طرد ممرضة أميركية من عملها بسبب وصفها أحداث غزة بـ«الإبادة الجماعية»

متظاهر مؤيد للفلسطينيين خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)
متظاهر مؤيد للفلسطينيين خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)
TT

طرد ممرضة أميركية من عملها بسبب وصفها أحداث غزة بـ«الإبادة الجماعية»

متظاهر مؤيد للفلسطينيين خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)
متظاهر مؤيد للفلسطينيين خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك (إ.ب.أ)

تعرضت ممرضة أميركية من أصل فلسطيني للطرد من عملها بمستشفى في ولاية نيويورك الأميركية، بسبب وصفها للأحداث في قطاع غزة بـ«الإبادة الجماعية».

وكانت الممرضة حسن جبر، قد مُنحت جائزة من جامعة «نيويورك لانغون هيلث» لتقديمها الرعاية الرحيمة للأمهات اللاتي فقدن أطفالهن. ولكن بعد فترة وجيزة، قالت الممرضة إن المستشفى طردها بسبب الخطاب الذي ألقته عندما قبلت الجائزة.

وتحدثت جبر في الخطاب عن معاناة النساء الفلسطينيات وسط الحرب الإسرائيلية، والتي وصفتها بـ«الإبادة الجماعية». وفي كلمتها، وفقاً لمقطع فيديو نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، ربطت جبر بين عملها مع الأمهات الثكالى في نيويورك والحرب في غزة.

وتقول جبر: «يؤلمني أن أرى النساء من بلدي يعانين من خسائر لا يمكن تصورها خلال الإبادة الجماعية الحالية في غزة. هذه الجائزة شخصية للغاية بالنسبة لي لهذه الأسباب».

وأضافت: «على الرغم من أنني لا أستطيع أن أمسك أيديهم وأواسيهم وهم يحزنون على أطفالهم الذين لم يولدوا بعد والأطفال الذين فقدوا خلال هذه الإبادة الجماعية، فإنني آمل أن أستمر في جعلهم فخورين وأنا أواصل تمثيلهم هنا في جامعة نيويورك».

وقالت جبر إن هذه التصريحات أدت إلى فصلها من العمل يوم 22 مايو (أيار) بعد عودتها إلى عملها عقب الحفل، وتابعت في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز»: «بمجرد دخولي الوحدة، تم سحبي إلى اجتماع غير مخطط له مع الرئيس ونائب رئيس التمريض في جامعة نيويورك لانغون لمناقشة كيف «أعرض الآخرين للخطر»، و«أفسد الحفل»، و«أهين الناس»، ولأنها كتبت في منشور على موقع «إنستغرام»: «جزء صغير من كلمتي كان بمثابة تكريم للأمهات الثكالى في بلدي».

وتابعت الممرضة أنها عملت بعد ذلك معظم نوبة عملها قبل أن يتم استدعاؤها إلى أحد المكاتب، حيث تم فصلها واصطحابها خارج المبنى.

ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم جامعة نيويورك لانغون ستيف ريتي، إن جبر طُردت بعد خطابها، قائلاً إنه كانت هناك «حادثة سابقة أيضاً»، وتابع في بيان: «تم تحذير حسن جبر في ديسمبر (كانون الأول)، بعد حادثة سابقة، من عدم طرح آرائها حول هذه القضية المثيرة للخلاف والمشحونة في مكان العمل. لقد اختارت بدلاً من ذلك عدم الالتفات إلى ذلك في حفل تكريم الموظفين الأخير الذي حضره زملاؤها على نطاق واسع، والذين شعر بعضهم بالاستياء بعد تعليقاتها». وأضاف: «ونتيجة لذلك، لم تعد موظفة في جامعة نيويورك لانغون».

وأشارت جبر إلى وجود توترات في مكان العمل منذ فترة طويلة. وقالت الممرضة التي عملت في جامعة نيويورك لانغون منذ عام 2015، إنه تم استجوابها مراراً وتكراراً في الأشهر الأخيرة من قبل مديري المستشفى حول منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي حول إسرائيل والحرب في غزة. ووصفت كلمتها في حفل توزيع الجوائز بأنها «القشة التي قصمت ظهر البعير».

وتمت دعوة الممرضة إلى المنصة وألقت كلمة قصيرة في حفل توزيع الجوائز، حيث حصلت، وفقاً للمستشفى، على جائزة مُنحت إلى «ممرضة تجسد ما يعنيه تقديم الرعاية الرحيمة للمرضى» وأسرهم في أثناء الفجيعة في الفترة المحيطة بالولادة.

وتم فصل موظفين آخرين في جميع أنحاء البلاد أو إيقافهم عن العمل أو التحقيق معهم بسبب تعليقاتهم حول الحرب الإسرائيلية على غزة. في حين أن بعض الولايات، مثل كونيتيكت، قيدت قدرة أصحاب العمل على فصل العمال بسبب آرائهم أو خطابهم، فإن تدابير الحماية التي توفرها نيويورك للعمال محدودة أكثر، وفقاً للصحيفة.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة في غزة أعلنت، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 36 ألفاً و171 قتيلاً، بينما ازداد عدد المصابين إلى 81 ألفاً و420 مصاباً.


مقالات ذات صلة

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

يشعر الفلسطينيون في غزة بالخوف من أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع، بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أفراد من القوات المسلحة الأردنية يسقطون مساعدات جوية على غزة 9 أبريل 2024 (رويترز)

طائرات عسكرية أردنية تسقط مساعدات على شمال قطاع غزة

قال مصدر رسمي إن طائرات عسكرية أردنية أسقطت، الثلاثاء، مساعدات على شمال غزة لأول مرة في خمسة أشهر للمساعدة في تخفيف وطأة الوضع الإنساني المتردي في القطاع.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)

غارة إسرائيلية تدمر مبنى يؤوي نازحين في قلب بيروت... وحزام ناري على الضاحية

TT

غارة إسرائيلية تدمر مبنى يؤوي نازحين في قلب بيروت... وحزام ناري على الضاحية

دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

رغم الحديث عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، مازال الجيش الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على مناطق عدة في لبنان خصوصا في العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.

ومن دون إنذار مسبق، استهدف الطيران الإسرائيلي مبنى في منطقة النويري في محيط مجمع خاتم الانبياء، في قلب العاصمة بيروت متسببا بانهياره بالكامل في غارة عنيفة.

وبحسب المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام لبنانية المبنى مؤلف من 4 طبقات، وكان يستخدم كمطبخ لتجهيز الوجبات للنازحين، كما يضم العديد من النازحين.

كذلك، استهدفت سلسلة غارات متزامنة ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء، بشكل غير مسبوق، بعد وقت قصير من إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء عشرين مبنى في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل «حزب الله» قرب العاصمة.

وتصاعدت سحب دخان وغبار ضخمة الواحدة تلو الأخرى من خمس مواقع على الأقل، إثر غارات تردد صداها في بيروت.

وجاء التصعيد قبيل اجتماع يعقده مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مساء الثلاثاء لاتخاذ قرارا بشأن وقف اطلاق النار في لبنان.

وشن الطيران ال‘سرائيلي غارات متزامنة وعنيفة، واستهدف برج البراجنة والرمل العالي -تحويطة الغدير، مشكلا حزاما نارياً لف المنطقة.

بعد الظهر، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارا بإخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل أن يستهدفها.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وجه إنذارين عاجلين إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: برج البراجنة، تحويطة الغدير. وقال: «أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب، من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».