اليمين لا ينجح في تجنيد أكثر من ألف متظاهر دعماً لنتنياهو

إسرائيلي تباهى بقتل 8 فلسطينيين اعتدى على زوجين يهوديين

مشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عن محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب الجمعة (أ.ف.ب)
مشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عن محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب الجمعة (أ.ف.ب)
TT

اليمين لا ينجح في تجنيد أكثر من ألف متظاهر دعماً لنتنياهو

مشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عن محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب الجمعة (أ.ف.ب)
مشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عن محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب الجمعة (أ.ف.ب)

على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، والجمود في المفاوضات حول مسألة المخطوفين، واشتداد مظاهرات الاحتجاج على سياسة الحكومة ورئيسها، بنيامين نتنياهو، ونشر استطلاعات رأي تُجمع على احتمال سقوطها؛ حاولت أوساط يمينية إقامة مظاهرة تؤيدها وتشد على أيديها في نهجها لاستمرار الحرب، حتى لو كان الثمن بقاء المخطوفين لدى «حماس» ودفع الثمن بحياتهم. لكنّ شهوداً أكدوا الجمعة أن اليمين لم يستطع تجنيد أكثر من ألف شخص لهذه المظاهرة، وأن بعض المشاركين فيها كانوا من غلاة المتطرفين الذين أطلقوا شعارات عنيفة واعتدوا بالضرب على زوجين يهوديين من أصول روسية وراحوا يطالبونهما بـ«العودة إلى روسيا».

ووقعت الحادثة أمام مقر رئيس الوزراء في شارع «غزة» بالقدس الغربية، حيث حضر نشطاء اليمين للتظاهر تضامناً رافعين الشعار: «نتنياهو... لن تكون وحدك أبداً». وكان بينهم عدد قليل من عائلات الأسرى والقتلى في الحرب على غزة، الذين يعارضون المظاهرات الاحتجاجية ويعدّونها مساعدة لـ«حماس». وقال ايتسيك بونتسيل، والد الجندي عميت، الذي قُتل في الشهر الأول للحرب: «نحن الذين دفعنا أغلى ثمن نرى من واجبنا الأخلاقي والوطني وفي سبيل الأموات والأحياء أن نعلن بكل وضوح دعمنا الراسخ للحكومة في موقفها الرافض لوقف الحرب. وقف الحرب سيكون هدية لأعدائنا ووصفة للمذبحة المقبلة».

أما ايتان مور، والد الأسير في غزة ايتان، فقال: «نحن هنا بفضل القرار الذي اتخذه آباؤنا وأجدادنا للصمود وعدم التنازل عن حقوقنا في أرض إسرائيل. ونقول لرئيس الحكومة ورفاقه في قيادة الحرب: لا تتنازلوا. هذا ليس الوقت لتقديم مساعدات إنسانية إنما هو وقت ممارسة الضغوط على (حماس). سيدي رئيس الحكومة: فقط بالضغط العسكري يمكن تحرير المختطفين. اضرب (حماس) حتى النهاية».

وقال منظمو المظاهرة إن تحركهم يقوّي قبضة الحكومة ويشجعها على الصمود واستمرار الحرب «حتى إعادة المختطفين».

وخلال المظاهرة، لاحظ بعض المتظاهرين وجود شعار على شرفة بيت قائم مقابل بيت رئيس الوزراء تماماً، يقول: «بيبي (نتنياهو) قاتل». وبدا أن هؤلاء المتظاهرين يعرفون تماماً هوية أصحاب ذلك البيت وأنهم من أصول روسية. فراحوا يصرخون على صاحبة البيت ويشتمونها ويقولون لها: «أنتن داعرات. خربتم الدولة. لا تحترمون السبت. لستم يهوداً. عودوا إلى روسيا». وصاح أحدهم: «ليس نتنياهو القاتل، بل أنا. نعم أنا قتلت ثمانية فلسطينيين والآن سأقتلكم».

مظاهرة تطالب بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب الجمعة (أ.ف.ب)

وروى زوج الروسية قائلاً: «كنت عائداً من أداء وظيفتي في حراسة أمنية ضمن خدمتي العسكرية. فشاهدتهم وهم يشتمون زوجتي بكلمات بذيئة ودعوات عنصرية، ويطلقون الهتافات ويحاولون الاعتداء عليها بواسطة عصي الأعلام التي رفعوها. فوقفت مكتوف اليدين. لكن عندما شعرت أنها في خطر حقيقي اعترضت وطلبت منهم أن يكفّوا. فتعرفوا على هويتي وراحوا يعتدون عليّ بالضرب الجسدي باللكمات وبالعصي وأصابوني بارتجاج في المخ، بحسب توصيف الطبيب الذي فحصني».

وقد تدخلت الشرطة وأبعدتهم عن المكان وأنزلت الشعار عن شرفة البيت. ولم تعتقل أحداً من المتظاهرين.

وكان «منتدى عائلات المختطفين»، الذي يضم غالبية أهالي الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، قد أقام مظاهرة ضمت المئات أمام مقر وزارة الدفاع ومجلس قيادة الحرب، كما يحصل كل ليلة. ووجّه المنتدى دعوة للجمهور أن يأتي للتظاهر بعشرات الألوف في ليلة السبت لمطالبة الحكومة بتغيير سياستها والتوجه الجاد لإنجاح المفاوضات مع «حماس».

