باقري كني من بيروت: العلاقات مع السعودية تسير في الطريق الصحيح

وزير الخارجية الإيراني بالوكالة ربط «الاستقرار والثبات» في المنطقة بـ«المقاومة»

وزير خارجية إيران لدى وصوله إلى الخارجية اللبنانية (أ.ب)
وزير خارجية إيران لدى وصوله إلى الخارجية اللبنانية (أ.ب)
TT

باقري كني من بيروت: العلاقات مع السعودية تسير في الطريق الصحيح

وزير خارجية إيران لدى وصوله إلى الخارجية اللبنانية (أ.ب)
وزير خارجية إيران لدى وصوله إلى الخارجية اللبنانية (أ.ب)

قال وزير خارجية إيران بالوكالة علي باقري كني، اليوم (الاثنين) إن العلاقات السعودية الإيرانية تسير في الطريق الصحيح.وأضاف كني في مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت أن بلاده اتخذت «خطوات جادة» من أجل تعاون شامل مع السعودية. وأضاف أن السعودية وإيران «لديهما إرادة جادة لخلق منطقة مستقرة في هذه الفترة الحرجة والظروف الراهنة الحساسة».

وتطرق كني إلى الحرب في قطاع غزة وقال إن إسرائيل «تبحث الآن عن مخرج من غزة وليس بمقدورها إلحاق ضرر بلبنان».

واستهلَّ كني جولاته الخارجية، بعد تسلم منصبه، بزيارة بيروت التي أعلن منها أن العلاقة الوثيقة بين إيران ولبنان «مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة»، وأن «المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة».

وتطرق كني إلى الحرب في قطاع غزة وقال إن إسرائيل «تبحث الآن عن مخرج من غزة وليس بمقدورها إلحاق ضرر بلبنان».

وحط باقري كني في بيروت في أول زيارة له منذ مقتل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية شمال غربي إيران الشهر الماضي. والتقى في بيروت مسؤولين لبنانيين، في مقدمتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه بري.

تأتي هذه الزيارة «بهدف بحث العلاقات الثنائية بين إيران ولبنان وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما آخر التطورات في فلسطين»، حسبما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية.

ميقاتي مستقبلاً باقري كني بالسراي الحكومي في بيروت (د.ب.أ)

وزارة الخارجية

واستهل باقري كني لقاءاته، بزيارة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، الذي أعلن أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر بشأن المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة»، مضيفاً: «باقري أكد حرص إيران على استقرار لبنان».

وقال بوحبيب: «أكّدت موقف لبنان الرافض للحرب، وشرحت تصوّرنا للحلول المستدامة التي تعيد الهدوء والاستقرار من خلال سلّة متكاملة لتطبيق القرار 1701»، كاشفاً عن «أننا تداولنا في ضرورة وقف حرب غزة، فالجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين تقوّض فرص السلام في المنطقة».

خلال مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية اللبنانية ونظيره الإيراني (أ.ب)

وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال بوحبيب: «تداولنا بشأن الوضع جنوباً، وأكدت موقف لبنان الرافض للحرب كما أثبتت الأحداث منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ولتاريخه»، لافتاً إلى أنه شرح لنظيره الإيراني «التصور اللبناني لإيجاد حلول مستدامة تعيد الهدوء والاستقرار إلى الجنوب من خلال سلة متكاملة تضمن التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن 1701». وتابع: «تطرقنا أيضاً إلى وضع غزة والأفكار والمبادرات الأخيرة حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع وتبادل الأسرى».

كما قال بوحبيب إنه «كان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن استمرار الحرب على غزة، والجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين، مما يقوّض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. وشدد على حرص بلاده على استقرار لبنان».

باقري كني

بدوره، قال باقري كني إن إيران «تهدف إلى دعم الاستقرار والأمان والأمن والتقدم في لبنان ولم تألُ جهداً إلا وبذلته من أجل تعزير تقدم الشعب اللبناني ورفاهيته». وتابع: «إن العلاقة الوثيقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية مؤشر رئيسي على الاستقرار في المنطقة، كما أن المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة».

ولفت إلى أنه ناقش مع بوحبيب «الأحداث في غزة خصوصاً في رفح، وكنا متفقين على وجوب أن تتبنى دول المنطقة خصوصاً الدول الإسلامية حركة مشتركة لغرض التصدي للعدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني بخاصة في رفح»، مشيراً إلى «أننا توافقنا على مبادرة تتمثل في عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بوصفه مقترحاً مشتركاً يمكّننا من اتخاذ خطوة حازمة جماعية في هذا الصدد».

بري مستقبلاً باقري كني (رئاسة مجلس النواب اللبناني)

وزار باقري كني رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث «جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ولبنان إضافةً إلى العلاقات الثنائية بين البلدين»، حسبما أفادت رئاسة مجلس النواب.

كما استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، باقري كني، في أول زيارة له إلى لبنان.

وينتقل باقري كني إلى دمشق، بعد زيارة لبنان، لإجراء محادثات مع مسؤولين سوريين.


