مقتل شابين فلسطينيين في شمال الضفة الغربية

الجيش والمستوطنون يهاجمون قرية بدعوى اختطاف فتى مستوطن

فلسطينيون يشاركون في تشييع محمد عصام شحماوي الذي قُتل في طوباس اليوم الجمعة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يشاركون في تشييع محمد عصام شحماوي الذي قُتل في طوباس اليوم الجمعة (إ.ب.أ)
TT

مقتل شابين فلسطينيين في شمال الضفة الغربية

فلسطينيون يشاركون في تشييع محمد عصام شحماوي الذي قُتل في طوباس اليوم الجمعة (إ.ب.أ)
فلسطينيون يشاركون في تشييع محمد عصام شحماوي الذي قُتل في طوباس اليوم الجمعة (إ.ب.أ)

بدعوى البحث عن مطلوبين، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي هجمات عدة على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وقتلت شابين فلسطينيين وأصابت عشرات آخرين بجروح، فجر الجمعة، ثالث أيام عيد الفطر. وبدعوى اختطاف فتى مستوطن قامت مجموعة كبيرة من المستوطنين تحميها قوة عسكرية كبيرة باقتحام بلدة فلسطينية قرب الخليل.

وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي لم يوقف هجماته على بلدات الضفة ولا لساعة واحدة، أيام العيد الثلاثة. فقد نفذت قواته عدة اقتحامات في محافظات جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية (شمال)، وبلدات بمحافظتي الخليل وبيت لحم (جنوب). ولكن الهجومين الأشد قسوة حصلا في محافظة طوباس شمال الضفة حيث قتل الشابان، وفي قرية المغير شمال شرقي رام الله.

وقالت مصادر محلية إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم الفارعة، بعدة آليات بعد خروجها من حاجز بوابة عاطوف إلى الشرق من طوباس ومرورها عبر بلدة طمون، بالإضافة إلى وجود تعزيزات عسكرية في هذه الأثناء على حاجز الحمرا العسكري. وأضافت أن اقتحام المخيم تزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع المسيرة في سماء مخيم الفارعة ومحافظة طوباس بشكل عام. كما نشرت القوات القناصة عند مدخل المخيم، فيما اندلعت مواجهات واشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المقتحمة للمخيم يتخللها انفجارات قوية.

قوات إسرائيلية خلال العملية في مخيم الفارعة بطوباس اليوم الجمعة (أ.ف.ب)

وبلغت حصيلة الهجوم سقوط شابين وجرح خمسة، وأوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن من بين الإصابات إصابة بالرصاص الحي في الرقبة وصفت بالخطيرة، وأخرى في الفخذ، وثالثة في الحوض. ونقل الجرحى إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي. وقالت الجمعية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل مسعفاً متطوعاً خلال نقل أحد المصابين من مخيم الفارعة، وراحت تعتدي عليه بالضرب أمام الناس.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن أحد القتيلين هو الشاب محمد عصام شحماوي، وقد جاءت إصابته في الرأس بالرصاص الحي، والثاني هو الشاب المطارد محمد رسول عمر حمزة في مدينة طوباس، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار على المركبة التي كان يستقلها. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة طوباس في ساعات الصباح، وانتشرت في عدد من أحيائها.

وبمقتل هذين الشابين، ترتفع حصيلة القتلى في الضفة والقدس الشرقية إلى 462 شخصاً والجرحى 4 آلاف و750 جريحاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وأوضح الهلال الأحمر في بيان مقتضب، أن طواقمه تلقت بلاغاً عن استهداف الاحتلال لمركبة في طوباس، وتم تحريك مركبة إسعاف إلى الموقع، إلا أن قوات الاحتلال استولت على المركبة ومن بداخلها. وفي وقت لاحق، أعلنت طواقم الهلال أنها انتشلت قتيلاً من داخل المركبة المستهدفة بعد أن تركتها قوات الاحتلال، قرب مفرق طمون، جنوب طوباس.

