دعوات متزايدة للتحقيق بشأن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة

مسعفون فلسطينيون يحملون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في 17 أبريل 2024 بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هناك (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون يحملون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في 17 أبريل 2024 بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هناك (أ.ف.ب)
TT

دعوات متزايدة للتحقيق بشأن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة

مسعفون فلسطينيون يحملون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في 17 أبريل 2024 بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هناك (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون يحملون جثث القتلى التي تم اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة في 17 أبريل 2024 بعد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هناك (أ.ف.ب)

دعا فريق من الدفاع المدني الفلسطيني، اليوم الخميس، الأمم المتحدة، إلى التحقيق بشأن ما قال إنها جرائم حرب في مستشفى بغزة، وقال إنه جرى انتشال نحو 400 جثة من مقابر جماعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الموقع.

وقال الدفاع المدني، في مؤتمر صحافي، «هناك حالات إعدام ميداني لبعض المرضى خلال إجراء عمليات جراحية لهم وارتدائهم ملابس العمليات بمجمع ناصر الطبي»، دون عرض أي أدلة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأعلنت السلطات الفلسطينية، هذا الأسبوع، العثور على مئات الجثث في مقابر جماعية في مستشفى ناصر، المنشأة الطبية الرئيسية في وسط قطاع غزة، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس.

كما ورد أنه تم العثور على جثث بـ«مستشفى الشفاء» في شمال القطاع، بعد استهداف المستشفى بعملية نفذتها القوات الخاصة الإسرائيلية.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، يوم الثلاثاء، إنه «شعر بالذعر» إزاء الدمار بمستشفيي «ناصر» و«الشفاء» في قطاع غزة والتقارير عن وجود مقابر جماعية هناك بها مئات الجثث، وفقاً للمتحدثة باسمه.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مزاعم السلطات الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي دفن الجثث «لا أساس لها من الصحة». وأضاف أن القوات فحصت، في إطار البحث عن رهائن إسرائيليين، جثثاً دفنها الفلسطينيون في وقت سابق بالقرب من «مستشفى ناصر»، وأعادتها كما هي بعد فحصها.

وقال في بيان: «تم إجراء الفحص بعناية وحصرياً في المواقع التي أشارت المخابرات إلى احتمال وجود رهائن فيها. وتم إجراء الفحص باحترام مع الحفاظ على حرمة الموتى».

ونفت إسرائيل قتل من عثر عليهم في المقابر، ونشرت لقطات تقول إنها تظهر فلسطينيين يحفرون هذه المقابر قبل عملية الجيش الإسرائيلي.

واتهم الدفاع المدني الفلسطيني، إسرائيل، بدفن عدد من الجثث في مجمع «مستشفى ناصر» في أكياس بلاستيكية على عمق 3 أمتار، حيث تحللت بسرعة، قائلاً إن ذلك أخفى أدلةً على «جرائمها» بما في ذلك التعذيب.

ويجري مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقات تتعلق بطرفي حرب إسرائيل وغزة، بما في ذلك أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وما تبعها.

وقال رئيس الادعاء كريم خان إن فريقه «يحقق بشكل نشط في أي جرائم يُزعم ارتكابها» في غزة، وإن «أولئك الذين ينتهكون القانون سيحاسبون».

دعوة فرنسية للتحقيق

من جهتها، دعت فرنسا، (اليوم) الخميس، لإجراء تحقيق مستقل لكشف ملابسات وجود أكثر من 200 جثة في مقابر جماعية قرب مستشفى النصر ومستشفى الشفاء في قطاع غزة مؤخرا.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «تثير المعلومات التي تشير إلى اكتشاف أكثر من 200 جثة في مقابر جماعية... قلقاً عظيماً للغاية. وتدعو فرنسا إلى كشف جميع الملابسات في إطار تحقيق مستقل».
كما دعت فرنسا إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وقالت إنه «يمثل الحل الوحيد لحماية المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية بكميات هائلة عبر جميع المعابر المؤدية إلى القطاع».

وطالبت الولايات المتحدة في وقت سابق السلطات الإسرائيلية بإجابات بشأن المقابر الجماعية التي عثر عليها في قطاع غزة
وقال جايك ساليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، (أمس) الأربعاء، «نريد إجابات... نريد أن يتم إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الأمر».