مقالات ذات صلة

النزوح يضاعف معاناة المرضى اللبنانيين المصابين بالأمراض المزمنة

المشرق العربي مرضى يخضعون لعلاج غسيل الكلى في مستشفى مرجعيون بجنوب لبنان (رويترز)

النزوح يضاعف معاناة المرضى اللبنانيين المصابين بالأمراض المزمنة

تضاعفت معاناة اللبنانيين المصابين بالأمراض المستعصية والمزمنة بفعل النزوح، بعدما انتقلوا للعيش في مراكز الإيواء ومساكن مستأجرة.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني خلال مناقشته بنود الورقة الأميركية مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين (أ.ف.ب)

مساهمة بريطانية في استحداث مراكز عسكرية للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية

تصدرت عودة النازحين إلى بلداتهم في جنوب لبنان أولويات المفاوض اللبناني الذي أزال جميع العوائق أمام عودتهم بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي السفينة الحربية الألمانية المشاركة في «يونيفيل» تطلق صواريخ خلال تدريبات قرب جزيرة كريت الشهر الماضي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصدر دبلوماسي: ألمانيا لم تُسأل عن المشاركة بلجنة تنفيذ اتفاق بين لبنان وإسرائيل

استبق مصدر دبلوماسي غربي المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية بالتأكيد أن ألمانيا لم تُفاتح بمشاركتها بلجنة مقترحة لمراقبة تنفيذ «1701».

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء عبورهم إلى سوريا سيراً على الأقدام عبر حفرة ناجمة عن غارات جوية إسرائيلية تهدف إلى قطع الطريق السريع بين بيروت ودمشق عند معبر المصنع في شرق البقاع بلبنان في 5 أكتوبر 2024 (أ.ب)

عبور 385 ألف سوري و225 ألف لبناني من لبنان إلى سوريا منذ 23 سبتمبر

أظهر تقرير للحكومة اللبنانية تسجيل عبور أكثر من 385 ألف سوري و225 ألف لبناني إلى الأراضي السورية منذ 23 سبتمبر (أيلول) وحتى الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي آلية لقوات «اليونيفيل» ضمن قافلة تمر من مدينة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

«توسعة عملية» لصلاحيات «اليونيفيل» تشمل ملاحقة الأسلحة في جنوب لبنان

عكس إعلان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الخميس، عن الرد على مصادر النيران إثر تعرض إحدى دورياتها لإطلاق نار في جنوب لبنان، تحوّلاً في تجربتها

نذير رضا (بيروت)

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
TT

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)

اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري بسام الصباغ في دمشق، الأحد، أنه «من الضروري للغاية ضمان أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان وأن نجنب جر سوريا» إلى النزاع في المنطقة.

من جانبها، لم تصدر الخارجية السورية أي تفاصيل حول نتائج لقاء بيدرسن والصباغ، واكتفت ببيان مختزل أعلنت فيه عن اللقاء دون تفاصيل.

وكانت تقارير إعلامية محلية قد أفادت في وقت سابق بأن زيارة بيدرسن الثانية إلى دمشق خلال هذا العام تهدف إلى بحث إمكانية استئناف اللجنة الدستورية اجتماعاتها المتعثرة منذ أكثر من عامين، بسبب الخلاف على مكان عقد الاجتماع، وذلك بعد الرفض الروسي القاطع لعقدها في جنيف على خلفية موقف سويسرا من الحرب الروسية - الأوكرانية.

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، عن مصادر قولها إن بيدرسن «بات على قناعة بأنه لا بد من انعقاد هذه اللجنة في العواصم العربية المرشحة لاستضافتها، وهي بغداد والرياض والقاهرة، لكون الجانب الروسي يرفض رفضاً قاطعاً انعقادها في جنيف».

وعقدت اللجنة الدستورية 8 جلسات وتم تأجيل الجلسة التاسعة بعد طلب روسيا تغيير مكان انعقاد المحادثات، ولم يتم التوافق على مكان آخر. وحسب صحيفة «الوطن»، يجري بيدرسن مباحثات مع المسؤولين السوريين في دمشق التي وصلها يوم الأربعاء، حول إمكانية استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، صرّح في وقت سابق لوكالة «تاس» الروسية بأن جنيف هي المكان الوحيد المرفوض من قبل الجانب الروسي، لافتاً إلى قبول موسكو بأي من الأماكن الأخرى المقترحة. وفيما يتعلق بمقترح عقد الاجتماع في بغداد، قال لافرنتيف إن المعارضة السورية رفضت هذا الاقتراح باعتبار بغداد مكاناً غير محايد لها؛ لأن الحكومة العراقية داعمة لدمشق. وأضاف: «لا تزال المعارضة تصر على رفض هذا الخيار، رغم أنه لا يمكن أن يؤثر على سير المفاوضات الدستورية». وحسب المسؤول الروسي، فقد أكدت موسكو لبيدرسن ضرورة مواصلة الجهود لاستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية، كما دعته لبذل الجهود بدلاً من الدعوة إلى ممارسة النفوذ على هذا الجانب أو ذاك.

ومنذ بدء النزاع في سوريا، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافاً إيرانية وأخرى تابعة لـ«حزب الله» اللبناني. وازدادت وتيرة الغارات على وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها إسرائيل مع «حزب الله» في لبنان المجاور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 105 أشخاص، معظمهم مقاتلون موالون لإيران، في حصيلة جديدة لغارات إسرائيلية استهدفت، الأربعاء، 3 مواقع في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ضمّ أحدها اجتماعاً «لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة (النجباء) العراقية و(حزب الله) اللبناني». وكان المرصد أحصى مقتل 92 شخصاً في حصيلة سابقة لهذه الغارات. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتقول في الفترة الأخيرة إنها تعمل على منع «حزب الله» من «نقل وسائل قتالية» من سوريا إلى لبنان.