مسلحون فلسطينيون خلال تشييع جثمان محمد عصام شحماوي الذي قُتل الجمعة في مخيم الفارعة للاجئين قرب طوباس خلال هجوم شنه الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)

وفي منطقة رام الله، هاجم عشرات المستوطنين، عصر الجمعة، بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم، في قرية المغير، وسط إطلاق للرصاص الحي. وأورد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في بلدة المغير إثر اقتحام قوات الاحتلال، وقد جرى نقل المصاب إلى المستشفى. وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي، وقنابل الغاز صوب المواطنين في الجهة الشمالية من القرية، والمعروفة بـ«منطقة النقار»، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مستوطناً يبلغ من العمر 14 عاماً، كان يرعى أغناماً في الأراضي الفلسطينية قرب المغير ساعات صباح الجمعة، واختفت آثاره وانقطع الاتصال به. وقد أجرى المستوطنون والجنود معاً عمليات تمشيط وبحث عنه في ظل شكوك حول وقوعه ببئر أو إصابته في أثناء رعي الأغنام بالأراضي الفلسطينية المسلوبة. ويجري جيش الاحتلال تحقيقاته وتمشيطه للمنطقة للتأكد من أن الحدث «ليس أمنياً» أو عملية خطف للمستوطن.


مقالات ذات صلة

عائلة ناشطة أميركية قتلت بالضفة الغربية تتهم إسرائيل وتطلب تحقيقاً مستقلاً

المشرق العربي صورة للناشطة عائشة نور إزغي إيغي كما قدمتها حركة التضامن الدولية (أ.ب) play-circle 00:29

عائلة ناشطة أميركية قتلت بالضفة الغربية تتهم إسرائيل وتطلب تحقيقاً مستقلاً

طالبت عائلة مواطنة تركية أميركية قتلت بالرصاص خلال مظاهرة احتجاج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بتحقيق مستقل في مقتلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي فلسطيني يشارك في جنازة باليوم العاشر من العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين (إ.ب.أ)

تقرير: إسرائيل تنهي عمليتها العسكرية في جنين بالضفة

انتهت عملية الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي مقاتلون فلسطينيون خلال تشييع أحد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين الجمعة (إ.ب.أ)

جهات إسرائيلية تحذر من تحويل الضفة إلى غزة ثانية

مع تزايد الإشارات إلى وجود مخطط جدي لتحويل الضفة الغربية إلى نسخة ثانية من قطاع غزة، من حيث الدمار والقتل والاعتقال، ترتفع أصوات تحذر من خطورة هذا التوجه.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يقيّمون الأضرار بالشارع بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية 6 سبتمبر 2024 (رويترز)

عودة الحركة إلى جنين وسط الأنقاض بعد خروج القوات الإسرائيلية

عادت الحركة إلى جنين وسط الأنقاض صباح الجمعة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس - الجمعة من المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (جنين)
المشرق العربي آليات عسكرية إسرائيلية خلال عملية في مدينة جنين بالضفة الغربية الخميس 5 سبتمبر 2024 (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين ومخيمها

ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الجمعة، أن القوات الإسرائيلية انسحبت من جنين ومخيمها «بعد عشرة أيام من العدوان».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

العراق يواصل استعداداته لإجراء تعداد سكاني بعد توقف 27 عاماً

رجل عراقي يحمل حاجياته ويعبر زقاقاً في أحد أحياء بغداد القديمة (أ.ف.ب)
رجل عراقي يحمل حاجياته ويعبر زقاقاً في أحد أحياء بغداد القديمة (أ.ف.ب)
TT

العراق يواصل استعداداته لإجراء تعداد سكاني بعد توقف 27 عاماً

رجل عراقي يحمل حاجياته ويعبر زقاقاً في أحد أحياء بغداد القديمة (أ.ف.ب)
رجل عراقي يحمل حاجياته ويعبر زقاقاً في أحد أحياء بغداد القديمة (أ.ف.ب)

تواصل الحكومة العراقية جهودها الحثيثة لاستكمال إجراءات التعداد السكاني، المقرّر في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وإذا ما سارت العملية بشكل سلِس حتى ذلك التاريخ، فسيكون الأول من نوعه بعد 27 عاماً على آخر تعداد جرى عام 1997.

وسعت الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005 إلى إجراء التعداد السكاني، لكن أسباباً سياسية وأمنية حالت دون ذلك.

