ميقاتي: حلّ أزمة النزوح السوري يبدأ باعتراف دولي بمناطق آمنة في بلادهم

التقى البطريرك الراعي وأكد أن بداية الحل تكون بانتخاب رئيس

خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي والبطريرك الراعي في بكركي السبت (موقع رئاسة الحكومة)
خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي والبطريرك الراعي في بكركي السبت (موقع رئاسة الحكومة)
TT

ميقاتي: حلّ أزمة النزوح السوري يبدأ باعتراف دولي بمناطق آمنة في بلادهم

خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي والبطريرك الراعي في بكركي السبت (موقع رئاسة الحكومة)
خلال اللقاء الذي جمع ميقاتي والبطريرك الراعي في بكركي السبت (موقع رئاسة الحكومة)

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العمل على إيجاد حل لأزمة النزوح السوري من خلال الاتصالات التي يقوم بها، وردّ في المقابل على من ينتقدون عمل حكومته والاتهامات لها بتجاوز الصلاحيات الدستورية الممنوحة إياها بوصفها حكومة تصريف أعمال في غياب رئيس الجمهورية الشاغر منصبه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، قائلاً: «لسنا هواة سلطة، ولا نريد أن نستأثر وأن نأخذ مكان أحد»، مشدداً على أن «بداية الحل تكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة ومن بعدها البدء بعملية الإصلاح الشامل».

وزار ميقاتي البطريرك الماروني بشارة الراعي لوضعه في أجواء التحقيقات في جريمة اغتيال المسؤول في «القوات اللبنانية» باسكال سليمان، معلناً أنه استمع خلال اللقاء إلى «الهواجس الأمنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عبّر عنها صاحب الغبطة، وتوافقنا على أن الحل هو دائماً بالدولة القوية والقادرة، كما أن بداية الحل تكون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة ومن بعدها البدء بعملية الإصلاح الشامل».

وفي ظل الانتقادات التي تتعرض لها حكومته من قبل بعض الفرقاء المسيحيين وأبرزهم البطريرك الراعي، قال ميقاتي: «في موضوع العمل الحكومي أكدت لصاحب الغبطة أننا لسنا هواة سلطة، ولا نريد أن نستأثر، وأن نأخذ مكان أحد، فهل الاعتكاف وعدم الإقدام هما الحل؟ طبعاً لا. نحن سنظل نتابع ونثابر لأننا كلنا ثقة بأن ما نقوم به هو الحفاظ على كيان هذه الدولة من دون أي انتقائية أو استنسابية، بينما البعض يحاسبنا بانتقائية. ما يعجبه لا يتكلم عنه بالخير بل يهاجمنا على ما لا يعجبه، ونحن نقبل بهذا الرجم؛ لأن دورنا في هذا الوضع الصعب هو المحافظة على كيان الدولة».

وفي رد على سؤال عما إذا كان لبنان قد تلقى تهديدات بتدميره في حال شارك في الرد الإيراني على إسرائيل، قال: «لا تهديدات مباشرة، ولكن التهديدات التي تطلق هي نوع من الحرب الاستباقية، ففي العمل الحربي أهم عنصر هو المفاجأة. لم تعد هناك من مفاجأة، لا أعرف إذا كانت ستحدث ضربة، ولكن عنصر المفاجأة لأي ضربة لم يعد موجوداً، وبالتالي ما قيل ويقال هو من باب الردع الاستباقي».

وعن أزمة اللاجئين السوريين التي تصاعدت المطالبات بحلها بعد اغتيال سليمان على يد عصابة سورية وفقاً للجيش اللبناني، أكد ميقاتي العمل على «وضع حل لهذه الأزمة من خلال الاتصالات التي نقوم بها، والحل يبدأ بِعَدِّ معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة لنقوم بترحيل السوريين الذين قدموا إلى لبنان تحت عنوان لاجئين». ورأى أنه «يجب التمييز بين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، ويعملون ويسهمون في الاقتصاد، وبين الذين يدخلون تحت عنوان لاجئين ونازحين بهدف الإفادة من هذا الموضوع»، مؤكداً: «عندما تصبح هناك مناطق آمنة في سوريا واعتراف دولي بهذا الموضوع، سيجري ترحيل معظم السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية الذين لا يؤدون أي عمل أو لا يكونون في لبنان تحت غطاء قانوني. من لديه إقامة وإجازة عمل ويعمل ضمن القانون نحن نحترمه مثلما نحترم أي مواطن عربي آخر». وأكد: «لا شيء يوحد اللبنانيين حالياً أكثر من موضوع النازحين، ومن خلال الاتصالات الدولية التي نقوم بها نسعى إلى البدء بما يلزم في هذا الملف».


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

المشرق العربي نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان.

