سباق مع الزمن لمنع اجتياح رفح

إسرائيل تتراجع عن هجومها مقابل «عرض أسرى حقيقي»... و«حماس» تريد صفقة «توقف العدوان»

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
TT

سباق مع الزمن لمنع اجتياح رفح

فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)
فلسطينيون نازحون بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يطبخون في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)

أحيت الجهود المصرية المتسارعة، والمدفوعة بتشجيع أميركي، الأمل بالتوصل لاتفاق هدنة ينهي التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح، مع كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك من كارثة إنسانية تزيد مأساة قطاع غزة. لكن وصول هذه الجهود إلى خاتمة إيجابية يظل رهناً بإمكان التوفيق بين رغبتين متناقضتين بالضرورة: إسرائيلية تسعى إلى اتفاق رابح يستغله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حربه السياسية الداخلية، و«حماسوية» تريده «مشرّفاً» لها.

فمع وصول «وفد مهني» مصري إلى تل أبيب، والدخول بالتفاصيل العملية في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن «هناك تفاؤلاً حذراً جداً، لكنه ثابت إزاء احتمالات التوصل هذه المرة إلى اتفاق» يتضمن عرضاً حقيقياً بشأن الأسرى.

وأكدت مصادر سياسية أن الأميركيين يريدون استكمال الجهود المصرية بتوسيع حلقة الاتفاق والتقدم نحو مشروعهم الإقليمي للسلام الشامل بين الدول العربية وإسرائيل، الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية، وأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيصل إلى المنطقة يوم الثلاثاء المقبل، ويزور السعودية وإسرائيل.

وفيما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين القول إن مسؤولين من تل أبيب أبلغوا نظراءهم من مصر، أمس، أن إسرائيل مستعدة لمنح «فرصة واحدة أخيرة» للتوصل إلى اتفاق مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن قبل المضي قدماً في غزو رفح، أكدت «حماس» في بيان أنها منفتحة على أيّ أفكار أو مقترحات، تأخذ بالاعتبار «احتياجات وحقوق شعبنا العادلة، المتمثلة بالوقف النهائي للعدوان عليه، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والعودة غير المشروطة أو المقيّدة للنازحين إلى بيوتهم في محافظتي غزة وشمال غزة (...) والمُضيّ في إنجاز اتفاق جدّي لتبادل الأسرى».


مقالات ذات صلة

23 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة

المشرق العربي منظر للآلات المُدمَّرة في موقع غارة إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز) play-circle

23 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة

أفاد «المركز الفلسطيني للإعلام» نقلاً عن مصادر طبية بمقتل 23 شخصاً جراء غارات شنَّتها إسرائيل على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة خلال إحياء ذكرى الهولوكوست في القدس اليوم (إ.ب.أ)

نتنياهو شبه حركة «حماس» بالنازيين

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، النظام في إيران بأنه «تهديد وجودي لمصير البشرية جمعاء».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري (واس)

السعودية: أمن المنطقة يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة

جدَّدت السعودية رفضها التام لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولأي محاولات لفرض حلول لا تحقق تطلعاته المشروعة في تقرير مصيره.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية مقاتلون من «حماس» يقفون في تشكيل قبل حفل تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر بالنصيرات 22 فبراير الماضي (أ.ب)

تقرير: «حماس» ترفض أي مقترح يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة

ذكرت قناة «آي 24 نيوز» التلفزيونية الإسرائيلية اليوم (الأربعاء)، نقلاً عن مصدر سياسي مطلع، أن حركة «حماس» ترفض أي مقترح يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رد فعل فلسطيني على مقتل طفل في غارة إسرائيلية على مدرسة حُوّلت إلى ملجأ في مستشفى الشفاء بمدينة غزة (أ.ف.ب)

هل تعزز زيارة ترمب للمنطقة فرص «هدنة غزة»؟

عد تنازلي بدأ لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمنطقة، ومعه تتصاعد حالة الترقب لمسار الحرب في غزة، وسط اتصالات وتحركات مكثفة من الوسطاء لطرح «أفكار جديدة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بعض «صور قيصر» سُربت من فرعه... اعتقال تيسير عثمان المسؤول بمخابرات الأسد

صورة انتشرت على «إكس» لتيسير عثمان بعد اعتقاله
صورة انتشرت على «إكس» لتيسير عثمان بعد اعتقاله
TT

بعض «صور قيصر» سُربت من فرعه... اعتقال تيسير عثمان المسؤول بمخابرات الأسد

صورة انتشرت على «إكس» لتيسير عثمان بعد اعتقاله
صورة انتشرت على «إكس» لتيسير عثمان بعد اعتقاله

اعتقلت قوى الأمن السوري في دمشق، أمس (الأربعاء)، تيسير عثمان، مسؤول الدراسات في «فرع 215» في سجون مخابرات الحكومة السورية السابقة، بعد نصب كمين له في حي المزة.

وأفادت وسائل إعلام سورية ومنشورات على «إكس»، بأن تيسير عثمان الملقب بـ«أبو محمد» هو أحد أبرز مسؤولي جهاز الأمن العسكري التابع لحكومة الأسد، ومتهم بالتورط في اعتقال وتعذيب عشرات المدنيين في حي المزة في العاصمة السورية دمشق.

وتداولت مواقع التواصل السورية احتفالات لمئات من السكان في مختلف الأراضي السورية؛ تعبيراً عن فرحتهم بعد إعلان الاعتقال.

وأفادت وسائل إعلام سورية بأن عملية الاعتقال تمَّت من قبل إدارة الأمن العام السورية، التي داهمت مكان وجود عثمان في منطقة المزة، وتمكَّنت من توقيفه من دون مقاومة.

وشغل عثمان، وفق وسائل إعلام سورية، موقع رئيس الدراسات في سرية المداهمة التابعة لـ«الفرع 215»، والمعروف بسجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان، خصوصاً في قضايا تعذيب المعتقلين، وسرقة ممتلكات المدنيين خلال عمليات الدهم.

وتمَّ تحويل عثمان إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

وفي مقطع فيديو مصور انتشر على موقع «إكس» تحدَّث إعلامي سوري، من مركز التوقيف والى جانبه تيسير عثمان ووجهه متورم، عن الجرائم التي نفَّذها الموقوف، وكشف عن أن جزءاً من «صور قيصر» التي تم تسريبها من السجون السورية، والموقوفين الذين اقُتلعت عيونهم هي من «فرع 215».

و«قيصر» هو المصور الذي وثَّق آلاف الجثث المشوهة بفعل التعذيب في السجون السورية. وفي 2020، دخل حيز التنفيذ في الولايات المتحدة قانون العقوبات الشهير باسم «قيصر»، الذي استند إلى الصور التي تم تهريبها، ويفرض إجراءات اقتصادية على السلطات السورية.

يُشار إلى أن «فرع 215»، الواقع في منطقة كفرسوسة بدمشق، كان أحد أبرز مراكز الاعتقال سيئة السمعة، حيث وثَّقت تقارير حقوقية مقتل كثير من المعتقلين تحت التعذيب، إلى جانب ظروف احتجاز غير إنسانية.