«دكتور فود» ملاحق بجرائم «تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها»

بعد تحقيقات استغرقت ثلاثة أشهر

جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)
جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

«دكتور فود» ملاحق بجرائم «تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها»

جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)
جورج ديب الملقب «دكتور فود» متهم بالاتجار بالمخدرات (الوكالة الوطنية للإعلام)

تحوّل رجل الأعمال اللبناني جورج ديب، الملقّب «دكتور فود»، من أحد أبرز المشاهير، إلى ملاحق بجرم تصنيع المخدرات والاتجار بها، بعد قرار قاضي التحقيق في جبل لبنان القاضي زياد الدغيدي بالادعاء عليه بهذه الجرائم الخطيرة.

وأكد مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن الدغيدي «استدعى ديب إلى جلسة تحقيق يعقدها يوم الاثنين في مكتبه في قصر العدل في بعبدا، لاستجوابه وتقديم دفاعه تجاه الجرائم المنسوبة إليه، ومواجهته بالأدلة التي تعزز الشبهات حول تورطه بجرائم المخدرات».

وادعى الدغيدي على جورج ديب وشخص سوري لم يكشف اسمه، بجرائم «تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها إلى الخارج، وذلك سنداً للمادة 125 من قانون المخدرات، معطوفة على المادة 13 منه، والتي تنصّ على الأشغال الشاقة المؤقتة التي تتراوح ما بين 5 و10 سنوات»، وذلك بناء على معلومات توفرت لقاضي التحقيق بأن ديب «يستغلّ شهرته ومؤسسته المخصصة لتصنيع الطعام والحلوى للاتجار بالمخدرات».

وبدأت خيوط هذه القضية تتكشّف قبل أربعة أشهر، عندما ضبط جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي مطلع العام الحالي، مواد غذائية وأطعمة مصنّعة لدى معامل «دكتور فود»، محشوّة بالمخدرات ومعدّة للتصدير إلى إحدى الدول الخليجية. وقد جرى استجواب جورج ديب الذي نفى حينها نفياً قاطعاً أن تكون البضاعة عائدة له أو مصنّعة في معامله، زاعماً أنها مقلّدة وأن هناك من استخدم الاسم التجاري لمؤسسته في هذه العملية. لكنه اعترف بأنه يتعاطى المخدرات ولا يتاجر بها، وعندها ادعت عليه النيابة العامة في جبل لبنان بجرم تعاطي المخدرات فقط وأفرجت عنه.

ويعدّ جورج ديب رجل أعمال ناجحا، واشتهر بتقديم الاستشارات حول الطهي، وهو صاحب رأي مؤثر في الطعام الذي تقدّمه مطاعم لبنانية وأجنبية وفي إدارة هذه المطاعم، ويمتلك مصنعاً للحلوى، وهو مشهور بتصدير منتجاته إلى الخارج، خصوصاً الدول العربية، ولديه ملايين المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم تكن إفادة جورج ديب كافية لدى قاضي التحقيق، الذي عدّ أن المسألة تحتاج إلى أدلة لتأكيد كلام ديب أو نفيه. وأكد المصدر القضائي أن القاضي الدغيدي «لدى تسلّمه الملفّ، سطّر استنابة إلى الأجهزة الأمنية، طلب بموجبها إخضاع البضاعة المضبوطة للفحص والتحليل، والتثبّت مما إذا كانت مقلّدة وغير عائدة لمصانع جورج ديب»، مشيراً إلى أن «نتائج التحاليل التي تأخرت لأكثر من ثلاثة أشهر، بيّنت أن المواد الغذائية عائدة فعلاً لمصنعه، فجرى الادعاء عليه مع شخص سوري ضبطت البضاعة بحوزته في المطار أثناء شحنها».

واستكمالاً للمعطيات التي تتكوّن منها الأدلة، سطّر القاضي الدغيدي استنابة إلى الأجهزة الأمنية، طلب فيها «دراسة حركة الاتصالات العائدة إلى رقمين هاتفيين تحوم حولهما شبهات، وبيان ما إذا كان الرقمان تواصلا مع الشخص السوري الذي أوقف في مطار بيروت خلال شحن البضاعة».

ولفت المصدر إلى أن «الشخص المذكور كان نفى أي علاقة للمدعو (دكتور فود) بالشحنة المحشوة بالمخدرات، وأعطى اسماً وهمياً لصاحب البضاعة وادعى أنه يجهل كامل هويته».


مقالات ذات صلة

عائلة بريطانية تريد شراء مزرعة للتنقيب عن جثة

يوميات الشرق أنفقت الشرطة 160 ألف جنيه إسترليني في إجراءات البحث (أ.ب)

عائلة بريطانية تريد شراء مزرعة للتنقيب عن جثة

تسعى عائلة امرأة اختُطفت وقُتلت في مزرعة، إلى شراء الأرض للتنقيب عن جثتها بعد 55 عاماً من مقتلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جورج إبراهيم عبدالله (أرشيفية)

القضاء الفرنسي ينظر في طلب جديد للإفراج عن اللبناني جورج عبدالله

ينظر القضاء الفرنسي الاثنين في طلب جديد للإفراج المشروط عن اللبناني جورج إبراهيم عبدالله الذي يقبع في السجن منذ 40 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أميركا اللاتينية ضباط كينيون خلال دورية لحفظ الأمن في بور أو برنس بهايتي (رويترز)

هايتي تنشر قوات إضافية بعد مقتل 70 شخصاً في هجوم لعصابة

نشرت الحكومة في هايتي وحدات شرطة متخصصة لمكافحة العصابات، غداة اعتداء دامٍ شمال غربي العاصمة بور أو برانس قالت الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط 70 قتيلاً.

