عودة «مظاهرات غزة» في الأردن بسقوف مرتفعة

مصادر رسمية: الاحتجاجات منظمة وقيادتها على اتصال بـ«حماس الخارج»

جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)
TT

عودة «مظاهرات غزة» في الأردن بسقوف مرتفعة

جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرة الداعمة لغزة في العاصمة الأردنية ليل الخميس - الجمعة (أ.ف.ب)

عادت الاحتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان، بحشود أكبر وتنظيم لافت وسقوف مرتفعة ومطالب مُكلفة، وشعارات «تُشكك بالموقف الرسمي الأردني»، وتطالبه باتخاذ خطوات تجاه العدوان على قطاع غزة، على الرغم من مضاعفة الأردن الرسمية جهوده الدبلوماسية الضاغطة تجاه الوقف الفوري لإطلاق وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

ولا تُخفي مراكز القرار الأردني قلقها مما يحدث منذ خمسة أيام في محيط السفارة الإسرائيلية. وترى مصادر رسمية أن ما يحدث يتطلب «مراجعات رسمية»؛ نظراً إلى طبيعة وحجم المعلومات المتوفرة عن «اتصالات خارجية ودعوات تدفع الشارع الأردني نحو التصعيد ضد حكومته».

وشهد محيط السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية اعتصامات لعشرات الألوف، وبدأت منصات إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «داخلية وخارجية» تدعو للمشاركة في تلك الوقفات الاحتجاجية التي تتصدرها شعارات مؤيدة لـ«حماس» و«كتائب القسام»، وتستعيد تسجيلات لقياداتها التي تطالب أهل الأردن بـ«التحرك».

وهذه الاحتجاجات تختلف عن تلك التي خرجت في الأيام الأولى من الحرب، والتي كانت احتجاجات شعبية عفوية ولا تتبع تنظيمات سياسية بعينها، بل إن تلك العفوية هي التي استدعت الأحزاب للحاق بها.

في هذه الأثناء، بدا واضحاً أن المحرك الرئيس لتلك الدعوات الاحتجاجية هو حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع الحزبية المرخصة لجماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في الأردن. وفيما يعد نفوذ التنظيم الأوسع في مناطق أردنية خارج العاصمة بمحافظات إربد والكرك والعقبة والزرقاء، فإن أعداد المشاركين كبيرة الأثر وليس الحضور فقط.

وتشير مصادر رسمية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، إلى «تنسيق بين قيادات من الحركة الإسلامية في عمان مع قيادات حركة (حماس) في الخارج، وأنها على اتصال لتلقي التعليمات منها، والهدف هو إقحام الشارع الأردني في معركة غزة، وتوسيع نطاق توتر جوار فلسطين المحتلة».

اللعب على العواطف

يعرف منظمو تلك الاحتجاجات أن ثمة عواطف عفوية تجاه مناصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وصموده في وجه حرب الإبادة التي يتعرض لها يومياً، خصوصاً بعد أن جاءت الدعوات لإقامة صلاة التراويح الرمضانية في محيط السفارة؛ لضمان تحقيق زحف أسفر عن وضع حواجز مرورية تسببت في ازدحامات خانقة بشوارع العاصمة، ليلة الخميس.


مقالات ذات صلة

السعودية تبرز نهضتها الثقافية في «مهرجان جرش»

يوميات الشرق يُقدّم مجموعة حِرفيين سعوديين أعمالاً مبتكرة أمام زوار المهرجان (وزارة الثقافة)

السعودية تبرز نهضتها الثقافية في «مهرجان جرش»

تستعرض السعودية تنوعها الثقافي والفني أمام زوّار «مهرجان جرش للثقافة والفنون 2024» في المدينة التاريخية الأردنية، وذلك خلال الفترة بين 24 يوليو و3 أغسطس.

«الشرق الأوسط» (جرش)
المشرق العربي صورة من الداخل لمجلس النواب الأردني (الديوان الملكي)

حل البرلمان الأردني... و«التواصل الاجتماعي» يحتفل بمغادرة نواب

أصدر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قراراً بحل مجلس النواب التاسع عشر، بعد ساعات من عودته إلى البلاد.

محمد خير الرواشدة (عمان)
يوميات الشرق رئيسة مهرجان عمّان السينمائي الدولي الأميرة ريم علي متوسّطةً الفائزين (إدارة المهرجان)

مهرجان عمّان السينمائي يختتم فعالياته ويتوّج أجمل حكاياته

«مهرجان عمّان السينمائي الدولي» يختتم دورته الخامسة ويوزّع جوائز «السوسنة السوداء» على مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية العربية والأجنبية.

كريستين حبيب (عمّان)
المشرق العربي إنشاء مكتب اتصال لحلف الناتو في عمان تطور طبيعي في العلاقة المتنامية (رويترز)

إنشاء مكتب اتصال لـ«الناتو» في الأردن

أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن إنشاء مكتب اتصال لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في المملكة، وبما يسهم في تعزيز علاقات التعاون المشترك مع الحلف.

