بدعوى البحث عن مطلوبين، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي هجمات عدة على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وقتلت شابين فلسطينيين وأصابت عشرات آخرين بجروح، فجر الجمعة، ثالث أيام عيد الفطر. وبدعوى اختطاف فتى مستوطن قامت مجموعة كبيرة من المستوطنين تحميها قوة عسكرية كبيرة باقتحام بلدة فلسطينية قرب الخليل.
وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي لم يوقف هجماته على بلدات الضفة ولا لساعة واحدة، أيام العيد الثلاثة. فقد نفذت قواته عدة اقتحامات في محافظات جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية (شمال)، وبلدات بمحافظتي الخليل وبيت لحم (جنوب). ولكن الهجومين الأشد قسوة حصلا في محافظة طوباس شمال الضفة حيث قتل الشابان، وفي قرية المغير شمال شرقي رام الله.
وقالت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم الفارعة، بعدة آليات بعد خروجها من حاجز بوابة عاطوف إلى الشرق من طوباس ومرورها عبر بلدة طمون، بالإضافة إلى وجود تعزيزات عسكرية في هذه الأثناء على حاجز الحمرا العسكري. وأضافت أن اقتحام المخيم تزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع المسيرة في سماء مخيم الفارعة ومحافظة طوباس بشكل عام. كما نشرت القوات القناصة عند مدخل المخيم، فيما اندلعت مواجهات واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المقتحمة للمخيم يتخللها انفجارات قوية.
وبلغت حصيلة الهجوم سقوط شابين وجرح خمسة، وأوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن من بين الإصابات إصابة بالرصاص الحي في الرقبة وصفت بالخطيرة، وأخرى في الفخذ، وثالثة في الحوض. ونقل الجرحى إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي. وقالت الجمعية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل مسعفاً متطوعاً خلال نقل أحد المصابين من مخيم الفارعة، وراحت تعتدي عليه بالضرب أمام الناس.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن أحد القتيلين هو الشاب محمد عصام شحماوي، وقد جاءت إصابته في الرأس بالرصاص الحي، والثاني هو الشاب المطارد محمد رسول عمر حمزة في مدينة طوباس، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار على المركبة التي كان يستقلها. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة طوباس في ساعات الصباح، وانتشرت في عدد من أحيائها.
وبمقتل هذين الشابين، ترتفع حصيلة القتلى في الضفة والقدس الشرقية إلى 462 شخصاً والجرحى 4 آلاف و750 جريحاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وأوضح الهلال الأحمر في بيان مقتضب، أن طواقمه تلقت بلاغاً عن استهداف الاحتلال لمركبة في طوباس، وتم تحريك مركبة إسعاف إلى الموقع، إلا أن قوات الاحتلال استولت على المركبة ومن بداخلها. وفي وقت لاحق، أعلنت طواقم الهلال أنها انتشلت قتيلاً من داخل المركبة المستهدفة بعد أن تركتها قوات الاحتلال، قرب مفرق طمون، جنوب طوباس.
وفي منطقة رام الله، هاجم عشرات المستوطنين، عصر الجمعة، بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم، في قرية المغير، وسط إطلاق للرصاص الحي. وأورد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في بلدة المغير إثر اقتحام قوات الاحتلال، وقد جرى نقل المصاب إلى المستشفى. وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي، وقنابل الغاز صوب المواطنين في الجهة الشمالية من القرية، والمعروفة بـ«منطقة النقار»، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مستوطناً يبلغ من العمر 14 عاماً، كان يرعى أغناماً في الأراضي الفلسطينية قرب المغير ساعات صباح الجمعة، واختفت آثاره وانقطع الاتصال به. وقد أجرى المستوطنون والجنود معاً عمليات تمشيط وبحث عنه في ظل شكوك حول وقوعه ببئر أو إصابته في أثناء رعي الأغنام بالأراضي الفلسطينية المسلوبة. ويجري جيش الاحتلال تحقيقاته وتمشيطه للمنطقة للتأكد من أن الحدث «ليس أمنياً» أو عملية خطف للمستوطن.