وكانت العقبة الأكبر، حسب وزارة التخطيط، الخلاف بين العرب والأكراد حول المادة 140 من الدستور، المتعلقة بتطبيع الأوضاع في محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازَع عليها، حيث كانت مطالب العرب والأكراد تتمحور حول «إجراء تعداد سكاني خاص للمناطق المتنازع عليها قبل إجراء التعداد العام»، قبل أن تحصل وزارة التخطيط على حكم من المحكمة الاتحادية، يقضي بـ«عدم التعارض بين الأمرين».

في الأثناء، كشفت وزارة التخطيط التي تقود جهود إجراء التعداد، عن النسبة التقديرية لإجمالي عدد السكان في العراق.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في تصريحات صحافية، الأحد، إن «النسبة التقديرية لسكان البلد تقدَّر بنحو 43 مليون نسمة، وذلك وفقاً لتقديرات العام الماضي 2023».

وأضاف أن «نسبة الرجال في البلد تبلغ 50.5 في المائة، بينما تبلغ نسبة النساء 49.5 في المائة، من مجموع سكان البلد».

وأشار الهنداوي إلى أن «وزارة التخطيط مستعدة، وبجهودها الفنية الكاملة، لغرض إجراء التعداد العام للسكان في نوفمبر المقبل».

وكان الهنداوي قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن «التعداد ذو طبيعة تنموية خالصة، ولا يستهدف معرفة التركيبة السكانية القومية أو الطائفية، وتخلو الاستمارة المحدّدة لمعلومات المواطنين من ذِكر هاتين الصفتين، لكنها تأخذ بالاعتبار ديانة الأشخاص».

وأضاف أن «ما تفكّر فيه الدولة ليس عدد المواطنين العرب أو الأكراد، إنما يهمها أن تعرف أوضاع هؤلاء المالية والمعيشية والاجتماعية، لتكون قادرة على معالجتها».

وكانت بعض الشخصيات والأوساط السُّنية أبدت اعتراضاً على عدم وجود حقل خاص بـ«مذهب» الأشخاص في ورقة الإحصاء؛ لأن ذلك، في نظرها، يكرّس «المزاعم الشيعية» بأن أتباع «المذهب الشيعي» هم الأكثرية.

حُجّاج شيعة يرفعون أعلاماً ويعبرون مصفاة نفطية متوجّهين إلى كربلاء في ذكرى أربعينية الحسين في 2024 (أ.ف.ب)

لكن وزارة التخطيط التي تؤكد على الطابع التنموي للتعداد السكاني، تشير إلى إمكانية معرفة النسب التقريبية لكل مذهب أو قومية من خلال معرفة إجمالي عدد سكان المحافظة الواحدة؛ كونَ معظم المحافظات ذات لون مذهبي وقومي واحد، سواءً كان سُنياً أو شيعياً أو كردياً أو عربياً.

وفي مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي، ترأّس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى للسكّان، لوضع اللمسات الأخيرة، ومتابعة التحضيرات الجاري العمل عليها لإجراء التعداد العام للسكّان، واتخذ في الاجتماع مجموعة قرارات تسهّل عملية الإعداد والتدريب لإجراء الإحصاء، ومن بين تلك القرارات «فرض حظر التجوال في عموم محافظات العراق يومي 20 و21 نوفمبر المقبل، لإجراء الإحصاء السكّاني».

وتقرَّر كذلك معالجة المتطلّبات مع حكومة إقليم كردستان العراق فيما يخص تدريب الكوادر الإحصائية لعملية الترقيم والحصر.

كما تقرَّر دعم وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي للعملية الإحصائية، من خلال تهيئة القاعات الدراسية للتدريب، وكذلك مراكز الشباب، من خلال وزارة الشباب والرياضة، والإسراع في تحويل المتطلبات المالية والتخصيصات لتمويل مشروع التعداد.

وانطلقت مطلع الشهر الحالي عمليات الترقيم والحصر للمباني والمساكن والمنشآت، مع أخذ المعلومات الأوّلية عن عدد أفراد الأسرة، وتوزيع الأسر حسب الذكور والإناث، لتكون معلومات مهمة يستند إليها العدّاد حتى موعد إجراء التعداد المقرّر.