«الشرق الأوسط» (عمان)
شمال افريقيا لقاء عبد العاطي والصفدي في القاهرة (حساب المتحدث باسم الخارجية المصرية على «إكس»)

رفض مصري - أردني لاستمرار سيطرة إسرائيل على معبر رفح

توافقت مصر والأردن على «الرفض الكامل لسيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني».

فتحية الدخاخني (القاهرة)

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
TT

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)
حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)

بعد أقل من يومين على تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد من اتجاه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نحو التصعيد، شنَّت قوات التحالف الدولي غارات جوية على مواقع ميليشيات رديفة للقوات الحكومية السورية تابعة لإيران في شرق سوريا، ليل الجمعة - السبت، وذلك رداً على استهداف قاعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في حقل غاز «كونيكو» بريف دير الزور، فيما أفادت مصادر إعلامية السبت بقيام طائرة استطلاع وتجسس أميركية بمسح جوي في المنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق وريفها وحمص حتى الساحل السوري ولبنان، كما شهدت الحدود السورية - العراقية، شمال شرقي محافظة الحسكة، تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي.

بالتوازي، شنَّت قوات الجو الروسية غارات مكثفة على مواقع لتنظيم «داعش» في بادية تدمر والسخنة في ريف حمص الشرقي، وفق ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يوم السبت، لافتاً إلى أن هذه الغارات جاءت بعد فترة من تسجيل تراجع ملحوظ في الغارات الروسية على مواقع تنظيم «داعش»، قياساً إلى أكثر من 100 غارة جوية نفذتها على مواقع «داعش»، في بادية حماة وحمص ودير الزور والرقة، خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.

وترافقت الغارات الجوية الروسية المكثفة السبت مع حملة التمشيط التي تقوم بها القوات الحكومية بدعم من سلاح الجو الروسي من بادية حماة الشرقية، وصولاً إلى بادية الرقة الغربية، وبادية تدمر والسخنة وجبالها في ريف حمص الشرقي وتلال البشري وكباجب والتبني ومعدان، جنوب دير الزور، وفق ما ذكرته مصادر محلية قالت إن غارات السبت تركزت على منطقة السخنة، وصولاً إلى كباجب وجبال البشري الممتدة على طول البادية، وترافقت مع تحليق طائرات استطلاع روسية.

وكان الرئيس الروسي قد حذر من أن «الوضع يزداد توتراً في الشرق الأوسط»، خلال استقباله الرئيس السوري، يوم الأربعاء الماضي، في موسكو، معتبراً «المباحثات مع الأسد فرصة لبحث كل التطورات والسيناريوهات المحتملة»، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء السورية (سانا)»، لافتة إلى أن الرئيس الأسد رد بأنّ كلاً من سوريا وروسيا «مرّ بتحديات صعبة واستطاعا تجاوزها دائماً»

وتوقعت المصادر ارتفاع درجة التسخين الإيراني - الأميركي شرق سوريا، حيث مراكز وجودهما الأقوى في سوريا والمنطقة، بهدف تعزيز كل منهما مواقعه، ولفتت إلى وجود مخاوف من استغلال تنظيم «داعش» التوتر الحاصل للعودة إلى نشاطه شرق سوريا، وربما هذا ما دفع الجانب الروسي إلى تكثيف غاراته على مواقع التنظيم بالتعاون مع القوات الحكومية، وفق المصادر التي رأت أن احتمال عودة نشاط «داعش» إلى سوريا والعراق سيخلط الأوراق ويدفع الأوضاع نحو المزيد من التعقيد.

مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، قال إن الميليشيات الرديفة للقوات الحكومية السورية التي تتبع إيران تلقت أوامر بالتصعيد ضد القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز «بعينها»، وقد تم استهدافها يوم الجمعة بـعشرة صواريخ، ويوم الخميس بثلاثة.

وردَّت قوات التحالف على تلك الضربات السبت دون إيقاع خسائر بشرية، واعتبر عبد الرحمن تبادل الضربات الإيرانية - الأميركية «رسائل متبادلة بين الطرفين».

من جانبه، أفاد موقع «صوت العاصمة» بقيام طائرة استطلاع وتجسس أميركية من طراز RQ - 4B Global Hawk بمسح جوي استمر لأكثر من 21 ساعة متواصلة. وبحسب الموقع «تركز المسح في المنطقة الجنوبية والعاصمة دمشق وريفها وحمص حتى الساحل السوري ولبنان»، دون ذكر تفاصيل أخرى أو مصدر المعلومة، فيما قال موقع «الخابور» إن تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي جرى السبت على الحدود السورية - العراقية شمال شرقي الحسكة.