نتنياهو يتنازل عن خطته لليوم التالي في غزة التي استفزت العرب

تتضمن الجديدة إدارة الجيش الإسرائيلي 6 أشهر ثم تُسَلَّم لجهات فلسطينية «غير معادية»

مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتنازل عن خطته لليوم التالي في غزة التي استفزت العرب

مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
مركبات عسكرية إسرائيلية تتحرك بالقرب من الحدود مع قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن الخطة التي استفزت دولاً عربية، وتحدث في القناة الرسمية «كان 11»، عن «إقامة حكومة مدنية في غزة ربما بمساعدة دول عربية وغيرها من الدول التي تريد الاستقرار والسلام».

التراجع جاء بعد أن استفزت تصريحاته العالم العربي، وتلقى تحذيرات من قادة الجيش الإسرائيلي من خطورة تغييب الرؤية والأهداف الاستراتيجية.

ونقلت القناة «كان 11» عن مسؤولين كبار في مكتب نتنياهو، الأحد، قولهم إن «مجلس الأمن القومي برئاسة تساحي هنغبي، أجرى مؤخراً سلسلة مداولات بمشاركة الجيش، و«الشاباك» (المخابرات العامة)، و«الموساد» (المخابرات الخارجية)، و«أمان» (المخابرات العسكرية)، حول اليوم التالي ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وتتضمن الرؤيةُ البنودَ التالية، أن الجيش الإسرائيلي يواصل السيطرة على قطاع غزة في مجال الشؤون المدنية، ويدير القطاع لمدة 6 - 12 شهراً، بواسطة جهاز الإدارة المدنية ومكتب منسق شؤون الحكومة في المناطق، ويعمل خلال ذلك على تسليم هذه الشؤون إلى جهات مدنية فلسطينية، ويعملان معاً على أن تكون إدارة الحكم في قطاع غزة بواسطة قوى غير معادية لإسرائيل.

وكشف مراسل القناة العبرية الرسمية، سليمان مسودي، أن ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية كانوا قد أجروا اتصالات مع «الجهات المعنية في الموضوع». وأضاف في السياق نفسه أنه «جرت في الماضي القريب اتصالات مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، في مقدمتهم اللواء ماجد فرج (رئيس جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية)، المقرب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لكي يساعدوا في بناء القيادات البديلة لـ«حماس» في غزة «في اليوم التالي».

وأشار إلى أن نتنياهو مهتم في الأساس بتصفية حكم «حماس»، وإبعادها تماماً عن أي شراكة في إدارة شؤون غزة، وأنه ينصت جيداً إلى ما يقال في العالم العربي، ومفاده أنهم «من دون سلطة فلسطينية متجددة لن يتعاونوا مع خطة إعمار غزة».

وذكرت القناة في هذا السياق منشور وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، الذي استنكر فيه كلام نتنياهو. وقالت إن هذا المنشور يدل على إحباط الإمارات من سياسة الحكومة الحالية، وتخوُّفها من الظهور كمن يتعاون مع إسرائيل. وأضافت: «يجدر بالذكر أن الإمارات هي من الدول البارزة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة». ونقلت على لسان «شخصية مقربة من السلطة في الإمارات»، قولها: «نتنياهو عاجز ومتردد، وكل قراراته مضللة».

وكانت وسائل إعلام عبرية قد تحدثت في اليومين الأخيرين عن نشوب توتر شديد بين الحكومة والجيش في إسرائيل، على خلفية استمرار الحرب على غزة بلا هدف واقعي محدد، وفي ظل الفشل في حسمها، خصوصاً بعد عودة مقاتلي حركة «حماس» إلى مناطق في شمال ووسط قطاع غزة، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد اجتاحها، وسيطر عليها ثم انسحب منها.

وبموجب تقارير، فإن قيادة الجيش تطالب نتنياهو بأن يوضح ما الذي تريده إسرائيل في مسألة «اليوم التالي» لقطاع غزة بعد الحرب. ويطرح الجيش الإسرائيلي في هذا السياق بدائل لحكم «حماس» في قطاع غزة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأحد، فإن مسؤولاً كبيراً في الحكومة رد بغضب على تسريبات الجيش، وقال إن «الحديث عن (اليوم التالي) بينما لا تزال (حماس) قوة عسكرية منظمة تستطيع أن تهدد أي بديل يحل محلها في المستقبل، كلام منسلخ عن الواقع وأيضاً (شعبوي). لا توجد طريقة لإدارة مدنية تحل مكان (حماس)، إلا حين يتم إنهاء المهمة والقضاء على (حماس) بوصفها قوة عسكرية».