مقالات ذات صلة

«القسام» تعلن تفجير أحد عناصرها نفسه بقوة إسرائيلية في جباليا

المشرق العربي دبابة إسرائيلية بالقرب من قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام» تعلن تفجير أحد عناصرها نفسه بقوة إسرائيلية في جباليا

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن أحد عناصرها فجّر نفسه بقوة إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطيني يحمل صندوق مساعدات وزّعته وكالة «الأونروا» في دير البلح بقطاع غزة (رويترز)

السويد توقف تمويل «الأونروا» وتزيد إجمالي المساعدات إلى غزة عبر قنوات أخرى

قالت السويد إنها ستتوقف عن تمويل وكالة «الأونروا»، وستزيد بدلاً من ذلك إجمالي المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر قنوات أخرى.

خاص منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)

خاص «هدنة غزة»: «شروط جديدة» تؤخر إعلان الصفقة المرتقبة

مصادر مصرية وفلسطينية، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، تشير إلى «شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأخرى من (حماس)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.

شؤون إقليمية أرشيفية لبنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي خلال إحاطة عسكرية (أ.ف.ب)

طلقة أولى في خطة نتنياهو لإقالة هيرتسي هاليفي

يريد بنيامين نتنياهو توجيه ضربة أخرى للأجهزة الأمنية، يحدّ فيها من استقلاليتها ويفتح الباب أمام توسيع نفوذه عليها.

نظير مجلي (تل أبيب)

عملية انتشال جثث ضحايا الحرب الإسرائيلية على لبنان متواصلة

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن جثث تحت الأنقاض في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)
عناصر الدفاع المدني يبحثون عن جثث تحت الأنقاض في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)
TT

عملية انتشال جثث ضحايا الحرب الإسرائيلية على لبنان متواصلة

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن جثث تحت الأنقاض في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)
عناصر الدفاع المدني يبحثون عن جثث تحت الأنقاض في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)

رغم مرور أكثر من 3 أسابيع على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل حيز التنفيذ، فإن عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض لا تزال مستمرة سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في الجنوب اللبناني، بحيث أفيد، يوم الجمعة، بانتشال 3 جثامين من الضاحية وجثمان مواطنة سورية من الخيام الجنوبية.

وبينما واصلت إسرائيل خروقاتها للاتفاق بإطلاق النار وتفجير المنازل في القرى الحدودية، قال أحد نواب «حزب الله» إن الأخير لا يرد على الخروقات لعدم إعطاء تل أبيب مبرراً لعدم الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً.

خطة «حزب الله»

ويرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي أن ما يجعل «حزب الله» يتجنب راهناً الرد على الخروقات الإسرائيلية هو أنه «يدرك العواقب وأنه يعطي بذلك الحجة لإسرائيل للقيام بعمليات أوسع»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحزب يأمل بعد مرور الـ60 يوماً أن يكون الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تولى مهامه، وأن يكون الجيش الإسرائيلي باتت لديه اهتمامات أخرى، فيكرس بقاء سلاحه في شمال الليطاني أمراً واقعاً، فيبقي له ما يملكه من سلاح بعض فائض القوة لاستثماره سياسياً على الساحة اللبنانية، ويواصل تصوير نفسه قوة عسكرية لم تُهزم». ويضيف قهوجي: «كل رهان (حزب الله) هو على عامل الوقت. ولا أتوقع أن يسلم حتى سلاحه جنوب الليطاني للجيش اللبناني؛ لأنه يفضل أن يعود الجيش الإسرائيلي لتدميره على أساس أنه إذا سلم هذا السلاح طوعاً جنوب النهر فلن يكون لديه مبرر لعدم تسليمه شمال النهر».

مفقودون في الضاحية

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، الجمعة، بأنّ «الجيش الإسرائيلي أقدم على تفجير عدد من المنازل في الحي الجنوبي لبلدة الناقورة؛ ما أدّى إلى اندلاع حرائق في المنازل والممتلكات، كما أطلق النار على الأودية الواقعة بين قبريخا في وادي السلوقي وقرب بلدة الغندورية الجنوبية»، بينما تحدثت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» عن «انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة بني حيان بعد يومين من دخولها وقيامها بعمليات تجريف واعتداءات بالتفجير، وهدم جدران المنازل والطرقات».