وقالت منظمة «إم ترتسو» اليمينية، التي تقود مظاهرات دعم الحكومة في استمرار الحرب، إنه «حان الوقت ليخرج اليمين عن صمته وينطلق إلى الشوارع لدعم الحكومة». وخلال خطابات قادتها، أجمعوا على أن «قوة اليمين الشعبية زادت خلال الحرب، كما يظهر من استطلاعات الرأي، لكن هذه القوة لا تنعكس في الشارع». لكن الاستطلاعات لا تشير إلى ارتفاع لقوى اليمين، كما يزعمون في هذه الحركة؛ إذ إن اليمين، الذي يتمثل في الكنيست الحالي بـ76 نائباً (64 نائباً في الائتلاف الحكومي، والباقون في المعارضة - حزب أفيغدور ليبرمان 6 مقاعد وحزب جدعون ساعر 6 مقاعد)، سيخسر من قوته 15 مقعداً في الانتخابات المقبلة. وليبرمان يرفض إقامة حكومة مع نتنياهو، ولذلك فإنه يُحسب على المعارضة.

وتشير نتائج استطلاع الرأي الأسبوعي الذي نشرته صحيفة «معاريف»، الجمعة، إلى تحركات ملحوظة تفيد بتزايد شعبية حزب «يش عتيد» بقيادة يائير لبيد، الذي يقود المعارضة السياسية الفاعلة للحكومة، بثلاثة مقاعد عن نتيجته قبل أسبوعين؛ وصل في استطلاع الأسبوع الماضي إلى 15 مقعداً، وهو حافظ على هذه الزيادة في استطلاع هذا الأسبوع. ويطمح لبيد إلى أن يصبح المنافس الرئيسي لنتنياهو، مثلما كان حاله في الانتخابات الأخيرة التي حصل فيها على 24 مقعداً، لكنه بدأ يتراجع حتى بلغ 10 مقاعد فقط قبل ثلاثة أسابيع. أما «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس الذي انضم إلى حكومة نتنياهو مع بدء الحرب في غزة، فيواصل الانخفاض، بحسب استطلاعات الرأي التي أفادت بأنه خسر مقعدين هذا الأسبوع (تراجعت حصته بحسب الاستطلاع الأخير من 32 إلى 30 مقعداً).


مقالات ذات صلة

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

الولايات المتحدة​ 
ترمب ونتنياهو قبل بدء اجتماعهما أمس (د.ب.أ)

نتنياهو يستكمل «مظلته» الأميركية بلقاء ترمب

بلقائه الرئيس الأميركي السابق، وربما اللاحق، دونالد ترمب، أكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مظلته الأميركية، التي شملت وقفة في الكونغرس

هبة القدسي (واشنطن) نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 25 يوليو (أ.ب)

البيت الأبيض يحذّر نتنياهو من خطورة تنازلاته للمتطرفين في حكومته

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن اللقاءات الثلاثة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن مع بايدن وهاريس وسوليفان، كانت صعبة للغاية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي امرأة فلسطينية تحمل ابنتها بجوار أنقاض منازل دمرت خلال غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة»: ضغط دولي يُعزز جهود الوسطاء نحو صفقة المحتجزين

ضغوط دولية تتصاعد لوقف الحرب في غزة والدفع نحو هدنة ثانية بالقطاع تعززها دعوة أسترالية - كندية - نيوزيلندية لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي نهر السين في باريس (أ.ف.ب)

رياضيون مؤيدون للقضية الفلسطينية يستعدون لإظهار «التضامن» في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية

يستعد رياضيون لإظهار تضامنهم مع القضية الفلسطينية خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الذي سيقام في العاصمة الفرنسية باريس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ 
فلسطيني يتفقد مبنى مدمراً بعد غارة إسرائيلية على خان يونس أمس (د.ب.أ) وفي الإطار الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أمس (أ.ب)

«أجواء توتر» واكبت لقاء بايدن ونتنياهو

وسط أجواء من التوتر واكبت لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أمس، ناقش الجانبان وقف إطلاق النار الذي طال ان

هبة القدسي (واشنطن)

العراق يحقق في اختفاء 50 ألف باكستاني

إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)
إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)
TT

العراق يحقق في اختفاء 50 ألف باكستاني

إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)
إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)

أعلن العراق، أمس الجمعة، فتح تحقيق في اختفاء آلاف الباكستانيين، كانوا قد دخلوا البلاد لزيارة المراقد الدينية خلال شهر محرم.

ونقلت صحيفة «الأمة» الباكستانية عن وزير الشؤون الدينية، شودري حسين، أن 50 ألف مواطن باكستاني اختفوا في العراق خلال السنوات الماضية.

وأعرب وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي، عن قلقه واستنكاره لتزايد عدد العمالة غير القانونية في البلاد، مؤكداً أن وزارته ستحقق في اختفاء آلاف الباكستانيين في العراق، وأن هذا الأمر «سيكون محل اهتمام للتحقق واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم».

وأعلنت الشرطة العراقية اعتقال العشرات من الباكستانيين، يبدو أنهم من الذين تسربوا خلال زيارتهم المراقد الدينية.