خاص توزيع الملابس على النازحين في أحد مراكز الإيواء (أ.ف.ب)

خاص لبنانيون يروون لـ«الشرق الأوسط» مأساة نزوحهم المتكرر

عاش جنوبيون كُثر من أبناء القرى الحدودية رحلتَي نزوح أو أكثر؛ الأولى منذ أن أعلن «حزب الله» عن فتح جبهة إسناد غزة، فاضطر الناس للخروج إلى أماكن أكثر أماناً.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي صورة سيارة فان محترقة نشرتها صحيفة «الوطن» السورية لاستهداف إسرائيل مدينة حسياء الصناعية

دمشق تنفي استهداف معمل إيراني وسط سوريا

نفت مصادر سورية صحة الأنباء التي تحدثت عن استهداف مُسيرات إسرائيلية معملاً إيرانياً لتجميع السيارات، وقالت إن المعمل المستهدف فارغ تماماً.

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية أوري غوردين خلال حضورهما تمارين عسكرية بالجليل في 26 يونيو 2024 (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

نتنياهو من الحدود مع لبنان: «سننتصر»

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، إن بنيامين نتنياهو أجرى زيارة للقوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نار ودخان يظهران من موقع تعرض لقصف إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

«حزب الله» يشنّ هجوما بالمسيرات على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا

أعلن «حزب الله»، اليوم (الأحد)، شنّ هجوم بالمسيرات على قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب حيفا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى

صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)
صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)
TT

الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى

صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)
صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)

في مؤشر على حجم آفة المخدرات التي يعاني منها العراق منذ سنوات، أعلن «جهاز الأمن الوطني»، الأحد، ضبط 6 مزارع لنبات «الداتورا» المخدر في محافظتي بغداد وديالى.

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها جهاز أمني رفيع عن المستوى الذي وصل اليه انتشار المخدرات في البلاد، عبر زراعتها، وذلك بعد نحو شهر فقط من نفي مسؤول بارز في وزارة الداخلية «وجود مؤشرات على مزارع للمخدرات في العراق».

أحد مهربي المخدرات مع المضبوطات في البصرة (أرشيفية - جهاز الأمن الوطني)

وقال «جهاز الأمن الوطني»، في بيان، إنه ضمن جهوده في مكافحة المخدرات وحماية المواطنين من الأضرار الجسيمة الناتجة عنها، «تمكنت مفارزنا في محافظتي بغداد وديالى، استناداً إلى معلومات استخبارية مؤكدة، وبعد متابعة ميدانية حثيثة، من ضبط 6 مزارع للنباتات المخدرة».

وأضاف أن المتابعة التي قام بها «أسفرت عن تنفيذ عمليات دهم وفق مذكرات قبض أصولية في مناطق المدائن والبوعيثة في بغداد، وبلدروز في ديالى، وتم على إثرها ضبط 2305 نباتات» مخدرة.

وتحدث البيان الأمني عن القيام بـ«إتلاف النباتات موقعياً، بالتعاون مع شُعَب زراعة الدورة والمدائن وبلدروز».

بدوره، قال متخصص بشؤون المخدرات لـ«الشرق الأوسط» إن «معظم العناصر الأمنية المشتغلة في مجال مكافحة المخدرات لا تستطيع التعرف بسهولة على النباتات المخدرة لتشابه سيقانها مع نباتات أخرى، مثل الجت أو البرسيم الشائعة زراعتها في العراق».

«مزرعة حشيشة» في إحدى الدول العربية (متداولة)

ويرجح المتخصص «وجود مزارع غير قليلة لبعض النباتات المخدرة في معظم المحافظات».

وقبل إعلان «الأمن الوطني» عن التطور الجديد في زراعة المخدرات، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري أن الوزارة «سجّلت ارتفاعاً بنسبة 210 في المائة بعمليات الضبط في مجال مكافحة المخدرات في عامي 2023 - 2024».

وكشف ميري، في تصريح لـ«وكالة الأنباء العراقية» الرسمية، عن «تفكيك 569 شبكة للمخدرات، بينها 39 شبكة دولية، خلال عامي 2023 - 2024، إلى جانب ضبط أكثر من 6.6 طن من المواد المخدرة».

وأكد صدور «138 حكماً بالإعدام، وأكثر من 500 حكم بالمؤبد، ونسبة غير قليلة من المحكومين بتهمة تجارة المخدرات».

كما تحدث الناطق باسم الداخلية عن «افتتاح 200 كيلومتر من الجدار الحدودي مع سوريا، وإنجاز منظومة كاميرات المراقبة على طول الحدود وإتمام التحصينات، إضافة إلى نصب أكثر من 1000 كاميرا حرارية على الحدود».

وتعاني الحدود العراقية منذ سنوات، وخاصة مع إيران وسوريا، من عمليات تسلل كبيرة، سواء بالنسبة للجماعات الإرهابية أو بالنسبة لتجارة المخدرات.