وجه رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الاثنين، مناشدة إلى حكومة بلاده بالسماح بدخول المصابين الفلسطينيين من رفح إلى مصر، عارضاً التكفل بمصاريف علاجهم.
وقال ساويرس عبر منصة «إكس»: «أناشد المسؤولين في مصر بالسماح بدخول المصابين وسأتكفل بمصاريف العلاج، برجاء الاستجابة، ولكم خالص الامتنان و(نص) الثواب».
اناشد المسؤلين في مصر بالسماح بدخول المصابين لمصر و سأتكفل انا بمصاريف العلاج برجاء الإستجابة و لكم خالص الإمتنان و نص الثواب .. https://t.co/x05DuCQSY1
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) May 27, 2024
وجاءت المناشدة تعليقاً على تغريدة من أحد مستخدمي المنصة قال فيها: «مطلوب منك كرجل مصري صعيدي أن تتدخل لخروج أهل غزة المصابين للعلاج، وأنت بعون الله قادر على ذلك».
وتفاعل الكثيرون مع مناشدة رجل الأعمال المصري بين الترحيب والانتقاد، فيما طالب آخرون ساويرس بوقف أي تعامل تجاري مع إسرائيل من خلال شركاته، ما دفع رجل الأعمال المصري للتغريد قائلاً: «أتحدى أن يكون هناك أي تعامل تجاري أو غيره»
وتزامنت مناشدة ساويرس مع التنديد العربي والدولي بمقتل 45 شخصاً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» الاثنين، في ضربة إسرائيلية استهدفت الليلة الماضية مأوى للنازحين في رفح.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: «تحديث خاص بإحصائية مجزرة رفح أمس: 45 شهيداً منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 جريحاً». وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 40 شخصاً.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مجمّعاً لـ«حماس»، وقتل قياديين من الحركة، لافتاً إلى فتح تحقيق في مقتل مدنيين جراء الضربة.
وأوضح آفي هايمان، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: «نحن نحقق في الحادثة، لقد كان أمراً خطيراً بالتأكيد، أي خسارة في الأرواح، في أرواح المدنيين، أمر خطير ومؤلم».
وأضاف: «نسعى إلى ملاحقة (حماس) والحد من الخسائر في صفوف المدنيين... ستتكشف تفاصيل القصة».
يُذكر أن السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح قال في تصريحات سابقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في أبريل (نيسان) إن 80 ألفاً إلى 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وتفرض إسرائيل حصاراً بحرياً وبرياً على غزة منذ أن سيطرت «حركة حماس» على القطاع في عام 2007.
ومعبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة التي لا تسيطر عليها إسرائيل بين العالم الخارجي وقطاع غزة، وهو شريط ساحلي ضيق يقطنه نحو مليوني فلسطيني، نصفهم يعيشون تحت خط الفقر.
وتأتي مناشدة ساويرس، فيما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي، من الحزبين: «الديمقراطي» و«الجمهوري»، برئاسة السيناتور جيري موران، عضو لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ إلى ضرورة تكثيف الجهود لاحتواء الموقف ووقف الحرب في غزة، بما يضع حداً للمأساة الإنسانية المستمرة التي يعيشها أهالي القطاع، ويحول دون توسع الصراع.
وتأتي زيارة الوفد الأميركي في إطار «الأهمية الخاصة التي توليها واشنطن للشراكة الاستراتيجية مع مصر»، وفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية الذي نقل في بيان له عن الوفد الأميركي «تقديره للجهود المصرية لإرساء السلام والأمن بالمنطقة، ودور مصر في دفع الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين والرهائن والأسرى، ولإدخال المساعدات الإنسانية».
وأكد الرئيس المصري «ضرورة تكثيف الجهود لاحتواء الموقف ووقف الحرب، بما يضع حداً للمأساة الإنسانية المستمرة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، ويحول دون توسع الصراع وامتداده»، مشدداً -وفق البيان- على «المخاطر الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وتداعياتها الإنسانية والأمنية».
وطالب السيسي بـ«ضرورة الانخراط الدولي الجاد في تطبيق حل الدولتين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية»، ووصفه بأنه «مسار تحقيق العدل والسلام والأمن لجميع شعوب المنطقة».
وكانت مصر قد أدانت «بأشد العبارات» القصف الإسرائيلي لمخيمات النازحين في رفح، واصفة إياه بـ«المتعمد». وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن مصر «تدين بأشد العبارات قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في رفح» الذي أوقع 40 قتيلاً؛ وفق الدفاع المدني في قطاع غزة. وعدَّ البيان قصف مخيمات النازحين «انتهاكاً جديداً وصارخاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب».
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى ضرورة تضافر التحركات العربية والأوروبية، للوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة، مع ضرورة تحمل إسرائيل المسؤولية القانونية عن الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وخلال مشاركته، في الاجتماع المشترك لمجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، مع عدد من وزراء الخارجية العرب، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، للتباحث حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أكد شكري أن «ما وصلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، من ارتفاع غير مسبوق في أعداد الشهداء الذين تجاوزوا 35 ألفاً، أغلبهم من النساء والأطفال، يضع جميع الأطراف الدولية اليوم أمام مسؤولياتها القانونية والإنسانية، وما سيسطره التاريخ عن ماهية معايير تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة الإنسانية في غزة».
واتهم الوزير المصري إسرائيل بـ«الإمعان في تنفيذ سياساتها الممنهجة باستهداف المدنيين، وإحكام الحصار، وتجويع الفلسطينيين في غزة»، منتقداً «رفض بعض الدول إدانة الانتهاكات الإسرائيلية المخالفة لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بالشكل الملائم، وعدم دعمها لمحاسبة مرتكبيها».
وجدَّد شكري التزام بلاده تجاه ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية للفلسطينيين في غزة بشكل كامل، ودون عوائق، مؤكداً أن مصر أخذت على عاتقها، منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة، فتح معبر رفح لإدخال المساعدات، ومن خلال جهود الإنزال الجوي، فضلاً عن استقبال الجرحى الفلسطينيين، وتسهيل إقامة عدد من المستشفيات الميدانية ومراكز الإيواء، لتخفيف معاناة النازحين داخل القطاع.
ووفق الدكتور خالد زايد، رئيس «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، فإنه تم تجهيز 200 شاحنة مساعدات، تضم شاحنات وقود ومواد إغاثية، تمهيداً لدخولها من معبر كرم أبو سالم. وأضاف زايد لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن نحو 127 شاحنة دخلت إلى غزة، الأحد، من بينها 123 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية، و4 شاحنات وقود تم تسليمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، و«الهلال الأحمر الفلسطيني» في غزة.