«الشرق الأوسط» (بور أو برنس)
يوميات الشرق المراهقة تواجه تهمة القتل غير العمد وهي حالياً قيد الاحتجاز الوقائي (رويترز)

صدمة في الرأس وكدمات ونزيف... مراهقة عائدة من أوكرانيا تضرب جدتها حتى الموت

وُجهت اتهامات لفتاة أوكرانية تبلغ من العمر 14 عاماً انتقلت مؤخراً إلى ولاية فلوريدا الأميركية بصفتها شخصاً بالغاً بعدما ضربت جدتها البالغة من العمر 79 عاماً حتى

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا لوحة مفاتيح كومبيوتر مضاءة بواسطة رمز إلكتروني معروض في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في الأول من مارس 2017 (رويترز)

سرقة كومبيوتر يحوي بيانات حساسة من السفارة الأردنية في فرنسا 

تعرضت السفارة الأردنية في فرنسا لعملية سرقة ليل الأربعاء - الخميس، بحسب ما أعلن مصدر قضائي، الجمعة، واختفى جهاز كومبيوتر يحوي بيانات حساسة، بحسب مصدر في الشرطة.

«الشرق الأوسط» (نانتير)

«الإطار الشيعي» يسعى للنأي بالعراق عن «الحرب» بين إيران وإسرائيل

مظاهرة في بغداد ترفع العلم اللبناني وصورة حسن نصر الله (رويترز)
مظاهرة في بغداد ترفع العلم اللبناني وصورة حسن نصر الله (رويترز)
TT

«الإطار الشيعي» يسعى للنأي بالعراق عن «الحرب» بين إيران وإسرائيل

مظاهرة في بغداد ترفع العلم اللبناني وصورة حسن نصر الله (رويترز)
مظاهرة في بغداد ترفع العلم اللبناني وصورة حسن نصر الله (رويترز)

حذّر رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي من «توريط» البلاد في الحرب التي تدور رحاها بالمنطقة وتتقاسم أدوارها إسرائيل مع إيران والجماعات الحليفة لها. فيما التقى رئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، الأحد، السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، في مؤشر على الأنباء التي تحدثت عن «دور الوساطة» الذي يضطلع به لإقناع الفصائل العراقية عبر إيران، أو من خلال حوارات مباشرة مع قادتها، بعدم توريط العراق في الحرب الدائرة.

وأشار العبادي في تصريحات صحافية إلى إمكانية أن تستهدف إسرائيل العراق، وقال إنه «لا يجوز السير بتهور نحو الحرب من أجل مكاسب خاصة»، في إشارة إلى المواقف التي تصدر عن بعض الفصائل المسلحة وإصرارها على الانخراط في الحرب مع إسرائيل.

من لقاء سابق للعبادي مع السفيرة الأميركية (موقع ائتلاف النصر)

وأضاف أنه «ليس بالجديد على الكيان الصهيوني أن يقصف الدول، ويحدث فيها كوارث إنسانية كما حصل في غزة وجنوب لبنان من دمار، وقد يستهدف العراق، لكن موقفنا هو المحافظة على شعبنا وحمايته من التهديدات».

ومعروف أن العبادي يوجه بين مدة وأخرى انتقادات لاذعة لبعض زعماء الفصائل المسلحة، وقبل نحو عامين اتهمهم صراحة بالاستحواذ على أموال طائلة من الدولة، وبناء أفخم القصور في مناطق بغداد الراقية.

وترددت أنباء داخل الكواليس السياسية خلال اليومين الأخيرين عن نقل العبادي، بعد الضربة التي وجهتها فصائل عراقية إلى موقع إسرائيلي بالجولان، رسالة من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية إلى السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، تطالب فيها واشنطن بالضغط على إسرائيل لـ«تجنب قصف أهداف تابعة للدولة في حال أرادت توجيه ضربة إلى العراق، والاكتفاء باستهداف الجماعات والفصائل التي تهاجم إسرائيل».

وسبق أن تحدثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن «تحديد إسرائيل عشرات الأهداف المحتملة داخل العراق لضربها انتقاماً للهجمات التي تشنها الفصائل العراقية المرتبطة بإيران ضدها».

مسلحون من ميليشيا موالية لإيران في أحد شوارع البصرة (رويترز)

وتنشغل الأوساط السياسية والشعبية منذ نحو أسبوعين بالحرب الإسرائيلية وتداعياتها، وإمكانية مواجهة العراق ضربات إسرائيلية. وجراء هذا الانشغال تراجعت إلى الوراء دائرة الاهتمام بمعظم القضايا الخلافية الكبيرة التي تفجرت خلال الشهرين الأخيرين، ومنها الخلاف داخل البرلمان وخارجه حول قانونَي «الأحوال الشخصية» المثير للجدل، و«الحصول على المعلومة». كما تراجع الاهتمام، بشكل لافت، بقضية «سرقة القرن» بعد هروب المتهم الرئيسي فيها إلى خارج العراق.

وطبقاً لمراقبين، وضمن مساعي النأي بالبلاد عن دائرة الحرب، فقد التقى زعيم «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، الأحد، سفير إيران لدى العراق محمد كاظم آل صادق.

الحكيم مع السفير الإيراني (الفرات نيوز)

وكشفت «الشرق الأوسط» في وقت سابق عن أن الحكيم أحد الشخصيات الرئيسية التي طلب منها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التحرك «لإقناع الفصائل المسلحة بعدم الانخراط في الحرب».

وقال بيان عن مكتب الحكيم إنه أكد خلال اللقاء «أهمية تضافر جهود الجميع لإيقاف هذه الحرب، التي يسعى الكيان الإسرائيلي لتوسيع دائرتها».