مجلس الأمن يحيل على لجنة العضوية طلب فلسطين العضوية الكاملة

زخم عربي وإسلامي ومن «عدم الانحياز»... وخطوات متزامنة رغم شبح الفيتو الأميركي

أعلام الدول في الأمم المتحدة أمام المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك (صور الأمم المتحدة)
أعلام الدول في الأمم المتحدة أمام المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك (صور الأمم المتحدة)
TT

مجلس الأمن يحيل على لجنة العضوية طلب فلسطين العضوية الكاملة

أعلام الدول في الأمم المتحدة أمام المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك (صور الأمم المتحدة)
أعلام الدول في الأمم المتحدة أمام المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك (صور الأمم المتحدة)

أحال مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين طلب السلطة الفلسطينية لتصبح عضواً كامل العضوية، إلى لجنة العضوية، في خطوة وصفها المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة رياض منصور بأنها تاريخية.

وكان أعضاء مجلس الأمن قد باشروا، صباح الاثنين، مناقشات جديدة كانت قد بدأت عام 2011 في سياق مساعي الفلسطينيين إلى الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة عبر تصويت يمكن أن يحصل خلال الشهر الجاري، رغم إصرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على أن هذه الخطوة الطموحة يجب أن تكون ثمرة مفاوضات سلام مباشرة مع الإسرائيليين.

وعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة في الصباح، تلتها على الفور جلسة علنية لمناقشة الطلب المتجدد الذي ورد في رسالة بعث بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش في 2 أبريل (نيسان)، لتجديد النظر في الطلب المقدم في 23 سبتمبر (أيلول) 2011 إلى الأمين العام السابق بان كي مون للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وأحال غوتيريش الطلب إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة المالطية الدائمة فانيسا فرازير، في اليوم التالي، علماً بأن قبول الأعضاء الجدد في الأمم المتحدة يحصل من الجمعية العامة بناءً على توصية مجلس الأمن.

قاعة مجلس الأمن في نيويورك (رويترز)

وفي اليوم ذاته (2 أبريل)، وجّه كل من رئيس المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة (22 دولة) المندوب السعودي عبد العزيز الواصل، ورئيس مجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) المندوب الموريتاني سيدي ولد بحّام ولد محمد لغظف، ورئيس مجموعة حركة عدم الانحياز (120 دولة) المندوب الأوغندي أدونيا أيبار، وجّهوا رسائل إلى غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة دنيس فرنسيس، تعلن تأييد قبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة.

خطوات متزامنة

ويتزامن ذلك أيضاً مع مفاوضات يُجريها أعضاء المجلس على مشروع قرار قدمته فرنسا في شأن «الوقف الفوري» للحرب بين إسرائيل و«حماس»، متضمناً لغة تفيد بأن 139 من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة اعترفت بدولة فلسطين وترحب بها عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية. وعادةً ما تنتهي طلبات عضوية كهذه بإحالة من مجلس الأمن إلى لجنته الدائمة المعنية بقبول الأعضاء الجدد، استناداً إلى المادة 59 من النظام الداخلي المؤقت لمجلس الأمن التي تنص على أنه «ما لم يقرر مجلس الأمن خلاف ذلك، يحيل الرئيس الطلب إلى لجنة تابعة لمجلس الأمن يتمثل فيها كل عضو في مجلس الأمن». وإذا أوصت اللجنة بقبول الطلب كما يرجّح -لأن التصويت عليه يعد إجرائياً ولا يمكن فيه استخدام حق النقض (الفيتو)- يعاد الطلب إلى المجلس لإصدار قرار على غرار ما حصل مع جنوب السودان في يوليو (تموز) 2011. وعند هذه المرحلة، يمكن استخدام الفيتو من أيٍّ من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

الفيتو بالمرصاد

ومن الواضح أن الاعتراض الأميركي الحالي على هذه الخطوة يُنذر بتعطيل الخطوة عبر استخدام الفيتو. ولم يجرِ الاعتراض على قبول أي عضو جديد في الأمم المتحدة منذ عام 1976.

