نتنياهو على حدود لبنان متوعداً بـ«مفاجآت»

إسرائيل تغتال مدرساً من «حزب الله» وتصيب تلامذة


رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية أمس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية أمس (د.ب.أ)
TT

نتنياهو على حدود لبنان متوعداً بـ«مفاجآت»


رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية أمس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية أمس (د.ب.أ)

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس (الخميس)، بمفاجآت عسكرية ضد لبنان، قائلاً خلال زيارته القيادة الشمالية على الحدود: «نحن نعمل باستمرار على الجبهة الشمالية، ولدينا خطط مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة»، مشيراً إلى «أننا نعمل طوال الوقت على الجبهة الشمالية»، ولفت إلى «أننا قضينا حتى الآن على المئات من عناصر (حزب الله)، ولا تزال اليد مثنيّة، حتى اليوم».

وقال نتنياهو إنه تلقى «مراجعة» من قائد القيادة الشمالية. وأوضح: «لدينا خطط مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة... لكنني لا أشارك العدو هذه الخطط التي تهدف إلى إعادة الأمن للشمال وإعادة السكان سالمين إلى منازلهم».

يأتي ذلك في ظل تبادل متواصل للقصف. ونجا أطفال لبنانيون كانوا على متن حافلة لنقل التلامذة في منطقة النبطية، إثر غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل عنصر في «حزب الله»، يعمل أستاذاً في المنطقة. وأسفرت كذلك عن إصابة 3 تلامذة. ورد الحزب بقصف قاعدتين عسكريتين في ‏بيت هيلل وغيليت بالصواريخ.


مقالات ذات صلة

1.8 مليون حاج وقفوا على صعيد عرفة

الخليج ضيوف الرحمن على صعيد عرفة أمس (أ.ب)

1.8 مليون حاج وقفوا على صعيد عرفة

أدى حجاج بيت الله الحرام أمس الموافق التاسع من شهر ذي الحجة، ركن الحج الأعظم على صعيد عرفات، وشهدوا خطبة عرفة التي ألقاها في مسجد نمرة، الشيخ ماهر المعيقلي

«الشرق الأوسط» (المشاعر المقدسة)
المشرق العربي أطفال في خان يونس بجانب حظيرة للماشية عشية عيد الأضحى (إ.ب.أ)

غزة... الحرب مستمرة والعيد غائب

يحل عيد الأضحى هذه السنة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الذي شهد أمس معارك ضارية تركزت في رفح بأقصى جنوبه، وأسفرت عن مقتل 8 جنود إسرائيليين.

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» ( غزة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

خط دفاعي تركي في شرق إدلب

تنشغل تركيا بجهود دبلوماسية للحؤول دون إجراء انتخابات الإدارة الذاتية (الكردية) في شمال شرقي سوريا، بالترافق مع تهديدات وحشود عسكرية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ جاكوبسون كانت سفيرة واشنطن في أثيوبيا في 2022 (الخارجية الأميركية)

بايدن يجهز للعراق سفيرة مناهضة لنفوذ إيران

فاجأت تريسي جاكوبسون، مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب السفير لدى العراق، الأوساط العراقية الرسمية والسياسية، بتصريحات غير مألوفة عن النفوذ الإيراني

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية 
مقطع من فيديو لحميد نوري خاطب «مجاهدي خلق» فور وصوله إلى إيران قائلاً: «أين انتم الآن؟ مشرَّدون» (التلفزيون الإيراني)

«صفقة سجناء» بين إيران والسويد

بعد وساطة عُمانية، أبرمت طهران واستوكهولم صفقة لتبادل السجناء؛ أبرزهم حميد نوري، المُدان في السويد بالمؤبد، على خلفية دوره في إعدامات عام 1988.

راغدة بهنام (برلين) «الشرق الأوسط» (لندن)

اتهامات وتحقيقات في إسرائيل بعد كمين «مركبة النمر»

الدخان يتصاعد بالقرب من مخيم مؤقت للفلسطينيين النازحين بمنطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بالقرب من مخيم مؤقت للفلسطينيين النازحين بمنطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اتهامات وتحقيقات في إسرائيل بعد كمين «مركبة النمر»

الدخان يتصاعد بالقرب من مخيم مؤقت للفلسطينيين النازحين بمنطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بالقرب من مخيم مؤقت للفلسطينيين النازحين بمنطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

لم تهدأ في إسرائيل بعد العاصفة التي أعقبت مقتل 8 جنود دفعة واحدة في مركبة «النمر» المدرعة التي تحولت مقبرةً للجنود في رفح بدل أن تكون حاميتهم المفضلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنود إضافيين في مدينة رفح وأيضاً في شمال قطاع غزة؛ ليرتفع بذلك عدد الذين قُتلوا يوم السبت إلى 12 جندياً، في أعلى حصيلة قتلى للجنود الإسرائيليين في يوم واحد منذ أكثر من 6 أشهر.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد مقتل ثمانية جنود إسرائيليين، بينهم ضابط في تفجير ناقلة جند من طراز «نامير» (النمر) في حي تل السلطان في رفح، وأظهرت التحقيقات الأولية أن المركبة التي أقلت الجنود ضمن قافلة نحو الساعة 5 صباحاً بعد هجوم ليلي ضد «حماس» في المناطق الشمالية - الغربية من حي تل السلطان، كانت متجهة إلى المباني التي سيطر عليها الجيش كي تتمكن القوات من أخذ قسط من الراحة بعد العملية الليلية. وكانت مركبة «النمر» هي الخامسة أو السادسة في طابور القافلة، وفي لحظة معينة تعرّضت لانفجار كبير ناجم عن قنبلة زُرعت مسبقاً أو عبوة ناسفة وضعت مباشرة على المركبة أو صاروخ مضاد للدبابات.

جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش يحقق

وجاء الحادث بعد 6 أشهر من الحادث الأكثر دموية بالنسبة للجيش الإسرائيلي في شهر يناير (كانون الأول)، حين قُتل 21 جندياً في انفجار أعقب إطلاق «حماس» صاروخ «آر بي جي» الذي أدى إلى انهيار مبنيين. وفي حين أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن حزنه العميق لمقتل الجنود، قال وزير الدفاع يواف غالانت إن الألم كبير.

ويحقق الجيش الإسرائيلي فيما حدث بعد إعلان «حماس» أنها نفذت عملية مركّبة، وقتلت كل الجنود في «مركبة النمر»، تحولت القضية في إسرائيل مثار جدل كبير وفرصة لإطلاق التحذيرات والاتهامات كذلك. والهجوم الذي نفذته «حماس» على مركبة «النمر» يضاف عملياً إلى سجل الكوارث المتعلقة بناقلات الجنود المدرعة منذ بداية الحرب.

ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الأحداث الخطيرة التي وقعت خلال الحرب وحوّلت «النمر» «فخاً للموت»؛ ما أًثار أسئلة صعبة حول مدى التزام الجيش الإسرائيلي بإجراءات السلامة والتكتيكات الميدانية لجنوده. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش فتح تحقيقاً للتأكد من أن جميع البروتوكولات قد تم اتباعها لتجنب مثل هذه الكوارث في المستقبل.

وتمثل ناقلة الجنود المدرعة «النمر» نسخة محسنة من مركبة «ميركافا» المدرعة، وتم تطويرها في إسرائيل، ويمكن أن تحمل 10 مقاتلين، وهي تتمتع بقدرات هندسية مثل وسائل اختراق حقول الألغام.

فلسطينيون يسيرون بالقرب من أنقاض المنازل المُدمَّرة في غزة (رويترز)

«نمط القتال معيب»

ولا يتعلق الجدل حول «النمر» فقط، بل انتقل إلى الحرب نفسها؛ إذ قال تقرير لموقع «واللا» الإسرائيلي إن عدداً كبيراً من ضباط الاحتياط في الجيش وجهوا انتقادات لاذعة للقيادة السياسية في أعقاب مقتل جنود مركبة «النمر». وقال أحد الضباط إن «نمط القتال في رفح معيب، وكان ينبغي أن تسير العمليات العسكرية بطريقة أسرع وأكثر حسماً».

وقال ضابط آخر إن هناك «شعوراً بين كبار ضباط الاحتياط في الجيش بأنه لا يوجد هدف واضح للكثير من المهام في غزة». كما نقل المراسلون العسكريون شكاوى ضباط كبار في الجيش ينتقدون سلوك أصحاب القرار على المستويين السياسي والأمني.

وقال مراسل «القناة 14 إنه سمع «أكثر من مرة من ضباط كبار، انتقادات لسلوك أصحاب القرار على المستويين السياسي والأمني، لكن ما سمعته الليلة مختلف تماماً؛ إذ أصبح الأمر يتعلق بأزمة ثقة كبيرة وبغضب وإحباط حقيقيين قد يتطوران في الأيام المقبلة إلى مستويات معقدة». كما عالج تقرير على موقع «واي نت» الإسرائيلي الضغوط الكبيرة على الجيش التي تتمثل في العبء غير العادي والتحديات الفنية والإدارية.

جنود إسرائيليون بمخيم الفارعة للاجئين بالقرب من طوباس في الضفة الغربية (رويترز)

3 جبهات تغلي

وحذّرت الصحيفة من أن الوضع على وشك الغليان والانهيار مع عبء الاحتياطيات على الجمهور وتكاليف المعيشة والمهمات في ثلاثة قطاعات تغلي، وهي غزة، وشمال إسرائيل على الحدود اللبنانية، والضفة الغربية. وقالت إن «استنزاف الألوية النظامية لمدة ثمانية أشهر متتالية يحتاج إلى معالجة عاجلة قبل أن نخاطر بقواتنا. فإذا لم نعد إلى رشدنا ونتعامل مع هذه المشاكل، فقد نجد أنفسنا في حروب أكثر قسوة مع جيش ضعيف ومجتمع محطم». وتابعت الصحيفة قائلة: «هذا إنذار حقيقي يتطلب استجابة فورية وفعالة من الحكومة والقادة العسكريين لضمان أمن الدولة ومستقبلها».

وفي مرحلة لاحقة انضم جنرالات متقاعدون لمهاجمة الحكومة وسياستها في غزة. وقال اللواء الاحتياط المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إسحاق بريك الذي يلقب بـ«نبي الغضب» إن «الحرب في غزة فقدت غايتها، وهي مستمرة فقط من أجل مصلحة نتنياهو».

واعتبر بريك أن قدرة الجيش تقلصت في 20 عاماً حتى بات لا يمكنه الانتصار على حركة مثل «حماس».

وأضاف: «ما يجري في رفح عار، فنحن لا نقاتل (حماس) بشكل فعلي، بل هم يفخخون الطرقات ونحن نُقتل». وحذّر بريك من هزيمة استراتيجية قائلاً: «إننا أمام هزيمة استراتيجية لم نشهدها منذ تأسيس البلاد». وساند اللواء المتقاعد يسرائيل زيف، زميله بريك قائلاً إن «الحرب تنتقل الآن إلى أخطر مراحلها، وإسرائيل تنزلق ببطء نحو فقد المبادرة وحرب استنزاف».