أما الدفاع المدني اللبناني فأعلن أنه في إطار البحث عن 7 مفقودين نتيجة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أحد المباني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي (التي اغتيل فيها أمين عام الحزب حسن نصر الله)، تَمَكَّنَتْ عناصره من «انتشال جثامين 3 شهداء، ونُقلوا إلى مستشفى بيروت الحكومي، حيث ستُجرى فحوصات الـDNA للتحقق من هُويتهم». وأوضح أن «عمليات البحث والمسح الميداني الشامل ستجري حتى يتم العثور على جميع المفقودين».

من جهتها، ذكرت «الوكالة الوطنيّة للإعلام»، أنّ «عناصر الدفاع المدني اللبناني تمكّنوا من انتشال جثمان امرأة سوريّة الجنسيّة، من معمل للألبان والأجبان في الخيام (جنوب لبنان) كان قد تعرّض لغارة إسرائيليّة إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان».

وردت مديرية العمليات في الدفاع المدني مواصلة انتشال الجثث بعد مرور وقت على وقف النار إلى «اعتمادها على المعلومات التي تصلها من المعنيين عن وجود مفقودين في موقع معين، ما يدفع العناصر للتحرك سريعاً»، لافتة في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن هناك «تبليغات وصلت حديثاً مرتبطة بالضاحية، بحيث تم انتشال عدد من الجثث، ولا يزال البحث جارياً تحت الركام عن جثث أخرى». وأضاف المصدر المسؤول في المديرية: «كما أننا نواكب الجيش اللبناني في الجنوب فندخل معه بحثاً عن مفقودين فور انسحاب جيش العدو الإسرائيلي من أي بلدة».

صورة التُقطت يوم 14 ديسمبر الحالي لمنزل دمرته غارات إسرائيلية في بلدة الخيام جنوب لبنان (أ.ف.ب)

شكوى بو حبيب

وبحث وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب مع عدد من المسؤولين الأوروبيين التطورات على صعيد تطبيق اتفاق وقف النار، وشدد على أنّ «استمرار الخروقات الإسرائيليّة لا يساعد على خفض التّصعيد، وإنّما يقوّض الجهود الجارية لتثبيت وقف إطلاق النّار، وإرساء التّهدئة على الحدود»، داعياً الدّول الغربيّة إلى «المساهمة السّريعة في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب».

موقف «حزب الله»

من جهته، أشار عضو كتلة «حزب الله» النيابية علي فياض إلى أن «المقاومة لا تنجر إلى مواجهة الخروقات والتعديات الإسرائيلية عسكرياً؛ لأن أولويتها الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا دون إعطائه أي ذرائع لتجاوز مهلة الستين يوماً، ولأننا نراعي وضع أهلنا الذين يحتاجون إلى إيواء وإعادة إعمار ولملمة آثار الحرب، ولأننا نريد أن تأخذ الحكومة والجيش اللبناني دورهما في حماية الأرض وصون السيادة، بالاستناد إلى ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، قائلاً: «نحن فعلاً نريد لهما أن ينجحا في ذلك، وهذه تجربة جديرة بالاختبار وطنياً كي نقيِّم نتائجها، كما كان يطالب كثير من القوى السياسية؛ لأن ما يهمنا هو حماية السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً، لأننا ما زلنا نؤمن بأن أدوات حماية السيادة هي الشعب والجيش والمقاومة، وما يهمنا هو النتيجة، وهذا ما ستظهره الفترة المقبلة، لأن لبنان ليس لقمة سائغة ولا أرضاً سائبة، وإن كل عدوان يتعرض له يجب أن يواجَه بكل الوسائل الكفيلة بحمايته من دولته وكل مكوناته». وأضاف فياض: «هذه المرحلة تستدعي الترقب، وإنا لمترقبون»، لافتاً إلى أن «جوهر القرار 1701 هو حماية السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة، وإن جوهر ورقة الإجراءات التنفيذية هو الانسحاب الإسرائيلي، واحترام سيادة الدولة اللبنانية، وفي المرحلة الماضية لم يلتزم العدو القرار 1701، ولغاية اللحظة لم يلتزم العدو ورقة الإجراءات التنفيذية، وهذا الأمر يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهي مسؤوليات جسيمة لا تحتمل التهاون».