وعندما سُئل، الأسبوع الماضي، عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو لإجهاض الطلب الفلسطيني، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: «لن أتكهن بما يمكن أن يحصل مستقبلاً»، مضيفاً أن دبلوماسية مكثفة حصلت خلال الأشهر القليلة الماضية لإقامة دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وهو ما تدعمه الولايات المتحدة. واستدرك أن ذلك يجب أن يحصل عبر مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية مباشرة «وهو أمر نسعى إليه في هذا الوقت، وليس في الأمم المتحدة».

المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود متحدثاً خلال جلسة لمجلس الأمن (رويترز)

وكذلك أشار المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود، إلى عقبة أخرى تتمثل في تبني الكونغرس الأميركي تشريعاً «ينص في جوهره على أنه إذا وافق مجلس الأمن على العضوية الكاملة للفلسطينيين خارج نطاق اتفاقٍ ثنائيّ بين إسرائيل والفلسطينيين... سيُقطع التمويل (الأميركي) لنظام الأمم المتحدة». وأضاف: «نحن ملتزمون القوانين الأميركية (...) لذا نأمل في ألا يتابعوا ذلك».

ومع ذلك، يعد قبول أي عضو جديد «مسألة مهمة» تتطلب أكثرية الثلثين في الجمعية العامة، علماً بأن المادتين 59 و60 من النظام الداخلي المؤقت لمجلس الأمن لا تضع سقفاً زمنياً لموعد إحالة طلب العضوية إلى الجمعية العامة.

الفلسطينيون

المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة في الأمم المتحدة رياض منصور محاطاً بأعضاء من المجموعة العربية (رويترز)

ولكن المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة رياض منصور، قال: «نعتقد أن الوقت حان الآن لكي تصير دولتنا عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة»، مذكّراً بأنه خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة، مُنعت الدول من الانضمام إلى الأمم المتحدة، لكنها أضحت كلها أعضاء في نهاية المطاف، بما فيها كوريا الشمالية، التي لا تعترف بها الولايات المتحدة ولكنها لم تمنع انضمامها. وتوقَّع أن يصوِّت مجلس الأمن على الطلب الفلسطيني خلال اجتماع على المستوى الوزاري في 18 أبريل (نيسان) الجاري.

وتعترف سبع من الدول الحالية في مجلس الأمن بدولة فلسطين، وهي: الصين وروسيا والإكوادور وموزمبيق والجزائر وغويانا وسيراليون. ورداً على احتمال استخدام حق النقض، قال منصور: «الجميع يتحدثون عن حل الدولتين، فما المنطق في منعنا من أن نكون دولة عضواً؟».

رفض إسرائيلي

في المقابل، رأى المندوب الإسرائيل جلعاد إردان، أن السلطة الفلسطينية لم تستوفِ المعايير المطلوبة لقيام دولة في محاولتها عام 2011 للحصول على العضوية. وهي «ابتعدت فقط عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها منذ ذلك الحين». ورأى أن «من يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مثل هذا الوقت لا يعطي جائزة للإرهاب فحسب، بل يدعم أيضاً الخطوات الأحادية التي تتعارض مع مبدأ المفاوضات المباشرة المتفق عليه».

وأخفقت المحاولات الفلسطينية السابقة في الحصول على الدعم المطلوب من تسعة من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، فضلاً عن أن الولايات المتحدة تصرّ على عدم قبول عضوية فلسطين إلا بعد اتفاق سلام متفاوض عليه مع إسرائيل. وبسبب تعثر العضوية الكاملة في مجلس الأمن، وافقت الجمعية العامة بأكثرية تزيد على الثلثين -138 صوتاً مؤيداً، ومعارضة 9 أعضاء، وامتناع 41 عن التصويت- في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 على قبول فلسطين بصفة دولة مراقبة غير عضو.

المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان (رويترز)

اعتراف أوروبي

ومنذ ذلك الحين، انضمت السويد إلى الدول التي تعترف بفلسطين عام 2014، لتكون الدولة الأولى التي تقوم بهذه الخطوة في الاتحاد الأوروبي. وكذلك فعلت جمهورية التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

والآن، تندفع إسبانيا إلى السير على خطى السويد. ففي 22 مارس (آذار) الماضي، أصدر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إعلاناً مشتركاً مع نظرائه من آيرلندا ومالطا وسلوفينيا يعلنون فيه أنهم «مستعدون للاعتراف بفلسطين (إذا) كانت الظروف مناسبة».

