شحنة مساعدات بريطانية تغادر قبرص متوجهة إلى الرصيف البحري في غزة

الصورة من الرصيف البحري العائم في غزة في 26 أبريل 2024 (رويترز)
الصورة من الرصيف البحري العائم في غزة في 26 أبريل 2024 (رويترز)
TT

شحنة مساعدات بريطانية تغادر قبرص متوجهة إلى الرصيف البحري في غزة

الصورة من الرصيف البحري العائم في غزة في 26 أبريل 2024 (رويترز)
الصورة من الرصيف البحري العائم في غزة في 26 أبريل 2024 (رويترز)

قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، الأربعاء، إن شحنة مساعدات بريطانية بنحو 100 طن غادرت قبرص متوجهة إلى الرصيف البحري الجديد في قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: «نقود الجهود الدولية مع الولايات المتحدة وقبرص لإنشاء ممر مساعدات بحري. وشحنة المساعدات البريطانية الأولى اليوم من قبرص إلى الرصيف المؤقت قبالة غزة لحظة مهمة في زيادة هذا التدفق».

كانت منظمات دولية قد قالت إن غزة تواجه أزمة إنسانية حادة تهدد سكانها الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون: «سيلعب هذا الرصيف دوراً حيوياً في توصيل المساعدات إلى من يحتاجون إليها في غزة، لكن يتعين أن يصحب هذا زيادة في المساعدات التي يتم تسليمها عبر الطرق البرية. التزامات إسرائيل بتعزيز إمكانية الوصول موضع ترحيب لكن يتعين أن نرى عبور مزيد من المساعدات للحدود».

وقالت بريطانيا إن الرصيف سيسمح بتسليم ما يقدر بنحو 90 حمولة شاحنة من المساعدات الدولية إلى غزة يومياً، ومن المحتمل أن ترتفع هذه الكمية إلى 150 حمولة شاحنة يومياً بمجرد تشغيل الرصيف بكامل طاقته.


مقالات ذات صلة

انقطاع خدمات الإنترنت عن مناطق في قطاع غزة

المشرق العربي فلسطينيون نازحون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة على طول ساحل مدينة غزة 9 يونيو 2025 (أ.ب)

انقطاع خدمات الإنترنت عن مناطق في قطاع غزة

قالت السلطة الفلسطينية، الثلاثاء، إن خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية انقطعت في وسط وجنوب قطاع غزة نتيجة تضرر الخط الرئيسي للألياف البصرية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج وزيرا خارجية السعودية وفرنسا خلال لقاء ناقش في الرياض أواخر أبريل الماضي الجهود المبذولة بشأن المؤتمر (واس)

رئاسة مؤتمر «حل الدولتين»: قلقون إزاء التصعيد المستمر في المنطقة

أعربت الرئاسة المشتركة لمؤتمر «حل الدولتين» عن بالغ قلقها إزاء التصعيد المستمر والتطورات الأخيرة التي استدعت تعليق الحدث الدولي رفيع المستوى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي الجيش الإسرائيلي خلال عملية في جباليا شمال قطاع غزة 17 يونيو 2025 (الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي: قواتنا بدأت العمل في منطقة جباليا شمال غزة

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، إن قواته البرية بدأت العمل في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، للمرة الأولى منذ انطلاق عملية «عربات جدعون».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

مصادر تركية: إردوغان دعا ترمب وبزشكيان للقاء في إسطنبول

اقترح الرئيس رجب طيب إردوغان على نظيريه الأميركي والإيراني، دونالد ترمب ومسعود بزشكيان، عقد لقاء بإسطنبول في مسعى لاستئناف المفاوضات النووية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مصر تؤكد عدم السماح بدخول القافلة أراضيها لعدم وجود موافقة مسبقة (تنسيقية العمل من أجل فلسطين)

آمال «قافلة الصمود» تتبدد في الوصول إلى معبر رفح

بدأ عدد من المشاركين في «قافلة الصمود» المغاربية العودة من ليبيا إلى تونس، بعدما تبددت آمالهم في الوصول إلى معبر رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة.

هشام المياني (القاهرة)

سوريون ولبنانيون منهكون من الحرب يراقبون الصواريخ تتطاير في الصراع الإسرائيلي - الإيراني

شباب سوريون في حديقة عامة في انتظار مشاهدة الصواريخ الإيرانية الاثنين 16 يونيو (أ.ب)
شباب سوريون في حديقة عامة في انتظار مشاهدة الصواريخ الإيرانية الاثنين 16 يونيو (أ.ب)
TT

سوريون ولبنانيون منهكون من الحرب يراقبون الصواريخ تتطاير في الصراع الإسرائيلي - الإيراني

شباب سوريون في حديقة عامة في انتظار مشاهدة الصواريخ الإيرانية الاثنين 16 يونيو (أ.ب)
شباب سوريون في حديقة عامة في انتظار مشاهدة الصواريخ الإيرانية الاثنين 16 يونيو (أ.ب)

في حديقة مطلة على دمشق، أمضى خلدون حلاق، البالغ من العمر 25 عاماً، الأمسيات القليلة الماضية مع أصدقائه، يشربون المتة، ويتناولون المكسرات، ويدخنون النرجيلة، ويراقبون السماء بحثاً عن الصواريخ وهي تحلّق فوق رؤوسهم. قال حلاق لوكالة «أسوشييتد برس»: «لقد مررنا بـ14 عاماً من الحرب، وهذه هي المرة الأولى التي لا علاقة لسوريا بها، ونحن مجرد متفرجين».

ومنذ أن شنت إسرائيل وابلاً من الضربات على إيران الأسبوع الماضي، وردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيَّرة ضد إسرائيل، كانت الدول المجاورة في مسار هذه الضربات.

