عندما دُمّر منزل عائلته بغارة جوية في نوفمبر (تشرين الثاني)، حوصر زين عروق تحت الأنقاض لكنه نجا بعد إصابته، بينما لقي 17 فرداً من أقاربه حتفهم.
لكن زين، البالغ من العمر 13 عاماً، واجه لاحقاً مصيراً قاسياً في غزة، حيث يواجه سكان القطاع نقصاً حاداً في الدواء والغذاء والماء وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
ويواجه سكان القطاع الصغير خطر المجاعة وسط حرب بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ ما يزيد على ستة أشهر.
وفي أثناء عملية إسقاط جوي للمساعدات الأسبوع الماضي، أصاب أحد الطرود الفتى بينما كان يهرول للحصول على علبة فول أو بعض الأرز أو الدقيق (الطحين).
وقال جده، علي عروق، لوكالة «رويترز» للأنباء: «المرة الأولى، من تحت الردم، لما انقصفت الدار، طلع جرح في راسه، في ايده ورجله، والله نجاه».
ويتذكر الجد - وهو يقف بجوار بركة كبيرة من مياه الصرف - كيف كان زين يسبح ليحصل على وجبة، في حين أنه كان يتعين أن يكون حينئذ في مدرسته.
وتوفي زين وسط إخفاق الوسطاء في التوصل إلى هدنة واستعداد كل من إسرائيل و«حماس» لمواصلة الحرب بينهما في غزة التي تحولت إلى أرض قاحلة بسبب القتال.
وقال والده محمود «زين رايح على الإسقاطات الجوية، وهو نازل (الباراشوت) خبطه صندوق المساعدات في راسه. وتدفق الناس عليه، اللي راحوا على الصندوق، ما انتبهوا للولد، أو هم جياع برضه».
وأضاف «انفسخ راسه نصين، وكسر في الحوض وكسر في الجمجمة وفي بطنه، ومع تدفق الناس... صار الضغط عليه بزيادة».
ونُقل زين إلى المستشفى حيث توفي متأثراً بجراحه يوم الأحد.
وقال محمود «الضنا غالي، ابني كان سندي وحياتي كلها، أول فرحة في الدنيا وكبيرها، الله يرحمه».
واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحو «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ما أسفر بحسب الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
وردت إسرائيل بهجوم شرس أدى، بحسب السلطات الصحية التابعة ﻟ«حماس» في غزة، إلى مقتل ما يقرب من 34 ألفاً من الفلسطينيين، وتحويل جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.