كما اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوة إلى الأمام في فبراير (شباط)، إذ قال إن الاعتراف «ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا».


مقالات ذات صلة

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أوروبا وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أنهى وزراء خارجية «مجموعة السبع» اجتماعها الذي استمر يومين في فيوجي بإيطاليا، وقد بحثوا خلاله القضايا الساخنة في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)

إسرائيل تقصف طرق إمداد لـ«حزب الله» في القصير السورية

اختارت إسرائيل وقت الذروة في منطقة القصير عند الحدود مع لبنان، لتعيد قصف المعابر التي سبق أن دمرتها بغارات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية مستوطنون يرقصون في مؤتمر يدعو إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة 21 أكتوبر الماضي (تايمز أوف إسرائيل)

سموتريتش يدعو مجدداً إلى تهجير نصف سكان غزة

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مجدداً، إلى احتلال قطاع غزة، وتشجيع نصف سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الهجرة خلال عامين.

كفاح زبون (رام الله)
العالم العربي طفل ضحية غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في غزة (أ.ف.ب)

مقتل 10 على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في غزة

قال مسعفون، الثلاثاء، إن 10 فلسطينيين على الأقل لقوا حتفهم في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي كشف تقرير للبنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان جراء الحرب تقدر بنحو 2.8 مليار دولار (أ.ف.ب)

ما حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان؟

قد يتوقف قريباً إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية بموجب اتفاق يستهدف إنهاء أكثر من عام من قتال أشعلته حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إسرائيل تقصف طرق إمداد لـ«حزب الله» في القصير السورية

ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)
ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)
TT

إسرائيل تقصف طرق إمداد لـ«حزب الله» في القصير السورية

ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)
ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)

اختارت إسرائيل وقت ذروة الحركة في منطقة القصير عند الحدود مع لبنان، لتعيد قصف المعابر التي دمرتها بغارات سابقة، بينما أكدت مصادر أهلية في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» أن الضربات الإسرائيلية تفاقم المعاناة المعيشية لسكان المنطقة على جانبي الحدود؛ لأنها تغلق المتنفس المتاح لحصولهم على المواد المعيشية الأساسية.

واستهدفت غارات إسرائيلية، مساء الاثنين، جسور الحوز ومطربة والجوبانية وجوسيه في منطقة القصير جنوب غربي حمص، وقال مصدر عسكري سوري إن إسرائيل شنت «عدواناً جوياً» من اتجاه الأراضي اللبنانية مستهدفة نقاط عبور على الحدود بين سوريا ولبنان، وهي نفسها التي استهدفتها إسرائيل سابقاً على الحدود السورية - اللبنانية في منطقة القصير بريف حمص. وحسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أسفرت الضربة عن إصابة مدنيين اثنين بجروح، ووقوع خسائر مادية.

قطع طرق إمداد

قال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الغارة استهدفت طرق استخدمها «حزب الله» اللبناني لنقل وسائل قتالية من سوريا إلى لبنان، وقال إن «حزب الله» وبدعم من السلطات السورية، يواصل استغلال بنى تحتية مدنية لـ«أغراض إرهابية»، مؤكداً أن الضربات الأخيرة تمت في إطار الجهود المستمرة الهادفة إلى «عرقلة القدرات العملياتية لـ(حزب الله)، وضمان أمن إسرائيل».

ورأى أدرعي أن الغارات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة ركزت على إحباط قدرات «الوحدة 4400» التابعة لـ«حزب الله» والمسؤولة عن نقل الأسلحة المستخدمة في شن عمليات ضد إسرائيل.