يلتقط صورةً بهاتفه الجوال لتحليق صواريخ إيرانية باتجاه إسرائيل تمر فوق الأراضي السورية في دمشق الأربعاء (أ.ب)

خارج نطاق هذه الضربات، سقطت صواريخ وطائرات مسيَّرة في سوريا ولبنان والعراق؛ ما أدى إلى إتلاف منازل وتسبب في حرائق، وأسفر عن مقتل امرأة في سوريا. لكن هذه الدول لم تُجرّ حتى الآن مباشرةً إلى الصراع - الذي أودى بحياة 224 شخصاً على الأقل في إيران و24 في إسرائيل حتى يوم الثلاثاء - ويأمل الكثيرون من شعوبهم المنهكة من الحرب أن يبقى الأمر على هذا النحو.

في لبنان، الذي لا يزال يعاني آثار حرب العام الماضي بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» المسلحة، أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي محتفلين يرقصون ويشربون على أسطح المنازل، بينما تومض المقذوفات في السماء في الخلفية.

لبنانيون يوثّقون الصواريخ الإيرانية بهواتفهم في حين يعزف آخر على آلة موسيقية (رويترز)

كان فراس مقصد، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة «أوراسيا»، وهي منظمة استشارية للمخاطر مقرّها نيويورك، يزور لبنان عندما اندلع الصراع، وكان يحضر حفل زفاف عندما بدأ موكب من الصواريخ يضيء السماء بينما كان منسق الموسيقى يعزف أغنية الديسكو الشهيرة «أعطني! أعطني! أعطني! (رجلاً بعد منتصف الليل)» لفرقة «آبا». نشر مقطع فيديو للمشهد انتشر على نطاق واسع.

وقال مقصد: «بالتأكيد، يشعر معظم الناس في لبنان وسوريا أيضاً بالرضا الشديد لكونهم خارج نطاق هذا». لم يعد الأمر محط الأنظار، بل شعور بالراحة. بالنسبة للبعض في المنطقة، هناك أيضاً قدر من الشماتة عند مشاهدة الجانبين يتبادلان الضربات.

مثل سوري

هناك تعبير سوري يُترجم حرفياً إلى «ناب كلب في جلد خنزير». ويعني ذلك أن شخصين يُنظر إليهما على أنهما حقيران يتقاتلان. وقد ظهرت هذه العبارة بشكل متكرر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر السوريون عن مشاعرهم تجاه الصراع الإسرائيلي - الإيراني.

وكان السوريون قد استاءوا من التدخل الإيراني العنيف لدعم الرئيس السابق بشار الأسد خلال الحرب في البلاد، لكنهم غاضبون أيضاً من توغلات إسرائيل وضرباتها الجوية في سوريا منذ سقوط الأسد. كما يتعاطف السكان السوريون ذوو الأغلبية السنية على نطاق واسع مع الفلسطينيين، خاصة مع المدنيين الذين قُتلوا ونزحوا بسبب الحرب المستمرة في غزة.

سوريون على سطح مقهى في دمشق لرصد الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت باتجاه إسرائيل فجر الأربعاء (أ.ف.ب)

قال أحمد الحسين (18 عاماً)، من دمشق، والذي كان يجلس في حديقة مع أصدقائه ينتظرون رؤية الصواريخ تمر فوق رؤوسهم ليلة الاثنين: «الله يهدي الظالمين لبعضهم بعضاً. أتمنى أن يستمر هذا. لقد تضررنا من كليهما».

وأكد حلاق هذا الشعور. وقال: «في كل مرة نرى فيها صاروخاً ينطلق، نقول: الله يصبّ البنزين على هذا الصراع». «إذا أصيب أحد الجانبين، فسنكون سعداء، وإذا أصيب الجانب الآخر، فسنكون سعداء أيضاً. لن نغضب إلا إذا كان هناك مصالحة بينهما».

صواريخ دفاع جوي إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق الأراضي اللبنانية (المركزية)

في لبنان، حيث أسفرت حرب إسرائيل و«حزب الله» العام الماضي عن مقتل أكثر من 4000 شخص، بينهم مئات المدنيين، وخلفت دماراً في مساحات واسعة من جنوب وشرق البلاد وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، يرى البعض الانتقام في لقطات المباني المدمرة في تل أبيب.

«حزب الله» لا يزال هادئاً إلى حد كبير. أنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في آخر حرب بين إسرائيل والحزب نوفمبر (تشرين الثاني). ظلت الجماعة المسلحة اللبنانية - التي فقدت الكثير من قياداتها العليا وترسانتها في الصراع - هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين، ولم تُبدِ أي إشارة إلى نيتها الانضمام إلى المعركة بين إسرائيل وإيران.

محور إيران

قال حسين الوليد (34 عاماً)، وهو عامل لحام في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية: «بالطبع أنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وإيران دولة إسلامية تقف في وجهه».

وعلى الرغم من المشاهد الدرامية للمباني التي تحولت أنقاضاً في إسرائيل، فقد تعرضت طهران ومدن إيرانية أخرى لقصف أشد - ولا يزال من الممكن جر دول إقليمية أخرى، بما في ذلك لبنان، إلى الصراع.

قالت كارولين روز، مديرة معهد «نيو لاينز» للأبحاث ومقره واشنطن، إنه بينما يبدو «واضحاً أن الوكلاء المدعومين من إيران في جميع أنحاء المنطقة - وخاصة (حزب الله) - لا يملكون القدرة» على دخول المعركة، فإن إسرائيل قد تقرر توسيع نطاق هجومها إلى ما هو أبعد من إيران. كان أحد الأهداف التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو القضاء على «محور الإرهاب» الإيراني - وهو تحالف الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في جميع أنحاء المنطقة والمعروف باسم «محور المقاومة».