وفي المقابل، يقول الجيش إنه يدفع «أثماناً باهظة» بالعودة إلى مناطق، مثل مخيم جباليا وحي الزيتون، بعد أن كان قد اجتاحها وانسحب منها. ويشير في هذا السياق إلى مقتل 5 جنود، نهاية الأسبوع الماضي. ودارت في اليومين الماضيين معارك ضارية في حارتي جباليا والزيتون، بينما بدأت القوات الإسرائيلية، الأحد، عملية عسكرية في جباليا.

ووفق الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي توقع مسبقاً عودة قوات «حماس» إلى مناطق تنسحب منها قواته. وأضاف المراسل العسكري للصحيفة: «يوضحون في الجيش أننا ملزمون بالخيار السلطوي الذي سيتحمل المسؤولية». والخيارات التي يطرحها الجيش لتحل مكان «حماس»، هي: السلطة الفلسطينية، جهات «معتدلة» من داخل قطاع غزة بدعم دول عربية»، والخيار الثالث هو حكم عسكري إسرائيلي يصفه الجيش بأنه «غير معقول»؛ لأنه يتطلب احتلال القطاع وتكلفته الاقتصادية والأمنية مرتفعة.

ويصف الجيش الإسرائيلي الخيارين الأول والثاني، بأنهما «سيئان»، لكن «ينبغي اختيار الأقل سوءاً، بينما الوضع الراهن، بوجود (حماس)، هو سيئ جداً لإسرائيل».

الصحيفة أشارت إلى أن خيار حكم الجهات الفلسطينية المحلية «المعتدلة» معقد جداً، ويصعب تنفيذه، لأنه لن يحظى بتأييد شعبي داخلي، كما أن «حماس» ستحاربه. وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فإن الاستطلاعات في الضفة الغربية «دلت على حجم التأييد» لهجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير، قوله، إنه «لا توجد حلول سحرية. الأمر الأهم هو اتخاذ قرار، وعدم اتخاذ قرار يجرّنا إلى الواقع الراهن، الذي نعود فيه إلى الأماكن نفسها مرة تلو أخرى لأنه لا تُتخذ قرارات».

ونقلت «القناة 13»، السبت، تحذيرات وجَّهها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى نتنياهو، من تداعيات «عدم اتخاذ قرارات استراتيجية» وغياب «عملية سياسية» في غزة، بالتوازي مع الهجوم العسكري على القطاع، لتشكيل هيئة حكم بديلة لحركة «حماس».


مقالات ذات صلة

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

شبح هجوم إسرائيلي يخيّم على بغداد

يخيّم شبح هجوم إسرائيلي واسع على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شن ضربات جوية على البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مقر المحكمة الجنائية في لاهاي (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب قد يفرض عقوبات على مدعي «الجنائية الدولية» رداً على مذكرة اعتقال نتنياهو

قالت صحيفة «تليغراف» البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يفكر في فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«حزب الله»: هاجمنا قاعدة أسدود البحرية وقاعدة استخبارات عسكرية قرب تل أبيب

ضابط شرطة يسير في مكان سقوط المقذوف بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي عن وابل من المقذوفات التي تعبر إلى إسرائيل من لبنان في معالوت ترشيحا بشمال إسرائيل (رويترز)
ضابط شرطة يسير في مكان سقوط المقذوف بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي عن وابل من المقذوفات التي تعبر إلى إسرائيل من لبنان في معالوت ترشيحا بشمال إسرائيل (رويترز)
TT

«حزب الله»: هاجمنا قاعدة أسدود البحرية وقاعدة استخبارات عسكرية قرب تل أبيب

ضابط شرطة يسير في مكان سقوط المقذوف بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي عن وابل من المقذوفات التي تعبر إلى إسرائيل من لبنان في معالوت ترشيحا بشمال إسرائيل (رويترز)
ضابط شرطة يسير في مكان سقوط المقذوف بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي عن وابل من المقذوفات التي تعبر إلى إسرائيل من لبنان في معالوت ترشيحا بشمال إسرائيل (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني، في بيان، الأحد، أنه شن هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة أسدود البحرية في جنوب إسرائيل للمرة الأولى.

وأعلن الحزب في وقت لاحق الأحد أنه قصف بالصواريخ قاعدة استخبارات عسكرية اسرائيلية قرب تل أبيب، في هجوم هو الثاني من نوعه على منطقة تل أبيب خلال ساعات.

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه استهدفوا عند «عند الساعة 01:00» اليوم (الأحد) «قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كيلومترات، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الهجوم بعد، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل ووسطها. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر موقع «إكس» أنه: «متابعة للإنذارات في وسط البلاد جرى رصد إطلاق 8 قذائف صاروخية من لبنان، حيث جرى اعتراض معظمها. يتم فحص تقارير عن سقوط بعضها أو شظايا من عمليات الاعتراض».

ووسعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الأسابيع الماضية، وقتلت كثيراً من كبار قادة جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في مقتل الآلاف، ونزوح ما لا يقل عن مليون لبناني من جنوب لبنان، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من البلاد.