع استراتيجية، ولا تقتصر على مقار ومعسكرات الفصائل المتهمة بمهاجمة إسرائيل، حسب مصادر مقربة من قوى «الإطار التنسيقي». وتنقل مصادر صحافية «تقديرات حكومية» عن إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي».

توسيع دائرة الحرب

يبدو أن المخاوف العراقية السائدة، خصوصاً داخل الأوساط السياسية، إلى جانب الشكوى الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي ضد 7 فصائل مسلحة، وتحميل بغداد الهجمات التي تشنها الفصائل ضدها؛ دفعت الحكومة العراقية وعبر وزارة خارجيتها إلى توجيه رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ رداً على التهديدات الإسرائيلية ضد العراق.

وقالت وزارة الخارجية، السبت، إن «العراق يُعد ركيزة للاستقرار في محيطيه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة».

وأضافت أن «رسالة الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن تمثّل جزءاً من سياسة ممنهجة؛ لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة».

وشددت الوزارة على أن «لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الصهيوني في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الصهيوني بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات».

وتابعت أن «العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار». وشدد على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية التي تشكّل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي».

وأكدت «الخارجية» العراقية «الدعوة إلى تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار».

وقد طلب العراق تعميم الرسالة على الدول الأعضاء وإيداعها بوصفها وثيقة رسمية لدى المنظمات المعنية، حسب بيان «الخارجية».

السوداني خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني (رئاسة الوزراء العراقية)

أجواء ما قبل الضربة

يقول مصدر مقرّب من «الإطار التنسيقي»، إن «الأحزاب الشيعية الرئيسة تنظر بجدية بالغة إلى حجم التهديدات الإسرائيلية، وتحثّ حكومة السوداني على اتخاذ جميع الوسائل والإجراءات الكفيلة بتجنيب البلاد ضربة إسرائيلية محتملة».

ويؤكد المصدر «قيام جميع قادة الفصائل والقادة الشيعة البارزين باختيار مواقع بديلة، وتتحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد استبدال أماكن أخرى بمعظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وحول ما يتردد عن طيران إسرائيلي يجوب الأجواء العراقية، ذكر أن «لا شيء مؤكداً حتى الآن، لكنه غير مستبعد، خصوصاً أن الأجواء العراقية تسيطر عليها القوات الأميركية، وليست لدى العراق قدرة على إيقاف تلك الخروقات، ويفترض أن تقوم الجهات الأمنية بتبيان ذلك».

وتقدّم العراق رسمياً، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة «الانتهاك الصارخ» الذي ارتكبته إسرائيل بخرق طائراتها أجواءَ العراق وسيادته، واستخدام مجاله الجوي لضرب إيران.

دبلوماسية وقائية

يقول المحلل والدبلوماسي السابق غازي فيصل، إن الرسائل التي وجّهتها الحكومة العراقية إلى مجلس الأمن وبقية المنظمات الدولية والإسلامية، بمثابة «دبلوماسية وقائية»، تريد من خلالها تجنيب البلاد ضربة إسرائيلية محتملة.

ويعتقد فيصل أن الهجوم الإسرائيلي إذا وقع فإنه «سيستهدف فصائل مسلحة سبق أن وجّهت أكثر من 200 طائرة وصاروخ، ومستمرة في تهديداتها».

ويؤكد أن «فصائل مسلحة عراقية موالية لطهران تحشد في منطقة قضاء سنجار التي تمثّل موقعاً استراتيجياً على الطريق بين إيران والأراضي السورية للدعم اللوجيستي وتسليح القواعد في سوريا والعراق، وشن هجمات نحو القوات الأميركية و(التحالف الدولي)، والجولان، وهي واحدة من القواعد الاستراتيجية المهمة لـ(الحرس الثوري) الإيراني في العراق».

ويضيف فيصل أن «الفصائل المسلحة تصر على الاستمرار في الحرب، وترفض موقف الحكومة الذي يدعو إلى التهدئة والحياد ورفض الاعتداءات الإسرائيلية، وضمان حق الشعب الفلسطيني ورفض الاعتداء على لبنان».

كما أن رسائل الحكومة تأتي في سياق أنها «ليست مسؤولة بشكل مباشر عن استراتيجية الفصائل التي هي استراتيجية ولاية الفقيه الإيرانية. الرسالة جزء من الدبلوماسية الوقائية لتجنيب العراق الحرب ونتائجها الكارثية».

وسبق أن كرّر العراق مراراً عدم سماحه باستخدام أراضيه لمهاجمة دول الجوار أو أي دولة أخرى؛ لكن بعض الآراء تميل إلى أنه قد يسمح لإيران بذلك في حال شنّت إسرائيل هجوماً عليه.

عناصر من «حركة النجباء» العراقية خلال تجمع في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

300 هجوم إسرائيلي

من جانبه، تحدّث عمر الشاهر -وهو صحافي عراقي مطلع على نقاشات النخبة السياسية حول التصعيد في المنطقة- أن «الحكومة لديها تقديرات مقلقة بشأن الأمن القومي العراقي، تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد إلى قرابة 300 هجوم من طرف الكيان اللقيط المغتصب، في بحر 3 أيام».

وقال الشاهر، في تدوينة له عبر «فيسبوك»: «ليست هناك معلومات محددة عن طبيعة الأهداف ونوعيتها، ولكن فكرة تعرّض العراق إلى 100 هجوم يومياً على مدار 3 أيام جديرة بإثارة الهلع!».

وأضاف أن «جزءاً كبيراً من المعلومات التي استندت إليها حكومتنا في بناء تقديراتها، جاء من حلفاء دوليين كبار، تتقدمهم الولايات المتحدة، وأجزاء أخرى متفرقة جاءت من حلفاء ثانويين، ومن أطراف عراقية متداخلة في التطورات الإقليمية الراهنة».