تدمير للجسور الفرعية في القصير السورية (الشرق الأوسط)

المصادر الأهلية في القصير قالت إن الجسور والبنى التحتية سبق أن تم تدميرها بالكامل، ولا يمكن للآليات والسيارات عبورها، وتكرار ضربها يؤذي المدنيين الذين يستخدمونها مضطرين للحصول على أساسيات العيش على جانبي الحدود. وأكدت المصادر أن الغارات، مساء الاثنين، حصلت في وقت ذروة الحركة للحصول على المواد الأساسية للمعيشة، حيث يتوجه الأهالي على الجانبين قبل مغيب الشمس لتأمين حاجتهم من الوقود اللازم للتدفئة والغاز المنزلي اللبناني، بسبب أزمة المحروقات على الجانب السوري، وازدياد الحاجة إليها مع تدني حرارة الطقس والبرودة الشديدة. وفي المقابل، يحصل سكان الجانب اللبناني على مواد غذائية أرخص ثمناً كالألبان والأجبان وبعض الأصناف الأخرى.

وأشارت المصادر إلى أنه في ظل التأزم المعيشي جراء الحرب تمثل الحدود متنفساً لسكان المنطقة، وقطع تلك الطرقات وتدميرها بشكل كامل يزيد معاناتهم، ويعرضهم للخطر الدائم حيث يقومون ببناء جسور مؤقتة خطيرة، أو يضطرون لعبور مياه نهر العاصي في أجواء شديدة البرودة.

القصير معقل لـ«حزب الله»

تقع منطقة القصير على الحدود مع لبنان، وتضم نحو 80 قرية وبلدة، يعيش فيها خليط ديني غالبية من السنة وأقليات من الشيعة والمرشديين والعلويين والمسيحيين، ومعظم سكان تلك المناطق من المزارعين الفقراء، حيث ترتبط القصير بمناطق الهرمل ـ بعلبك بعدة معابر منها جوسية ومطربا كمعبرين شرعيين والكثير من المعابر غير الشرعية كحوش السيد علي وجرماش والقصر وغيرها.

تبادل سلع ومحروقات عند جانبي الحدود السورية - اللبنانية لجهة المصنع في البقاع (أ.ف.ب)

ومنذ عام 2013 سيطر «حزب الله «على القصير بعد تهجير أهلها، وأصبحت أحد أبرز معاقله في سوريا، ثم استغل فقر أهالي القرى الشيعية لتجنيدهم في صفوفه، ومنحهم امتيازات مالية وسلطوية. وحسب مصادر محلية، تكتسب منطقة القصير أهمية استراتيجية كبيرة لدى «حزب الله»، وإن حركة الامداد فيها شهدت تراجعاً جراء التصعيد الإسرائيلي، مع الإشارة إلى عدم إمكانية قطعها تماماً لوجود طرق بديلة في جغرافية ممتدة على طول الحدود.

ومنذ بداية التصعيد الإسرائيلي على لبنان، استهدفت إسرائيل المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان 36 مرة، بحسب تقرير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أفاد، الثلاثاء، بأن الضربات الإسرائيلية على المناطق الحدودية جاءت في سياق تعطيل عودة النازحين إلى لبنان ومنع وصول الإمدادات والمساعدات إلى الداخل اللبناني، وقطع طرق إمداد «حزب الله»، ومنعه من نقل سلاحه من داخل الأراضي السورية باتجاه لبنان. وتركز القصف على المعابر الرسمية وغير الرسمية، بالإضافة إلى الطرق الترابية والفرعية في منطقة الحدود السورية - اللبنانية، مع استمرار المراقبة المكثفة للمنطقة الحدودية.

تدمير ممرات وجسور صغيرة بين لبنان وسوريا قرب القصير (الشرق الأوسط)

وحسب توثيقات المرصد، بدأت أولى الغارات في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأسفرت عن تدمير مواقع عدة، وخروج معابر رسمية وغير رسمية عن الخدمة، ما أعاق حركة عبور النازحين من لبنان إلى سوريا والعكس. كذلك تسببت هذه الضربات بمقتل 30 شخصاً، بينهم 4 من عناصر «حزب الله»، وشخص لبناني الجنسية، و6 من السوريين العاملين مع «حزب الله»، و8 مدنيين، إلى جانب ذلك، أصيب 22 آخرون، هم: 8 من قوات النظام وأجهزته الأمنية، و12 من العاملين مع الحزب، بالإضافة إلى إصابة مدنيين اثنين.